
وFloarea Popescu
Fareed Zaffour
Manal Zaffour
حكاية هاﻷسمر اللون …
في تل الحريري (مملكة ماري)..وجد آلاف وآلاف الرقيمات. فيها أناشيد وأغاني وأشعار زجلية. تعد من أقدم ماعرف بالتراث الثقافي الانساني اللامادي…والطريقة اللي دونت فيها الرقيمات كانت بغالبيتها زجل..يعني شعر مغنى (المعنى’) وعرفتنا هالرقيمات على جانب مهم من فكر الانسان السوري..واللي بيهمني احكي عنه باختصار شديد جدا هو علاقة الدين بالموسيقا والشعر… فبرأي السوريين انو اﻵلهة شبيهة بالانسان..فهي بتاكل وبتشرب وبتتزوج وبتحزن وبتفرح وبتحب الكلام الحلو والموسيقا ولكن هي خالدة ما بتموت وهيدا الفرق ببنها وببن البشر..لهيك لجأ السوريين لطريقة حلوة للتواصل مع آلهتن..لجأوا للموسيقا والشعر المغنى ..الزجل…فاذا أراد السوري شي من اﻵلهة ..بيغنيلها ردية زجل فبتحققله مطالبه فورا ﻷنها بتحب الموسيقا والشعر..وهيك صلاة السوري ﻵلهته كانت شعر..زجل…وموسيقا..وهي من أجمل أنواع الصلاة..
ومن هالرقيمات المدونة من آلاف السنين وجدنا أقدم أغنية حب زجلية…كلنا منعرفا ومنتأثر فيا ومنغنيها لهﻷ بنفس اللحن والكلمات…رح احكيلكن حكايتها:
كلنا منعرف انو أوروك (العراق) وبرعو شمايو (بلاد الشام) أرض وحدة وتراث واحد عبر التاريخ..
بتقول الحكاية انو في شب سوري سافر على العراق للتجارة..وبما انو ابيضاني وغريب …انعرف فورا بكل المدينة وطبعا عشقوه كل صباياها ..وهو كتير مهذب وخلوق ما عبرهن ( طبعا انغر وشاف حالو..)..وهيك لحتى وقع نظره على صبية كتير حلوة سمرا و عيونها سود وساع …وفورا وقع بغرامها.وصار يحاول يتوددلها ويحكي معا ويبعتلا مراسيل ويتحركش فيا وماخلى طريقة ليوصلها..وما نجح …وهي ما ردت عليه واتدايقت منه على جرأته…وهون الشب ما يأس وألف ردية زجل وعطاها لموسيقي ولحنها وغناها وصار الحي كله يغنيها وبعدين صارت المدينة كلها تغنيها….لوصلت لمسامع الصبية
بتقول الغنية: هودي شمار اللون..هودي الشومري
هاﻷسمر اللون ..هاﻷسمراني
تعبان يا قلب خيوه ..هواك خلاني
يابو عيون وساع ..حطيت بقلبي وجاع
بعطيك سبع رباع خيوه من عين رمداني
يابو قمر فضة …على ايش هالبغضة
بعطيك تا ترضى خيوه من العين رسمالي
ورجع الشب السوري عبلاده ..وتعبت الصبية وهي عم تدور عليه فقررت تستخدم نفس اسلوبه فردت عليه بغنية زجل عاﻷغلب هي: قللي يا حلو منين الله جابك
قد ما انجرح قلبي من عذابك
.انتقلت من مدينة لمدبنة حتى وصلت للشب ..ورجع ردلها بزجلية: فوق النخل فوق فوق
مدري لمع خدك..مدري القمر فوق
….ولهﻷ ماخلصت الحكاية ولا الها نهاية..وهيك بعدن من آلاف السنين لهﻷ بيألفو لبعض رديات زجل مليانة حب ونحنا السوريين والعراقيين منغنيلن اياها….بنفس الوجع ونفس المحبة وبصوت واحد وقلب واحد…هالاسمر اللون…