رفيق السبيعي ( أبو صياح ) .. رحلة فن
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي التقيته , رفيق السبيعي فنان الشعب في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وفي مكتب السيدة الإعلامية ماريا ديب , رئيسة دائرة المذيعين في ذلك الوقت .
كان الحديث متشعباً : عن الطقس العاصف يومها في شهر شباط وعن الفن عموماً ويومها ذكر لي ” أبو صياح ” وهذا اسمه الفني أن الناس العاديين أطلقوا عليه لقب ” فنان الشعب ” .
ولد رفيق السبيعي عام 1930 في دمشق وفي حي البزورية العريق وكان , منذ صغره يحضر حكايات ” الحكواتي ” في مقهى النوفرة في حي العمارة قرب الجامع الأموي وكان مولعاً بصندوق ” الفرجة ” و يحب أغاني محمد عبد الوهاب .
كانت أسرة الفتى رفيق السبيعي في أربعينيات القرن الماضي تتألف من أثني عشر فرداً وكان والده يريده أن يلتحق بإحدى الورش المهنية ليساعده في إعالة الأسرة .
كان يعشق الفن وأول عمل فني له كان مع الثنائي ” جميل خربطلي وأبو رمزي ” في مسرح مرتجل كان يقام بمناسبتي عيد الأضحى وعيد الفطر في الحدائق والساحات العامة وكان أجر رفيق ليرة سورية واحدة عن كل عرض .. وأحياناً كان العرض يعاد لمرتين أو ثلاث .. مما يعني أنه كان يتقاضى ثلاث أو ربما أربع ليرات في اليوم ( أيام العيد ) .
وذهب إلى اللاذقية للعمل في مسرح ” شناتا : حيث عمل مغنياً ضمن العروض المسرحية ثم عاد ليعمل ملقناً في مسرح النصر ومسرح الأندلس بدمشق .
وبدأ السبيعي حياته العملية كممثل عندما كان من أوائل المقبولين في المسرح القومي . وأوفده التلفزيون السوري الذي تأسس في عهد الوحدة إلى القاهرة للدراسة حيث درس التمثيل والإخراج المسرحي .
واشتهر ” أبو صياح ” بالغناء الناقد الضاحك مثل :
ياولد لفلك شال
وتعلم شغل الرجال
أو مثل :
داعيكم أبو صياح
معدل عالتمام
حتى عيش مرتاح
ليش ؟ لأني تمام
سبعة عقود تقريباً من العمل الفني للفنان رفيق السبيعي وسعى الرجل لبناء نقابة الفنانين التي أحدثت عام 1968 وفي عام 1984 نجح لأول مرة كنقيب للفنانين لكنه تنازل عن المنصب لدريد لحام .
من ألمع نجوم الفن في سورية عاشق للوطن لم يغادره إلا بمهمة أو عمل فني يلتصق بالناس , يحاورهم , يستمع لهم .. يحبونه كثيراً .. لذلك فهو جدير بلقب ” فنان الشعب ” .
يرى أن الدراما السورية نجحت نتيجة جهود شخصية وطموحات الفنانين .
في جعبته كتاب اسمه ” ثمن الحب ” وهو سيرته الذاتية أحد ثلاثة فنانين كبار عملوا معاً ” دريد لحام ونهاد قلعي .. ورفيق السبيعي ”
العروبة -الكاتب: عيسى إسماعيل