بالصور.. هوس النحافة يقتل عارضات الأزياء.. فتيات يأكلن القطن ويتحولن لهياكل عظمية بسبب “الأنوريكسيا”..
المرض يسبب الوفاة وانقطاع الطمث فى سن المراهقة.. ومنظمات الصحة تطالب بإلغاء مقاس صفر
عارضات الأزياء النحيفات عارضات الأزياء النحيفات تطبيق آخر الأخبار من اليوم السابع كتبت سارة حجاج فى تقاريرها الأخيرة عبرت معظم منظمات الصحة على مستوى العالم، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من تنامى نسب المصابين بمرض فقدان الشهية العصبى، وهو من الأمراض التى تندرج تحت قائمة اضطرابات الشهية وتناول الطعام، ويعد من أصعب أنواع الأمراض النفسية فى طرق علاجه وأقلهم فى نسب الشفاء. حيث يمثل تهديدا خطيرا على حياه المرضى وغالبا ما يؤدى إلى الوفاة. أشهر الأسماء التى تحتويها قائمة ضحايا الأنوروكسيا من عارضات الأزياء وفتيات الإعلانات، والسبب بالطبع يرجع إلى المقاييس الصارمة التى تفرضها دور الأزياء فيما يتعلق بأوزان العارضات ومقاييسهن الجسمانية. الأمر الذى دفع العديد من دول أوروبا وعلى رأسها أسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، لسن قوانين صارمة تمنع ظهور الفتيات شديدات النحافة فى عروض الأزياء وإعلانات منتجات التجميل، فى محاولة للحد من ظاهرة النحافة الشديدة والتى بدأت تتفشى بين المراهقات. كما تدعو العديد من منظمات الصحة على مستوى العالم إلى إلغاء مقاس الصفر، وهو المقاس الذى بدأت دور الأزياء اعتماده منذ سنوات فى عروض أزيائها ويتطلب أن تنحصر أوزان العارضات لحدود متدنية للغاية. الأختين راموس توفيتا بالسكتة القلبية.. وإزابيل كارو تعرت لتكشف عن المرض القاتل لسنوات رصدت وسائل الإعلام قصصا مأساوية لضحايا “الأنوروكسيا” من عارضات الأزياء، وهزت حوادث الوفاة لهؤلاء الفتيات المجتمع الأوروبى بصورة دفعت بعض الدول لسن قوانين مشددة وصارمة عن مقاييس العارضات. من أشهر تلك الحالات الشقيقتان إيليانا ولويسيل راموس 22 و18 عاماً. ففى أغسطس من عام 2006 توفت لويسيل جراء جلطةٍ قلبية أثناء مشاركتها فى أسبوع الموضة فى مونتى فيديو، وصرح الأطباء أن سبب الجلطة كان مرض فقدان الشهية المرضى، ولم تمنح لويسيل العبرة لأختها إيليانا التى لحقتها فى فبراير من عام 2007 جراء سكتةٍ قلبية لذات المرض. فيما أكد والد أحد الضحايا أن ابنته لم تتناول الطعام لأيام قبل وفاتها، بل اكتفت بتناول قطعا من القطن، وهو الأمر الدارج بين عارضات الأزياء اعتقادا منهن أن القطن يمنح شعورا بالشبع ويحد من رغبتهن فى تناول الطعام. فيما حاولت العارضة الفرنسية إيزابيل كارو مواجه “الأنوروكسيا” لتصبح الوجه الإعلانى لحملة بعنوان (لا للأنوريكسيا)، والتى نظمتها فى تاريخ يتوافق مع أسبوع ميلان للموضة عام 2007. فى تلك الحملة تعرت إيزابيل أمام عدسة المصور الإيطالى أوليفيرو توسكانى ووضعت صورها العارية على لافتة إعلانية كبيرة بشوارع ميلان، وشكلت هذه الصور صدمة للعالم والعاملين فى مجال عرض الأزياء. وعلى الرغم من الحرب الشرسة التى خاضتها إيزابيل إلا أن “الانوروكسيا” رفعت راية نصرها على الفتاة النحيفة لتتوفى فى ذات العام، بوزن لم يتجاوز 28 كيلو جراما. القائمة ممتدة وتضم عشرات الأسماء الشهيرة وآلاف الأسماء المجهولة لمراهقات ماتوا لهثا وراء حلم النحافة المشوه والذى تحول لوحش ما لبس أن غزا أجسادهن ليتركها خالية إلا من عظامه ولحمه. مرضى الأنوروكسيا يرون أنفسهم بدناء ويتوقف تبويضهن وتنقطع دورتهن الشهرية فى تعليقه على أسباب المرض وأعراضه، يوضح جمال فرويز استشارى الأمراض النفسية، أن مرض فقدان الشهية المرضى أو ما يعرف علميا بـ(الأنوروكسيا) يعد من أخطر الأمراض النفسية وأصعبها فى العلاج، وخاصة أن ما يعرف بـ (البادى إيمدج) أو نظرة المريض لنفسه تعانى نوعا من الإنكار. فمرضى النحافة المفرطة فى حالة إنكار دائم لمشكلتهم المرضية، بل يرون أنفسهن دائما بدناء مفرطى الوزن، وهو ما يمثل صعوبة مضاعفة فى علاج المرض. ويوضح فرويز أنه كلما كان التدخل الطبى أسرع كلما أمكن تحقيق نتائج فى العلاج وهو الأمر الذى يتطلب انتباها من المحيطين بالمريض للتغيرات الغذائية والجسمانية التى تظهر عليه. فتيات الانوروكسيا تنقطع دورتهن الشهرية ويتوقف تبويضهن يؤثر فقدان الشهية المرضى على جميع وظائف الجسم لدى الفتيات، وبشكل خاص انتظام الدورة الشهرية والذى يعد من أهم العلامات التى تظهر على فتاة الانوروكسيا. تبعا لرأى عطية أبو النجا استشارى أمراض النساء والولادة، فإن توقف الدورة الشهرية يعد من أول العلامات التى تظهر على الفتاة نتيجة لإصابتها بفقر الدم وانخفاض الضغط وهو ما يدفع الجسم لإعطاء إشارات إلى الأعضاء التناسلية للعمل على وقف عملية التبويض بشكل كامل، تجنبا لنزيف الدورة الشهرية، وحفاظا على مستويات الدم من الانخفاض بصورة مفرطة. فيما يضيف استشارى الأمراض النفسية الدكتور جمال فرويز، عرضا عضويا آخر يظهر بوضوح على مريضات الأنوروكسيا، وهو ظهور شعرا خفيفا على طول سلسلة الظهر، ويعرف بالزغب ويعد من أشهر العلامات الجسمانية للمرض والتى تشير إلى وصوله لدرجات متأخرة. علاج المرض يبدأ بمضادات الاكتئاب وقد يطلب الخضوع لجلسات الكهرباء أما عن طرق العلاج فيؤكد فرويز أن العلاجات المضادة للاكتئاب، هى أول الوسائل العلاجية المتبعة فى علاج الأنوروكسيا، وخاصة أن العلاج السلوكى وحده لا يكفى، فى علاج تلك الحالات بل يجب أن يصاحبه تناول انواع معينة من مضادات الاكتئاب الشديدة. أما فى الحالات المتأخرة للمرض فينصح هنا بضرورة حجز المرضى بالمصح العقلى، لتلقى علاجا سلوكيا ودوائيا مكثفا، كما قد يتطلب الأمر فى العديد من الحالات خضوع المرضى لجلسات الكهرباء.
