Tweet
المشي الطبي بين الإرادة والشفاء
رياضة السيدات والطريق الأفضل إلي الصحة والجمال
رياضة السيدات والطريق الأفضل إلي الصحة والجمال
دمشق ـ الراية ـ علاء الجمّال
كثير من الإرادة ومزيد من الصحة مع رياضة المشي، قانون طبي سارت وفقه العديد من سيدات المجتمع، حيث قمن بتطبيقه وممارسة المشي وهم علي ثقة تامة بفوائده للجسد والصحة متبعات لذلك نظاماً غذائياً معيناً وبرنامجاً يومياً تستثني منه أوقات محددة في الصباح الباكر وفي ساعات المساء الأولي لتنفيذه مع التمرن علي الطريقة الصحيحة في التنفس وأخذ الأوكسجين حتي تتلين العضلات وترتاح الرئتين.
ما هي فائدة المشي؟. وما تأثيره علي الصحة والبدانة والحمل؟. وهل يعدّ بالفعل عاملاً وقائياً من الأمراض، والتي يحدث بعضها نتيجة للإفراط والتنوع في الطعام لا سيما وأننا الآن مع حلول شهر رمضان شهر الخير والصيام؟ ومن جانب آخر هل يعتبر المشي أيضاً سبباً من أسباب نضارة الوجه والجمال والرشاقة؟.
للإجابة عن هذه التساؤلات الراية التقت بعضاً من سيدات المجتمع السوري ممن يمارسن هذه الرياضة وخرجت بالتحقيق التالي:
أوضحت الدراسات أن المشي بمعدل 2 3 أميال يومياً يحرق من 200 300 وحدة حرارية وذلك مقدارٌ يكفي لتجديد طاقة الجسم، وتنشيط الوظائف الحيوية، ومنح الاتزان في الحركة والتصرف، وتجنب أمراض خطرة مثل البدانة والشيخوخة المبكرة بمقدار 50% ، وتخفيض نسبة السكر في الدم بمقدار 30% ، والحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار 26% ، وتقليل نسبة الإصابة السرطان بمقدار 51% .
وأشارت الآراء العلمية إلي أن بعض الذين يعانون البدانة والشحوم الزائدة وانخفاض الضغط، ولا يقومون بأي نشاط رياضي، ويخضعون للكسل والخمول يكونون أكثر عرضة ًللأمراض مثل الوهن العقلي، التعفن الأمعائي، تصلب الشرايين، تشمع الكبد.. وغيرها من الإصابات.
○فائدة مثالية
المشي عادة صحية سليمة والفضل لها بمدي النفع الذي تمنحه للجسم بدءاً من تنشيط الدورة الدموية وإنعاش الذاكرة وتخفيف الإرهاق الناتج عن آثار الدورة الحياتية المعتادة، هذا ما تقوله الصيدلانية حنان يونس 38 عاماً ، وتضيف: أمارس رياضة المشي منذ خمسة عشر عاماً، وألزم نفسي بنظام غذائي صحيح يقوم علي شقين: وجبات الخضار مع وجبة دسمة في نهاية الأسبوع إلي جانب الاعتماد علي السوائل، وذلك بما يتناسب مع الوقت الذي أمضي خلاله إلي ممارسة هذه الرياضة، وقد شعرت بفائدة مثالية فعمري الآن 38 عاماً، ولا زلت في حيوية العشرين ويكفي أنني لم أزر طبيباً في حياتي إلا فيما ندر، ولأمور لا يدخل المشي في الوقاية منها.
وتنصح يونس بضرورة إتباع هذه العادة خلال شهر رمضان لأنها تساعد كثيراً في تخفيف آلام المعدة وهضم الطعام أثناء الفطور لا سيما التنوع الذي تجمعه المائدة الرمضانية بعد الصيام وجميعها وجبات ٌدسمة ولا يمكن مقاومتها.
وتري أن تحديد النظام الغذائي وضبط الوقت بما يلائم البرنامج الصحي المتبع يكفي لخلق مناعة ومقاومة لأية أمراض وأعراض جانبية تعترض الصحة فجأة، وأكثر ربات المنازل يتعرضن لذلك وبالأخص من تعاني الشحوم الزائدة في الدم والسمنة والسكري.
○العلاج المناسب
وللمشي دور رئيسي في إذابة الشحوم والتقليل من أخطار البدانة وارتفاع الوزن.. عن ذلك تقول السيدة غادة عشّو 40 عاماً ربة منزل : لم أشك من البدانة سابقاً، وإنما من زيادة الإفرازات الهرمونية نتيجة الاضطرابات التي حصلت لدي في عمل الوظائف الحيوية، والتي تسببت في نمو وتراكم الشحوم في أطرافي ومنطقة البطن، ووصلت إلي مراحل بدأت تشكل هماً أساسياً عندي، فقد بلغ وزني 100 كيلو غرام وانعدم توازني وثقلت حركتي وبات لهاثي يسمع عند أي فعل أقوم به ضمن أعمالي المنزلية، إضافة إلي خطر الموت الذي شعرت به يتهددني كلما أحسست بآلام المرض فضلاً عن الحرج الذي ينتابني عندما يقوم أحدهم بزيارتي حيث لازمني الشحوب والقلق ودفعني إلي الهروب من محيطي.وعن العلاج المناسب الذي اتبعته لتخفيض وزنها تقول: بقي هذا الأمر إلي أن عملت علي نصيحة اختصاصية في المعالجة الٍفيزيائية، وهي أن أقوم بممارسة رياضة المشي بتتابع يومي أثناء المساء وفي الصباح عند بزوغ الفجر، مع تناول وجبات غنية بالبروتينات سيما وأن تناولي للطعام أثناء مرضي قليل وقابليتي له ضعيفة، وفعلاً مارست المشي طيلة ثماني سنوات بلا توقف مع المواظبة علي برنامجي الغذائي فخسرت خلالها 40 كيلوغراماً، ونعمت بالرشاقة وقابلية جيدة للطعام، فعاد وزني إلي طبيعته وشعرت بتوازن أكبر، وكأني ولدت مرة أخري.. حتي القلق والحرج فارقا وجهي إلي غير رجعة، وعدت إلي مجتمعي كما كنت في السابق وبفاعلية أكبر، وكوني صائمة الآن ازداد حرصي علي نظامي الغذائي ولم تضعف إرادتي أمام الوجبات الشهية مهما تنوعت أصنافها.
○تثبيت الحمل
وتعتبر هذه الرياضة عاملاً مهماً في تثبيت الحمل أثناء أيامه الأولي، وهنا تقول السيدة جوزيفين 30 عاماً مدرسة لغة عربية : أنا متزوجة منذ سبعة أعوام ولم أحظ بالسعادة خلالها وإنما تعرضي لصدمات ٍ نفسية متتابعة جعلتني إنسانة ًمنزوية لا تريد الحياة ولا تختلط بأحد بعد أن تخلت عن عملها، والسبب في ذلك غضب زوجها وصراخه الدائم وتهدده المستمر بالطلاق إن بقي الأمر علي هذه الحال.وهذا ما عانيته فعلاً فزوجي يرغب بطفل وقد حملت خلال الأعوام الماضية ثلاث مرات ولا يمضي شهران من الحمل حتي أفقد جنيني ورغم زياراتي المتكررة للطبيب ظن في نهاية الأمر بأنني أفعل ذلك متقصدة ً ولغاية ٍفي نفسي وذلك زاد الأمر سوءاً وتعقيداً.
وتضيف: في هذه السنة حدث ما لم أكن أتوقعه فقد ثبت حملي ولم أجرؤ علي إخباره حتي لا أتعرض لنفس الصدمة والانفعالات الغاضبة ذاتها لأنه لم يعد باستطاعتي الاحتمال، وإنما تكتمي علي الموضوع وإصراري علي ممارسة المشي الطبي منذ بداية الحمل في أيامه الأولي كل صباح ولمسافة ميل تقريبا ً ثبت حملي ولن أستطيع وصف الفرح الذي غمرني ومدي الراحة النفسية والسعادة التي حظيت بها بعد انقضاء الأشهر السبع منه والمعاملة اللطيفة التي تلقيتها من زوجي بعد أن تغيرت كل صفاته العدائية نحوي ، والآن أنتظر طفلي بفارغ الصبر.
وتشير جوزيفين إلي أن رياضة المشي الطبي من أفضل الرّياضات وأكثرها نفعا ً للإنسان، ولا تحتاج ممارستها إلي المال بل إلي الإرادة والعزيمة والثقة بفوائدها الجمة.
○ماذا يقول الطب؟
ويري الأطباء أن فوائد المشي بالنسبة للنساء تفوق فوائد الأدوية والعقاقير، وهو وسيلة لتحسين الحالة المزاجية، إضافة إلي أن ممارسة هذه الرياضة يومياً، ولمدة ثلاثين دقيقة يخفف الآلام ويحسن القدرة علي الحركة ويذيب الدهون المتراكمة ويقوي عضلات البطن ويخلص النساء من ترهلات الجلد ويرفع نسبة الكلسترول المفيد ويقلل الضار.إلا أن الأطباء يحذرون في الوقت ذاته من المشي العشوائي وبساعات غير منتظمة لأنه لا يحقق الحالة المثالية التي تستفيد منها العضلات والصحة، فيجب الانتظام بمزاولة هذه الرياضة في أوقاتها المناسبة في الصباح وعند الغروب أو بعد الأكل بثلاث ساعات حيث تكون المعدة قد فرغت من الطعام.
ومن الجدير بالذكر أن المشي السريع يفقد الجسم حوالي 350 سعرة حرارية أما البطيء فيؤدي إلي التخلص من 300 سعرة في الساعة..
وفي جميع الأحوال يعد المشي إحدي أفضل الوسائل الطبيعية التي تمنح النساء الإشراق والجمال والرشاقة والصحة.
Comment