"حسان نجار" ترنمات من نقاء وطهر
مفرداته تعبر بنا إلى فضاء المتخيل وتجعلنا نلامس زهور الوعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
من وحي مفردات حساسة، نسجت من طهر الذات وحكمة الفكر، يعود بنا الشاعر "حسان نجار" إلى نقطة "التلاقي"، تلاقي المحبة مع نهوض الوعي، لتكون المحبة عنوان إرشاد وحكمة وتعلم وإيضاح... لقد بين لنا هذا الحكيم الروحاني المحاط بسكينة الصمت ونشوة التأملات... تأثير المفردة في بلورة النفس عبر تجريدها من الأخطاء وإعادتها إلى جوهرها الحقيقي.
جوهرها الذي يقول: النفس ذاكرة منفتحة المدى، عالمة بكل شيء، جامعة لكل شيء، فمن لم يحفضها ويتعرف إلى خواصها الرائعة... همّش ونسي، وأنها معبر السلام إلى فضاء المتخيل، وملامسة حدائق الفكر وزهور الوعي.
ها أنا أنثر من عبق كتاباته هذه الأشعار... بل هذه الترنمات الهادئة، التي تنسكب على تراب خلايانا ماءاً نقاءً وطهر.
فلتأنسوا مع هذه القصائد....
(شعوري لها)
يقولون لي
بأنك شاعر
بكلمتك
بصياغتك
برقة كلمتها
برقة أنفاسها
أقول هذا ليس شعراً
هذا شعور لها
من قلبي من وجداني
****
(إلى صديق)
لو أخطأ في حقي
لمنحني فرصة أن أكون الأول
لأني أرى فيه الخير
أرى فيه الوعي والعلم
أرى فيه التسامح والحب
أرى فيه العطاء
لو أساء لكنت الأول
بمحبتي لله الذي فيه
****
(لا تردّي)
لا تردّي على حبي وشعري
لأن ردّك هو ردي
فكيف يرد الصدى
إذا كان مصدره
أنت وأنا
لا تقولي هل هناك المزيد
نعم هناك المزيد
لأنك أنت مصدر هذا المزيد
وأنت منبعه
وهل يمكن لنبع أن يُغلق
أن يقف
لا أظن
بكونك المصدر والمنبع
فأنت قلمي وريشتي
أنت ريشتي التي انتزعتها
من ضلعي
وكونتها أهداب جفنيك
ودمعة عينيك
لتكون ريشتي
بين أناملك هدية حبي لك
****
(سنكتب شعراً)
سنكتب شعراً
يفوق كل الأشعار
سنقول كلمات
فوق كل الكلمات
سنبدع صوراً
بفلسفة الحكماء
سنروي قصة
بعمق البحار
بحروفها بكلماتها
زبدة الأقوال
مليئة بالومضات
الخير فيها والجمال منها
تذهل الأفكار
بنجومها الساطعة
بسماء الأكوان
من قلب التاريخ مصدرها
ومن ام الحضارات
من أرض الأنبياء
والرسل والمقدسات
من محطات البطولات فيها
والأمجاد
من صلابة إرادتها ووعيها
عبر الأجيال
من حكمة شعبها
مزيج السلالات
من قوة مكانتها
بانصهار الأديان
بروعة جمالها
وبطبيعتها الإنسان
ببروز قاد تها
عبر كل الأجيال
للوصول إلى مركزها القومي
محورها باعتراف كل الأوطان
فها أنت سوريا
اليوم
كما كنت عبر الأزمان
قائدٌة في كل العصور
وعلى رأسك قادة
لا يكسرها الأعصار
واليوم أنت بفكري وقلبي ونفسي
أسد قائد رجل
ولا كل الرجال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"منار الحسين" مدرسة لمادة العلوم الطبيعية، متذوقة للشعر الوجداني، وهي كاتبة على مشارف الصعود نحو مجدها الأدبي، تقول حول صفات ضيفنا: "حسان نجار" الذي قال وكتب الشعر من الوعي الكوني، 13 كتاباً كلها رسائل كانت للتوعية... بعضها قيل وكتب وحرر، وبعضها ما زال مخبوءاً في حجرة ذكرياته الخاصة.
هو الذي نقِد على كتابة الشعر بهذا الأسلوب الجديد الذي تتجلى عبره كل الصور الشفيفة الرقيقة ببساطة ووضوح، يرد على الآخرين ويقول: كل طاقة في أوانها تنطق وبمكانها قوة لا تقهر... إنه عبر سلسلة "ومضات" الدليل النوراني والوعي الكلي الذي وضعه (الله) في قلوبنا وغاب في لاوعينا في خضم عصرنا الحالي.
وتضيف: إن المبدع "حسان نجار" يشكل المعنى الأعمق لخاصية "التقبل"، تقبل كل المتغيرات والتطورات الجديدة بعقل موضوعي صاف، والتقبل هو المفتاح لدخول الذات وتحقيق الإبداع، التقبل بمحبة الروح التي به تسلم والنفس تهدأ وتستقر وتنعم والجسد من علله يشفى، التقبل كما علمنا محبة ورضاً وتسليم.
وتشير "الحسين" إلى أنه في وعيه لحقائق الأشياء جعل من عمله الإبداعي عملاً تعاونياً ليكتسب طاقة قوية ومحبة رائعة وجمالاً لا تجده في أي مكان، يكفي أنه احترم وجود الإنسان، احترم وجود الذات وعمل على السمو والارتقاء بها، فأزهر المكان بفورة البيلسان واللوتس والبنفسج.
"سنكتب شعراً يفوق كل الأشعار \ سنقول كلمات فوق كل الكلمات"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
** ضيف موقعنا الشاعر "حسان نجار"
** من سلسلة أشعاره ومضات
الغلاف من الخلف
("حسان نجار" ترنمات من نقاء وطهر) دمشق ـ علاء الجمّال
Alaa gamall
0940920780
تعليق