الغلابة

الإخوان يلعبون ورقة الفقراء على الشبكات الاجتماعية

  • وصف المصريون على الشبكات الاجتماعية أصحاب دعوات التظاهر التي أطلقها منتسبو “حركة غلابة” بالخيانة، مؤكدين أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين ويحاولون زج الفقراء في أجندات سياسية يساومون بها النظام المصري.

العرب  [نُشر في 2016/11/11، العدد: 10452، ص(19)]

القاهرة – منذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر الجمعة الـ11 من نوفمبر الجاري، تحت عنوان “ثورة الغلابة (الفقراء)” للمطالبة برحيل النظام.

وحظيت الدعوة بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت سمته الأبرز تخوين أصحابها الذين يتخذون من تركيا مركزا لهم، وفق مصادر صحافية.

وجددت “حركة غلابة، في بيان لها مساء الأربعاء، عبر صفحتها بموقع فيسبوك، دعوتها للمواطنين بالتظاهر الجمعة، وما بعدها، لـ”إسقاط النظام”.

ونقلت وسائل إعلامية محسوبة على جماعة الإخوان عن نور الخطيب، عضو الحركة، تهديد الحركة باللجوء إلى العنف.وتستقطب الصفحة على فيسبوك حوالي 100 ألف متابع.

وباتت الدعوات إلى التظاهر والاحتجاج تشبه كرة لهب يتقاذفها الجميع، خاصة أن مصر تمر بظروف حرجة سياسيا واقتصاديا بعد عامين من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أطاح بحكم “جماعة الإخوان المسلمين”، المصنفة إرهابية في مصر، في الـ30 من يونيو 2013، بعد 3 أعوام من الفوضى التي ضربت البلاد في أعقاب اندلاع ثورة يناير 2011.

ووفق إحصائيات رسمية تتجاوز نسبة الفقر في مصر الـ27 بالمئة. في المقابل أطلق معارضون للدعوة هاشتاغات على موقع تويتر مثل “مش نازلين (لن ننزل) 11 – 11”، و”#كلمة_لخونة_11_11” و”#نتصدى_لأهل_الشر”، على موقع تويتر.

وتصدر الجمعة هاشتاغ #خدعوك_فقالوا_ثورة_غلابة، قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا.

“حركة غلابة” حركة وهمية لإيهام الناس بأن هناك حركات تدعو إلى الثورة

وعبر نشطاء تويتر عن غضبهم من تلك الدعوات، مؤكدين على عدم استجابتهم لها، ورفضهم لمبدأ التظاهر خلال الفترة الحالية، بسبب الأزمة التي تمر بها مصر. وقال مغردون إن “يوم الـ11 من نوفمبر سيكون إعلانا عن شهادة وفاة جماعة الإخوان الإرهابية إلى الأبد”. ونُسبت دعوات التظاهر إلى واحدة من أحدث الحركات الإخوانية، التي أطلقتها الجماعة من الخارج، والتي تحمل اسم “غلابة”، مستغلة تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار التي تعاني منها قطاعات واسعة من الشعب. ولجأ الداعون إلى الاحتجاج إلى البعض من الأساليب مثل الكتابة على الجدران في الشوارع والتدوين على العملات الورقية.

وإذا كان الجواب المنطقي للسؤال عن هوية من أطلق تلك الدعوات يؤشر إلى “جماعة الإخوان” صاحبة المصلحة في العودة بالبلاد إلى الفوضى، أملا في استرداد السلطة بقناعات حالمة تروج لإمكان عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي، يظل التساؤل الأكثر إلحاحا: ما الحجم الحقيقي لمن أطلقوا تلك الدعوات؟ وهل لـ”جماعة الإخوان” المحظورة خلايا نائمة تستطيع الدفع في اتجاه ثورة ثالثة؟

وتنفي جماعة “الإخوان” المسلمين علاقتها بالدعوة، لكنها تدعم أي تحرك مناهض للنظام الحالي.

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن كل الدلائل تشير إلى علاقة الإخوان بحركة “غلابة”، لافتا إلى أن الإخوان يهمهم أن يتمكنوا من ورقة ضغط جديدة ضد الدولة والنظام، وذلك بعدما فقدوا جميع أوراق ضغطهم.

وأضاف لصحيفة محلية مصرية أن الإخوان يعتبرون استعادة السيطرة على الشارع والتحكم في إيقاعه من خلال استغلال الظروف الاقتصادية، أهم أولوياتهم ليحوزوا ورقة ضغط يساومون بها الدولة حول ملفاتهم العالقة، سواء المتعلقة بالأحكام الصادرة ضد قياداتهم أو ملف الهاربين أو ملف المصالحة وعودة الإخوان إلى المشهد السياسي.

وأكد الباحث الإسلامي، أنه ثبت أن تلك الحركات جميعا سواء أكانت مسلحة أم ميدانية ثورية فإن قيادتها تتركز في تركيا.

وفي السياق ذاته، قال طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن “حركة غلابة” من ضمن الحركات الوهمية التي يدشنها الإخوان في الفضاء الإلكتروني لخداع الناس وإيهامهم بأن هناك حركات غاضبة تدعو إلى الثورة.

وفي منتصف أكتوبر، توقع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تصريحات صحافية، فشل دعوات “ثورة الغلابة”، المطالبة برحيله. وقال السيسي “المصريون أكثر وعيا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يُسيء، لذا كل الجهود التي تُبذل من جانب هذه العناصر وأهل الشر (مصطلح يستخدمه عادة ضد مناوئيه) مصيرها الفشل”.

وطالب السيسي، مساء الإثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ”اليقظة والحذر”، وذلك خلال اجتماع ضم وزيري الدفاع، صدقي صبحي، والداخلية مجدي عبدالغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، توحيد توفيق عبدالسميع، ومدير المخابرات الحربية، محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة، خالد فوزي.

وبحسب تقارير محلية أعلنت أجهزة الأمن، الأربعاء، حالة الاستنفار الأمني القصوى ورفع حالة الاستعداد إلى الحالة “ج” (الحالة القصوى للاستعداد الأمني)؛ تحسبا لدعوات التظاهر.

ونقلت صحيفة أخبار اليوم المملوكة للدولة، عن مصادر أمنية لم تسمها قولها إنه “تم وضع خطة أمنية محكمة للتأمين، تعتمد على الانتشار المكثف في جميع الأنحاء والميادين العامة والشوارع الرئيسية؛ للتصدي لأي محاولات خارجة عن القانون”.كما شملت الخطة تكثيف التواجد الأمني في معاقل جماعة الإخوان المسلمين.

من almooftah

اترك تعليقاً