image
الشيخ الدكتور عصــام بن عبدالعزيز بن محمد بن الشيخ عبدالله الخطيــب الجعفري ، تولى الإمامة والخطابة في مسجد الجبري من شوال سنة ( 1421هــ)وحتى وقتنا الحاضر .

وكان لصحيفة ” الأحساء اون لاين ” هذا اللقاء المختصر مع أمام جامع الجبري بالوقت الحالي فضيلية الشيخ الدكتور عصــام بن عبدالعزيز بن محمد بن الشيخ عبدالله الخطيــب الجعفري.

بداية نهنئك فضيلة الشيخ الدكتور عصام الخطيب بحلول شهر المغفرة شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا ويوفقكم لصيامه وقيامه، وأن يجعلنا فيه من المقبولين .

نرحب بكم فضيلة الشيخ في صحيفة “الأحساء أون لاين “ ونود أن نطرح عليكم بعض الأسئلة التي تتعلق بكم وبالجامع الذي تقومون بإمامته جامع الجبري .

أهلاً بكم وسهلاً، وتشرفني زيارتكم .

شيخنا الفاضل الدكتور عصام الخطيب ، كم لكم في إمامة جامع الجبري ؟

بدأت الإمامة في هذا الجامع المبارك في شهر شوال من عام 1421 هـ ، فبتمام هذا الشهر المبارك رمضان يتم لي في إمامة جامع الجبري ( 13 ) ثلاث عشرة سنة .

هل اختلف رمضان هذه السنة عن السابق ؟ وما رأيك في المقولة التي تتكرر على مسامعنا بأن ( رمضان السابق أفضل من رمضان الحالي ) ؟

أما رمضان هذه السنة ورمضان السنة الماضية أو التي قبلها فلا أشعر بينها بأي اختلاف .

أما إذا تحدثنا عن هذا الشهر الكريم قبل أكثر من عشرين سنة ؛ فنعم قد اختلف اختلافاً كبيراً ، فقد قضت المدنية والأجهزة المتنوعة الحديثة ووسائل الترفية واللهو المختلفة والفضائيات السيئة ـ أو كادت تقضي ـ على روحانية الشهر الكريم ، ولذلك فإني أظن أن مقدار الروحانية التي يشعر بها المسلم في هذا الشهر يزيد في نفسه بقدر ابتعاده عن تلك الملهيات .

أغلب سكان حي الكوت العريق خرجوا إلى أحياء جديدة، لكن هل ما زالوا يأتون للصلاة في جامع الجبري في شهر رمضان أو في الأشهر الأخرى ؟

لهذا الجامع مكانة كبيرة في نفوس كل من عاش في حي الكوت، فهو الجامع الذي كان يضم في أكنافه الآباء والأجداد أيام الجمع والأعياد، يجتمعون فيه بمحبة وألفة مميزة، ثم ينطلقون منه بعد صلاة الجمعة في رحلة الزيارات الجميلة التي تستمر إلى أذان المغرب، من مجلس إلى مجلس في الكوت، فكل من أدرك طرفاً من ذلك الزمن الجميل، وشعر بتلك المشاعر الغامرة من أهل هذه الأيام لا يستطيع أن يصبر عن هذا الجامع طويلاً حتى يأتي لزيارته بين الفينة والفينة في صلاة جمعة أو عيد أو غيرها ؛ ليستنشق عبير ذلك الماضي .

ولذلك ترى كثيراً من أهل الكوت لا يتركون صلاة العيد في هذا الجامع، حتى ولو كانت إقامتهم في غير الأحساء حالياً، بل ولا يصلي أهل الكوت على جنائزهم إلا في هذا الجامع, ويشهد هذا الشهر الكريم اجتماع كثير من أهل الكوت في هذا الجامع المبارك عند ختم القرآن في صلاة التراويح ليلة السابع والعشرين، فلا تكاد تجد فيه مكاناً خالياً تلك الليلة المباركة .

أما أوقات الصلوات الخمس المعتادة في رمضان وغيره فحضور الناس فيه قليل ؛ لشدة الزحام حوله ؛ لأنه في وسط البلد، قريباً من الأسواق وبعض المرافق الخدمية .

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

كيف يرى فضيلتكم حي الكوت في الوقت الحالي ؟

حي الكوت لا يزال في نفوس كل من سكنه رمزاً للمحبة والألفة، فقد كان بيتاً واحداً بالرغم من كثرة أهله، وقد يستغرب من لم يعش فيه إذا علم أن كل بيوت الكوت تقريباً كانت مفتوحة على بعضها بفتحات من غير أبواب ( كانت تسمى فرجة ) بين كل بيت وجيرانه، حتى كانت النساء قلما تحتاج للخروج إلى الشارع، فقد كانت تذهب إلى بيوت جيرانها من تلك الفتحات التي تجمع بينها وبين كل من تريد الوصول إليه تقريباً، وهذا شيء يصعب تصديقه على من لم يره، فقد كانت المحبة والثقة والأمانة هي الشعور المتبادل بين كل أهل الكوت، حتى لكأنهم إخوة يسكنون في بيت واحد .

ما هي أبرز مظاهر رمضان في حي الكوت قديماً، وهل ما زالت في الوقت الحالي ؟

قد لا أكون أدركت الكثير من تلك المظاهر، إلا أنني لا أزال أتذكر المساجد مكتظة بالناس ـ لا في أوقات الصلوات فقط ـ بل وبين أوقات الصلوات لقراءة القرآن ولسماع الحديث بعد صلاة العصر، كما لا يغيب عن مخيلتي جلستنا على مائدة الإفطار في الحوي ( فناء البيت المكشوف في وسطه ) ونحن ننتظر مدفع الإفطار الذي كانت له قيمة عاليه في نفوسنا، ولا تزال ذكراه تحرك مشاعرنا، أما منبه السحور ( أبو طبيلة ) فلا يزال صوته يرن في أذني ويهز أركاني، هذا ما أتذكره حالياً مما عفا عليه الدهر من المظاهر التي كنا نراها قديماً في الكوت في هذا الشهر الكريم .

هل من كلمة تختم بها هذا اللقاء ؟

إن كان ثمة كلمة فإنما هي تكرار الشكر لكم ولصحيفة ” الأحساء أون لاين ” وللقائمين عليها على هذا الاهتمام بمحاولة الكشف عن بعض جوانب تراثنا العظيم .

كما أحثكم على مواصلة العمل في هذا المضمار، ومحاولة إجراء لقاءات مطولة مع كبار السن ممن عاشوا في الكوت أو غيرها ؛ لإلقاء الضوء على حياة آبائنا وأجدادنا التي سنجد فيها كنزاً ثميناً في العلاقات الاجتماعية الرائعة التي فقدناها في هذه الأيام .

ختاماً نشكر لك استجابة دعوتنا، ونتمنى لك صياماً مقبولاً، وعملاً مبروراً .

صور قديمة لجامع الجبري مهداه من فضيلة الشيخ الدكتور عصــام بن عبدالعزيز بن محمد بن الشيخ عبدالله الخطيــب الجعفري لصحيفة ” الأحساء اون لاين “ .
تصوير محمد الراشد
image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

image
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

من almooftah

اترك تعليقاً