إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قلعة حمص - الدكتور الباحث والمؤرخ (( منذر الحايك ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قلعة حمص - الدكتور الباحث والمؤرخ (( منذر الحايك ))

    قلعة حمص
    الدكتور الباحث والمؤرخ
    منذر الحايك

    لايمكن لاحدنا أن يتخيل حمص بلا قلعتها هذا التل التاريخي الذي رافق حياة هذه المدينة و يغلب الظن ان عليه ابتدات الحياة واول ما يبدو للقادم نحو مدينة حمص هو هذا التل الجاثم في وسطها
    بجلا ل وروعة متساميا يشد النظر رغم كل صروح الحضارة الحديثة التي ارتفعت بجواره و الذي عرف بالقلعة . انها اهم المعالم الاثرية والتاريخية في المدينة بلا ريب تقوم قلعة حمص فوق تل طبيعي من الاسفل ركامي في اعلاه وقد ظهرت الإنهيارات الجانبية بوضوح إرتفاع التل الطبيعي ثم تعاقب الطبقات التي تعود كل منها لفترة زمنية سكن فيها التل .
    وقرب القمة تبدو لنا طبقة سميكة نادرة الكسر الفخارية والتي هي غالباً تراب الخندق الذي حفر ورد إلى التل ليزيد إرتفاعه وهي وهي حتماً من مرحلة تحول التل إلى قلعة دفاعية بعد نموالمدينة .
    يرتفع تل حمص عن مستوى سطح البحر 533م وارتفاعه عن ما حوله 32م يضيق عند القمة ويتسع
    في القاعدة ومحيطه حوالي 900م . وكان هناك خندق يلتف حول القلعة عرضه بحدود 35م , وبعمق 4-5م.قد ردم الآن . وكانت جميع جوانب القلعة مصفحة بالحجر البركاني الاملس ليزيد من صعوبة ارتفاعها على المهاجمين وليحمي جسم القلعة في الاعلى تدور الاسوار مع قمة مخروط التل الناقص وقد دعمت هذه الاسوار بعدة ابراج .وفي الفترة الممتدة من نزول السكن من التل وحتى انتشار المسيحية اخذ تل حمص ينفرد بكونه مكان عبادة مقدس على شكل أكربول للمدينة الجديدة فقد ضم معبد الإله الشمس الذي دعاه الحمصيون (إيلاغابال )والذي ماهو الا الإله (إيل-جبال)الآرامي .وقد تأكد قيام المعبد على التل عندما عثر فيه على حجر من الصخر الكلسي القاسي ارتفاعه 57سم وضلع قاعدته 30سم.وقد نقش بوسطه بالخط اليوناني القديم مايلي (تقدمة من مايدوس بن غولايس إلى اله الشمس ايلوغابال هذا المذبح مشكورا ) ولكن انتشار الديانة المسيحية والقضاء على العبادات الوثنية إبتدأ التل يتحول وخاصة في العصر البيزنطي إلى قلعة عسكرية .وفي الفترة الحمدانية اتخذت القلعة شكلها الدفاعي الحصين من الخارج وتحولت في الداخل الى قصر ملكي . وأظهر السبر الأثري أن القلعة الأيوبية تقوم على إنقاض القلعة الحمدانية .واستنادا لأساسات السور وبقاياالأبراج فإننا نستطيع رسم صورة تخيلية للقلعة من الخارج والتي تنتمي بلا شك لنماذج القلاع الأيوبية التي إنتشرت ما بين القرنين الثاني عشر و الثالث عشر الميلادي ‘ والتي تعتبر قلعة حلب أفضل نماذجها المتبقية .أما من الداخل فهي قصر ملكي كامل فيه دور السكن و المستودعات والمسجد وكل مايلزم الإقامة والدفاع للحاكم وحاشيته وحامية القلعة.وتدلنا الكتابات المنقوشة على البرج الشمالي أن من بناه هو الملك المجاهد شيركوه ‘ونصها :( أمر بعمارته شيركوه بن محمد في سنة أربع وتسعين وخمسمائة ). يبدو أن شيركوه هو أكثر من حصٌُُُن في القلعة واهتم بها ‘وهذا بلا ريب بسبب طول مدة حكمه من(581 هجري حتى 637هجري ) وقد اشتهر مسجده في القلعة والذي دعي مسجد السلطان ، وكان يسمى مسجد عثمان نسبة إلى نسخة المصحف التي أرسلها عثمان بن عفان إلى حمص ،وحين أكبر أبناء المسلمين آنذاك ،وبقي محفوظا في مسجد القلعة وعندما احتل العثمانيون الوطن العربي تضاءل ومد القلاع نظرا للاسلحة النارية وخاصة المدفعية التي اعتمدها العثمانيون .ولكن قلعة حمص بقيت مركزا استراتيجي لتربيض مدا فع الحامية ،كما استخدمت مقرا للسناجق العثما نيين .
    ثم تحولت لإمرأة آغا هو آمر الحامية العسكرية المرابطة فيها .في هذه الفترة شق المدخل الحالي للقلعة من الغرب ‘وعندما دخلت قوات إبراهيم باشا حمص واحتل القلعة ،هدم معظم مبانيها ليبني باحجارها مستودعا للسلاح ،وبعودة العثمانيين عقب خروج إبراهيم باشا تهجر القلعة نهائياً .
    ولم يبق مستعملاً في القلعة سوى مسجدها .
    وخاف الناس على المصحف الموجود فيه ، فنقل إلى جامع خالد إبن الوليد ، وبقي فيه إلى أن أخذه جمال باشا السفاح إلى القسطنطينية .
    وتتحول وظيفة القلعة بأواخر العصر العثماني لتصبح مكان إحتفال طريف هو خميس النبات . حتى أنه سمي بخميس القلعة ، إذا تتقاطر عليها وفود الناس من كل مكان وتتجمع على سطحها . يتدافعون حول بئر واسعة قديمة ، يتنافسون في قذف الحجارة في جوفها ثم التصنت لسماع أصواتها حين تصطدم بالقاع . ذلك أن هذه البئر هي جب البنات ، حيث تنبت الحظوظ كما يقولون ، فمن رن حجره إطمأن
    إلى السعادة في عامه المقبل ، أما من يخن حجره فأنه سيبتئس طوال عام قادم .
    وعندما إحتل الفرنسيون سورية أقاموا لهم حامية عسكرية في القلعة ، وشيدوا بعض الأبنية فيها . كما وسعوا المدخل الغربي ورصفوه لتحرك آلياتهم وحظروا على الأهالي الأقتراب منها . وغدت القلعة مصدراً للموت والدمار عندما قصفت الحامية مدينة خمص بالمدفعية ، وقامت بعمليات قنص السكان في الشوارع وداخل البيوت ، كرد على الثورات السورية في 29 أيار 1945 .
    ومن معالم القلعة التي لا بد من ذكرها ,المغارة الكبيرة التي يتجه مدخلها نحو الجنوب, وعلى سوية أرض الخندق بعرض وسطي قدره 15 سم ، 75 سم ،وهي كهف طبيعي في أساس التل ، ربما لم
    يكن موجودا في الماضي أو أنه أصغر بكثير،وقد كشف بإزالة التصفيح وتوسع بهدم جدرانه
    الكلسية لإخدامها في صنع الكلس وقد شاعت روايات كثيرة عن امتداد المغارة لوسط المدينة لكن
    من المؤكد أن هذا الكهف لم يوجد لهذا الغرض لوجود مدخله خارج الأسوار ولتغطيته بالتصفيح
    وغالبا فقد تم الخلط بين الكهف وبين المنفذ السري الممتد من أعلى القلعة لداخل المدينة وربما لخارجها
    وقد تم مؤخرا الكشف عنه وهو منشأة أيوبية تدل على براعة معمارية فائقة تتألف من درج لولبي من
    الحجر البازلتي الأسود يلاصقه منور حفر بجانبه لتأمين النور والهواء يبلغ قطر كل من مربع الدرج
    والمنور 5 م وقد كشف منهما عمق 27 م وقد وقف الكشف بعد وصوله لسوية أرض المدينة لوجود
    الردم والماء ولا بد أن هذه الأدراج تنتهي بمنفذ سري هو صلة القلعة عند تحاصر..
    نجد حاليا أن على القلعة فسحة منبسطة إذ أن الفرنسيين قاموا بتسوية أرضها وهدم ما تبقى من مبانيها بدليل أن سوية الأرض تتناسب تماماً مع أرضية المباني الفرنسية التي لا تزال تحافظ على وجودها ، وتقيم بها الآن مفرزة عسكرية .
    من الخارج نجد أن القلعة قد ردم خندقها وفقدت تصفيحها عدا بعض المناطق التي لا تزال تحتفظ بطبيعة التصفيح الداخلي (البطانة) وتهدمت أسوارها جميعاً وقد تم كشف أساسات قسم كبير من الأسوار. كما كشف عن الباب الشمالي الشرقي وهو الباب الأساسي للقلعة ومدخله يشبه مدخل قلعة حلب. كما رمم البرج الشمالي وبرزت قواعد البرج الشرقي.
    ويبدو واضحاً في أعلاها الآن خزان كبير لمياه شرب المدينة. بالإضافة إلى برج البث التلفزيوني الذي أقيم فيها بمطلع الستينات وأضيف برج آخر أكبر منه في عام 1984م.









يعمل...
X