تويت
أبو عماد.. قصة انفجرت فيها القدرات البشرية وأثبتت أن الإنسان كيان لايقهر
القنيطرة-سانا
بلا يدين وبعمر يتجاوز الستين عاماً.. أعطى أبو عماد من قرية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة نموذجا عن قدرة الإنسان على تحدي الظروف مهما كان نوعها وأثبت أن الإيمان بامكانية استنهاض واستثمار طاقات الإنسان الكامنة يصنع المعجزات ويزلل معيقات وينقله من الفشل واليأس إلى النجاح والتميز.
استيقظ يوسف المحمود أبو عماد فوجد نفسه في غرفة العناية المشددة بلا يدين نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي قبل 33 عاما صممت بدهاء على شكل دمية أطفال.
وقال أبو عماد إنه خلال الفترة الأولى من تلقيه العلاج في المشفى مر بمراحل عصيبة جدا بالرغم من ان الأطباء وأقاربه اكدوا وجود اطراف صناعية تمكنه من تجاوز اعاقته وتعيده إلى حياته الطبيعية لكنه رفض الاقتراح إلا أن الفكرة استهوته عندما بدأ يفكر بأن عليه العمل لتامين حاجات أسرته.
ولفت العم أبو عماد إلى أنه وبعد تركيب الأطراف الصناعية ليديه مارس أعمال الزراعة من حراثة وزراعة بمهارة وبكل ما تحتاجه المزروعات من عناية وبالطريقة التي كان يقوم بها سابقاً وبجد وإرادة وانه كان يزرع المحاصيل الصيفية والشتوية ويقوم بتربية المواشي بدون تلقي المساعدة من أي شخص.
وأكد أبو عماد أن الخوف وعدم الإقدام على التجربة هو أكبر أنواع الإعاقات التي يمكن أن يواجهها الانسان وان الشجاعة تظهر جلية في ظل وجود الخوف وليس في غيابه لافتاً إلى أنه قام بتبديل أطرافه الصناعية ثلاث مرات نتيجة الاستخدام الكبير لها وانه عندما تكون هذه الأطراف بحالة ميكانيكية جيدة يمارس كل الأعمال اليومية بشكل جيد وبمهارة وفي حال تعرضها لعطل ميكانيكي معين يواجه بعض المعاناة في استخدامها دون أن تحد من نشاطه في تجاوز الإعاقة ليكون كباقي الناس الأصحاء.
بدورها قالت أم عماد انها في بداية الأمر لم تكن تخاف على زوجها من الإعاقة التي تسبب بها انفجار القنبلة العنقودية لأنها خبرته ذا همة وإرادة كبيرة وان ما كان يخيفها هي وأسرتها نظرات الناس السلبية له والتي تنم عن الشفقة عليه كانسان عاجز لن يستطيع معاودة أعماله الاعتيادية بالشكل المطلوب مؤكدة أن ابو عماد أثبت لهم عكس ذلك وبرهن أنه يستطيع فعل الكثير.
وقامت آلة العدوان الإسرائيلية بزرع حقول ألغام وقنابل عنقودية وأجسام متفجرة بأشكال عديدة على أرض القنيطرة قبل انسحابها منها عام 1974 ويزيد عددها على مليون لغم أدت إلى استشهاد 205 أشخاص معظمهم من الأطفال وتسببت بحدوث 600 إعاقة مختلفة لأبناء القنيطرة المحررة.
تعليق