

والقاها في نادي ضباط حلب يقول فيها :
أمتي هل لك بين الأممِ … منبرٌ للسيف أو للقلمِ
أتلقاكِ وطرفي مُطرقٌ … خَجِلاً مِنْ أَمْسِكِ المُنْصَرِمِ
ألإسرائيل تعلو رايةٌ … في حمى المهدِ وظلِّ الحَرَمِِ !؟
كيف أغضيتِ على الذُّلِّ ولمْ … تَنْفُضِي عنكِ غُبَار التُّهَمِِ ؟
وسرعان مايصب الشاعر نقمته على القادة العرب آنئذ ويحملهم المسؤولية، ويعاتبهم بحدّة بالغة، فيقول عنهم:
رُبَّ ” وامعتصماه ” انطلقتْ … ملءَ أفواهِ الصبايا الُيَّتِم
لامست أسماعهم لكنَّها … لم تُلامس نَخْوةَ المُعْتَصِمِ
ثم يلتفت إلى الشعب العربي ليحمله المسؤولية كلها، ويلومه على سكوته عن حكامه، فيقول :
أمتي كم صنمٍ مَجَّدتِهِ … لم يكن يحملُ طُهْرَ الصَّنمِ
لا يُلامُ الذِّئبُ في عُدوانهِ … إنْ يَكُ الرَّاعي عَدُوَّ الغَنَمِ
فاحبسي الشكوى فلولاك لما … كان في الحُكْمِ عرينُ الدرهمِ
والقصيدة مفعمة بالحدة وشدة الانفعال، وهي تضج بالأسئلة والنداءات، وقد عني الشاعر فيها بالطرافة والإدهاش، وتعدّ إحدى قصائده المتميزة، وقد لقيت في حينها رواجاً كبيراً، وقد تداولها الشباب انتشرت كتابة و حفظا ً، وحسبها أنه استهل بها ديوانه الذي أصدره عام 1971.
وقد وجتها مكتوبة بين اوراق والدي و بخط يده بدفتره الذي يعود لعام ١٩٥٠


