إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحقيقة من أجل لبنان والعالم - الباحث بالأحلام - محمد جابر ديب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقيقة من أجل لبنان والعالم - الباحث بالأحلام - محمد جابر ديب

    الحقيقة من أجل لبنان والعالم
    الباحث بالأحلام
    محمد جابر ديب
    استيقظت صباح يوم الاثنين 14/2/2005 ونشوة الإنشاد بالحلم مازالت تتدفق بأعماق نفسي، وعبق أنفاس الجماهير التي تشاركني بالإنشاد بالحلم ما تزال تتسرب إلى أحاسيسي ومشاعري ونحن ننشد جميعاً [طلع الفجر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع]، استرجعت ذاكرتي تدريجياً بهدوء تلفه مشاعر النشوة، مشاهد هذا الحلم الجميل، لكنه استوقفني مشهد مؤلم يتجلى به الحلم قُتل فيه الممثل السوري [سعد الدين بقدونس] وقلت متعجباً:
    قتلوا هالمسكين!!. بينما الجماهير بقيت مستمرة بإنشادها وسرعان ما استدركت نفسي وتابعت الإنشاد معهم حتى استيقظت.
    والأمر اللافت أني تلقيت أنباء مفجعة عند الساعة الثانية بعد ظهر اليوم ذاته ببالغ الحزن والأسى، نشرتها محطات التلفزيون مفادها، أنهم قتلوا المغفور له المرحوم رفيق الحريري مع مجموعة من رفاقه.
    لكن هذا الحادث المفجع لم يثني المغفور له المرحوم رفيق الحريري رغم علو مقامه وارتفاع مكانته السياسية والاجتماعية وتواضع مكانتي الاجتماعية عن زيارتي صباح يوم الاثنين 28/2/2005 بالحلم أي بالرؤيا أو المنام، ومصاحبتي برحلة خاصة وكأنه ما يزال حي يعيش بيننا يقود سيارتنا سائق مجهول يشبه شخص بدوي يدعى...... وهو يسير بنا مسرعاً نحو جهة جنوبية متابعاً تفاصيل الطريق بنشاط وبراعة، بلهفة الحريص على سلامة الرحلة، ونباهة الحذر من عوارض الطريق.
    دفعني هاذين الحلمين أو هاتين الرؤيتين إلى مزيد من تأمل مساهمة الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، المخلصة في بناء لبنان الحديث وإحسانه الذي انتشر في جميع ميادين الحياة اللبنانية، وأوقدت في نفسي شعلة إنسانية تعاظمت جذوتها لتشكل حافزاً متوهجاً لتحقيق مطلباً وطموحاً بذلت من أجله الجهود الشعبية والرسمية لا بل والدولية وبأشكال مختلفة تتمحور حول معرفة الحقيقة أي معرفة المجرمين الحقيقيين الذين قتلوا المرحوم رفيق الحريري؟!.
    خصوصاً بعد أن ترددت أصداء التساؤلات المحرجة والاتهامات اللامسؤولة التي صدع بها الحادث المفجع في عمق انعكاسات الحياة الشيطانية للدول الاستعمارية وانطلاق بعضها لاستغلال غضب الجماهير اللبنانية وسخطها كقوة هائجة لتنسف بها المجتمع اللبناني بأكمله وتصديع سورية التي تمثل قلعة الصمود العربية في المنطقة أو إضعافها أمام قواها الاستعمارية.
    وباتت الدول الاستعمارية تتابع الموضوع باهتمام بالغ ونشاط استعماري منقطع النظير للمتاجرة بهذا الحادث الأليم واستثماره بأكبر قدر استعماري ممكن والسير به نحو مزيد من الابتزاز للجماهير اللبنانية المخدوعة والمفجوعة وسلبهم هويتهم الثقافية الاجتماعية المميزة بالعروبة والدين العادل ودفعهم لاستبدالها بهويات أخرى تم اختيارها لهم بعناية ودقة فائقة ودفع الجماهير اللبنانية نحو مزيد من التمزق والتجزئة وتحويل لبنان وربما سورية معها إلى صندوق بريد تتبادل من خلاله مجموعة الدول الاستعمارية المتنافسة رسائلها السياسية والاقتصادية...إلخ.
    والمفارقة اللافتة أنها نجحت باستخدام بعض الشرائح اللبنانية كحصان طرواده للدخول بوساطته إلى قلب المجتمع السياسي اللبناني، وأكثر ما أخشاه الآن بعد هذا الزلزال المفجع من مد بحر أعداء شعبنا المفجوع الذين يتسترون بحرصهم المخادع وأن ينجحوا في طمس معالم الحقيقة وتحويل الاتهامات نحو الأبرياء بالرغم من توفر وسائل تطبيقية ثبت نجاحها منذ آلاف السنين مغلفة بظاهرة التواصل العقلي خارج حدود الحواس مع شخصيات انتقلت إلى صعيد آخر للحياة بعد أن توفاها الموت هنا على الأرض.
    مكنت هذه الظاهرة، إنسان الحضارات السابقة من رؤية ما لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وأن يسمع ما لا يمكن سماعه بالأذن العادية وهي حتى الآن مثار دهشة وإعجاب كل من لامس حقائق غابت عنه بحياة اليقظة على أرض الواقع، ليكتشفها بوساطة التواصل العقلي خارج حدود الحواس وتضيء له جوانبها، اعتمدت هذه التطبيقات الرموز الواضحة بالتعبير مع الحرص على عمق الدلالة للحقائق المطلوب معرفتها.
    وهي التي أبرزت طبيعة العلاقة الخفية بين عقل الإنسان الحي على الأرض وبين عقول الشخصيات التي توفاها الموت وباتت مجهولة الإقامة والمكان وقدمتها بصورتها الحقيقية من خلال تجلّي أطياف العديد من الشخصيات التي توفاها الموت بعقل الإنسان الحي خلال مرحلة النوم بوساطة الرؤية أو المنام أو الحلم وملامسته دقة معلوماتها بالدليل على أرض الواقع بحياة اليقظة.
    وهي كالمرآة السحرية تعكس في هندستها الخيالية التطبيقات العملية لعملية التواصل العقلي خارج حدود الحواس بين عقلين أحدهما ما يزال يعيش معنا على الأرض بينما الآخر انتقل إلى صعيد آخر للحياة بعد أن توفاه الموت وبات مجهول المكان والإقامة.
    الاحتكام للتجربة
    حتى تطمئن قلوبنا وتتيقن عقولنا من صحة التواصل العقلي خارج حدود الحواس وإدراك حقيقتها الخيالية، لابد من الاحتكام للتجربة هنا قد يجد القارئ صعوبة تطبيقية في تنفيذ هذه التجربة الميدانية على أرض الواقع خصوصاً إذا تعمد وبقصد تغيب حقيقة الحياة بعد الموت عن عقله وتفكيره لعدم يقينه بها، وانحيازه لقناعاته الخاصة التي ترسخت بعقله وتفكيره لتعكس قناعاته المادية وقصور وعيه الكوني ولكن فيما لو استطعنا تحقيق هذا التواصل العقلي خارج حدود الحواس واستطعنا التحدث مع أطياف شخصيات توفاها الموت منذ زمن بعيد وأفاضوا علينا بالمعلومات الغيبية الدقيقة والمواعظ الحسنة والنصائح المفيدة هل سيزول شبح الأوهام والارتياب عن مفهوم الحياة بعد الموت؟!
    وهل هذه التجربة الميدانية بالتواصل العقلي مع أطيافهم خصوصاً إذا كانت تلك الشخصيات ذات قدسية دينية ستجعلنا ندرك طبيعة الحياة بعد الموت وطبيعة التواصل مع قوى الملأ الأعلى الخفية في السماء؟!.
    وهل ستجعلنا ندرك حقيقة الرؤى أو الأحلام الإرادية كما هي عليه بالواقع وطبيعة المنبر الثقافي الطبيعي أي [العقل] الذي يقدم لنا نتائج المتواصل العقلي خارج حدود الحواس؟!.
    أم سنحتاج لإدراك منظومات علمية تخصصية دقيقة، وفهم روح القوانين العلمية التي ستتحكم بعمليات التواصل العقلي خارج حدود الحواس؟!
    للإجابة على هذه التساؤلات لابد من التعرف على نتائج أفرزتها تجربة الإنسان قديماً والاحتكام للتجربة في وقتنا الحالي، لا بل والعمل على تطويرها وإضاءة جوانبها المختلفة وبشكل علمي.
    آلية التطبيقات القديمة والتهيئة الذاتية للتجربة
    كان للإنسان القديم في الحضارات السابقة، عناية خاصة بهذه التطبيقات واهتمام كبير بهذه النوعية من الرؤى أو الأحلام الإرادية ضمن سياق استخدامه للرؤى أو الأحلام في الاستشفاء من الأمراض المستعصية أو في قراءة المستقبل أو في تصحيح سلوكه وأعماله.... إلخ.
    كان مثلاً يبدأ تحضيراته بتقديم القرابين ثم يتعطر بأنواع خاصة من العطور أو البخور ثم يحدد الأمر مراد بيانه وينتظر بعد ذلك النوم ليرى الرؤيا أو الحلم، التي تحمل في مضمونها تفاصيل البيان!.
    بينما أمر التواصل عقلياً مع شخصيات مقدسة مثل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يبدأ بتقديم القرابين أو الأضاحي وينتهي بالصلاة وتحديد الأمر أي موضوع النجوى بالدعاء بعد الصلاة أو الأمر الذي من أجله يطلب لقاء الرسول عليه الصلاة والسلام في الرؤيا أو الحلم. وهذا الأمر يتطلب مبادرة واعية ونية طيبة وإيمان راسخ بالله عز وجل وبشريعته السماوية ورغبة يلفها الشوق والحنين لهذا اللقاء مع تلك الشخصيات المقدسة والإصرار على طلب هذا اللقاء بعاطفة تقية ونقية من الغش والخداع والاستمرار في طلب هذا اللقاء بإلحاح الواثق من نفسه والمتيقن من عدالة مطلبه.
    التهيئة الذاتية للتواصل العقلي تجريبياً
    يبدأ الإنسان تحضيراته الخاصة بتقديم القرابين أو الأضاحي في مرحلة اليقظة ثم ينتقل إلى الصلاة سواءً كان هذا الإنسان يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً ثم يحدد الأمر المراد بيانه من خلال دعائه لله عز وجل وأنبيائه الصالحين لمساعدته في تحقيق هذا اللقاء وبيان ما غاب عنه من الحقائق التي يطلبها، وعند اقتراب موعد النوم يستدرج أفكاره وتأملاته نحو الموضوع المراد بيانه بأكبر قدر ممكن من التركيز. ثم يستلقي على فراشه ويسترخي بعدئذ ينبغي أن يعزل نفسه حسياً وينقطع عن العالم الخارجي وذلك بإبعاد المنبهات الخارجية القوية كالأصوات القوية والضجيج أو الأضواء القوية...إلخ. ثم يسترخي متفحصاً جسمه لتحقيق استرخائه التام وتوازنه الحراري ويستدرج أفكاره وتأملاته ثانية نحو موضوع النجوى حتى يدخل في عالم النوم حيث يفترض أن يرى اللقاء مع الشخصية المقدسة والتحدث معها بالأمر المراد بيانه ولكن إذا أصبح واستيقظ من النوم ولم يرَ الحلم أو المنام أو الرؤية التي تتضمن معالم الحقيقة أو لم يتحقق له اللقاء المطلوب يكرر المحاولة في الليلة التالية... وهكذا حتى يتحقق له اللقاء المطلوب بالرؤية والتحدث إلى تلك الشخصية المقدسة لمعرفة الحقيقة.
    وهنا لابد من تحذير الأخ القارئ قبل اتخاذه قرار القبول أو الرفض لخوض هذه التجربة الجريئة من عدم استهتاره بنصائح الشخصيات التي يراها بالرؤية خصوصاً إذا كان يعرفها بحياة اليقظة وتطابقت أسمائها مع أسماء أحد الأنبياء الصالحين عليهم الصلاة والسلام، أو من إهمال تحذيراتها التي تشير إليها، يعود ذلك إلى طبيعة السلطة الممنوحة للأنبياء أو المرسلين ويمكن الآن لكل الأوفياء للمغفور له المرحوم رفيق الحريري ورفاقه بالشهادة أن يخوضوا بأنفسهم هذه التجربة الميدانية من أجل معرفة الحقيقة... ولا أدري إذا كانوا سيتبنوا هذه التجربة التواصلية أو يعتمدوا نتائجها رغم أنها ستغنيهم عن توظيف نماذج مختلفة من وسائل البحث وسيلمسون مساعدة أطياف أقاربهم الذين توفاهم الموت أو أطياف أحبائهم من الأولياء الصالحين الذين توفاهم الموت منذ زمن بعيد أو أطياف أحد الأنبياء أو المرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين وسيجدهم متصلين معه بوساطة الرؤية أو الحلم، يمدون له يد العون والمساعدة في معرفة الحقيقة التي يطلبها. عندئذ سيجد نفسه وجهاً لوجه أمام اختبار جدّي أي بعد معرفته للحقيقة ولا أدري إذا كان صدره سيتسع لمثل هذه الحقيقة المؤلمة، أو سيتذكر حينها قصة أبناء آدم عليه السلام قابيل وهابيل، ولا أدري إذا كان قادراً على تجاوز المرحلة المعرفية الجديدة، دون انفعالات حادة أو بدون ارتكاب الحماقات المتهورة ولا أدري إذا كان قادراً على مقاومته للاستدراجات التي سيجره إليها الشيطان من غواية وتجميل وتزيين للأعمال الانتقامية.
يعمل...
X