تصوير: حسين آل هاشم
رحلات التصوير الجماعية.. «عدسة الروح» توثق ثقافات الأمم
سميرة أحمد سليس مصورة ومدربة فوتوغرافية، شاركت في ٤ رحلات بهدف تصوير الطبيعة وحياة الناس في الشارع. تقول: التحقت برحلات التصوير لتطوير مهاراتي واكتساب خبرات جديدة ولتصوير موضوعات غير متاح لي تصويرها هنا، ولكسب المعرفة الثقافية بالاطلاع على ثقافات الشعوب. وأحظى بفرصة تبادل الخبرات من حيث استغلال وقت التنقل لساعات طويلة بطرح الأسئلة والمواضيع ذات صلة بعالم التصوير الرقمي من التقنيات إلى الفنيات فتواجد الأستاذ عباس أعتبره كنزا فوتوغرافيا يجب أن أنهل منه. وهذا ما سأفتقده لو سافرت وحدي للتصوير. الرحلات طورت مهارتي وذائقتي البصرية، دققت اختياراتي للمواضيع التي أتناولها، والاستفادة من الأخطاء في الرحلات السابقة. اطلعت على بعض من ثقافة البلدان التي زرتها، فبلد كالهند لا تكفي زيارتين لها واطمع بالرجوع لها فمازلت متعطشه لمعرفة ومشاهدة المزيد فيها. الحمد لله الذي تفضل علينا بنعمه نكررها طول فترة التصوير عندما أشاهد مدى معاناة الفقراء وسعادتهم رغم حياتهم البسيطة. وتضيف: نتفادى التشابه والتكرار في انتاجية الصور إما باستخدام عدسات ذات بعد بؤري مختلف للحصول على نتائج مختلفة وكذلك اختلاف تكنيك الإضاءة فالبعض يعتمد على إضاءة المكان والبعض يعتمد على استخدام الفلاشات والزوايا المغايرة، وفي رحلاتنا نتوزع في المنطقة لتجنب التكرار. لا تخلو الرحلات من الإثارة والمشقة ففي رحلتي الأخيرة قضينا تقريبا ٢٤ من فجر اليوم إلى فجر اليوم التالي في محطة القطار. وفي القطار استغللنا الوقت بالتصوير فأسميته يوما من حياتي حيث كان متعبا جداً. الموقف السعيد الذي لا انساه فرحة الاطفال بما نقدمه لهم من هدايا. كما لا أنسى معاناة أسرة لم تتناول الخبز من عشرة أيام. وتختم: السلبيات أحيانا في عدم تعاون البعض من ناحية إعداد الكادر ثم يأتي ويصور الموضوع وقد يخرج بنتيجة افضل ممن أعد الموضوع. المصورة أماني فيصل مختصة بتصوير المواليد: شغفي الكبير بالتصوير وحاجتي لتذوق هذا الفن هو ما دعاني للالتحاق بالرحلة الفوتوغرافية وكانت الأولى الى “النيبال” وتوثيق حياة الشارع وحياة الانسان. الإحساس بالحماس والمشاركة والمنافسة مع قروب فوتوغرافييين أجمل ما يكون في مثل هذه الرحلات والتشجيع من قبل المجموعة أفضل منها من السفر بمفردي. اكتسبت الكثير من هذه الرحلة فوتوغرافيا حيث تعلمت أسلوبا جديدا مختلفا تماماً عن التصوير داخل الاستوديو، وتعرفت من خلالها على تفاصيل حياة الناس ودياناتهم، فكنت قريبة جدا من حياة البسطاء والفقراء ونمط عيشهم مما أثر بنفسي كثيراً. علمتني اسلوبا جديدا في اختيار الفكرة والموضوع وزوايا الالتقاطة، كما توجهت بأسلوب مختلف في معالجة الصور لإظهارها بأجمل صورة وإيصال المعنى للمتلقي. أتفادى التشابه بالابتعاد من التقاط الصور لنفس المودل أو الموضوع من ناحية الفكرة وزاوية التصوير. وأيضا الانفراد بضع ساعات عن المجموعة تمكن للمصور بالتقاط صور مميزة. هناك عدة مواقف واجهتني خلال رحلتي ستكون مخلدة بذاكرتي؛ لن أنسى فرحة الأطفال بالهدايا البسيطة جدا التي حملتها لهم. والطفلة “ASHLY” ذات ال٤ سنوات حين طلبت مني أن التقط لها صورة وبعدها أهدتني طابعا لاصقا كان بيدها. وتختم: لا سبيل من وجود السلبيات أحيانا كاختلاف الآراء من ناحية اختيار موقع التصوير؛ يليها تكرار بعض الصور لنفس الموضوع والمودل.
المصور فيصل بن عبدالله الدقيل: شاركت برحلة واحدة إلى الهند وهي أول رحلة في طريق الإبداع، لتطوير ذاتي وأعمالي. أرى ان الرحلة الجماعية أفضل لأني التقيت بشخصيات رائعة واكتسبت ثقافات متنوعة التقي فيها بعمالقة التصوير لأستفيد من خبرتهم ذلك أفضل بكثير من سفري وحيداً. بشكل عام اتسعت نظرتي أكثر في مجال فن التصوير وأصبحت أنظر للجمال في الصور من زوايا لم أنتبه لها سابقاً. عقلي اتسع أكثر لمجموعة متزاحمة من الأفكار الوليدة انتابتني بعد رحلتي الممتعة. كما أصبح جمال الصور الحقيقي في نظري هي عفوية الناس الضعفاء والفقراء الذين التقطت لهم بعض الصور الفريدة من نوعها. الرحلة منظمة من جميع النواحي (طيران – فنادق – النقل الداخلي بين المدن والقرى) ولم ينقصنا شيء ولله الحمد فشكراً جزيلاً لك أ. عباس الخميس على هذه الرحلة الماتعة والشكر موصول لمن منحني فرصة الالتحاق بهذه الرحلة الرائعة الأستاذ الفاضل حسين الخليف. ويختم بموقف طريف لأحد القرود عندما تصدى لأحد الأطفال المارة في الشوارع وتعمد إسقاط ما كان يحمله الطفل (البيض) لينعم هو بوجبة شهية .فالتقطت الصورة وأسميتها (حرامي البيض) المصور حسين سعيد ال هاشم: اشتركت برحلتين إلى الهند والنيبال لأطور نفسي في مجال التصوير وخاصة حياة الناس، ولكي أنقل ثقافة الشعوب إلى العالم من خلال عدستي. رحلة التصوير مع جماعة منظمة تستفيد منهم المعلومات وكيفية استخدام الإضاءات خلال تصوير حياة الشارع وتبادل الخبرات مع مصورين لهم تجارب كثيرة. ونقاش معلوماتي طوال الرحلة معهم في جدول منتظم. إذا كانت رحلة التصوير بمفردي تكون صعبة قليلاً من خلال التنقلات بين الأماكن وتحتاج لترتيب مسبق لجدول يومي وأحياناً تصادفك بعض المشاكل التقنية للكاميرا ولا يوجد أحد معك لتسأله عن الحل. أضافت لي معرفة عادات الشعوب وتقاليدها وأخلاقها وتراثها الإنساني وكيف يعيشون بعضهم بمشقة وتعب ومع ذلك ابتسامتهم للحياة لا تفارقهم في كل مكان وهذا يعلمنا أن نبتسم رغم الصعوبات. ورأيت بعضهم يعيشون بأماكن يبلوها الفقر ولا يستطيعون الحصول على الأكل الكافي وبعضهم يحتاجون للملابس؛ لذا لابد أن نساعدهم ماديا أو نقل صورهم للعالم كي يساعدوهم. كما أني أنظر لها من جهة روح التنافس القوي مع المصورين لنخرج أقوى الاعمال. ويختم بموقف مرعب في رحلته بالنيبال: في أحد القرى كنت أصور حياة الناس ورأيت مكانا ضيقا به طفل يلعب أمام بيته فذهبت إليه لتصويره وحين اقتربت منه فجأةً سمعت صوت نباح كلب متجه نحوي فركضت بأقوى سرعة ومن حسن حظي أن الكلب كان مربوطا بسلاسل. المصور يوسف محمد حسن آل تحيفة: اشتركت في رحلتين جماعيتين لاستكشاف حياة الناس وطريقة معاملة المصور مع المودل بحسب شخصيته. جمال الرحلات يكمن في التعاون بين المصورين لاختيار الكادر وتنوعه ومساعدة المصور لمصور آخر في حمل عدة التصوير من فلاش.. عاكس.. عدسة؛ أما السفر الفردي فيتحمل مشاق السفر لوحده وانفراده بتنوع الموضوعات والأفكار. تعلمت الكثير من تعاملي مع الكاميرا مع سفري مع أساتذة في مجال الفتوغرافي فهم لم يبخلوا عليّ بالمعلومات وتتطبيقها. كما وقفت على ثقافات البلدان إنسانيا أن تكون في مستوى الشخص الذي تود تصويره لكي تخرج بعمل متقن. ولا أرى سلبيات في تلك الرحلات فقط قلّة النوم.