إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا طالب الدبس الفرنسي كفاك الله شر العسل - محمد جابر ديب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا طالب الدبس الفرنسي كفاك الله شر العسل - محمد جابر ديب

    يا طالب الدبس الفرنسي
    كفاك الله شر العسل
    محمد جابر ديب
    بعقول واعية مسلحة بالعلم والدين وقلوب مطمئنة محصنة بالقيم والأخلاق العربية، نستطيع أن نرى بوضوح تام مشهد الاهتمام الأمريكي والفرنسي الحديث بمنطقة سورية ولبنان الذي تطابق بمضمونه توجهات معاهدة سايكس بيكو التي تقاسم بموجبها الإنكليز والفرنسيين النفوذ الاستعماري على كامل الأراضي العربية، لا بل نتجاوز هذا الاهتمام الحديث مضمون المعاهدة المذكورة لدرجة أنه سيجعل السياسيين العرب في سورية ولبنان يترحمون على معاهدة سايكس بيكو!!.
    ونستطيع أن نسترجع بوضوح تام من الذاكرة التاريخية لسورية ولبنان كرم فرنسا الفائق بدبسها الأسود وعطائها الذي انتشر في جميع ميادين الحياة اللبنانية والسورية، خصوصاً كرم الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية التي حضرت لتنفيذ معاهدة سايكس بيكو الاستعمارية الذي أغدق بدبسه الأسود بمعركة ميسلون على السوريين، ثم مضى مسرعاً بعد دخوله إلى مدينة دمشق يبحث عن ضريح القائد العربي [صلاح الدين الأيوبي] ليصب عليه دبسه الأسود وينثر عبق أنفاس فرنسا حول ضريحه رحمه الله، وحين وصل إليه خاطبه قائلاً: ها عدنا ثانية يا صلاح الدين، لكن الأمر اللافت الآن أن عبق أنفاس الأمريكان والفرنسيين بدأ يتسرب إلى اللبنانيين والسوريين معاً وأصداء أنفاسهم تتموج في كل الأرجاء اللبنانية والسورية، ويبدو أنهم نجحوا فعلاً بتأثير أنفاسهم السحرية على استخدام العديد من الشخصيات اللبنانية بالشكل الخارجي والأمريكية أو الفرنسية بالمضمون لإعادة النفوذ الفرنسي إلى سورية ولبنان وبمباركة أمريكية وأوربية وكأن سورية ولبنان مزرعتان سلبت ملكيتهما من فرنسا وأتى هذا الاهتمام لاستعادة تلك المزرعتان لأصحابها الذين حصلوا على ملكيتها بموجب معاهدة سايكس بيكو خصوصاً بعد الحادث المفجع الذي استشهد فيه رفيق الحريري ومعه مجموعة من رفاقه بالدبس الفرنسي الأسود والعسل الأمريكي المصفى.
    وانطلاق كل من أمريكا وفرنسا لاستغلال غضب الجماهير اللبنانية وسخط الجماهير السورية، كقوة هائجة لتنسف بها المجتمع اللبناني وتصديع سوريا التي تمثل قلعة الصمود العربية بمزيد من الدبس الفرنسي والعسل الأمريكي ولا أدري إذا كنت إسرائيل ستتكرم معهما بقليل من دبسها أو عسلها لكل من الشعبين السوري واللبناني ؟! وأكثر ما أخشاه الآن أن ينجحوا بإعادة النفوذ الفرنسي على منطقة سوريا ولبنان مثلما نجحوا في إعادة النفوذ الإنكليزي على أرض العراق وشعبه بوساطة الدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي المصفى. وكأنها اندرجت في إعادة المزرعة العراقية لأصحابها الإنكليز !!! وهما الآن يعبثان بالشعب العراقي وأرضه بطريقة انتقامية ملئها الدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي.
    وما نراه الآن على شاشات التلفزة يغنينا عن الكلام في كيفية سماع أنباء الاستعادة الإنكليزية لنفوذها الاستعماري من جديد بالدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي، مع البعد عن المكان ونقلها إلينا لأحداث جني محاصيل الدبس الإنكليزي والعسل الأمريكي من المزرعة العراقية، لاسيما أن فرنسا قد بدأت فعلاً بجني محصولها من الدبس في المزرعة اللبنانية بإشراف ومبادرة أمريكية والتحضير لجني محاصيلها من المزرعة السورية، بينما أمريكا مازالت متريثة في جني محاصيلها من سوريا ولبنان، ربما تريثها وانتظارها كان لجني محاصيل أكثر جودة وأكبر كمية، ربما كانت أمريكا وفرنسا تتحرقان شوقاً لإعادة النفوذ الفرنسي على المزرعتين السورية واللبنانية كي يتسنى لكل منهما جني محاصيله التي يتمناها وربما شعرتا خطراً خفياً وتسعى كل منهما لبيان مصدره وإزالته وإن كنت أرجح أنهما يبذلان الجهود الخفية والعلنية لاستبدال الهويات الثقافية الاجتماعية المميزة بالعروبة والدين العادل بهويات ثقافية اجتماعية مميزة ظاهرياً بالعروبة لكل اللبنانيين والسوريين بينما المضمون ينطوي على ثقافات فرنسية أو أمريكية وربما إسرائيلية.
    محمد جابر ديب
يعمل...
X