9fa81945a5a546276af1732168e35725
خاطرة صباحي لهذا اليوم من كتاباتي
” بذور الحوار تُزهر بالمحبة” لكني أكتب مقالي هذا بكثير من الألم ، الكثير من الألم ….. الحوار الإيجابي ، يزرع بذور المحبة في بساتين الروح ويرويها بالقناعات لتنمو وتزهر رضا واحتراما ومحبة وجمالاً ووفق ما أر ى فإنه يمكن تصنيف الحوار إلى نوعين اثنين ولكل نوع أشكال مختلفة وهما : 1- الحوار العيني : وهو الحوار الإيجابي الذي يعتبر أساساً لبناء الثقة ، و التي ستكون اللبنة الأولى التي سيستند عليها الاحترام الذي سيرويه الحب ، ويكفي أن نذكر مثالاً حول ذلك في الحوار الإيجابي في العلاقة الزوجية بين الزوجين . فهذا الحوار الإيجابي الذي يروي القلوب المتسائلة بالوعي ، ويعطر الأرواح المتآلفة بعطر القناعة الذي يولد العشق للقناعة ، فتنمو شجرة الأسرة في مناخ الألفة والمودة لتثمر ثماراً جميلة تحمل الحب نبراساً ، والمعرفة طريقاً ، وهذا سيجعل من تلك الأسرة تعبر إلى بر الأمان الروحي والسلام الذاتي والخلاص الإنساني نحو الوعي الكوني الراقي ، فيكثر الأصدقاء والمحبين وتزدان العلاقات الجميلة بروابط المحبة والود فيما بينها لتشكل مجتمعاً صغيراً يسوده الحب وعشق الجمال . وهنا لا بد من لغة للحوار الإيجابي ، ولا بد من أن تكون لغة ذات مفردات ممزوجة بالمعرفة والاطلاع ، والاحترام ، وبكثير من الراحة والود والشفافية . 2- الحوار الاستقرائي : وهو كحوار النفوس ، وحوار الأرواح وحوار العيون وحوار القلوب ، حيث لا حاجة للغة ولا لمفردات ، بل لقلوب عاشقة للخير الشمولي ، ونفوس تواقة للأمان ، وأرواح عطشى للخلاص ، وحيث يروي الحب الواعي بساتين القلوب بماء المعرفة لتثمر بالحب الكوني الذي يغذي البقاء . من يمارس الحوار الإيجابي تنفتح أمامه مساحات الأمل ، فتتسع مدراك روحه ، ويحلق في فضاء المحبة مغرداً بين الناس بحوار الحب الكوني ، ولذلك يعمّ السلام قلبه ، والرضا روحه ، وتنفتح أمام تفكيره نوافذ الحياة ، والرزق ، والطمأنينة ، فيُحبّ الناس ، ويحبّه الناس ، ويكون محبوباً بين البشر ، ومحبوباً لدى الخالق . أما من ينغلق على ذاته ، ويتقوقع ، فإن بساتين روحه ستجفّ بهجير الوحدة ، وسيقسى قلبه حتى يفقد الأمل بالذات وبالمستقبل ، وعندها سينظر إلى الناس بحقد أسود ، فيكره الناس ، ويكرهه الناس ، وتعلو فوق فكره سحابة الاكتئاب المظلمة ، فيرى كل من حوله أعداء ، ولكنه سيفقد القدرة على الإحساس بالزمن الذي لا يعرف الانتظار أو العودة إلى الوراء ، وسيحكم على نفسه بالبقاء منبوذاً ، وحيداً في زاوية باردة ومظلمة ، يلوم الأقدار ويندب حظوظه التي ألقى بروحه في دهمائها ، فيما العالم يسير أمامه غير مكترث لما جناه على نفسه … نصيحتي لكم ، وبكل جوارحي – وبألم شديد جداً – : مارسوا الحوار الإيجابي وبفرح ، وليكن عشق المعرفة ، والروح الجميلة ، والسلام الكوني هي أدواتكم من أجل نثر بذور الخير في الآخرين ، لأنكم بذلك ستتركون بصمة إلهية مقدسة في قلوب ونفوس وأرواح من تحاورون . إياكم والتقوقع ، فإنه يميت الروح ، وتنشب الأفكار السوداء أنيابها وأظافرها في نفوسكم ، فتتحولون إلى كائنات هامشية لا وزن لها ولا مكان ، ولا رأي ، ولا عنوان ، وستصبحون عمياناً لا تستطيع عيونكم أن ترى جمال الكائنات والحياة ، ولا تعرف قلوبكم كيف تنبض بالحب ، ولا تدرك أرواحكم معنى الإيمان الحقيقي بالوعي الكوني وستظلون تائهين في ظلام أنفسكم ، ومتقوقعين على ذواتكم ، إلى أن تصبحوا فاقدين القدرة على التعبير وحتى على القرار ، وستعمى بصائركم عن حقيقة الوجود ، فتهربون إلى الخرافات ، أو تعلقون ما أصابكم على مشجب الأقدار ، أو كتب الدين ، وستعجزون عن إيجاد المفردات حين تتواجدون بين الناس ، فتصبحون بُكماً ، وصُمّاً عن لا تستطيع آذانكم سماع أنغام الفرح لأن قلوبكم السوداء قد سدت الطريق … لا تتقوقعوا ، ولا تسدلوا ستائر الأفكار السوداء على حياتكم وأرواحكم ، لأنكم ستعتقدون بأن الدنيا أظلمت ، ولكن ستائر أفكاركم التي خلقتموها هي في الحقيقة التي أظلمت دنياكم ، وحياتكم ، فنبذكم الحب ، وتجاوزكم الزمن ، وفقدتم القدرة حتى على معرفة الفرح ، وسيقودكم تقوقعكم في زوايا الحياة إلى الظن ، ومن ثم إلى الإحباط ، وبعده ابتعاد الناس ، ثم الوحدة ، ولذلك سيبتعد الفرح ، وسيسافر الأمل من قلوبكم بعد أن استوحش من الوحدة و الظلام ، و عند ذاك ، ستهب ريح الشقاء لتطفئ شمعة الحلم … ولكم الخيار الآن قبل أن يأتي زمن يصبح لا خيار لكم …
أدهم وهيب مطر .
syr_sympho_jan06

 

من almooftah

اترك تعليقاً