إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أساليب التربية الثلاثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أساليب التربية الثلاثة


    { مقتبسة بأمانة }
    وجد العلماء انه يمكن تصنيف أساليب الأهالي في التربية إلى ثلاثة انواع، وسوف اعرض هنا إلى كل أسلوب ونتائجه:

    1. أسلوب التربية المسيطر:
    وهنا يكون هدف الوالدين هو السيطرة على الطفل، وتكون العلاقة بينهم قائمة على "الأمر والطاعة"، ومهم عندهم الاحترام، ويميلون إلى استخدام وسائل منها العنف والاهانة والعقاب والتخويف، وكلها تهدف إلى السيطرة على الطفل وجعله يفعل ما يأمرونه به، هنا ينشأ الطفل وقد تعلم الطاعة، فيفتقد إلى المبادرة والتلقائية والشخصية الواثقة من نفسها والقدرات الخلاقة، وقد يكون مهزوزا ويعاني من بعض المشاكل النفسية، والأهل قد يعتقدون أن هذا الطفل "مؤدب" نتيجة طاعته والتزامه بالتعاليم، ولكنه قد يتعلم النفاق والازدواجية حيث يتصرف إمام الأهل بشكل ومن ورائهم بشكل آخر، فهو لم تزرع فيه المبادئ وإنما تدرب على الطاعة، ونجد مثل هؤلاء عندما يسافرون للخارج ولا يكونون تحت رقابة الأهل يتصرفون تصرفات خارجة عن أي تقاليد وأعراف حتى تقاليد وأعراف الدول المستضيفة لهم، وقد يستخدمون نفس الأساليب في تربية أولادهم وعندما تحاول توضيح ضرر هذه الأساليب لهم يقولون "أنا تربيت على ذلك، انظر طلعت رجال!"، وهم لا يدرون أن بهم من العلل الكثير وان أساليبهم في البيت والعمل هي ما يعيق سعادتهم وسعادة الآخرين وتقدم البلد، وانه لولا هذا الأسلوب في التربية القائم على العقاب والأمر والتخويف وتحطيم الشخصية والإرادة لكانوا أكثر سعادة وصحة نفسية وجسدية واجتماعية.


    2. أسلوب التدليل:
    هنا لا يضع الأهل أي نظام أو قيود على الطفل، يفعل ما يشاء، ويعمل الوالدان على توفير كل رغبات الطفل من العاب وخروج وغيرها، ولا يعلمان الطفل "الأدب" والأخلاق والالتزام، فهذا الأسلوب هو نقيض الأسلوب الأول، الطفل ينام متى يشاء، ويذهب إلى المدرسة متى يشاء، ويصيح ويهين الآخرين كبار وصغار ولا يواجه وإنما ينظر الوالدان إلى تصرفاته على أنها "قوة شخصية" و"لطف أطفال!"، هنا يكون هناك إهمال لتربية الطفل وتترك تربيته للمربيات وهو يتصرف معهم كما يشاء، ويميل الأهل هنا إلى استخدام أسماء "الدلع" لمناداة الطفل حتى بعد أن يصل إلى مرحلة الرجولة، فهو دائما طفل في نظرهم، ويحاولون حمايته من الحياة وتجاربها الطبيعية، وينشأ هذا الطفل مدللا لا يعرف حدوده، ولا يقبل بأي سلطة عليه، ففي المدرسة يتوقع معاملة مميزة ولا يطيع الأساتذة ويعتقد انه أفضل منهم، وفي المجتمع يتوقع أعلى المناصب فور تخرجه من الجامعة، ولا يفهم معنى الانتظار في الطابور أو معنى كلمة "لا" لطلباته، وان واجه أي احتمال أن لا تجاب احتياجاته غضب بشدة وهو لا يصدق ما يحدث! فهو يتوقع أن يعامله المجتمع والناس بنفس أسلوب معاملة والديه له، وهنا أيضا تكون ثقة الشخص في نفسه مهزوزة لأنه غير قادر على مجابهة الحياة وغير قادر على تحمل الحرمان، وقد يدمن المخدرات ويدخل في مشاكل مع القانون نتيجة غياب الرقابة وتوفر المال لديه والتفاف أصدقاء السوء حوله، فهم "يدللونه" مقابل المال أو الحصول على أشياء أخرى منه، وهذا الأسلوب أيضا فيه خلل كبير ومضر بالشخص والمجتمع،

    3. أسلوب الرعاية والتوجيه:
    هنا يكون هناك توازن بين السيطرة والتدليل، ويكون الاهتمام بالرعاية والتوجيه والإقناع، يعرف الوالدان أنهما يتعاملان مع طفل صغير يحتاج إلى رعاية وتعليم وتوجيه وإشباع، ويعلمون أن الطفل في حاجة إلى نظام، النظام يخلق الإحساس بالأمان في الطفل حيث يمكنه أن يعرف بوضوح ما هو المتوقع منه، فيعلمونه الحدود وما هو المقبول وما هو غير مقبول، ويكون أسلوبهم يميل إلى استخدام الشرح والتعليم والإقناع، فهم يأخذون الوقت الكافي للجلوس مع الطفل وشرح الأمر له، ويتجنبون استخدام العنف من ضرب وإهانة، ويركزون أكثر على مكافئته إن أحسن وعمل التصرف السليم، فمثلا بدل أن ينتظروا إلى أن يضرب الطفل أخته يوما لمعاقبته، هم يقومون بملاحظة انه لم يضربها ويكافئونه ويمدحونه مثلا بقول "ما شاء الله، ولدنا رجال يحب أخته ويعتني بها ويحميها وما يضربها"، فبذلك يتعلم ما هو متوقع منه ويسعد بأنه يفعل الصواب، وليس مهم هنا الأمر والطاعة بقدر ما يكون مهم أن يفهم الطفل الأخلاق وتشرح له وتساعده على القيام بها،

    فمثلا الأهل من النوع الأول يقولون للولد "نبيك تجيب امتياز هذه السنة زي ولد عمك ولا تسود وجهنا، ويا ويلك لو ما جبت امتياز وطلعت الاول، ليش في الفصل الاول طالع الثالث على الفصل؟ اصل انت ما يثمر فيك شي، وضيعنا فيك مالنا وعمرنا من غير فايدة، وما ينفع معاك غير العصا".

    الأهل من النوع الثاني يقولون "لا تتعب نفسك حبيبي، المذاكرة الكتير تتعب عيونك، احنا ممكن نجبلك المدرس في البيت اذا تحب، اصل كل الاشياء تيجي بالفلوس، ولا تزعل لو ما نجحت هذي السنه، مين محتاج لهذي الشهادات، انت ممكن تجيب الف واحد بشهادة يشتغلوا عندك، على كل احنا مرتبلك رحلة لباريس مع اصحابك، لا تكدر خاطرك حبيبي!".

    والاهل من النوع الثالث يقولون "احنا نبيك تعمل افضل ما عندك في الدراسة، احنا مؤمنين ان عندك قدرات وطاقات ونبي انك تظهرها، لانه هذا فيه سعادتك ومصلحتك، قلنا كيف ممكن نساعدك لتحقيق هذا الشي، واذا ما كنت فاهم ليه، لازم الواحد يعمل كل اللي عليه للنجاح قوللي وانا حشرحلك، على كل، انا لما كنت طالب كنت ادرس لمدة اربعين دقيقة واخذ عشرين دقيقة راحة اتفرج فيها على التلفزيون قليلا او العب لعبتي المفضلة، وارجع اذاكر، بس لازم تعرف زي ما اتفقنا ان لكل شي وقت واحنا ما نسمح انك تهدر وقتك في اللي ما منو فايدة، واذا حبيت تجي وتقرأ لي اللي تعلمته انا موجود، انا بحب اتعلم كمان في الموضوع هذا، ممكن انا وانت نروح المقهى القريب ونشرب شاي وتقوللي الشي اللي تعلمته بعد ما تخلص دراسة، العلم جميل والمجتمع متوقع الكثير منكم".

    اعتقد أي إنسان لديه عقل يمكن أن يعرف الفروق بين هذه الأساليب وأيها أكثر فائدة للطفل والمجتمع عموما، لا يمكن أن نحطم أولادنا وبناتنا نفسيا ثم نتوقع لهم أن يكونوا شبابا وشابات يحملون مسؤوليات المجتمع ويبنونه ويعملون ما فيه الخير له.

  • #2
    رد: أساليب التربية الثلاثة

    موضوع مميز ويستحق القراءة والوقوف عند الكثير من فقراته
    شكرا" أخي الكريم عباس
    لدأبك المتواصل على تقديم تلك المواضيع المهمة في التربية
    شكرا"من القلب واتمنى أن يستفيد من فحواها الكثيرين
    قيمة المرء ما يحسنه

    تعليق

    يعمل...
    X