صور مفجعة للاجئات السوريات ومواليدهن الجدد

  • أم سورية في مخيم للاجئين في شمال شرق الأردن – (أرشيفية)
  • أم سورية في مخيم للاجئين في شمال شرق الأردن – (أرشيفية)
  • أم سورية في مخيم للاجئين في شمال شرق الأردن – (أرشيفية)

1

ناينا باجيكال – (مجلة تايم) 26/8/2015

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

ما هو المتطلب الأكثر أهمية: الغذاء أم الدواء؟ هذا قرار تجد وضحة حمادة، اللاجئة السورية البالغة من العمر 22 عاماً، نفسها مضطرة إلى اتخاذه على الدوام منذ أنجبت ابنها الأول، رأفت، في المفرق، شمال شرق الأردن. ويكافح زوج حمادة للعثور على عمل، في حين تكلف حاجة يوم واحد فقط من تكاليف أدوية الإسهال لابنهما، ما يمكن أن يكسبه الزوج في شهر كامل.
تشارك حمادة في محنتها الآلاف من النساء الأخريات اللواتي يعشن في هذه المخيمات غير الرسمية للاجئين، والواقعة على طول الحدود الأردنية السورية، حيث يتعرضن لدرجات الحرارة الصحراوية القاسية والعواصف الرملية والفقر المدقع، كل ذلك بينما يحاولن رعاية مواليدهن الجدد في هذه الظروف الصعبة.
يوفر الأردن حالياً مأوى لنحو 630.000 لاجئ سوري مسجل، من أصل أكثر من أربعة ملايين لاجئ الذين فروا من الحرب الأهلية في سورية منذ العام 2011. وتعيش الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين خارج المخيمات الرسمية للمفوضية، في مستوطنات كان كبير مصوري وكالة أسوشيتد برس لمنطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان، محمد محيسن، قد زارها أول مرة في شهر آذار (مارس) الماضي. لكنه سرعان ما قرر أن يحكي قصص البعض من أكثر الناس ضعفاً وهشاشة ممن يعيشون هناك: النساء الحوامل.
قدرت الأمم المتحدة في آذار (مارس) أن هناك أكثر من 11.000 لاجئة سورية حامل في ذلك الوقت. وقد وُلد الآلاف من الأطفال السوريين في هذه الظروف الصعبة، لأمهات لا يتمكن من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، أو حتى توفر المياه الجارية.
وقالت النساء الحوامل اللواتي قابلهن محيسن في هذه المخيمات المؤقتة، إنهن لا يستطعن أن يجدن نفقات العلاج الطبي، ولا حتى وسائل النقل اللازمة للوصول إلى عيادة في أقرب مدينة. وتخشى الكثيرات منهن شبح الفواتير الطبية التي تلوح في الأفق، والتي لن يستطعن أبداً دفع قيمتها. وقالت بعضهن إنه بينما تقوم العيادات المتنقلة التي تديرها المنظمات غير الحكومية بتقديم الإغاثة في بعض الأحيان، فإن شهراً أو شهرين مرا منذ شاهدن آخر واحدة.
في آذار (مارس)، صور محيسن، الحاصل مرتين على جائزة بوليتزر، 15 امرأة سورية في المفرق، كلهن في مراحل مختلفة من الحمل. ويقول عن ذلك: “لم أستطع التوقف عن التفكير في هؤلاء النساء. إنها ليست مسألة مشروع شخصي فقط، إنني أشعر بأنني مشارك. لقد فتحن أبوابهن لي، وأقل ما أستطيع أن أقدمه لهن هو أن أقوم بإسماع أصواتهن”.
قرر محيسن العودة إلى المفرق في تموز (يوليو)، وقضى أياماً وهو يحاول تعقب النساء اللواتي كان قد قابلهن قبل بضعة أشهر. وكن كلهن قد انتقلن من هناك سوى ثلاث، ولذلك أمضى أياماً وهو يتنقل من مخيم إلى آخر في محاولة العثور على الأخريات. وكانت خبرات أولئك اللواتي استطاع العثور عليهن في الأمومة قد تغيرت بكل وضوح.
عندما التقى محيسن وضحة حمادة أول مرة، قال إنها كانت غاضبة ويائسة بشكل لا يصدق. وقال: “كانت تحمل كل ألم العالم على كتفيها. وفي المرة التالية التي رأيتها فيها، بدت لي مهزومة تماماً. لقد فقدت إيمانها بالإنسانية”.
ويقول المصور إن بشرى عيدة، 16 عاماً، من الغوطة الشرقية، بدت وأنها قد كبرت عقداً في غضون بضعة أشهر فقط. وقالت له: “عندما كنت أنا وزوجي فقط، لم يكن يهم إذا كنا ننام جائعين. الآن، لدينا طفلة، ولا أعرف كيف سنتمكن من إطعامها”.
لا يمكن التقليل من المشقات التي تحملتها هؤلاء النساء اللاجئات والتحديات الكامنة في الأمام أيضاً. لكن إحدى النساء استطاعت أن تستمد القوة من تجربتها. هدى السايل، 20 عاماً، خافت من التعقيدات الطبية التي ربما تنشأ من الولادة الأخيرة لابنها الأول، مزود. وبعد تلك الصدمة، قالت إنها شعرت بأنها أصبحت “مكتملة” الآن، كما لو أنها وُهِبت حياة جديدة. وقالت: “إن احتضانه يمنحني الشعور بأنني امتلكت أفضل هِبة يمكن أن ينالها إنسان”.

*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Heartbreaking Photos of Syrian Refugees and Their Newborns

من almooftah

اترك تعليقاً