التناسل في الإبل :

الجهاز الناسلي الذكري: يتألف من :

أ‌- خصيتان تتدليان بين الفخذين تحت فتحة الشرج

ب‌-القضيب : يوجد في جيب مثلثي الشكل متوضع بين القائمتين الخلفيتين.

الجهاز التناسلي الأنثوي:

يتوضع تحت الذنب ويشبه في تركيبه الجهاز التناسلي لدى معظم الحيوانات اللبونة ويوجد بين القائمتين الخلفيتين ضرع يختلف بحجمه وشكله حسب السلالة. يتألف من أربع غدد لبنية يتبع لكل حلمة غدة وتسمى هذه الغدد بالأرباع وتختلف أشكال الحلمات حسب السلالات أيضاً وغالباً مايشبه شكل الضرع في الإبل شكل الفنجان.

البلوغ الجنسي:

يتأثر بالعديد من العوامل الوراثية والبيئية وعمر الحيوان ووزنه وتغذيته ويكون البلوغ الجنسي في الإناث بعمر ثلاث سنوات والنضج الجنسي بعده بعام تقريباً وقد يتأخر البلوغ لدى الإناث في بعض المناطق ذات البيئة القاسية حتى ست سنوات.

يصل الذكر لمرحلة البلوغ الجنسي بعمر سنتين إلى ثلاث سنوات ولكن يتأخر في النضج الجنسي الكامل حتى عمر ثماني سنوات في المتوسط.

موسم التناسل:

للإبل موسم للتناسل يمتد من تشرين الثاني حتى آذار ، ويكون في الذكر أطول قليلاً من الإناث ويطول في الذكور مع تقدم العمر، ويتوقف طول موسم التناسل على جودة تغذية وصحة الحيوان.

يمكن أن يحدث للأنثى عدة دورات شبق خلال الموسم الواحد وأن طول الدورة في المتوسط 23.4 أي من 20-25 يوم تقريباً وقد تمتد حتى 28 يوم في الدورة يحدث الشياع الذي يمتد من 1-7 أيام وتحدث للأنثى خلاله علامات وتغيرات مميزة من الناحية السلوكية والفيزيولوجية والتشريحية حيث تكون دائمة القلق والخوار رافضة العمل طالبة الذكر ، ويلاحظ عليه انتفاخ وتورم في المهبل وفتحة الحيا وتنزل منه بعد 2-3 أيام سائل لزج شفاف ذو رائحة مميزة مع ارتفاع الذيل إلى الأعلى وتطلب صحبة الذكر وتقل شهيتها للأكل.

أما الذكر فتزداد شراسته وهياجه ورفضه للعمل وتقل شهيته للطعام بل يرفضه غالباً فيضمر جسمه ويحدث صوتاً يسمى بالهدير كما يرشح بوله ويرشه على صلبه بواسطة شعر الذنب فيعطي لوناً داكناً من تكرار العملية، وقد يصاحب ذلك بعض الإسهالات وتغيرات في بعض مكونات الدم.

الجماع:

يبدأ الذكر بالتقرب من الأنثى الشبقة ثم يقوم بشم المهبل وقد يعضها من خلفها أو من أفخاذها ثم يدفعها لتجلس على الأرض ويجلس فوقها على قوائمه الخلفية فقط وبالتالي يعلوها ويضمها بقوائمه الأمامية ثم يتم الإيلاج غالباً بدون مساعدة أحد.

وإن متوسط فترة الجماع 12-30 دقيقة وأحياناً تطول إلى ساعة، ويقذف الذكر حوالي 3سم (1-10) سم في المرة الواحدة ويكون قوام سائله المنوي كثيف ولزج وذو لون أبيض وحموضته PH 7.8 . ويخصص عادة ذكر واحد جيد الصحة لك 50-80 أنثى ويمكن أن يلقح 3 إناث في اليوم الواحد على الأكثر ولاتلقح الناقة عند بداية فترة الشياع بل بعد ظهور السائل اللزج من فتحة الحيا وعند شعور الأنثى بالحمل تظهر حركة تعرف بالشوال أو دوسة الفحل فترفع ذنبها ورأسها إلى الأعلى والخلف وتنزل قطرات من البول عندما يدنو منها الفحل أو الإنسان.

الحمل :

إن فترة الحمل للناقة هي (370) يوم بالمتوسط (355-389) وغالباً ما تكون الولادة في فترة توفر الغذاء ونمو المراعي ، وعادة تحمل الأنثى كل عامين مرة واحدة وقد تقصر أو تطول حسب صحة الناقة وعمرها وتغذيتها ، وترضع النوق حوارها عاماً كاملاً ثم تحيل ويعود ذلك ربما إلى الظروف الصحراوية القاسية التي تعاني فيها الإبل من نقص في المراعي وامتداد فترات الظمأ، وقد ترتفع فترة الإخصاب إذا تحسنت الظروف المعيشية . والخلاصة فإن النوق ترضع عاماً وتحمل عاماً.

إنتاج الحليب :

تتمتع الإبل بقدرة عالية على تحمل الظروف المعيشية والبيئية الشحيحة في المناطق الجافة والشديدة الجفاف وبالتالي قدرة عالية على تحويل المصادر الغذائية المحدودة والمبعثرة في تلك المناطق إلى حليب ولحم وصوف ومنتجات حيوانية أخرى يجعلها المصدر الأساسي لتغذية البدو الرحل من سكان تلك المناطق.

ويعتبر الحليب من أهم منتجات الإبل، وإن النظم المختلفة للتربية وطريقة الحصول على حليبها واختلاف ظرف حياتها تجعل من الصعب تقدير الإنتاجية الحقيقية لها. حيث أن البعض يحلب مرة واحدة في اليوم كما في الجزيرة العربية. وقد تصل عدد مرات الحلابة حتى ستة مرات كما هو عند قبائل الحبشة والقرن الأفريقي وهذا يؤدي إلى الحصول على تقديرات إنتاجية عالية قد تصل إلى 25 كغ في اليوم كما هو الحال في الباكستان. ولكن التقديرات الإنتاجية المعقولة هي 10-15 كغ للناقة في اليوم الواحد عند قمة الإنتاج الأعظمي ومن ناحية أخرى فإن طول موسم الحلابة هو الآخر يختلف من بلد لآخر وفي المتوسط يكون من 10-16 شهر وهذا يتوقف على عوامل عديدة أهمها تباعد أو قصر الفترات مابين الحمل والآخر فكلما كانت مرات الحمل متباعدة زاد طول موسم الحلابة وبالتالي ازداد كمية الناتج من الحليب ومن الجدير بالذكر أن فترة الرضاعة التي هي بالمتوسط 12 شهر يستهلك المولود خلالها نصف إنتاج الأم من الحليب والنصف الآخر يحصل عليها المربي لسد احتياجه الشخصي.

وعادة يلجأ المربين إلى تحديد فترات الرضاعة يربط غطاء حول الضرع لايرفع إلا حين موعد الرضاعة هذا وإن إنتاجية الناقة من الحليب يحدده أيضاً سلالة الحيوان وعوامله الوراثية ووفرة الغذاء والحالة الصحية وعدد مرات الحلابة والظروف البيئية المختلفة وطريقة التربية.

وإن إنتاجية الناقة للحليب حددت على أساس (305) يوم وقد قدر الإنتاج خلال هذه الفترة في ليبيا بـ2790 كغ وفي الصحراء الكبرى بـ1206 كغ للناقة.

ومن الملاحظ أنه إذا كانت الناقة تحلب مرتين في اليوم تكون الحلبة الأولى في الصباح الباكر والثانية عند الغروب ويفضل وجود وليدها بجانبها حتى لا تمتنع عن الإدرار وغالباً ما يحلب نصف الضرع ويترك النصف الآخر كي يرضعه المولود ويستحسن السماح للناقة بالراحة قبل الحلابة وبعد الرعي حيث أن قلة الراحة تؤدي لقلة عطائها من الحليب.

ويستعمل حليب النوق لغذاء الإنسان ويستعمل مباشرة بعد حلبه حيث أنه يتخمر بسرعة تفوق حليب الحيوانات الأخرى وقد يحصل منه على جبن وسمن ويستعمله الرعاة بوضعه في قربة صغيرة تسمى (الصميل) يعلقها على جانب الناقة غير المعرض للشمس أثناء المسير ويكون بالتالي غذاء أساسي للراعي ويستعمل أحياناً الحليب لتغذية الخيول بعد تخفيفه بالماء.

وفي بعض المناطق يستعمل الرسوب كمادة ملينة ويتمتع حليب الإبل بخاصية شربه من قبل الإنسان بدون غلي وله رائحة محببة من قبل الذين يستهلكونه وهو غني بمكوناته الأساسية الضرورية لتغذية الإنسان. وكذلك فإن البروتين الموجود في حليب النوق يحتوي على الجلوبيولين المناعي بدرجة عالية Imuno-Glubulins والتي تشكل أساس الأجسام المضادة المناعية وكما تلعب دوراً أساسياً في الوقاية لكثير من الأمراض المعدية والسارية في الحيوان والإنسان.

إنتاج اللحم :

يعتبر لحم الإبل مصدر هام للبروتين الحيواني وهو لايختلف في جودته عن لحم العجول أو الأغنام وخاصة إذا كانت الذبيحة صغيرة العمر أقل من ثلاث سنوات فإن البدو يذبحون الإبل في المناسبات وللضيافة ويفضلون الصغيرة منها والتي يتراوح عمرها من 4-6 أشهر ، وأن لحم الإبل يعتبر المصدر الثاني من منتجاتها الاقتصادية حيث أن المصدر الأول هو الحليب وإن تجارة الإبل بهدف تسويقها للذبح تعتبر تجارة رابحة في البلدان المنتجة لها مثل الصومال والسودان وأيضاً في البلدان المستهلكة لها مثل السعودية ومصر وليبيا وأخذت هذه التجارة تزدهر بعد أن تغير نوع تربيتها من حيوانات للعمل إلى اللحم لذلك تزايدت أعداد الإبل في البلدان المنتجة لها.

هذا وإن الإبل تتمتع بكفاءة عالية في الاستفادة من الغذاء خاصة مواد العلف الفقيرة وتذبح الإبل بعمر 3-10 سنوات وعندما يكون وزن الذبيحة 300 كغ ومافوق ويكون بحدود 450-550 كغ وأن نسبة التصافي بحدود 48.8 % في الذكور و 51.4% وفي الإناث 47.4% ومما يميز الذبيحة هو أن نسبة الأرباع الأمامية أكبر من الخلفية وهي بحدود 58% للأرباع الأمامية و 48.8 % للأرباع الخلفية. وإن السنام يشكل بحدود 2% من الوزن. ومن الملاحظ أن الحيوانات البرية ومنها الإبل أن نسبة تصافيها مرتفعة وهذا لاينتج عن ترسيب الدهن في الأنسجة كما في الحيوانات التقليدية الاقتصادية ولكن من زيادة نسبة الأنسجة العضلية لهذا فإن نسبة البروتين الحيواني بالنسبة لوزن الحيوان تكون عالية. ولقد ثبت علمياً من خلال التحليل الكيميائي غنى لحم الجمال بالجليكوجين أو النشاء الحيواني بزيادة عما يتوفر في لحوم الأبقار والأغنام.

تسمين الإبل:

عند بقاء الإبل في المراعي طيلة العام فإنها تخسر من أوزانها في الشتاء ولوحظ أنه من كانون الأول وحتى نيسان نقص وزن الجمل 19.7% عند الأمهات وعند الذكور بلغ 10.1% بعمر حتى 4 سنوات وبعمر 3 سنوات 9.1 % وبعمر سنتين 4.8% أما التي لم تزل ترضع من أمهاتها فلم يتأثر وزنها بسبب اعتمادها على حليب أمهاتها. ومثل هذه الملاحظات في انخفاض الوزن الحي للحيوان توجب تقديم الأعلاف المركزة خلال الشتاء ، وكذلك يجب عدم الاعتماد على المراعي الطبيعية في سنين القحط والجفاف بل يجب تقديم العلف لها.

ولقد دلت الأبحاث المجراة في أحد معاهد تربية الجمال أن الفقد الحاصل في الأوزان الحية في الشتاء يعاد تعويضه تدريجياً خلال فترة الرعي في أشهر نيسان وأيار، وتصل الجمال إلى أقصى أوزانها خلال شهري أيلول وتشرين الأول.

وقد دلت أبحاث بعض العاملين في تربية الجمال أن الزيادات اليومية في الأوزان الحية للجمال ذات التسمين الضعيف قد بلغت 606 غ في الفصائل التي بعمر سنة و 1341 غ في الجمال التي بعمر سنتين و 1504 غ في التي بعمر 3 سنوات وذلك خلال فصل الربيع من آذار وحتى أيار ( غادري 1983).

أما في فصل الصيف من حزيران إلى آب فإن الزيادات اليومية تنخفض حتى 311 غ في الفصائل ذات عمر سنة و 328 غ في السنتين و 318 في ذات الثلاث سنوات وذلك بسبب انخفاض نوعية المراعي وجفاف نباتاتها وتحول بعضها إلى أشواكاً قاسية وتحول كثير من النباتات العصيرية به بفضل حرارة وأشعة الشمس إلى مواد جافة فترتفع فيها نسبة المركبات الأتيرية والزيوت غير المرغوبة فتنتج عنها طعوماً غير مستساغة وابتداء من أيلول وتشرين أول عند انخفاض حرارة الشمس تعود لتنتعش هذه النباتات وترتفع نوعيتها الغذائية وبالتالي تزداد الأوزان الحية يومياً للجمال التي تتغذى عليها فتصل إلى 916 في الفصائل بعمر سنة و 798 في ذات السنتين و815 غ في ذات الثلاث سنوات.

أما الأوزان الحية للجمال البالغة فتلاحظ على النحو التالي:

961 غ في فصل الربيع 250 في الصيف 608 غ في الخريف ومن هذه المعطيات نستنتج أن التسمين الفعال للجمال يسير خلال فترتين هما الربيع والخريف. ومن ناحية أخرى فإنه عند وجود المراعي الغنية والتغذية الجيدة فإن وزن الجمال الفتية في عمر سنة يصل إلى مايفوق وزنها عند الولادة بحوالي 5.5 مرة وفي عمر سنتين يتجاوز 9 مرات وقد بلغ متوسط نسبة التصافي في هذه الجمال حوال 58% – 62.7%.

وقد دلت المعلومات عن بعض معامل تصنيع لحوم الجمال أن نسبة تصافي الذبيحة بعد ذبح 553 بلغت كما يلي : (غادري 1983)

– في الجمال ذات التسمين المكثف حوالي 58.9 %

– في الجمال ذات التسمين المتوسط حوالي 51.2%

– في الجمال ذات التسمين المنخفض حوالي 43.6%.

وكذلك فإن دهن السنام والدهون الأخرى الموزعة في شتى أجزاء الذبيحة تتعلق بدرجة تسمين الحيوان ، فعند التسمين الكثيف تبلغ نسبة دهن السنام حوالي 82.1% من الاحتياطي العام للدهن في الذبيحة و 86.1% عند التسمين المتوسط وترتفع إلى 93.3% من الاحتياطي العام عند التسمين المنخفض.

وهذه المعلومات تؤكد أن دهن السنام يخدم كاحتياطي للحيوان يستفيد منه أثناء انخفاض التسمين ، وتصنف الجمال المراد تسمينها إلى ثلاث مجموعات:

البالغة وهي بعمر 4 سنوات وأكثر، الفتية من 2-4 سنوات – الفصائل بعمر دون سنتين.

وتحدد درجة التسمين كما يلي :

1-التسمين المكثف: وفيه تكون العضلات نامية بشكل جيد وشكل الجثة مدور واللوح والكفل ممتلئة والسنام مكتنز بالدهن ومنتصب عمودياً على الجسم أو مائلاً قليلاً وقمته عريضة وغير مستدقة وقاعدته عريضة أيضاً ومكتنزة بالدهن.

2- التسمين المتوسط: وفيه تكون العضلات نامية بشكل مقبول والكفل ممطوط قليلاً والسنام مكتنز بالدهن ولكن بحجم قريب من نصف الحجم السابق ومائل إلى إحدى الجهتين وقاعدته على الظهر غير غليظة ولا مكتنزة بالدهن.

3- التسمين المنخفض: وفيه لاتكون العضلات نامية بشكل مقبول وتبدو الأضلاع بارزة والكتف واللوح نحيفان والسنام هزيل للغاية وفيه كميات ضئيلة من الدهن.

الخصائص الغذائية للإبل:

تتميز الإبل وخاصة وحيدة السنام بقدرة كبيرة على المعيشة في المناطق الجافة التي تندر فيها مصادر الغذاء ومياه الشرب ويستطيع الجمل الذي لايعمل أن يعيش معتمداً فقط على مايحصل عليه من نباتات المراعي وأن ماقد يحتاجه هو الملح خاصة إذا خلت المنطقة من النباتات المحلية مثل القطن والسوادة. ويتغذى الجمل عادة على الأشجار والشجيرات والنباتات العشبية الطويلة ماعدا شجرة الزيتون وبعض النباتات البرية مثل الحمص وشجيرة الشلوة، والجمل الذي يعتمد كلياً في التغذية على الرعي يجب أن يمض من 6-8 ساعات في المرعى يومياً وهذه تحتاج إلى 6 ساعات للاجترار ويمكن للجمل أن يبقى طول النهار في الرعي وحتى في الأوقات الحارة ولكن الأفضل أن يرعى في الصباح وبعد العصر وإعطائه فرصة للاجترار والراحة في وسط النهار.

وإذا كان الجمل مكلف بالعمل فيجب أن يعطي وجبة داعمة من الحبوب مساء.

ومن عادة الإبل في الرعي صغر حجم القضمة الواحدة من النبات مع عدم تركيز الرعي في منطقة صغيرة, وهذه العادة هامة جداً في المحافظة على المراعي من التدهور نتيجة الرعي الجائر.

وإن الإبل تقبل على عدد كبير من نباتات المراعي أي أنها واسعة الاختيار وليست كالأنواع الأخرى من الحيوانات.

إن نمط الرعي في الإبل لايكون بشكل مناطق دائرية حول مركز مياه الشرب كما في الأبقار بل يكون في مساحات واسعة بين عدد من مراكز المياه مع دائرة متسعة حول كل نقطة مياه وأيضا تتحدد طول مدة الرعي والمساحة التي يرعى فيها الجمل على وفرة الغذاء وليس على وفرة المياه حيث تأتي وفرة المياه بالدرجة الثانية لأن الجمل صبور على العطش. وفيما يلي نبين أقصى مسافة بين منطقة الرعي وموقع المياه المتوفرة للشرب باختلاف نوع الحيوان وحالة الرعي (المسافة بالكيلومتر).

وقد حددت حمولة المرعى في دراسة المنظمة العربية عن إنتاج الأعلاف والحليب وللحوم الحمراء في العراق (1979) نقلاً عن السيد محي الدين الخطيب والسيد عبد الوهاب علي محمد

وفي تجارب أجريت في معهد الصحراء في مصر لوحظ أن الإبل تتناول غذائها ببطء أكثر من الأغنام وعلى فترات أقصر تتخللها فترات للراحة والاجترار. ولوحظ أيضاً أنه عند التغذية على علائق خشنة من مخلوط التبن مع الدريس فإنها تتناول الاثنان معاً بدون تفرقة بينما الأغنام تبحث عن قطع الدريس وتتناولها أولاً ثم تبدأ بعد ذلك بتناول التبن.

الاحتياجات الغذائية:

إن تقدير الاحتياجات الغذائية لحيوانات المراعي والحيوانات البرية في بيئتها الطبيعية يصعب تحقيقها كون الظروف التي تجري فيها التجربة غير محكمة ، لذلك فإنه حتى الآن لايوجد تقديرات دقيقة للاحتياجات الغذائية للإبل. إلا أنه تتوفر بعض المعطيات التي يمكن اعتبارها نقطة بداية في تقدير الاحتياجات الغذائية للإبل. وفيما يلي نماذج من علائق يمكن أن تقدم للجمال كما ورد في الغادري (1980).

وعادة فإن البدو مربي الجمال يقدمون للجمل العلف بشكل درابي وهي عبارة عن كرات صغيرة من الغذاء ويقدمون للجمل يومياً 10- 15 كغ تبن و2 كغ علف مركز من كسر القمح أو الشعير أو الكرسنة وتخلط هذه الحبوب مع قليل من طحين الشعير مع بعض الماء وتصنع منه الدرابي والجدول التالي يوضح نموذج من علائق الإبل.
إضافة إلى جدول يبين النباتات الرعوية السائدة في منطقة البوادي الصحراوية ومدى استساغتها بواسطة الحيوانات (الأغنام والماعز والجمال).
النباتات الرعوية السائدة بمنطقة البوادي الصحراوية
ومدى استساغتها بواسطة الحيوانات (الأغنام والماعز والجمال)
صدر: المراعي الصحراوية في العراق / محي الدين الخطيب 1978
مقدرة الجمال على تحمل العطش:
يعتبر الجمل من أشهر الحيوانات الصبورة على الجوع والعطش وحتى في الأوقات الحارة. ولقد أوضحت بعض الدراسات في مصر أن الجمل الذي لا يعمل يمكن أن يتعود الشرب مرة واحدة كل أسبوعين في الصيف وأطول من ذلك إذا توفرت نباتات المراعي الغضة في الشتاء والربيع.
وفي دراسة أخرى في السودان أمكن لجمل عمره خمس سنوات أن يعيش لمدة 51 يوماً في العراء خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني على علائق خشنة جافة فقط ولكن في هذه الفترة فقد 37% من وزنه وانعدمت قابليته للطعام في نهايتها كذلك لوحظ ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء ونقص البيضاء إلا أن حجم كريات الدم الكلية لم يتغير وهذه من الخصائص الهامة للجمل التي تجعله فيزيولوجياً متأقلم مع العطش بالإضافة إلى شكل الكريات الحمراء الذي يجعلها تقاوم الانفجار عندما يشرب الحيوان بعد تعطيشه لفترات طويلة.
ومن جهة ثانية فإن للجمل قدرة على شرب المياه بكميات وسرعة فائقة، فيمكن للجمل أن يشرب مايعادل 12-15 ليتر في الدقيقة الواحدة. ويمكن للجمل القوي أن يشرب 1/3 وزنه مرة واحدة إذا تعرض للعطش.
وبشكل عام تشرب الإبل يومياً 20-30 ليتر، ويمكن للجمل أن يحصل على نباتات المراعي التي يتغذى عليها كمية إضافية من المياه وذلك بحدود 3 ليتر في موسم الجفاف و30 ليتر عندما تكون النباتات غضة . بالإضافة إلى ذلك هناك مصدر ثالث للمياه وهو ماينتج داخل الجسم أثناء التمثيل الغذائي للعناصر الغذائية المهضومة ويسمى Metaboic water.
وتتمتع الإبل بقدرة على المحافظة على مافي جسمها من ماء والاقتصاد في استعماله سواء مايفقد منه بالتخلص من الحرارة الزائدة في الجسم أو مايفقد مع الروث والبول.
ويتمتع الجمل بميزات فيزيولوجية متطورة تحقق له الاقتصاد في استخدام المياه وهما:
1-الميزة الأولى : وتتعلق بآلية التوازن الحراري ، فعلى الرغم من أن الإبل من ذوات الدم الحار إلا أن درجة حرارة جمسها ليست ثابتة دائماً حيث ترتفع في الأوقات الحارة وتنخفض في الأوقات الباردة من الليل هذه القدرة على تغيير درجة حرارة الجسم تزداد إذا تعرض الحيوان للعطش لمدة طويلة وقد يصل الفرق إلى حوالي ستة درجات مئوية.
2- الميزة الثانية : تتعلق بوظيفة الكلي في احتجاز الماء وقدرتها على تركيز البول وهذه نتيجة لتغيرات تشريحية وفيزيولوجية خاصة، إضافة لذلك فللجمل قدرة على إخراج روث تقل فيه نسبة الرطوبة.
إنتاج الوبر:

يتركز وجود الوبر على جسم الجمل في منطقة الرقبة والسنام والأكتاف وبشكل أقل في المناطق الأخرى من الجسم. ويكون ذو نوعية جيدة في الحيوانات الصغيرة حتى عمر سنتين حيث يكون غزيراً وناعماً ومتيناً وبتقدم العمر تزداد خشونته وتقل نعومته ومتانته ويستخدم البدو وبر الجمال في صناعة بعض الألبسة والعباءات ويمزج مع شعر الماعز لصناعة الخيام وبعض الأدوات الخاصة لنقل وحفظ حوائجهم, ولقد تبين أن الوبر يتفوق على صوف الأغنام في المتانة ويتراوح إنتاج الرأس من الوبر من 0.90-1.36 كغ ويجز مرة واحدة في السنة في الربيع وأن نسبة الصوف النظيف تتراوح بين 76-83% وقطره 16-18 ميكرون. وفي أواسط آسيا يعطي الجمل 5 كغ وبر سنوياً.
ويجب تغطية الإبل بعد جزها لحمايتها من العوارض الجوية حيث تكون حساسة آنذاك وقد يلجأ البدو لتغطية أجسام الإبل الزيوت أو الطين لحمايتها من أشعة الشمس والبرد ليلاً
وقد لوحظ أن الوبر الناتج من الإبل ذات السنامين أكثر كمية وأقل ثخانة من وبر الإبل ذات السنام الواحد لحيوانين من نفس العمر ونفس الظروف البيئية.
أما ثخانة الوبر الناتج من أفراد هجينة فيكون أقرب إلى ثخانة الوبر الناتج من الإبل ذات السنامين ، ولقد تبين أن نسبة تصافي الألياف من وزن العينات غير المغسولة في إناث الجمال ذات السنام الواحد أعلى بحوالي 10.1% مما هي لدى الجمال ذات السنامين.
هذا وعند جز الجمال يجب أن يكون الجز على أرض نظيفة وجافة ويكون الجز إما بالمقص العادي المستعمل للأغنام أو بالمقص الكهربائي. ولكي لانسمح بتوسيخ الأوبار وزيادة شوائبها يجب أن تحدد فترة سقي الجمال قبل اليوم الذي يجري فيه جزها كذلك تمنع عن الجمال الأغذية والأعلاف قبل 10-15 ساعة من جزها.
أمراض الإبل :

يصيب الإبل في سوريا نفس الأمراض التي تصاب بها في الدول العربية الأخرى وأهم هذه الأمراض هي:
1- مرض الذبابة Tryp: من أهم الأمراض التي تصيب الإبل في العراق ويعرف باسم الزريجي وتسببه Trypevansi وينتقل عن طريق الذباب ماص الدماء ويعالج بالانترياسيد.
2- الجرب Mange: يعالج بعقار الجامتكس أو الاسنتول ويستعمل البدو القطران أحياناً.
3- الطفيليات الداخلية : ومنها الشريطية والمستديرة وتكافح بعقار الفينوتيازين والثيابنزول.
4- الطفيليات الخارجية: مثل القراد والقمل ويعالج بنفس علاج الجرب ، وكذلك الذباب القارض ويعالج بالجامتكس مخلوط مع زيت الطعام ويدهن به جسم الحيوان.
5- مرض النعيتية Contegious skin necrosis : ويسببه نوع من ميكروب الـstreploccoci وتعالج القروح الناتجة بمركبات تحتوي على الكالوميل وتنظف القروح بمحلول برمنغنات البوتاس.
6- الإسهال : ويصيب عادة صغار الإبل وتعالج بالمضادات الحيوية.
7- جدري الإبل: Camel pox ويتسبب في نفوق الصغار عادة.
8- الالتهاب الرئوي: ويصيب بشكل أساسي الصغار وحديثي الولادة ويعالج بالمضادات الحيوية.
9- التسمم الدموي: وتظهر على الإبل نفس أعراض الأبقار ويظهر بشكل ورم بين فرعي الفك السفلي ، وتتم الوقاية من هذا المرض بتحصين الإبل بلقاح التسمم الدموي.
10- الإجهاض abortion : الميكروب المسبب غير معروف وتحدث حالات في بعض الأحيان بسبب الجوع.

الخلاصة:

إن للإبل مزايا تفوق بها غيرها من الحيوانات الأخرى ، ومن أهم هذه المزايا أنها تلائم الظروف البيئية الصعبة وتتحمل الجوع والعطش.

وفي الوقت الحاضر حيث يعاني العالم كافة ومنه العالم العربي من نقص البروتين الحيواني وخاصة في المناطق التي لاتسمح ظروفها البيئية بانتشار الحيوانات الاقتصادية التقليدية فيها لذلك لابد من العمل على سد هذا النقص عن طريق تربية الحيوانات التي تلائم هذه المناطق وعلى رأسها الإبل حيث تتمتع بطاقة إنتاجية عالية ويمكن تطويرها وتحسينها والاستفادة منها لسد هذا النقص وذلك لما تمتاز به الإبل عن غيرها من الحيوانات الحقلية بمميزات عديدة:
1- قدرتها العالية على تحمل الجوع والعطش في المناطق الجافة
2- كبر عائداتها السنوية المختلفة حيث يمكن تلقيحها كل عام وبيع مواليدها سنويا
3- يمكن للناقة الواحدة أن تسد حاجة عائلة المربي من الحليب
4- يمكن للإبل أن تعيش حرة في المراعي الطبيعية أو مربوطة وتحت التغذية التقليدية المحدودة.
5- للإبل قدرة عالية على استخلاص الماء من النباتات الصحراوية والاستفادة منها.
6- تتمتع الإبل بقدرة على تغيير درجة حرارتها فيزيولوجياً تبعاً للظروف البيئية التي تعيش فيها فهي لاتحتاج لمظلات أو حظائر كما هو الحال في الأبقار لغرض الاستفادة من تسميتها كمصدر للحم حيث ثبت ملاءمتها لذلك.

المقترحات :

إن تطوير الإبل وتحسين إنتاجيتها لما لها من أهمية اقتصادية يمر من خلال المقترحات التالية:
1- زيادة وتعميق الدراسات الميدانية المتعلقة بالجمال ودعمها بمختلف الوسائل الكفيلة لإنجاحها.
2- إنشاء حقول تجريبية إنتاجية في مناطق تواجد الجمال ومحطات أبحاث متخصصة والاستفادة من الخبرات المتوارثة.
3- إقامة مزارع لتربية الإبل
4- تحسين المراعي الطبيعية وتطوير إدارتها
5- زيادة مساهمة المنظمات العربية والعالمية في مجال تربية الإبل ورعايتها وتنميتها.
6- تهيئة وتدريب كادر فني من ذوي الرغبة للعمل في هذا الحقل والاستفادة من خبرات الباحثين والمختصين في الدول الأخرى.
7- دعم الرعاية البيطرية المتخصصة لهذا الحيوان وتشكيل فرق بيطرية متنقلة لمعالجة هذا الحيوان في أماكن تواجده.
8- عقد مؤتمرات دورية وإقامة المعارض المتخصصة بالإبل.
9- إيجاد تشريع عربي يسمح بتنقل الجمال بين الأقطار العربية المتجاورة لغرض الرعي في المواسم المختلفة.
10- إيجاد جهة إدارية فنية متخصصة في وزارة الزراعة تشرف على تنمية وتطوير الإبل.
11- مساعدة مربي الجمال مادياً ومعنوياً وخاصة في مجال منح القروض لهم.
12- تطوير برامج كلية الزراعة بحيث تخصص حيزاً مناسباً من مناهجها وأبحاثها لهذا الحيوان.

13- استصدار القوانين اللازمة لتشجيع تربية الجمال والمحافظة عليها وتنظيم ذبحها.
المراجع
دراسة الإبل في الوطن العربي (الجزء الأول) الإمكانيات الحالية للإبل ووسائل تطويرها جامعة الدول العربية 1980.
الإبل في الوطن العربي . جامعة الدول العربية / أكساد 1980.
موسوعة الثروة الحيوانية في الوطن العربي الجمهورية العربية السورية.
الإبل في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية/ اتحاد المهندسين الزراعيين العرب الكويت 1982 إعداد الدكتور عاشور شريحة.
الخيول والجمال / كلية الزراعة جامعة حلب تأليف الدكتور أحمد غسان الغادري.
الجمل بين الحاضر والمستقبل / مجلة دواجن وزراعة الشرق الأوسط عدد تموز وآب 1984 بقلم الدكتور محمد رئيف البابولي .
المجموعات الإحصائية الزراعية / وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سوريا.
النوق مصدر آخر في إنتاج الحليب/ وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي العراقية إعداد الدكتور عبد الجبار عبد راشد الربيعي.
الإبل في دولة الإمارات العربية المتحدة / وزارة الزراعة والثروة السمكية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
مذكرة توضيحية عن تربية الإبل/وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سوريا إعداد الدكتور سلامة شقير 1979.
الحليب وتصنيعه فنياً وبدوياً / كلية الزراعة – جامعة دمشق/تقرير تخرج إعداد للمهندس أمين الزركان.
اتصالات شخصية – فارس الخوري.

من almooftah

اترك تعليقاً