إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المضغ ثم المضغ...- إعداد : روضة حيدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المضغ ثم المضغ...- إعداد : روضة حيدر

    المضغ ثم المضغ...
    إعداد : روضة حيدر

    لقد اجمع الأطباء والفلاسفة والعلماء عبر العصور بان العقل السليم في الجسم السليم.كما أن القرآن الكريم ركز على دعائم الصحة إذ ورد في الآية الكريمة :"يا بني آدم،خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ،ان الله لا يحب المسرفين".

    وعن النبي صلى الله عليه وسلم:"كلوا حلالا طيبا واحسنوا المضغ"،وأيضا "لا تجلس على الطعام وآنت تشتهيه،لا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه وعليك بجود المضغ".
    أن نظام الماكروبيوتيك يعتمد على تناول الطعام الصحي الطبيعي الموسمي والمتوازن (بين طاقتي الين واليانع)،وتجنب الأطعمة الضارة والمصنعة والتي تحتوي موادا كيماوية مضرة .ألا أن فائدة هذه الأطعمة لا تكتمل إذا لم تمضغ جيدا.وقد ركز العديد من الأشخاص المهتمين بأمور الصحة على هذا الموضوع ،وفي طليعتهم، وليام هوراس فليتشر، في القرن التاسع عشر، حيث أكد "أن المضغ يساعد في تقوية جهاز المناعة والشفاء من الإدمان على الكحول".
    وهنا يبقى السؤال:ما هي عملية المضغ؟وما هو تأثيرها على الصحة؟

    تتم عملية المضغ أساسا في الفم بواسطة 32 ضرس وناب.وان عملية الهضم تحفز 32 فقرة في الظهر.وهي بمثابة تمرين للعمود الفقري.أما اللعاب الموجود في الفم،فهو يساهم في عملية المضغ،وتفرزه كافة الغدد.
    في الواقع،يحتوي اللعاب على أنزيم بيتالين الذي يعمل على تفكيك الكربوهيدرات المعقدة إلى سكريات بسيطة،وهي تتحول بالتالي إلى غلوكوز.
    إن البيتالين لا يستطيع اختراق الحبوب التي لا يتم مضغها جيدا،وفي هذه الحال،لا تفرز المعدة عصارة هضم تفكك الكربوهيدرات.من هنا،تبدأ مشاكل الجهاز الهضمي المختلفة
    أما الغدة النكفية الموجودة تحت الآذنين،فهي تنتج اكبر كمية من اللعاب،وهي تقوم بإفرازاتها عند استخدام القواطع وتنشط المذاقين المر والحلو.
    ونذكر أيضا الغدد الواقعة تحت الفك (على جهة عظم الفك السفلي) والتي تفرز لعابا يساعد في هضم الأطعمة التي تحتوي على الزيوت والحوامض،والغدد الواقعة تحت اللسان والتي تفرز لعابا يساهم في هضم الأطعمة ذات المذاق الحلو والفاكهة والخضار على أنواعها.

    بالإضافة إلى ذلك،فان المضغ يزيد من الكريات اللمفاوية التي ترتبط بالغدة الصعترية .كما ان الباروتين يؤثر تأثيرا مباشرا على الغدة الصعترية لحثها على إنتاج الكريات اللمفاوية الضرورية لمكافحة الالتهابات على كافة أنواعها.وقد تبين أن لهذه الغدة دورا مهما في تقوية جهاز المناعة.
    من جهة ثانية،يساعد المضغ في الحد من الإفراط في الطعام ويمنع الشراهة . فأثناء عملية المضغ،يكتفي الجسم بما أخذه .وإذا لم يتم مضغ الطعام، فان المعدة ستطلب المزيد منه،وقد ثبت أن المعدة تستطيع استيعاب كمية من الطعام تساوي ضعف المعدل العادي لسعتها .من هنا، فان العبء الذي نفرضه على المعدة ينهكها عدا انه يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي على المدى البعيد.
    إن احترام الجسد يفرض علينا احترام طاقة كافة الأعضاء لكي تقوم بوظيفتها على اكمل وجه.وفي هذه الحال، يعطي الجسم إشارة الاكتفاء والشبع. نشير أيضا إلى انه أثناء المضغ، تمتلئ المعدة بنسبة% 80-90 من سعتها.وهذه هي الطريقة الأمثل للحفاظ على الصحة.وقد ثبت علميا انه كلما مضغنا الطعام جيدا، كلما قلت كمية الأطعمة التي نتناولها. كما أن لعملية الهضم تأثيرات أخرى على الصعيد الصحي،وهي تتجلى في حماية الجسم من الأمراض.
    فالمعروف إن من أهم مسببات الأمراض الإفراط في تناول الطعام الضار،تناوله على شكل قطع كبيرة واستهلاك اللحوم والسكر ومشتقات الحليب، وخاصة في أوقات متأخرة نسبيا.
    إن هذه العادات السيئة المترافقة مع سؤ الهضم تبقي الطعام لفترة طويلة في المعدة ،فتفرز هذه الأخيرة مزيدا من الحمض الذي يؤدي إلى التخمير. ويبرز هذا الأخير على شكل غازات وانتفاخ والآم، وتبدأ عندئذ أمراض الجهاز الهضمي المزمنة .
    ومن جهة أخرى، يساهم المضغ في قتل الجراثيم الموجودة في الطعام ويحول دون دخولها إلى الجسم.ولا يستطيع حمض الهيدروليك الذي تفرزه المعدة اختراق المأكولات التي لم تمضغ. من هنا،ندرك أهمية مضغ الطعام جيدا .
    ونشير في النهاية إلى أن المضغ يجعل الجسم اكثر شبابا.إذ أن الغدة النكفية تفرز هرمون الباروتين.فتمتصه الأوعية اللمفاوية في الفم،ويدخل مجرى الدم، وإذا وصل هذا الهرمون إلى المعدة،تقضي عليه العصارة المعدية .
    وقد ثبت علميا ان الباروتين يحفز عملية التحول الغذائي،وهذا يؤدي إلى تجدد الخلايا و إطالة العمر..

    وللمضغ أخيرا تأثير نفسي كبير.إذ أن المضغ سيساعدك على تفريغ العنف الموجود داخلك.فالإنسان الذي يمضغ الطعام جيدا،يكون اقل عنفا من الذي لا يمضغ طعامه إذ انه يفرغ العنف عن طريق أسنانه.
    أن الغضب والحزن يشكلان أطوارا من العنف.فالغضب يتحول بسرعة إلى حزن والحزن يتحول بسرعة إلى غضب.فهما إذا متلازمان.وعندما تمتلئ معدتك بالطعام الذي لست بحاجة إليه، فانك أيضا تخزن العنف والغضب في داخلك. وعندما تمضغ الطعام، فانك تفرغ شحنة العنف والغضب المخزونة في داخلك.أما إذا استمريت في المضغ،فان الحزن سيختفي من حياتك وسيتمتع جسدك بالراحة وستهدأ نفسك.

    ويمكننا في النهاية أن ننصح بقول لغاندي :" امضغ طعامك حتى يصبح سائلا".
يعمل...
X