تمت إضافة 2 صورتين جديدتين من قبل فاطمة أسعد.
فاطمة أسعد … لبنان
مفاضلة الألم ..
اجتمعـنَ بلباسهنَّ الأسودَ, في مجلس عَـزاءٍ , يَعتصرهنَّ الألمُ , ويوحدهنَّ وجعُ الوحدةِ , وفراقُ الأحبَّـةِ…
قالت إحداهنَّ :لقد أرهِـقـتُ من أعباءِ الحياةِ , وهمومِ الأولادِ , ومتطلباتِ العيشِ .. وعندما تسودُّ الدّنيا بوجهي أذهبُ إلى ضريح الحبيبِ وأشكو إليه همومي وهمومَ أولادهِ .. فأشعرُ براحةٍ تغمرُني
فردَّت أمُّ شهيدٍ تجلسُ بجوارها :
هنيئًا لكِ … عندكِ ضريحٌ تبكينَ عليه وتشكينَ همَّك!
أما أنا يا حَسرتي … لم أتباركْ بجثمانِه ولا حتـّى بقطعةٍ من ثيابهِ لأشمَّها وأضمَّها إلى صدري ..
قاطعت زوجة جريحٍ والدَّمعة بعينها :
آآآآآآآآه يا ليتهُ استشهدَ , ولا أراهُ يتعذّبُ ويموتُ أمامي وأمامَ أطفالهِ في كلِّ لحظةٍ …فهو مشلولٌ شللاً رُباعيًا , ولا شيء يتحرّكُ فيه سوى عينينِ … مليئتينِ بحزنٍ وألمٍ وتوسّلٍ بأن دعوني أموت …
تنهّدتْ أخرى وقد تجمَّدت ملامحُها كمومياءٍ منبوشةٍ من قبرِها للتـّو واستطردتْ ببطءٍ وصوتٍ منخفضٍ :
احمدنَ الله … فأنـتـنّ بألف خيرٍ .. منذُ أربعِ سنواتٍ لم أرَه , بعدَ أن اختطِفَ وهو ذاهبٌ إلى جامعتهِ , فلا ليلي ليلٌ , ولا نهاري نهارٌ وطعمُ الصّدأ بفـَمي .. صورتـُه لا تفارقُ ذهني … كيفَ يعذبونـَه و يجلدونـَه ُ؟ أسمعهُ يصرخُ يا ماما .. فينفطرُ فؤادي .. اسمعُ خبرًا عنه فـيـنـتعشُ الأملُ بـقلبي , ثم يموتُ مُجددًا … حتـّى صرتُ كحجرٍ باردٍ …. آآآآه كم أتمنـّى أن أتـيـقـَّنَ بأنهمْ قـتـلوهُ, وارتاحَ راحةً أبديّـة ً….
فاطمة أسعد … لبنان