إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب (القدس في الجغرافية الروحية الإسلامية) للكيلاني وباروت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب (القدس في الجغرافية الروحية الإسلامية) للكيلاني وباروت

    كتاب (القدس في الجغرافية الروحية الإسلامية) للكيلاني وباروت

    دمشق-سانا
    صدر عن الهيئة السورية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة كتاب توثيقي تاريخي بعنوان "القدس..الجغرافية الروحية الإسلامية" من تأليف شمس الدين الكيلاني ومحمد جمال باروت حيث يقع الكتاب في 368 صفحة من القطع الصغير ويحوي عشرة فصول.
    وجاء في فصل مفهوم الجغرافية المقدسة عن المكان المقدس يضع المؤمن في مركز العالم لأنه يمثل نموذجاً سماوياً وبهذا المعنى يبني الإنسان مدنه المقدسة وأماكن العبادة تبعاً لنموذج سماوي لتبدو الأرض خارج هذه الأمكنة عادية.
    أما عن الحقبة النبوية فكتب فيها الباحثان أن التصور الإسلامي قام على الوحدة الروحية بين مكة وبيت المقدس فالقدس هي أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين ورغم انتقال القبلة إلى مكة المكرمة فإن ذلك لم يغير من مكانة القبلة الأولى مع وجود رؤية لدى المسلمين بأن القبلة ستعود في آخر الزمان إلى القدس وأن الصخرة الشريفة تستمد مكانتها القدسية من رحلة الإسراء والمعراج والربط بين المدينتين المقدستين وترسيخ المدينة المقدسة كباب للسماء.
    وينتقل الكتاب إلى فترة الفتح العمري للقدس فجاء في هذا الفصل أن الفتح الإسلامي تم في شباط عام 638 م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بعد أن ارتبط فتح المدينة بنبوءة للبطريرك صفرونيوس بأن المدينة لا تفتح إلا بيد عمر بأوصافه التي عرفها فلما رآه صالح وسلم المدينة دخل الإسلام إليها ورسخ فيها كديانة جامعة تعترف بالأديان الأخرى وتعطيها حقوقها وتم إعادة الهيبة للمدينة وبني فيها المسجد العمري.
    وبعدها يتطرق الباحثان إلى العصر الأموي حيث تكرست أبهة القدس وجلالها بما تم بناوءه على هضبة الحرم الشريف فشهدت المدينة أزهى أيامها زمن الخليفة عبد الملك بن مروان وأبنائه من بعده فتم إصلاح الأسوار وبناء مسجد قبة الصخرة كما بنا الوليد المسجد الأقصى مما أعطى التكهنات بنية الخلفاء بنقل الدولة الأموية إلى القدس.
    وعن المرحلة العباسية أورد هذا الفصل أن العباسيين ورغم نقل عاصمتهم إلى بغداد إلا أن ذلك لم يوءثر إطلاقا على المركز الديني الثابت لبيت المقدس فأعاد الخليفة المنصور بناء الحرم بعد أن تهدم إثر زلزال عام 776 م ووسع المسجد الأقصى كما أن السياسة العباسية اتسمت آنذاك بالتسامح مع أهل الذمة فسمح الرشيد لشارلمان بترميم الكنائس في القدس.
    ويذكر فصل دخول الصليبيين إلى القدس أن هذا الدخول كان على أشلاء المسلمين ودماء القتلى من أهل المدينة في منظر همجي عنيف فلم يميزوا بين مسلم ومسيحي أو يهودي فالموقف الصليبي من المدينة المقدسة منطلق من وجهة نظر استعبادية وإنكارية للآخر فتمت الاساءة للمقدسات الإسلامية وتدمير البيوت والمكتبات وقتل وتعذيب واستعباد الأهالي ومصادرة الأموال والأراضي مما غير وجه المدينة من التسامح والتعايش إلى الاستعباد والهمجية.
    ويأتي فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس في السابع والعشرين من شهر رجب متوافقاً في ذلك مع الذكرى السنوية للإسراء والمعراج دون أن يقتل مسيحياً واحداً فسمح لمن أراد الخروج أن يأخذ أمواله ومتاعه سالماً على أن يفتدي كل إفرنجي نفسه بعشرة دنانير للرجل وخمسة للمرأة ودينار واحد للطفل ومنحهم الأمان ولم يذل أحدا من ملوك وأمراء الروم ورجال دينهم وسمح لهم بالخروج بخدمهم ومتاعهم وأموالهم وأعاد للمدينة وجهها المتسامح واهتم بالعمارة وتحسين أحوال الناس وأمر بنقل المنبر الذي أمر بصنعه نور الدين زنكي قبل عشرين عاماً ليوضع في المسجد الأقصى والذي حرق على يد الصهاينة عام 1967 م.
    أما عن القدس في العهد المملوكي فقد تمكن المماليك من إنهاء الوجود الصليبي في بلاد الشام وبشكل نهائي على يد الظاهر بيبرس واستمروا بالاهتمام بعمارة القدس وتحصينها وبناء المدارس والمكتبات فيها وترميم المقدسات.
    ويأتي في آخر فصول الكتاب أن السلطان العثماني سليم الأول حصل على مبايعة المتوكل آخر الخلفاء العباسيين ثم تسلم مفاتيح الكعبة وأهديت إليه مفاتيح الأقصى وقبة الصخرة فمثل العثمانيون النظام في القدس ووضعوا القانون لحياة الناس وحسنوا الزراعة في المدينة ولم يكن حكمهم إقصائيا فحظيت القدس بازدهار كبير في عهدهم.

يعمل...
X