في هذا الصباح….
حيث القهوة الصباحية
وطرطوس ترتدي زرقة البحر بشغف
حيث الصحف اليومية تأسرنا لنفتش عن فسحة امل في زمن الدمار
يفاجئني الصحفي الأنيق وائل علي بمقال له على الصفحة الأخيرة لجريدة البعث
في عددها 14966 تاريخ الخميس 2014/1/16 حيث كتب:
علي نفنوف: أجمل صورة تلك التي لم التقطها بعد……

علي نفنوف: أجمل صورة تلك التي لم ألتقطها بعد…

وائل علي

مسكون بهاجس اللحظة الهاربة لأنها تجعله ينسى تعبه وساعات انتظاره التي لا تعرف الليل من النهار ولا البرد من الحر لحدث قد لا يأتي.. عدسته لا تفارق جعبته لأنها سلاح صيده ومطبخه الذي يقدم من خلاله وجباته الممزوجة بفرح الناس وألمهم وحزنهم، وروعة الطبيعة وجمالها المبهر، بهدوئها وصخبها الذي لا تشبع منه العين، ويترك في الروح أثراً جميلاً وشعوراً يصعب وصفه. وفناننا الضوئي علي نفنوف هو ذاك المسكون بتلك اللحظة الهاربة، وهو بكل بساطة مصور اللقطة الصعبة التي يبذل لأجلها كل شيء فيعمل على تشريحها وتقطيعها وتجزيئها، لأن في التفاصيل يكمن الجمال والروعة وليس الشيطان، فما تراه عدسته وتلتقطه قد لا يراه ولا يتوقف عنده الكثيرون.
“عدسته” هي عينه الثالثة التي تعطيه توازناً ودافعاً لِلُّقطة التي لم يلتقطها بعد، و”نفنوف” أسير التقاط صورة للنوارس البحرية، وملاحقتها بعدسته حتى لو كانت عند مصبات الصرف الصحي، لأنها صعبة المنال وتعطي الصورة ومصورها مهنية وحرفية عالية، وهي ذات اللحظة التي تجعله أسير صورة لجرادة أو فراشة أو قبّرة أو وردة أو طفل بائس، في لحظة نادرة قد تفوتنا أو لا ننتبه لها أو لم نشاهدها فتأخذ منه الليالي الطوال، وأحياناً المخاطرة والمغامرة ليتأكد أن الرسالة ستصل، لأنه يدرك أن العين “وهي هنا الصورة أو اللقطة” مغرفة الكلام. والأبيض والأسود فيه حنين وإظهار للمهارة والقدرة على التقاط الضوء والظل والمزج بينهما، وهي لغة البورتريه عنده وبوابة العبور إلى المسابقات. التصوير عند “نفنوف” هواية وليس مهنة للعيش والاسترزاق، وهي رياضة روحية وتأملية تعلم الصبر وتروض الروح والعين على السواء، وهي من أجمل الرياضات ويرى في التعديل الذي تتيحه تقنيات الديجيتال على الصورة خيانة للصورة. “نفنوف” ابن مدينة صافيتا لا يتذكر عدد المهرجانات التي شارك بها وحصل فيها وبها على شهادات التقدير وهو عضو في نادي التصوير الضوئي غير أن كل ذلك لم يشفع أن يكون عضواً في اتحاد الفنانين التشكيليين.

من almooftah

اترك تعليقاً