يوسف بلوط
استمر بمجده الطربي الاصيل رغم ان المرض افقده الصوت، لكن صوته الرائع عاش ومازال مستمرا لكل الاجيال التي ستاتي، لما لا؟ فهو من غلف الليل باجمل اغاني الحب حتى جاء صوته الطربي القوي احن من الربابة، فداب العشاق عند سماع اغانيه التي تحتضن البعد الجميل للحب الرائع.
لما لا؟ وهو من انعش الفلكلور اللبناني والدبكة فتشابكت الايادي على انغام اغانيه، واضيئت المسرحيات الغنائية بحنجرته المميزة التي احتضنت كل انواع الطرب والمواويل المبدعة.
عملاق من عمالقة الفن احبه الجميع وما زالت اغانيه تغنى في افتتاحية السهرات كما هي الحال في اغاني عبد الحليم حافظ لا سيما اغنية سواح.
شهادتي تبقى مجروحة لاني كنت وما زلت اعشق صوته واغنياته الرائعة التي لن تتكرر، وانا على يقين بانه ترك بصمات لا تمحى في الفن اللبناني والعربي، وتالق في العصر الذهبي.
انه المطرب والفنان الكبير سمير يزبك الذي تحدى المرض وحاور «الديار» كتابياً بمساعدة زوجته السيدة حنان نصار، حاملا ابتسامته المعهودة وتواضعه وطيبته، ومن فراشه في منزله المتواضع قال: الاغنية اليوم معظمها في انحدار، ولكن هناك بعض المغنين يحافظون على مستوى الاغنية، في السابق كان يستغرق تحضير اغنية حوالى سنة لكي تكون جيدة وتعزف على الالات الحية وليس عبر الانترنت الذي يغير نغمة الالة ولا يظهر الصوت الحقيقي للمطرب، والابداع انتهى برحيل المبدعين امثال الرحابنة ووديع الصافي ونصري شمس الدين وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وغيرهم، اليوم اصبح عصر الكمبيوترالذي سجن ابداعات اطفالنا وخيالهم، اليوم اختفت الالحان والكلمات الجيدة.
وعن تكريمه في بلدته رمحالا قال: انا مع تكريم الفنان على حياته وليس بعد ان يرحل فالتكريم اكد وجودي، وهذا شيء رائع رغم عدم استطاعتي الحضور.
وعن الوضع اللبناني قال وهومتاثر: الاحداث التي حصلت اثرت فينا جميعا وخاصة في نفسيتي، يكفي ما حدث يكفي، الناس تريد ان تعيش اذا انتم لا تريدون العيش فيه دعوا الاخرين يعيشون بسلام، و اشكر سوريا التي حضنتني وكرمتني بعيدا عن السياسة، واشار الى ان الدين للدين والدولة للجميع، وما يحدث في الدول العربية مؤلم جدا ومخطط له من اميركا لتفتيت هذه الدول.

وتحدث الفنان سمير يزبك عن نشاته فقال: طفولتي كانت في منطقة برج البراجنة، حيث كان الاهل يسكنون، وكنت ازور بيت عمي في بلدة الناعمة، اما في بلدة رمحالا فكان بيت جدي.
تعلمت في مدرسة مار الياس شويا، وكنت ارتل مع فرقة الكنيسة واختم القداس، وكانت والدتي تتمتع بصوت جميل وهي من حفظتني موال «عشنا يا ليلى»، فمن الطبيعي ان فن الغناء عاش في داخلي، والله منحني صوتا جميلا، فكنت اينما وجدت ادندن واغني من عمر 7 سنوات، وكان كل من يسمعني يشيد بقوة وحنو صوتي، وبعدها دخلت المعهد الموسيقي «الكونسرفتوار»، وفي الوقت نفسه عملت مزين في صالون جوزيف عتيق للنساء، وفي احدى الايام جاءت السيدة فيروز الى الصالون وكنت «امشطها»، فقال لها جوزيف: اريد ان اسمعك صوتا على «المسجلة» واسمعها الصوت فذهلت واعجبت جدا، فقال لها: ان هذا الصوت هو صوت سمير الذي يقوم «بتمشيطك»، وفورا اخدتني السيدة فيروز الى الرحابنة وبدات العمل معهم في الكورال سنة 1961، وانا افتخر بهذه المرحلة التي افادتني جدا واثقلتني صوتا وموسيقى.
وكنت قد تقدمت الى استديو الفن بأغنية الراحل وديع الصافي «لبنان يا قطعة سما» وفزت بالمرتبة الاولى، وكذلك تقدمت الى الاذاعة اللبنانية ونلت المرتبة الاولى بنفس الاغنية.
وطبعا تابعت في الكونسرفتوار ودرست الة العود.
ومن هنا بدات مسيرتي الفنية بأول اغنية وهي للشاعر الراحل زين شعيب «طول غيابك يا حلو» و«روحي وروحك يا حلو» واغنية «يا مصور صور».
وفي العام 1963 تعرفت الى الملحن الكبير روميو لحود واصبحت بطل مسرحياته، وفي معظمها في بعلبك وبيت الدين والارز، ومن هذه المسرحيات الغنائية: «الشلال» و«القلعة» و«الفرمان» وغيرها، وبقيت معه حتى العام 1970.
ومن الستينات الى العام 1975 كانت المرحلة الذهبية، وعند نشوب الحرب الاهلية، ذهبت الى سوريا حيث كرمت بشكل كبير من سوريا الدولة والشعب الذي كان يردد اغنياتي بشكل كبير ورائع، وغنيت للبنان وسوريا.
* من هم رفاق الفن ؟
– كنا مجموعة مهمة ومنهم: ايلي شويري وجوزيف عازار والراحل عصام رجي وملحم بركات وطوني حنا وغيرهم، هذه المجموعة كانت تشكل تاريخاً للاغنية اللبنانية الاصيلة والراقية.
* ما هي الاغنية التي احسست انها الافضل؟
– معظم الاغاني التي قدمتها اشتهرت وبقيت لانها صيغت بكلمات والحان رائعة، ولكن اغنية «دقي دقي يا ربابة» وهي من كلمات والحان روميو لحود حازت على شهرة عربية وعالمية، مع العلم ان اغنية «اسأل علي الليل يا حبيبي» من الاغنيات المهمة جدا ولكنها لم تأخذ حقها الكامل، كما انني كنت من الاوائل في الموشحات والمواويل، وهنا اود ان اوجه تحية الى الشاعر الراحل بديع يزبك الذي ترك بصمة في مواويلي منهم: «كانت صغيرة، و«حلمت بحورية» و«يارب ياكاشف الابراج» واغنية «يا موسيقي ويا حنون».
* لماذا لم يتم اعادة اغانيك بانتاج جديد؟
– هذه الايام شركات الانتاج لا تقدم على هكذا اعمال، ولقد حاولنا مع الاستاذ انطوان سماحة وهو مشكور، لكنه لم يستطع ان يتبنى العمل وانا ارفض ان اجدد الاغاني القديمة وافضل ان اتركها كما هي لان جمالها واصالتها فيها.
* كيف ترى الفرق بين الاغاني القديمة والحديثة؟
– انا كنت اقول دائما ان الفن مثل الزهورمنوع، ولكن هناك فرق كبير في مستوى الكلام واللحن والغناء، في السابق كان يستغرق تحضير اغنية حوالى سنة لكي تكون جيدة وتعزف على الالات الحية وليس عبر الانترنت الذي يغير نغمة الالة ولا يظهر الصوت الحقيقي للمطرب، فمثلا:لقد اعدت تسجيل اغاني عدة لي بسبب خطا في كلمة، فالاذاعة اللبنانية كانت مصفاة للاغنية بهدف ان تذاع بشكل ممتاز ولا يشوبها النشاذ، وكانت مراحل الغربلة دائمة والمراقبة مستمرة، لذلك نرى ان الاغنية القديمة نجحت واستمرت وتستمر،
والاغنية اليوم معظمها في انحدار، ولكن هناك بعض المغنين يحافظون على مستوى الاغنية.
والفن اللبناني رائع، لكن العصر الذهبي العربي كان ايام العمالقة :عبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم وفريد الاطرش وفيروز وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وزكي ناصيف وغيرهم، هذا العصر الذي قدم الاصالة والرقي.
* ماذا تقول بعد توقف صوتك عن الغناء؟
– اشكر الله اني ما زلت حيا بعد ان خضعت لعمليات عدة، واخص بالشكر مستشفى قلب يسوع واطبائه وممرضيه وادارته، والشكر الخاص للدكتور انطوان نعمة، كما اشكر الوزيرين غابي ليون وغازي العريضي وكل الفنانين الزملاء الذين اطمانوا الى صحتي، واقول: اذا توقف صوتي تبقى روحي موالا يخفف الام المحبين وينعش الاغنية اللبنانية بالاصالة.
* ماذا كنت قد حضرت من اغاني قبل مرضك؟
– كنت احضر اجمل الاغاني، لكن ظروف البلد والانتاج المادي عرقل اصدارها، ومن هذه الاغاني واحدة من كتابة الشاعر جورج عساف وتلحيني وهي تقول:
صدفة التقينا عالدرب
وسبقتني بالعوافة
وقالتلي مرحب يا شب
قلتلها يزيدك عافية
وبعيونها في نبعة حب
وعخدودا الورد غافي
بلحظة سرقت مني القلب
ودفعت منو عوافة
* كيف ترى عمل نقابة الفنانين؟
– صار عنا 8 نقابات، والله يساعد الفنانين في لبنان الذي لا يحتكمون على الضمان الصحي وضمان الشيخوخة، والنقابة الحالية صندوقها فارغ، والدولة غائبة عن الدعم، والمفروض ان تكون هذه الضمانات مؤمنة ولكن للاسف لا يوجد شيء، والحمد لله اني مضمون على اسم ابني، مع العلم انا لم انتظر يوما ان يرد وطني الجميل لي طالما كنت اضحي واغني واتحمل ويلات الحروب والازمات وانا لم اطلب شيئا على الاطلاق، وكثر غيري رفعوا اسم لبنان ولم يطلبوا اي شيء، لان محبة الناس كانت وما زالت تكفيني، وربما هذه هي المواساة لاي مبدع يشعر بالغبن، فالمساعدة تاتي من تلقاء نفسها من الحب، واولادي يقفون الى جانبي لانني عملت طيلة حياتي للفن وليس للمادة، والحمد لله ماشي الحال.
* كيف ترى التكريم الذي حدث لك في بلدتك رمحالا؟
– انا مع تكريم الفنان على حياته وليس بعد ان يرحل، التكريم اكد وجودي وهذا شيء رائع رغم عدم استطاعتي الحضور.
الابداع انتهى برحيل المبدعين امثال الرحابنة ووديع الصافي ونصري شمس الدين وفليمون وهبي وزكي ناصيف وغيرهم، اليوم اصبح عصر الكميوترالذي سجن ابداعات اطفالنا وخيالهم، اليوم اختفت الالحان والكلمات الجيدة.
وهنا من خلال» الديار» اشكر الوزير العريضي وكل الفنانين الذين حضروا وكذلك ممثلي قائد الجيش وقوى الامن والمخابرات وكل القوى السياسية، وهذا شيء يفرح ويثبت انني للبنان بكل طوائفه واحزابه وهذا ما ادخل الامل في نفسي، واخص بالشكر اهالي رمحالا الذين عملوا بشكل عفوي لانجاح هذا التكريم وخاصة بول يزبك وبيار ابو عبدالله وميشال ابي عبدالله وشربل نصار وكل شباب رمحالا، وامل ان يكرم الفنان على حياته وان تنشا المكتبات لاعماله.
* من هم اصدقاء سمير يزبك؟
– انا صديق للجميع، ولكن صحيح الحرب ابعدتنا لكننا عدنا واجتمعنا مثل جوزف عازار وطوني حنا وملحم بركات وغيرهم ومنهم من رحل كالصديق عصام رجي.
* كيف ترى الوضع في لبنان؟
– الاحداث التي حصلت اثرت فينا جميعا وخاصة في نفسيتي، كنت اغني وابكي على ما يحدث لبلدي ، انا ضد سماع المفرقعات والرصاص، حبي للبنان لا يوصف واتمنى ان يبقى لبنان بخير وان يتفق الجميع من اجل هذا الوطن، يكفي ما حدث يكفي، الناس تريد ان تعيش اذا انتم لا تريدون العيش فيه دعوا الاخرين يعيشون بسلام، وانا اقول دائما :انا اتعاطى سياسة الفن واجهل فن السياسة.
انا في كل عمري لم انتخب لا لبلدية ولا مختار ولا نواب، انا للجميع اتركوني فنانا، وانا هنا اشكر سوريا التي حضنتني وكرمتني بعيدا عن السياسة واني ما زلت من خلال دعم سوريا لي، فالدين للدين والدولة للجميع.
* كيف توصف ما يحدث في الدول العربية؟
– ما يحدث مؤلم جدا، ليس هناك نتيجة ان كان في سوريا اوالعراق اوليبيا اوغيرها «حرام هذا الدمار والقتل والحرب العبثية»، هناك مخطط ينفذ لتفتيت هذه الدول واميركا هي المخطط.

الفنان سمير يزبك خلال حواره مع «الديار»

سمير يزبك الصوت الباق

لا شك ان المطرب والفنان الكبير سمير يزبك من المبدعين اللبنانيين، فهو حاكى كل الاجيال من خلال اغانيه ومواويله الرائعة والاصيلة.
سمير يزبك فنان لا يتكرر امثال: صباح وجوزيف عازار وايلي شويري والراحلين زكي ناصيف وعصام رجي وغيرهما.

ولد سمير يزبك في العام 1939 في بلدة رمحالا، وهو متزوج من السيدة حنان وله شاب وصبية، توقف صوته عن الغناء من جراء عملية، لكنه بقي من احد الرموز الاساسية للعصر الذهبي، وبقيت عيناه تؤكد على حرصه الشديد على وحدة لبنان، وهو من عاش حياته للفن فقط بعيدا عن المادة فاغنى التراث اللبناني من كل جوانبه.
وقدم الفنان يزبك اكثر من 300 اغنية ومن ابرزها:
{ الاغاني
– يا مصور صور
– طول غيابك يا حلو
– روحي وروحك يا حلو
– يا جارح القلب
– مرحب مرحب
– قولو معي
– حلمت بحورية
– مرحب مرحب
– عيد العيد بعيدك
– الزينة لبست خلخالة
– هزي بمحرمتك هزي
– حني حني يا حنونة
– قلها للحلوة قلها
– يا طير اللي عالشجر
– يا اعند حلوة بالحي
– الجبلية
– يا كاشف الاسرار
– دقي دقي يا ربابة
– اسال علي الليل يا حبيبي
– خدني معك
– شحاد
– موجوع
– ويلي ويلي من حبن ويلي
– كانت صغيرة
– عيونا بلون الدوالي
– يا مهندس
– عرم يا جوب
– الدلعونة
– بحبك
– لون الورد
– انا سراق
– هب الهوا
– الوردة العطشانة
– يا هيلالا ليلاكي
– لو بتشك براسك ريش
– انا بالبحر
– يا ضيعتي مشتاق
– دخلك يا حلوة بردان
– وينك يا خيال نزال
– نازل عالوادي
بالاضافة الى عدد كبير من الاغاني والمواويل
{ المسرحيات الغنائية
– موسم العز 1960
– البعلبكية 1961
– جسر القمر 1962
– الشلال 1963
– الليالي اللبنانية 1967
-القلعة 1968
-الفرمان 1970
– فينيقيا 80
– اربعة فصول
{ في السينما والتلفزيون
لم يشترك الفنان يزبك سوى في فيلمين سينمائيين هما: حـبيبتي والصحافية الحسناء
اما في التلفزيزن فقد اشترك في حلقات مع ابو ملحم وكذلك في ســهرات مع نجيب حنكش وغيره.

صورة ‏د. الشاعر شحود زيدان‏.

من almooftah

اترك تعليقاً