إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"بسام كمال": الطبيعة نموذج للبحث البصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "بسام كمال": الطبيعة نموذج للبحث البصري

    "بسام كمال": الطبيعة نموذج للبحث البصري

    علاء الجمّأل




    "بسام كمال" شاعر وفنان تشكيلي مغترب في "الأردن" عاد إلى مسقط رأسه "ملح" -/40/ كم إلى الجنوب من "السويداء"- بعد غربة دامت حتى /22/ عاماً، عكف خلالها على امتهان الفن بأسلوب واقعي مدروس متخذاً من الطبيعة مذهباً للبحث البصري، وحالياً يهيئ من أجل معرضه الشخصي الأول.

    موقع eSuweda التقى الفنان "بسام كمال" وكان اللقاء التالي:

    * هلا حدثتنا في البداية عن الذاكرة الأولى لك في الفن التشكيلي؟

    ** بدأت تجربتي مع التشكيل في سن مبكرة، ومن أول لوحة رسمتها للطبيعة الصامتة أحسست عبر أبعادها أني أملك بذرة الهواية الفنية وأحتاج إلى من يرعاها لي، وأثناء دراستي في المرحلة الابتدائية لفتت أنظار المدرسين هوايتي وانجذبوا لأسلوبي الواقعي في التشكيل وراحوا يشجعونني على الاستمرار، ومع دخولي في المرحلة الإعدادية تملّكت من أسلوبي أكثر فحرضت أعمالي الهيئة التدريسية في حينها على إقامة معرض شخصي لي في المدرسة، وهذا المعرض كان انطلاقتي في عوالم الفن التشكيلي، لقد كنت مصراً في قرارة نفسي أن أكون فناناً له مكانته وحضوره ووجوده، وتابعت موهبتي بالبحث والتجريب، ومعلمي الأول الطبيعة وبدائع لمسات التكوين في معالمها الجمالية.





    الفنان المغترب بسام كمال


    * لك تجربة طويلة مع "البورتريه" هلا حدثتنا عنها؟

    ** في بادئ الأمر ولفترة زمنية طويلة اتخذت "البورتريه ـ الوجه" موضوعاً للبحث والمعرفة، أرسم وجوهاً لأشخاص مختلفين بقلم "الفحم"، وهذه التجربة امتدت حتى /12/ عاماً وكل وجه أنهيه كان يضيف إلى ذاكرتي خصوصية ما... هي حالة من التأثير والتأثر اللاواعي، ولكن الانعكاس الذي تتركه معالم هذا الوجه في نفسي سواء كانت شاحبة أو فرحة أو حزينة أو متأملة يجعلني دائم التأمل والتفكير، أحلل طبيعة الصورة التي أرسمها والانبعاث الروحاني في تأثيرها عليّ حية كانت أو منقولة عن صورة صغيرة، وأحياناً أشعر نفسي أنني هو ذاك الشخص الذي أرسم وجهه أعيش حالته وحالة الانبعاث الخارج منه فيتجلى ذلك على لوحتي .

    * اتخذت الطبيعة موضوعاً للبحث البصري، ما الإيحاءات التي لمستها في تفصيلاتها؟

    ** رسمت الطبيعة لأنها تحمل مكنوناً يلامس وجدانيتي ويحرك بصيرتي إلى استقراء الآتي والدلالات الزمنية… كل تفصيل فيها إذا حللت خطوطه ورموز تداخلها وجدت أموراً توضح لك مجريات حدثت وتحدث في واقعنا الزمني إنها إيحاءات متداخلة كثيفة وشفيفة مثل الأطياف تنقل لك رسائل بصرية عليك أن تفك رموزها بفراسة لونك وصدق يقينك وقوة تعبيرك عندها تقرأ تلك الدلالات وتلمس منها كونية أبعادها وجمال خلقها، فستشعر بنشوة الروح وتجدد الوحي الإلهي في أشكالها… الطبيعة نموذج للبحث البصري ومعلّم لكل مبدع وفنان.

    * هلا أوضحت تصورك لتركيبة اللون؟

    ** اللون في تصوري تركيبة متكاملة ليس للون فيها خصوصية عن الآخر بل مزيجها في لوحتي غنى جمالي يشعرني بالصفو والبهاء، ولاسيما منظر الربيع والضباب في أفق البحر حُسنٌ يُشبعُ الروح الظمئة للجمال.





    نزهة بصرية مع لوحة الربيع


    * عملت خلال اغترابك في "الأردن" على رسم اللوحات الجدارية الثابتة ذات المساحة الكبيرة، هل لك أن توضح خصوصية هذا العمل؟

    ** كلما اختزنت ذاكرتي مشهداً من الطبيعة وانتهى مآله وجداً في لوحة كلما ازداد نضجي البصري أكثر، رسمت العديد من اللوحات الجدارية المتحركة وفي مرحلة هامة من حياتي انتقلت إلى رسم اللوحات الجدارية الثابتة ذات المساحة الكبيرة داخل المنشأة العمرانية لتكون جزءاً في تصميمها الداخلي، فتشعر عند وقوفك أمامها أنك في مشهد حي للطبيعة "النهر"، "الضباب"، "الزهور"، "الشجر"، تجدها مجسّدة بواقعيةالضبابية في أفق البحرتحمل لمستي ورؤيتي في تركيب اللون وتناغم الخط ، هذا الانسجام منحني خصوصيتي في تشكيل النموذج الطبيعي للأعمال الجدارية الثابتة مراعياً البعد الأفقي والعامودي والعمق في اللوحة ، وعرفت بها طيلة مكوثي في "الأردن".

    * متى بدأت العمل على هذا المشروع، وأين؟

    ** بداية أعمالي الجدارية كانت عام 2001 في بلدة أردنية تسمى "أم القطين" المتسمة بأجوائها السكونية الملهمة لكل مبدع، رسمت فيها ما يزيد عن /20/ لوحة صورت فيها معالم من الطبيعة المحيطة بها كموضوع للبحث البصري وأكثر ما أدهشني عند تشكيلها تجدد الفصول والتكوين الإلهي الذي يتصف به كل فصل، وبعد مضي /9/ أعوام تحولت إلى رسم اللوحة الزيتية على القماش وما زلت.





    مشهد من مشاهده المتخيلة للبحر


    * بعد عودتك من الاغتراب ما الخطوات التي هيأت نفسك للقيام بها؟

    ** عدت إلى بلدتي "ملح" التي ولدت فيها عام /1964/ بعد غربة امتدت حتى /22/ عاماً في "الأردن" ليس للاستقرار فحسب بل لاستكمال وجهتي في الفن التشكيلي الذي كنت أرقب نشاطاته أثناء الاغتراب عبر قنوات الإعلام والصحف والمعارض التي تقام، وأذكر الراحلين "لؤي كيالي" الذي اشتهر بواقعيته الحديثة و"فاتح المدرس" الذي أسس لمذهب تشكيلي جديد فيه تجريد الطيف من عبق الذاكرة، وكم أعجبتني البانوراما الضخمة التي نفذها لمجموعة الدول الأوروبية وتحمل ذات المكنون. حالياً أجهز من أجل معرضي الشخصي الأول في "دمشق" بتكنيك خاص للون والخط والتكوين في اللوحة وآمل أن أصل مستقبلاً إلى ما أريد.

    * تكتب الشعر إلى جانب الفن التشكيلي، إلى أي مدى يمكننا القول أنه كان محرضاً لك في التشكيل؟

    ** حظي الشعر باهتمام بالغ مني وكان عاملاً محرضاً دفعني إلى امتهان الفن منذ البدايات… الكلمة تغمرني بلطفها حين أكتبها، فتغدو في قصيدتي حديقة صور يتنقل خيالي بين زهورها، ويدي ترسم من أريجها الرؤية والفتون، قلت في أحد قصائدي التي تغنيت فيها بالطبيعة وهي بعنوان "إيحاء": "أبدعت من سحب الجمال طبيعة/ وكتبت في وصف الجمال بيوت/ من بسمة الوادي تدفق أنهر/ جسد على شكل الربا منحوت/ والزهر تثنيه النسائم هيبة/ يحيى الجمال لأجلنا ونموت".





    لمسة روحانية لضيف موقعنا

  • #2
    رد: "بسام كمال": الطبيعة نموذج للبحث البصري

    الأستاذ الفنان التشكيلي والشاعر "بسام كمال" رافع رايةالطبيعة نموذج للبحث البصري ... أسعدنا الأستاذ علاء الجمّال بهذا اللقاء الذي أبحرنا في خضمه وتماوجنا في إبداعاته الفنية البديعة التي تنطوي تحت المدرسة الإنطاعية والواقعية وبذلك يؤرشف ويوثق الواقع والطبيفة بكل فصولها التي أضحت مضرجة بألوانه الزاهية والمميزة عاكسة شخصية فنية حساسة وشاعرية بصرية رقية جداً ...
    "بسام كمال" شاعر وفنان تشكيلي مغترب في "الأردن" عاد إلى مسقط رأسه "ملح" مرحباً بك سنوناً عائداً بعد هجرة طويلة قاربت الربع قرن ... فعلى الرحب والسعة ونتمنى لك طيب الإقامة ونأمل أن نقرأ بعض من أشعارك على صفحات المنتدى...

    تعليق

    يعمل...
    X