08

الأديب عبد الحسين الغراوي: القاصون العراقيون تأثروا بتطور القصة السورية

دمشق-سانا

على مدى أكثر من أربعين عاما خاض الأديب والكاتب العراقي عبد الحسين الغراوي تجربته في الصحافة والأدب موزعا هذه الأعوام بين الصحافة ومتابعاتها اليومية وعالم القصة والكتابة للمسرح.

ورصد الغراوي خلال إقامته في سورية واقع الثقافة في هذا البلد ليجد أن التقارب بين الشعبين السوري والعراقي مرجعه بالدرجة الأولى التطور الحضاري الذي عرفه كلا البلدين والأسماء الكبيرة التي أضاءت مختلف صنوف الثقافة.

وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قال الغراوي إن “الثقافتين السورية والعراقية متلازمتان بالوعي الأدبي والثقافي لكون مجتمعاتهما متقاربين إنسانيا واجتماعيا وحياتيا بالإضافة إلى تجارب البلدين الشقيقين وتأثرهما المباشر بالحركات الأدبية والثقافية عربيا وعالميا”.

وأضاف صاحب مجموعة حب آخر لكارنيكا القصصية “أفرزت هاتان التجربتان الابداعيتان أسماء بارزة وساطعة في كتابة النصوص الثقافية والأدبية كالقصة والرواية وهذا يشكل انتعاشا ابداعيا منفردا اجتاز الحدود المحلية نتيجة تزايد الوعي الثقافي والأدبي عند المبدعين السوريين والعراقيين ومسار حياتهم الاجتماعية والبيئية”.

وعن تقييمه للقصة القصيرة السورية قال الغراوي “بفضل ما توفر لمبدعي القصة في سورية من عوامل بيئية وثقافية وانفتاح الأدباء فيها على تجارب القصاصين العرب والعالميين حققت القصة السورية إبداعا واسعا وانتشارا تخطى الحدود المحلية اضافة إلى عامل مهم هو وجود المجلات الأدبية المتخصصة بنشر النصوص القصصية”.

وبين أنه استفاد خلال وجوده في سورية بلد الحضارة والثقافة والابداع حيث وجد فرصة للكتابة القصصية فأنهى كتابين تضمنا مجموعاته القصصية إضافة
إلى رواية واحدة بعنوان “هؤلاء هم أنا” موضحا أن القوام الابداعي في هذه النصوص كان الإنسان السوري والعراقي اللاجئ.

ولفت الغراوي إلى أنه لمس في سورية احتضانا لأدبه وتشكل فيها كما في بلده العراق طيف محب ومتابع لما ينشره ويكتبه حيث تناول العديد من النقاد السوريين تجربته القصصية المتأثرة في الواقع وهذا مؤشر بارز على وجود تطور في انتشار وسائل الإعلام وفي تعاملها مع الأصدارات الأدبية والثقافية.

ورأى الغراوي أن القصة السورية تواصل تألقها وابداعها وانتشارها مع ظهور أسماء قصصية وروائية سورية معروفة عربيا وعالميا كالروائي حنا مينا وحسن
حميد وغيرهما التي تركت بصماتها على ساحة الابداع القصصي السوري كما اقرانهم القاصين العراقيين الذي تأثر بعضهم بتطور القصة السورية.

ولفت الغراوي إلى أن هناك أثرا كبيرا وفاعلا للقصة السورية على الساحة الثقافية والبيئات الاجتماعية لأنها خلاصة التجارب الحياتية التي يعيشها السوريون وما فيها من أدب وسياسة وثقافة ومجتمع وهذا ما جعلها تشكل معلما ابداعيا متصاعدا.

وعن رأيها في الاتجاه الابداعي للأديب العراقي الغراوي قالت الكاتبة نسمة اسماعيل إن “الغراوي كاتب واقعي يستمد مادته الإبداعية مما يدور حوله من تحولات حياتية يعيشها السوري والعراقي برع في وصفها وقدمها بشكل عفوي يشي بالعذوبة والبساطة والسهولة”.

على حين بينت الكاتبة نبوغ أسعد أن الأديب الغراوي يهتم بالمجتمع كبنية أساسية لمادته القصصية ويلتقط دلالاته الايحائية من حياة الناس لأي مكان يمكن أن يتعايش معه الإنسان لافتة إلى أن الكاتب أظهر اهتمامه وحبه لسورية وبدا ذلك جليا واضحا لأنه يعتبرها جزءا من وطنه الحقيقي وبلده الثاني.

يذكر أن الكاتب والصحفي عبد الحسين الغراوي من مواليد 1946 عضو في اتحادي الأدباء والصحفيين بالعراق عمل مراسلا للعديد من الصحف العراقية والعربية وترأس تحرير جريدة مداد الصادرة عن جامعة البصرة وصدر له مجموعات قصصية هي النهر يحرس البنفسج و وجوه من زجاج و نبوءة الماء و وحيداً يسافر القمر وباب توما وجه آخر للقمر وأزهار اليوم الجنوبي وليلة عرس عروس بن الورد ورواية هؤلاء هم.. أنا.

محمد خالد الخضر

 

 

من almooftah

اترك تعليقاً