إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

    "شهبا"... مدينة "فيليب" العربي وقصة الفيسفساء


    علاء الجمّال



    بعيداً إلى الجنوب من مدينة "دمشق" وبالتحديد عند قرية "المسمية" التي تبعد حوالي /30/ كيلومتراً عن المدينة تبدأ منطقة "اللجاه"، وهي أرض صخرية سوداء تتجه جنوباً بطول /60/ كيلومتراً وعرض /71/ كيلومتراً.

    تقع في بداية "اللجاه" من جهة الشرق مدينة "فيليب العربي- شهبا" التي أطلق عليها "اليونانيون" اسم "تراخونيتد" (بلد "البازلت الأسود")، ونظراً للموقع الاستراتيجي الهام لهذه المدينة فإنها تعدّ قيمة أثرية وسياحية وتشكيلية، حيث إنك تشهد براعة مصممها في هندسة العمارة وتكوين التصميم الخارجي والداخلي لها وتقسيمها إلى أوابد أثرية خالدة ستبقى منعطفاً للبحث والتساؤل.







    موقع eSuweda التقى الباحث والفنان التشكيلي "حمد الحلبي" المدير السابق لمتحف "شهبا" والمدير لدارة الفنون الجميلة جوار المتحف، وكان معه الحوار التالي:

    * هل لك في البداية أن توضح لنا أبرز المنعطفات التي شكلت القيمة التاريخية والسياحية "لشهبا"؟

    ** يعرف عن "شهبا" أنها مسقط رأس الإمبراطور "فيليب العربي ـ ماركس فليبوس" الذي حكم إمبراطورية "روما" طوال /5/ سنوات فترة ما بين عام 244 ــ 249م، وعني بمدينة "شهبا" كما لو أنها ابنة مدللة له فبنى فيها القصور والمعابد… وأحاطها بسور طويل حماية لها من الأغراب… ولم تزل حتى الآن معالمها الأثرية تشهد على عظمة وسياسة هذا الحاكم.

    * ماذا عن التقسيمات الأثرية لهذه المدينة؟

    ** التقسيمات الأثرية مختلفة على امتداد المدينة، تبدأ من الأسوار والبوابات الأربع الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية ثم يأتي المدرج ومسرح "شهبا" ومعبد الموت والدارة الرومانية والحمامات وبقايا كنيسة من العصر البيزنطي. أما "المدرج" فيتألف من طابقين واضحي المعالم يتسعان لألفي شخص وما زال طابقه الثاني محافظاً على صلابته وجماله العمراني، يتخلل المدرج المسرح وهو مبني من أحجار البازلت ويقع في القسم الجنوبي الغربي من المدينة،

    وبالقرب منه يتوضع معبد الموت ـ مدفن عائلة "فيليب" الملكي الذي بناه "فيليب" تخليداً لذكرى والديه "يوليوس مارينوس وأوتاسيليا"، وقد وجد على واجهة المعبد نقش يوناني يقول: «إلى الإله يوليوس مارينوس»، وهذا يدل على أن الإمبراطور وضع أبويه في مكانة الإلوهية. نقش باب المقبرة بزخارف جميلة وهو بارتفاع /5،5/ أمتار وعرضه /3/ أمتار، وباقي البناء كلل في زواياه الخارجية بأربعة تيجان من الطراز الأيوبي.

    يلي المعبد الحمامات الرومانية التي بنيت في الطرف الشرقي للشارع الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب، وتتألف من ثلاثة أقسام رئيسة: البارد ويسمى "فريجيدا ريوم" والفاتر "تبيدا ريوم" والحار "كالداريوم"، وتجلب إليها المياه من قرية "الطيبة" على بعد /11/ كم عن المدينة وتوزع بواسطة قني فخارية إلى قلب جدرانها.





    معبد يوليوس مارينوس


    * ما قصة الأعمال الفسيفسائية التي تمّ العثور عليها في "شهبا"؟

    ** في عام 1963م تم العثور ضمن الدارة الرومانية المؤلفة من /24/ غرفة على أربع لوحات فسيفسائية أرضية، يبلغ طول اللوحة وعرضها حوالي مترين ونصف المتر ولا زالت في مكانها الطبيعي الذي يشغل حالياً متحف "شهبا" الوطني وهي معروضة بأسلوب جميل يُمكّن الزائر من مشاهدتها بوضوح والتمتع بروعة وخصوصية كل قصّة ترويها.

    فعند الجدار المقابل لباب المتحف الداخلي تستقبلنا لوحة تمثل إله الخمر "باخوس" ويعود فنها لأواسط القرن الثالث الميلادي وهي تمهد لدخولنا غرفة الأساطير الفسيفسائية لنشاهد لوحتي ربات النعم الثلاث والفصول الأربعة إلى جانب لوحة "تيثس" ـ ربّة البحر التي يلتف حول عنقها ثعبان بحري وتزين أعلى رأسها نجمة بحرية وتسكن شعرها الأسماك ويحيطها أطفال يركبون الحيتان ويصارعون الموج، لتستوقفنا لوحة المتحف الرابعة وتمثل أسطورة المغني والموسيقي اليوناني "أورفيوس"، وهو يعزف ألحانه على قيثارته وإلى جانبه الأيمن تجمعت الحيوانات لتؤنس وحدته بعد أن غضبت الآلهة منه وأعادت زوجته "إيروديس" إلى الموت.





    الحمامات


    * كيف تنظر إلى مكانة هذه الأعمال عالمياً؟

    ** إن لوحات الفسيفساء فريدة من نوعها عالمياً لكونها ما زالت في موضعها الطبيعي منذ اكتشافها عام 1963م وكونها مرجعاً هاماً لرواد السياحة وعلماء الآثار كتأريخ للمكان ودلالة على تاريخه العريق، والأعمال متميزة بأحجامها المتساوية وخصوصيتها الواضحة في العمل والتقنية في تركيبها من حيث اختيار الموضوع وبناء اللوحة وتركيب القطع الرخامية المجزّأة بعناية إلى مكعبات صغيرة يبلغ حجمها /3ـ 7/ ملم وقد أكسبتها هذه السمات شهرة واسعة على مدى العالم العربي والأجنبي.

    * والجانب الذي قدمه الفن السوري في تلك المرحلة، ما رؤيتك له؟

    ** ترك الفن السوري بصمته في العديد من الأوابد الأثرية والمكتشفات في العالم نظراً لأثره البالغ على الحضارات التي حملت روعته ودقته، وأكثر الفنانين الذين كان لهم السبق في إنجاز تلك الأوابد والمكتشفات من زخارف ونحت وفسيفساء قبل عهد "فيليب" العربي ومن صنعه هم سوريون… ويذكر منهم الفنان العربي "أبو الدر الدمشقي" الذي بنا أهم المعابد الخالدة في إمبراطوريّة "روما".





    مدفن عائلة فيليب

  • #2
    رد: «"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

    عندما أدخل لأي موضوع أنت كاتبه
    أشعر بأنك تعزف سيمفونيه الخلود دون أن تغني ..
    وتهبنا صمتاً حنوناً

    لنمنحك صمتاً مجنونا..
    فالذي تركته هنا ..

    سرق دهشتي و رحل ..
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: «"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

      تسلم ايدك يا أستاذ هي أول مرة بعرف عن هالمنطقة...
      نشكرك جزيل الشكر على ما تتحفنا به من معلومات قيمة عن مناطق غير معروفة ربما لمعظمنا!!

      تعليق


      • #4
        رد: «"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

        سبق لي وشاهدت آثار شهبا وما تحتوية من تركيب جميل
        وهي منطقة تتميز بآثارها وفسيفسائها وتنتمي لتاريخ موغل في القدم
        سلمت يداك أخي علاء
        قيمة المرء ما يحسنه

        تعليق


        • #5
          رد: «"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

          شكراً العنوان شدني والصور مع الموضوع كتير حلوين شكراً

          تعليق


          • #6
            رد: «"شهبا"... مدينة "فيليب" العربي» دمشق ـ علاء الجمّال

            يعطيك العافية وننتظر جديدك وإبداعك دوماً
            sigpic¨°•√♥لوريــــــــــــــــــن♥√•°¨

            تعليق

            يعمل...
            X