اليوم في جريدة البينة الغراء:
(الحرف العربي رمز المحبة والسلام)
إستئناف مهـرجان الـرواد الثـامن للخط العـربي والـزخرفة
البينة/علي إبراهـيم الدليمي
دعا المركز الثقافي العراقي للخط العربي والزخرفة، للمشاركة الفاعلة في مهرجان الرواد الثامن، الذي سيقام على قاعات المتحف الوطني للفن الحديث (كولبنكيان)، في شهر تشرين الأول المقبل.
صرح ذلك السيد فالح حسن الدوري، الأمين العام للمركز، وقال: لقد تم إقرار إستئناف إقامة مهرجان الرواد الثامن للخط العربي والزخرفة السنوي.. الذي أعتاد المركز، على تنظيمه سنوياً، ومواكبة للتطور الفني في مسيرة فن الخط العربي والزخرفة، منذ إنبثاقه عام 2003, وللظرف السياسي والأمني الطارئ الذي يمر به البلد فقد تم تأجيل موعد إقامة هذا المهرجان عدة مرات, وهذا ينم عن الحرص الذي نوليه بالإهتمام الكبير لمشاركة أكبر عدد من الخطاطين من محافظاتنا العراقية العزيزة, دون أن يكون هناك تهميش أوتقاطع, وخصوصاً في هذا الظرف الذي يتطلب منا شد الهمم والتألف بين الجميع، وإعادة الثقة بين قطاعات المجتمع الفنية والثقافية والإجتماعية, فقد عقدنا العزم بالتطوع لإقامة هذا المهرجان معتمدين على أنفسنا بأمكانياتنا المادية المحدودة ولكنها بمعنوية كبيرة, من إجل إظهار المهرجان بالمستوى الذي يليق وهذه الشريحة المبدعة الطيبة التي تعد أنموذجا أصيلا للتضحية والصبر الجميل، وتقديم الفن التراثي وإبقاء تآلقه وإستمرارية العطاء المتواصل بدون النظر إلى العنصر المادي, وإنما تأدية الأمانة التأريخية لمسيرة هذا الفن الذي يفتخر العراقيون بأنه إنطلق من بغداد عاصمة الثقافة والفنون.. وهذا المهرجان سيوشم تحت إسم (الحرف العربي رمز المحبة والسلام).
ما الجهات الأخرى الساندة لكم للمهرجان؟
سينظم المهرجان، المركز الثقافي العراقي للخط العربي والزخرفة، برعاية وزارة الثقافة، متمثلة بالتعاون مع كل دائرة العلاقات الثقافية العامة، ودائرة الفنون التشكيلية، وسيشارك فيه جميع خطاطي المحافظات العراقية، وبكافة المستويات ولكلا الجنسين، بأعمال خطية وزخرفية كلاسيكية, والأعمال الفنية الأخرى التي يدخل فيها الحرف العربي المجود, ولكافة الخامات، الورق, والقماش, والخشب, والنحاس, والسيراميك، وأية مواد اخرى.. وسيتم إستضافة خطاطين من المحافظات البعيدة (البصرة, ذي قار, كركوك) في بغداد ولمدة يومين .
وماهي رسالتكم الفنية والوطنية في هذا المهرجان؟
يهدف المهرجان إلى تجسيد مقولة الخطاط التركي الشهير حامد الآمدي بحق الخطاط العراقي هاشم البغدادي: (نشأ الخط في بغداد، وأنتهى فيها) فقد كانت ولادة الخط على يد إبن مقلة وإبن البواب والمستعصمي, ومن بغداد إنطلق وجاب الدنيا شرقها وغربها, ولا يبارح خاطر الذين تعلموه بأن إنطلاقته كانت من بغداد الخالدة عاصمة العراق… وحين ظهر المرحوم (هاشم البغدادي) وذاع صيته، وأنطلق حرفه الحسن المتكامل وحمل إسمه (بغداد) أحيا ما بدأ به الأجداد وصار إمتداداً لهم خالداً بما أنجز, لكنه توفي وترك أرثه ليحمله الفرسان الذين تعلموا منه القواعد وساروا على اثره، فأحيا هؤلاء ما تألق به المرحوم (هاشم البغدادي) وبدأت جحافل المتعلمين للخط العربي والزخرفة يتزايدون ويجودون هذا الفن وبرزت أسماء كثيرة ملأت سماء هذا الفن وأجادت به, ونحن اليوم نفخر بالكثير من الشباب المتألق المبدع الذين ينتشرون على رقعة الوطن الحبيب, بالرغم من الامكانات البسيطة المتوفر لديهم, وهذا الأمر يؤلم لان الدول الأخرى قفزت قفزات نوعية فنية وركزت على تنمية المواهب والامكانات الفنية المتقدمة بتشجيع من دولهم, ونحن في العراق أهمل هذا الفن ولم يتم الاهتمام به, وبالرغم من كل هذا الاهمال فأن الخطاط العراقي نجده يشارك في الملتقيات والمهرجانات ويحصد الجوائز والمراكز المتقدمة متحديا المنافسة الكبيرة الموجودة فيها.. إن المركز الثقافي العراقي للخط العربي والزخرفة ومنذ تأسيسه عام 2003 شجع على تنمية المواهب الشابة ومشاركتها في المعارض واقامة المهرجانات لتظهر قابلياتها الفنية وامكاناتها الابداعية, فضلا عن تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات او مساهمات تزيد من نشر هذا الفن التراثي واصدار المنشورات والكتب التي تركز على انشار هذا الفن وتشجيع تعلمه والتعرف على جمالياته , نركز على مبدأ الاهتمام بفن الخط العربي والحفاظ عليه بإعتباره تراثا انسانيا وطنيا جماليا, والتأكيد على التعريف به نظريا وعمليا ونشره, والتعريف بالرموز الفنية التي سعت الى الحفاظ عليه واستمرارية بقائه من القدماء والمعاصرين والشباب, والانفتاح على التيارات الحديثة والمعاصرة بشرط ان لا تشوه الارث الجمالي لهذا الفن, والتعريف على الاساليب الجديدة لصناعة فن الخط العربي والمستلزمات التي تساهم في صقل جمالية هذا الفن والاهتمام بالعناصر التكنيكية الابداعية للحرف, واستقطاب تجارب الخطاطين في الدول الاخرى الجديدة ونقل نتاجها الى خطاطينا, واستثمار الجهود الابداعية عبر وسائل اقامة المعارض المشتركة للاعمال الخاصة الاصيلة والحديثة والمعاصرة.. والتشجيع على إقامة الورش الفنية والندوات الفكرية التثقيفية, والتلاقح ما بين الأساليب الإبداعية القديمة والحديثة المعاصرة, الغاية منها إطلاع الخطاطين والمزخرفين على الأساليب الفنية المتطورة المادية والفنية, وطريقة تقبل ونشر هذا الفن التراثي الأصيل للمجتمعات الأخرى والتعريف به للشعوب التي لا تتكلم العربية, لان الحرف العربي شكل تجريدي جميل المعالم.
وماشروط المشاركة؟
– للمشارك الخطاط والمزخرف حرية إختيار النص، والموضوع، ونوع الخط، وإسلوب الإخراج للعمل الفني، والألوان، والورق.
– يحق الإشتراك بثلاثة أعمال فنية فقط.
– تستثنى من المشاركة الأعمال المقلدة, أوالمستنسخة, أو المنقولة، والتي سبق وان عرضت سابقا.
– لا يقل قياس العمل عن 40 × 50 سم, ولا يزيد عن 100 × 70سم .
– تكون الأعمال مؤطرة، ومحفوظة بشكل سليم، وغير قابلة للكسر أو التلف.
– تؤلف لجان لفرز الأعمال وحسب الضوابط الفنية .
– تسلم الأعمال الى مقر المركز الثقافي العراقي في بغداد أو لدى منسقي المحافظات .
– تعاد الأعمال الى أصحابها بعد الإنتهاء من العرض .
– آخر موعد لإستلام الأعمال 20/ 9 / 2015.
وماهو المنهاج الذي تم إعاده للمهرجان؟
سيكون موعد المهرجان يوم الاثنين المصادف 5/10/2015، في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث (كولبنكيان) ولمدة ثلاثة أيام وسيكون منهاج المهرجان كما يلي :اليوم الاول: الساعة السادسة عصراً، سيكون إفتتاح المعرض الرئيسي للخط العربي والزخرفة، في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث (كولبنكيان).. ومن ثم إلقاء كلمات وزارة الثقافة, والمركز الثقافي العراقي, بعدها ستوزع الشهادات التقديرية والهدايا على المشاركين.. وسيتخللها تنظيم ورشة عمل آبرو, وخط عربي, ومشوقات حروفية حرة للخطاطين المشاركين.. ثم تناول طعام وجبة العشاء في مقر المركز الثقافي العراقي بالمنصور ..أما اليوم الثاني الثلاثاء 6/10: ستكون هنالك لقاءات بين الخطاطين في قاعة المعرض وإقامة ورشة عمل فنية متنوعة، ثم تناول وجبة الغداء.. وبعدها سننظم أمسية فنية ثقافية مفتوحة يشارك فيها مجموعة من فناني الموسيقى، وشعراء، وذكريات عن الخط والخطاطين في مقرالمركز الثقافي العراقي بالمنصورومن ثم تناول العشاء والمرطبات ..وفي اليوم الثالث، جولة حرة في المؤسسات الفنية والثقافية، ثم مغادرة الوفود.
ولأجل تسليط الضوء على أهداف هذا المركز الذي حققها والنشاطات والخطط المستقبلية التي تصب في صالح مسيرة الخط وخطاطينا، يواصل الأستاذ الدوري، الذي تحدث بانسيابية موجزة قائلاً:
لقد كانت هناك أفكار كثيرة تدور في رأسي منذ رجوعي إلى أرض الوطن ورؤيتي لهذا المتجمع الذي أنقلب رأساً على عقب، في أثناء الإحتلال، فأصبت بخيبة أمل كبيرة جداً.. فطرحت فكرة انشاء مركز للخط العربي، لبناء إنسان وخطاط يعيش في حالة ابداعية مثالية جديدة، فشرعنا ومجموعة من زملائي الخطاطين الآخرين، بوضع الخطط العريضة والأساس المتين للمضي في هذا المشروع الوطني وسط حشد من الفنانين، بالرغم من أن المجتمع العراقي كان يئن فيها من الظروف العصيبة القاسية وقتذاك، فقد كنا نعمل على تأكيد دور الخطاط العراقي خصوصاً في الحركة الفنية القادمة، وبدأ المركز يطرح أفكاره ويتحرك على الساحة الفنية والأجتماعية ويعد المشاريع وينفذ النشاطات المتواصلة ويوثق العلاقات مع المؤسسات والجهات الرسمية والثقافية المدنية الأخرى التي تعمل على تأكيد ووجود المركز.
وما هو أول نشاط فني لمركزكم؟
تمت الدعوة من الجمعية الخيرية لإنقاذ أطفال العراق لاقامة أول معرض للخط العربي للمركز، بتأريخ 8/10/2003، فكانت فرصتنا الكبيرة والأطلالة الساطعة على المجتمع لانها جاءت مع أهم شريحة في المجتمع وهي الطفل، وقد تناقلته وسائل الاعلام بكل اعتزاز.
وهل أقتصر المركز على خطاطي بغداد؟
كلا، لقد انطلقنا بالانفتاح على خطاطي المحافظات العراقية عموماً فقمنا بزياراتهم وفتح حوارات عمل تنشيط حركة الخط العربي وجمع شملهم والقيام بنشاطات داخل المحافظات نفسها، وقد تم فتح فروع للمركز هناك حيث أقيمت المعارض، وكان أولها في محافظة الأنبار كما أقيم معرض خاص على قاعة المسرح الوطني لعدد من الخطاطين من جميع محافظات العراق، ثم توالت إقامة النشاطات بين المحافظات، التي أصبحت الآن لاتعد ولاتحصى.
وهل اقتصر المركز على الجانب الفني في نشاطه؟
إقامة مسابقة لخط المصحف الشريف هي الأولى في تأريخ العراق، كما تم إصدار العدد الأول من مجلة (الحرف العربي) الفصلية التي تعنى بالخط العربي والزخرفة كذلك طبع كراسة تعليم الخط العربي لكافة أنواعه للخطاط حميد السعدي، فضلاً عن تكريم نخبة كبيرة من خطاطينا الرواد منذ المهرجان الأول لرواد الحركة الخطية في العراق الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية 32 لرحيل قنديل الخط العربي المرحوم هاشم البغدادي عام 2005، ولايزال، كما تم تكريم جميع الخطاطين المتواصلين والمشاركين مع نشاطات المركز بمبالغ رمزية وشهادات تقديرية وأوسمة، وزيارة وتفقد الخطاطين المرضى والمحتاجين ومساعدتهم مادياً ومعنوياً، ومنح عدد كبير من الخطاطين المكافأة السنوية، ومواصلة المطالبة لمنح المزيد من الخطاطين الأخرين بهذه المكافأة.
وماهي خططكم المستقبلية؟
عديدة ومهمة منها العمل على انشاء معرض دائمي للخطاطين الرواد والبارزين، والمشاركة في المعارض الخارجية وإقامة الدورات المستمرة في تعليم فن الخط العربي والزخرفة وإنشاء مكتبة شاملة تحتوي على جميع الثقافات العلمية التأريخية والإنسانية والفنية العامة، والتهيوء لاعداد مسابقات متواصلة على مستوى العراق وعلى غرار المسابقة الدولية في إستانبول، والألتزام في إقامة معرض الرواد السنوي، والمباحثات جارية الآن لاستعادة مهرجان بغداد العالمي للخط العربي والزخرفة، كما لدينا منهاج سائرين عليه منذ سنوات بتنظيم الأمسيات الثقافية والأجتماعية المتنوعة، فضلاً عن تهيئة مستلزمات إصدار العدد الثاني من مجلة الحرف العربي الفصلية بشكل جديد ومتميز.. والقادم أكثر وأكثر.

صورة ‏الكاتب والفنان علي الدليمي‏.
صورة ‏الكاتب والفنان علي الدليمي‏.

من almooftah

اترك تعليقاً