صاحب ”ريتا”، و”جواز السفر”، و”أمّي يطرح ألومه في 11 مارس

مارسيل خليفة ومحمود درويش وبينهما “أندلس الحب”

الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة، الذي قدم مؤخرًا أعمالًا تجريبية متنوعة ومختلفة عن إنتاجاته السابقة، يعود إلى محمود درويش الذي ارتبط بعلاقة وطيدة معه وشكلا معًا مزجًا بين الشعر والأغنية على مدى نحو 4 عقود.

صاحب ”ريتا”، و”جواز السفر”، و”أمّي”، و”يا حادي العيس” يطرح بعد أيام “أندلس الحب”، ألبوم جديد يطرحه خليفة في 11 آذار/مارس 2016، في ذكرى ميلاد الشاعر الـ75 ليقدم عملًا ممزوجًا بالإبداع الشعري وعذوبة الألحان.

“أندلس الحب” هو  نص طويل لدرويش وتطرحه فرقة (رباعي الميادين) حيث يغني مارسيل خليفة ويعزف على العود ويصاحبه على البيانو والإيقاع نجلاه رامي وبشار وعلى القانون جيلبير يمين.

خليفة يطرح هذا العمل الذي يقول، إنه “انبثق من العيش في الخوف والموت والقتل والدمار والبشاعة، ومن هنا تطل أندلس، ويهديه لصديق هو على ثقة أنه محب لأعماله التجريبية المختلفة.

فـ”محمود درويش كان حرًّا ومتحرّرًا”، كما قال خليفة مرة في مقابلة مع مجلة “الطريق”، واعتبر أنه عندما قدّم عمل “مجنون ليلى” مع قاسم حداد فَرِحَ درويش له وسُرَّ مع أنّه لم يتمكّن من مشاهدة العمل؛ فقط قرأ عنه في بعض الصحف، وقال خليفة، إن “درويش كان منفتحًا على التيّارات الفنّية الجديدة، يمكن استنتاج هذا الأمر من خلال شعره وكتاباته، كان ينزعج كثيرًا من محاولة تأطيره أو حصره في قصيدتين أو ثلاث، عن نصوصه النثرية في الفترة الأخيرة أخذ يتساءل بعضهم: والالتزام؟ والنضال؟ أين القضية؟ وهذا ما يواجهه أيّ كاتب أو شاعر أو فنّان عندما يتحرّر من “الالتزام” بمعناه النمطي. أعدّ عملًا فنّيَّا إحياءً لذكراه، وأبذل غاية جهدي لتقديمه قريبًا. يشتمل العمل على مجموعة قصائد جديدة لدرويش، إضافةً إلى قصيدة “يطير الحمام” بأكملها. ما يعوق إصدار كلّ تلك الأعمال هو أزمة الإنتاج التي نواجهها راهنًا. في عصر الاتّصالات الحديثة والإنترنت، لم يعد يحظى الكتاب والأسطوانة بأهمّية، وخصوصًا لناحية الحقوق، حقوق المؤلّف والفنّان” .

في عمل خليفة الجديد، الذي يستغرق ساعة يتناغم العود مع القانون في حضرة البيانو والإيقاع في حوار يبرز الحنين والشوق إلى الحب والسلام، وبصوت دافئ يغني “لأني أحبك يجرحني الماء/ والطرقات إلى البحر تجرحني/ والفراشة تجرحني/ لأني أحبك يجرحني الظل تحت المصابيح.. يجرحني/ طائر في السماء البعيدة.. عطر البنفسج يجرحني/ أول البحر يجرحني/ آخر البحر يجرحني/ ليتني لا أحبك/ يا ليتني لا أحب/ ليشفى الرخام/ يطير الحمام/ يحط الحمام”.

وفي مقطع في آخر من الألبوم يردد خليفة “رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسة السادسة/ على وردة يابسة/ أعادت لها قلبها/ وقال: يكلفني الحب ما لا أحب/ يكلفني حبها/ ونام القمر/ على خاتم ينكسر/ وطار الحمام”.

وقال خليفة لرويترز: “ليس الحب هنا كلاما كما هي معظم الأغاني بل ينطوي على معاناة حقيقية في تجربة الحب، وهو ما حملني إلى العيش في قلب الحب وعلى إطاحة أشكال القوالب الغنائية والموسيقية الشرقية والخروج بعمل ذي نكهة لتجربة شخصية”.

ووصف الألبوم بأنه ساعة روحية لا محدودة “بنيت عليها جنتي”. وتابع قائلًا: “كم كنت أتمنى على كل الذين حفظوا الأغنيات عن ظهر قلب، ورحلوا أن يعودوا إلى الحياة ليموتوا من الحب لا من الحرب.

نعيش في عالم يغوص بالزبالة وألتجئ إلى حديقة مليئة بالزهور والفراشات”، مشيرًا “كنت وما زلت أكتب حياتي كما أعيشها وأراها وأدون أحلامي بالموسيقى وأغني للحب والوطن، أصغي إلى صوت الجسد ونسيم الروح كي لا نموت في المكان والزمان، أحب الحياة والفصول واستيعاب الموسيقى لقوة الحب فينا”.

بهذا العمل الجديد يؤكد مارسيل خليفة ما قال في مقابلة “الطريق” جوابًا على سؤال “ماذا يبقى من محمود درويش؟” فقال: “ما يبقى من محمود الكثير، محمود درويش قيمة وقامة، إنْ على مستوى الشعر أو الفكر، أعيد اليوم اكتشاف شعره، تقترن قصيدته بحضوره وبشخصه وبتلك السطوة التي كانت له وحده، علاقتي به اليوم أصبحت مع شعره؛ مع الشعر الصافي بعد غيابه، كان يظنّ بعضهم أنّه كان متكبّرًا، لكن حقيقةً كان لطيفًا وودودًا، محمود… ذلك الطفل، وذلك الشاب والعاشق والنديم، بقي منه شعره ونتاجه الإبداعيّ.
“في حضرة الغياب” يثيرني موسيقيًّا، يبقى محمود درويش لأنَّ لشعره البقاء.

 

من almooftah

اترك تعليقاً