إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معنى الأرقام نبع الحضارات الإنسانية -عبد اللطيف كاتو - فراس رهجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معنى الأرقام نبع الحضارات الإنسانية -عبد اللطيف كاتو - فراس رهجة

    معنى الأرقام العربية
    من تأليف الدكتور: عبد اللطيف جاسم كاتو
    إعداد فراس رهجة
    بداية الموضوع :
    الواقع أن الأرقام العربية المسماة في منطقتنا العربية بالأرقام الغربية الإفرنجية ما هي في الواقع والحقيقة إلا أرقام عربية أصيلة (من ضمن ما قاله الدكتور عبد اللطيف جاسم كانو من كتابه - الأرقام العربية نبع الحضارة الإنسانية)
    لقد كان العرب في صدر الإسلام يستعملون الأرقام التي كانت متداولة عند عرب الجاهلية قبل الإسلام وهي : حساب الجمّل : انظر إلى التفاصيل الكاملة لحساب الجمّل بالضغط هنا لزيارة هذا الرابط .
    المسلمون والأرقام :
    لقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وجاءت الآيات القرآنية الكريمة لتؤكد على على مكانة العلم والعلماء ، ومن بين هذه الآيات الكريمة ما جاء في قوله تعالى :
    ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة: من الآية11)
    فتعلم المسلون العلوم ونبغوا في العديد منها وطوروها واوجدوا علوما جديدة تناسبهم لم تكن موجودة من قبل . وقد اهتم المسلمون بعلوم الحساب والرياضيات ، واخترعوا الجبر وطوروا الهندسة وأوجدوا الأرقام والأعداد العربية المناسبة التي تؤهلهم لأن يقوموا بالعمليات الرياضية والحسابية بيسر وسهولة ، فكانت هذه الانطلاقة العلمية الهائلة هي إحدى ثمار هذا التقدم الحضاري الرائع الذي عاشته الإنسانية تحت راية الإسلام ، فكانت النتيجة الهامة في العصر العباسي حيث أوجد المسلمون الأرقام العربية الجديدة ، بدلا من الأرقام الأبجدية المتداولة آنذاك فطوروها وهذبوها وأدخلوا عليها الشكل المناسب فأوجدوا بذلك في هذه الفترة الهامة من التاريخ الإسلامي نظامين جديدين للأرقام والأعداد استعملا في العالم الإسلامي منذ ذلك التاريخ ، وفي جميع أنحاء العالم فيما بعد .
    نظامان للترقيم :
    لقد ابتكر العرب المسلمون واستعملوا في العصر العباسي نظامين عربيين للترقيم هما : الأرقام الهوائية ، والأرقام الغبارية . وقد انتشر استعمال هذه الأرقام في الدول الإسلامية آنذاك خلال القرن الثاني الهجري ، وقد طوّر العرب هذه الأرقام ، وهذّبوا معالمها ، وأصلحوا كتابتها ، وحسنوا أشكالها ، فأصبحت آية من الإتقان والضبط والسهولة في الكتابة والقراءة ، وفي هذين النظامين للأرقام اُستعمل الصفر الذي اشتق من دائرة ذات مركز في الوسط ، وقد استعمل الإطار الخارجي للدائرة ليكون الصفر في الأرقام الغبارية . أما الأرقام الهوائية فقد أخذت النقطة المتواجدة في مركز الدائرة لتعبّر عن الصفر .
    وقد استعملت الأرقام الهوائية من قبل أبي الجبر والحساب في العالم الإسلامي الجليل محمد بن موسى الخوارزمي في كتابه الشهير (حساب الجبر والمقابلة) (164 هـ - 253 هـ) في عهد الخليفة المأمون ، وقد سميت هذه الأرقام كذلك بالأرقام الهندية أو الأرقام الخوارزمية ، وهي الأرقام المستعملة في المشرق العربي وبعض البلاد الإسلامية ، أما الأرقام الغبارية فهي الأرقام العربية المستعملة في المغرب العربي والأندلس إبان الحكم الإسلامي ، وانتقلت إلى أوروبا والغرب عبر البلاط البابوي في روما ليُطلق عليها هناك اسم (الأرقام العربية Arabic Numbers) ، ولكننا في المشرق العربي نطلق عليها خطأ اسم (الأرقام الغربية أو الأرقام الأفرنجية ، ومهما يكن من أمر فإن النظامين المتبعين في المشرق والمغرب العربي يرجعان إلى أصول عربية واحدة أُستعملت جميعها بإتقان ومعرفة تامة منذ النهظة العلمية للفكر الإسلامي .
    لقد سميت الأرقام الغبارية بهذا الاسم لأنها كانت تُعد و تكتب في القديم على طاولة أو على لوحة تكسوها طبقة خفيفة من الرمل ، وقول آخر يقول :
    (وأصل التسمية - الغبار – لا يرجع كما يقول بعضهم إلى نشر الدقيق أو الرمل والكتابة فوقه , وإنما هو مشتق من غبر بمعنى مضى ، ولهذا يسمى خط الغبار أو خط الجناح) .
    أما الأرقام الهوائية فقد سميت بهذا الاسم لانها كانت تُـعد وتُـحسب في الذهن .
    مزايا وسهولة الأرقام العربية الغبارية وأيضا الهوائية :
    لا بد من وقفة سريعة للتحدث عن مزايا الأرقام العربية الغبارية منها والهوائية على حد سواء ، إن هذه الأرقام العربية مكونة من عشرة أشكال بسيطة بما فيها الصفر ، ويمكن تركيب وكتابة أي عدد منها مهما كان كبيرا من هذه الأرقام والأشكال العشرة ن وهذه الميزة أعطت السبق للأرقام العربية بنوعيها على الأرقام على الأرقام الرومانية أو الارقام المكونة من أشكال وحروف عديدة ، وكذلك على الأرقام اليونانية ، أو الأرقام العربية القديمة المرتبطة بحساب الجمّل والمكونة من مجموع الحروف الأبجدية ، كما أن الأرقام العربية سهلة الإستعمال والتركيب والكتابة ، ويمكن فهمها وكتابتها بسهولة تامة وبدون عناء أو صعوبة ، وقد جعلها طابعها المنطقي البسيط : سهلة التعليم ن ميسرة الفهم ، مطواعة ، جميلة الشكل والتناسق . وهي صالحة للنظام العشري ولجميع العمليات الحسابية والجبرية والرياضية التي لم يكن ممكنا القيام بها بدون الأرقام العربية المبسطة ، وهذا بطبيعة الحال مكن الأرقام العربية من التحول إلى أرقام عالمية مستعملة في الشرق والغرب والعالم المعروف ، وهي أداة علم وتقنية رفيعة بدونها لم تصل الإنسانية إلى ما وصلت إليه من علوم وتطور ورقي وازدهار ناهيك عن سهولة التعامل مع الحاسوب والآلات الرقمية بمختلف أنواعها.
    الأرقام العربية الغبارية وعلم الزوايا :
    معلوم أن العرب هم الذين ابتكروا الرقم (صفر) وهذا بحد ذاته فتح الآفاق الواسعة أمام علم الأرقام والعدد والرياضيات ، كما وأن الأرقام العربية المستخدمة الآن هي بالأصل أرقام هندية ، بينما الأرقام الإنجليزية المستخدمة دوليا عي أصلا الأرقام العربية التي اكتشفها المسلمون بناء على طريقة الزوايا ، إذ يمثل كل رقم رسما توضيحيا يعتمد على زوايا تقابل ذلك الرقم ، فالعدد (1) يمثل زاوية واحدة ، والعدد (2) يمثل زاويتين ورسمه الأصلي يشبه الحرف Z إلا أنه حرّف إلى شكله الحالي ، والعدد (3) كذلك وهلمّ جرّا . . . إلى أن نصل إلى العدد تسعة وهو مكون من تسع زوايا كما هو مبين بالشكل أدناه لمواقع الزوايا لكل رقم غباري عربي ، ولم يُستعمل نظام الزوايا بالنسبة للصفر بل استعملت الدائرة لأنها ليست رقما أو عددا وإنما هي مكونة من لا شيء ، والقصد من استعمالها هو للدلالة على موقع الفراغ بالنسبة للأرقام ووضعها في الخانات الصحيحة ، لتفرق بين الخانة الآحادية والعشرية والمئوية . . . إلخ .
    وهذه الأرقام تسمى باللغة العلمية (الأرقام العربية Arabic Numeric) ، ولن نزيد عن الكلمة العظيمة التي قالها المهندس الإنشائي الكبير البروفيسور (كيني) إذ قال في مقدمة أحد كتبه : (يكفي العرب فخرا أن تكون أرقامهم أساسا لكل علومنا الحاضرة) .
    وقد ادخل العديد من التعديل والتحوير على الزوايا المختلفة للأرقام المكونة من مربعات ، حيث حلّت مكان الزوايا الاستدارة والدائرة فأصبحت أكثر سهولة في الكتابة والتركيب والشكل والمظهر .
    والعديد من دول العالم في عصرنا الحاضر تستعمل الأرقام العربية الغبارية وتسميها باسمها الحقيقي الأصلي وتنسبها إلى مصدرها العربي الأصلي (Arabic Numbers) ، وهي بالنسبة للعالم المتطور المتحضر موضوع مسلّم به لا يمكن الاستغناء عنه ، وليس له من بديل سواها فهي مطياعة قابلة للاستعمال ، دون مشكلة أو صعوبة فنية ، وهي لغة الحضارة والتقدم وأساس العلم والتقنية المعاصرة ، وهذه الأرقام العربية الغبارية لا تزال بعض المصادر الأجنبية تخلط بينها وبين الأرقام الهندية القديمة فتسميها بالأرقام (الهندية العربية) ، والواقع ان الأرقام الهندية تختلف اختلافا كاملا عن الأرقام العربية الغبارية المستعملة في المغرب ، إلا أن هذه المصادر مصممة على استعمال هذه المعلومات الخاطئة ، إما لعدم الإلمام والاطلاع ، أو لأن هذه المصادر مأخوذة من المراجع الأوروبية التي لم تنتهج المنهج العلمي الدقيق في بحوثها عند الكتابة عن الأرقام العربية آنذاك .
    وهكذا كان دور العرب ايجابيا متميزا في تطوير العلوم الحاسوبية والأرقام العلمية ، وفي تطوير الصفر وتهذيبه واستعماله والاستفادة منه ، وكانت الأرقام العربية هي المرتكز الحضاري الهام في تطوير الحضارة الإنسانية ، وما نراه اليوم من تقدم وازدهار في جميع الميادين فإنما يرجع أصله إلى التطور الرقمي وعلم الحساب الذي برع فيه المسلمون ونُقِل عنهم عبر الأندلس إلى أوربا والعالم
    دور العرب في علوم الحاسوب :
    نبدأ بما قاله الدكتور علي عبد الله الدفاع في كتابه (نوابغ علماء العرب والمسلمين في الرياضيات) يقول : "ولو أردنا تلخيص مشاركات المسلمين في العلوم الرياضية التي نتداولها الآن لقلنا إن علماء المسلمين في الرياضيات أول من طوّر وألّف نظريات الاعداد ، واخرجوا العدد من نطاقه الهندسي الضيق إلى المفهوم الحسابي والجبري الواسع خلاف ما كان عليه عند الإغريق" ويتابع الكتور قائلا : "لقد ترجم علماء المسلمين ونقل ما توصل إليه اليونانيون والمصريون والبابليون في علوم حساب المثلثات والهندسة ، وزادوا عليه الكثير ، كما ابتكروا علم الجبر وربطوا بينه وبين الهندسة ، ولذا يُعتبرون مُبتكري الهندسة التحليلية ، وطوّر علماء المسلمين ما توصل إليه الإغريق في الهندسة المستوية والفراغية ، وأبدعوا في علم حساب المثلثات الكروية والمستوية ، كما وضعوا جداول في غاية الدقة والإتقان لحساب بعض الدوال المثلثية ، واكتشفوا كثيرا من المتطابقات المثلثية" .
    الأرقام والأعداد المتـفرنجة :
    من كتاب (الأرقام العربية - نبع الحضارة الإنسانية) أخذنا جزء من صورة لسورة الفاتحة (أدناه) ، وهي كما يقول المؤلف مأخوذة من مصحف أُهدي له وقد طُبع في المغرب الشقيق ، ويستمر المؤلف قائلا : "وقد لفت نظري وجود الأرقام الغبارية ، - الأرقام الأجنبية كما كنت أتصور - التي استعملت لتسلسل الصفحات وترقيم الآيات القرآنية الكريمة ، ويستمر المؤلف قائلا : قد يتساءل المرء أنه ليس بالغريب أن نجد الأرقام العربية (المشرقية) في مصحف عربي ، وإنما الغريب حقا وغير المقبول هو أن نجد الأرقام المتـفرنجة ، في مصحف عربي ! والواقع المؤكد أن الأرقام التي استعملت في هذا المصحف المغربي ما هي إلا أرقام عربية بحق وحقيقة"
    الأرقام والأعداد في القرآن الكريم
    الآيات القرآنية الكريمة التي احتوت على الأعداد كثيرة جدا ، وقد وردت على أوجه مختلفة ، والرجوع إلى القرآن الكريم ، والتتبع لآياته المحكمات ، يعطي الإنسان المسلم الإلهام والتفهم والتبصر ، وقد تحدث القرآن الكريم منذ خمسة عشر قرنا مضت عن العدد والإحصاء والعمليات الحسابية ، كما ذكرت جميع الأعداد وبعدة حالات مثل التسلسل العددي ن والعمليات الحسابية الأربع المعروفة من جمع وطرح وضرب وقسمة ، والكسور الحسابية ... الخ . ونحن موقع الأرقام أتينا على ذكر جميع الأمثلة العددية التي وردت بالقرآن الكريم ضمن عدة روابط مختلفة ، ولا يمنع زيارة أحد الروابط الآتية :
    الأرقام العربية تغزو أوروبا
    انتقلت الأرقام العربية في أول رحلة لها إلى الغرب عن طريق الكرسي البابوي في عام 999 ميلادية ، فقد كان البابا جربرت الملقب بسلفستروس الثاني (SILVESTER 11) قد تعلم الأرقام العربية التسعة من العرب على الحدود الأسبانية ، وكان بذلك اول رجل من الغرب تعلم تلك الأرقام واستعملها ، وقد انتشرت الأرقام العربية في إيطاليا ثم انتقلت بعد فترة من الشك والريبة إلى بقية دول أوروبا . وكما نرى في عالمنا العربي من اتهامات ظالمة لكل جديد غريب ، فإننا نرى أن البابا جربرت أحيط بالشك واتهم باتهامات غريبة وأطلق عليه لقب "الساحر" وتحدثت المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة في كتابها القيم (شمس العرب تسطع على الغرب) عن هذه الاتهامات فقالت : (فإن شخصية هذا الرجل ، الذي حيّر بعلمه معاصريه ، والذي جارى المسلمين في معتقداتهم ، بقيت دائما محاطة بالشبهات) . كما ذكرت هذه المستشرقة المنصفة للعرب وعلومهم : (ولقد نظروا إليه كساحر ، وكفنان غريب ، ونسجوا حوله الإشاعات ، تقول الأسطورة : إنه كان يهرب ليلا من الدير إلى أسبانيا ليتعلم على يد العرب علم الفلك والفنون الأخرى ، وإنه تعلم هناك إحضار الجان وما يضر البشر وينفعهم ، وثمة ، سلب من احد السحرة كتابا خطيرا عن أسرار السحر ، واضطر أن يرهن قلبه لدى الشيطان ليحميه من انتقام ذلك الساحر الذي خدعه) .
    وهكذا نرى أوروبا في ذلك الوقت كانت تنظر إلى الأرقام والعلم والحساب والتطور الحضاري ، والرقي ، والانفتاح ، على أنها سحر ودجل جاء بهما الشيطان والسحرة إليهم ، وما هذا بغريب لأن عصور الظلام والتخلف والإنحطاط هي نفسها في كل مكان لا فرق بين مكانها من خارطة العالم فالتخلف والجهل هو واحد في كل مكان وزمان .
    ومع ذلك فإن هذه الحادثة الهامة التي قام بها البابا سلفستروس الثاني (SILVESTER 11) باستعمال الأرقام العربية كانت هي أول انطلاقة لاستعمال الأرقام العربية في أوروبا يتبعها بعد ذلك ترجمة كتاب الخوارزمي إلى اللغة اللاتينية ، كما أن العلماء وطالبي العلم الوافدين من أوروبا إلى الأندلس للدراسة والبحث وطلب العلم قد تمكنوا من التأثير المباشر في عملية نقل الأرقام العربية إلى الغرب .
    ومن الشخصيات الهامة التي نشرت الأرقام العربية بين الناس في أوروبا شخصيتان تحدثت عنهما الدكتورة زيغريد هونكة هما : توماسين فون زليرا (THOMASIN VONZEELARE) وليوناردو فون بيزا (LEONARDO VON PISA) . ومع أن التغيير لم يتم في يوم وليلة وإنما اتخذ فترة زمنية ارتبطت بالدراسة والتعليم ثم التيسير والمراجعة ودفع الموضوع إلى عامة الناس على مراحل ليتمكنوا من استيعابها واستعمالها في حياتهم المعيشية وفي تجارتهم وبيعهم وشرائهم . وقد تأثر بلاط القيصر فردريك الثاني بهذا الإشعاع العلمي المنطلق من الشرق المسلم عبر جبال البرنيز من شبه جزيرة إيبيريا الإسبانية وجزيرة صقلية الإيطالية

    العدد صفـر
    يعد الصّفر أوّل الأعداد وأكثرها تبسيطا وأشدها شهرة ودهشة واستعمالا وأهميّة وروعة . وفي الحقيقة ، يمتاز هذا العدد بمزايا خاصّة استثنائيّة لا يتمتّع بها أيّ عدد آخر ، إذ بعد انتهاء العدد تسعة ، تستعين الأعداد بالصّفر من أجل دورة جديدة ، وحين يصل العدّ إلى التّسعة عشر ، يتدخّل واحد ثان مع الصّفر ، من أجل ابتداء دورة جديدة ثانية . من هنا ، الصّفر بعد أزليّ ، وهو أساس الخلق ، والسّر الذي ترتكز عليه كل الأعداد ، وإليه تعود في النهاية لتتنامى وتعظم . لذلك يرمز الصّفر إلى الاستمرارية ، منه يبتديء كل شيء ، وفيه ينتهي كل شيء ، ويستحيل على الأعداد الاستمرار من دونه .
    الصّفر في أوربا
    في إيطاليا ، أدخل الخبير ليوناردو دو بيز (Leonarde De Pese) <1170- 1250>م. الصّفر تحت اسم (Zephirum ) ، واستعملته إيطاليا حتى القرن الخامس عشر ، ثمّ تبدّل الاسم إلى (Zephiro) ، وتحوّلت اللفظة إلى (Zero) ابتداء من العام 1491م. . وفي فرنسا ، تحوّلت اللفظة من (Cifre) إلى (Chifre) ثمّ إلى (Chiffre) . وفي ألمانيا ، تبدّلت من (Ziffer) أو (Ziffra) ، واليوم تستعمل (Die null) . وفي إنكلترا استعملت لفظة (Cipher) ، وحلّت محلّها لاحقا لفظة (Zero) . وفي البرتغال ، تعني لفظة (Cifra) الصّفر بمعنى (Zero) . وفي أسبانيا ، تحمل (Cifra) معنى (Chiffre) ، كما تعني لفظة (Cero) الصّفر أي (Zero) .
    الصّفر عند العرب
    نعت العرب الصّفر بالخيّر والمظفّر . كان الصّفر يعتبر في الجاهلية شهرا من أشهر النّحس . واختلف في أصل التّسمية ، فقال البيروني : (لامتيازهم في فرقة تسمّى صفريّة ، وسمّي الصّفر صفرا والسّبب وباء كان يعتريهم فيمرضون ، وتصفرّ ألوانهم) . وقال النويريّ : (كانوا يغيرون على الصّفريّة وهي بلاد) . وقال المسعوديّ : (وصفر لأسواق كانت في اليمن تسمّى الصّفريّة وكانوا يحتارون فيها ، ومن تخلّف عنها هلك جوعا) .
    ويعتقد عدد من الباحثين أنّ الصّفر يشتقّ من فكرة الخلوّ والفراغ ، فجاء في اللسان – تحت كلمة صفر – (أنّ العرب سمّوا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من أغاروا عليه صفرا من المتاع) . ويقال في العربية : (عاد صفر اليدين) .
    ويعتبر الخوارزمي (780 – 850)م. ، من أبرز علماء العرب والعالم في الرياضيات ، وقيل إنه هو الذي ابتكر الصّفر وجعله عددا مهما في العمليات الحسابية . واستعمل العرب النقطة لتدلّ إلى الصّفر ، وبيّنوا دوره في العمليات الحسابية ، وأهميّته في تحديد مراتب العشرات والمئات والألوف . ويقول الخوارزمي : (في عمليات الطّرح ، إذا لم يكن هناك باق نضع صفرا ولا نترك المكان خاليا لئلّا يحدث لبس بين خانة الآحاد وخانة العشرات . ثمّ إنّ الصّفر يجب أن يكون من يمين العدد ، لأنّ الصّفر من يسار الاثنين ، مثلا – 02 – لا يغيّر من قيمتها ، ولا يجعلها عشرين) . وساعد الصّفر في تسهيل المعادلات الجبريّة والحسابية . وعن العرب انتقل إلى أوربا . وكان العرب نقلوا الأعداد ، بما فيها الصّفر ، من الهند . وقيل إنّ العرب استعملوا الصّفر مكان الفراغ الذي كان الهنود يتركونه للدّلالة إليه .
    الصّفر في بابل
    يعتقد العلماء أنّ البابليين هم أوّل من اخترعوا الصّفر ، لكنّه لم يكن يمثّل قيمة عدديّة بحدّ ذاته ، وهو الصّفر الأقدم في التاريخ . وقد حصل هذا الاختراع في القرن الثالث ق.م. .
    الصّفر في مصر
    في مصر ، لا يتطابق أيّ حرف هيروغليفيّ مع الصّقر ، ولم تشر إليه الحضارة المصرية إطلاقا ، علما بأنّ عددا من المحاسبين فكّر باختراع مساحة فارغة بعد العدد تسعة . وكانت الفكرة الرّمزيّة صحيحة تماما ، فالصّفر هو مسافة التّجدّد . إنّه ، تماما ، مثل البيضة الكونيّة ، يمثّل كل الطاقات .
    الصّفر في الهند
    في مطلع القرن الخامس ق.م. ظهر الصّفر في الكتابات الهنديّة ، وسمّوه الفراغ – سونيا – (Sunya) أو سونيابيندا (Sunyabinda) أي الفراغ – وأطلقوا عليه أحيانا تسمية – خا – (Kha) أي الثّقب ، لكنهم لم يرسموه . ويقال إنهم استعملوا الدائرة (o) والنّقطة (.) للدّلالة إليه
    الصّفر في الصّين
    في القرن الخامس قبل الميلاد اكتشف الصّينيون صفرا مشابها للصّفر البابليّ . وبعد مرور ثلاثة قرون ، اخترع الصّينيون صفرا يحمل قيمة عدديّة .
    الصّفر في المكسيك
    تعد حضارة قبائل المايا المكسيكية من أكثر الحضارات الأمريكية تطوّرا في تلك الفترة . وقد اكتشفت هذه القبائل مفهوم الصّفر وطريقة استعماله ، على الأقل بألفي سنة قبل أن تعرفه أوروبا ، فرسمته على شكل صدفة أو حلزون . ومن المعلوم أنّ الحلزون يرمز إلى التّوالد الموسميّ . وفي الكتاب الدّيني بوبول فوه (Popol Vuh) يتطابق الصّفر مع تذكار عيد الإله – البطل للذّرة ، إثر معموديّته بالنّهر ، قبل قيامته وصعوده إلى السماء حيث تحوّل شمسا . وفي مفهوم نموّ الذّرة يمثّل هذا العيد موت البذور في الأرض ، وعودتها إلى الحياة من جديد ، من خلال بروز نبتة الذّرة . من هنا ، يرمز الصّفر المكسيكي إلى الميثولوجيا الكبيرة لعملية التجدّد الدّوريّ . أما علاقة الصّفر بالصّدفة ، فهي تربط أيضا بالحياة الجنينيّة . وفي الفن ، يرسم الصّفر لدى قبائل المايا ، على شكل حلزوني ، فيرمز إلى اللامتناهي المفتوح على المتناهي المغلق .
    الصّفر في السّحر
    في كتب السحر ، ترمز الدائرة إلى الكمال ، فيدلّ شكلها إلى تناسق لا مثيل له في الأشكال الباقية ، إذ تجتمع الشّعاعات في وسطها ، في وحدة كاملة ، ويعطي شكلها الدائري فكرة دولاب يوحي ديناميّة الحركة والامتلاء ، ما يرمز إلى المطلق ، وإلى الخلق الإلهي أيضا . وترمز الدائرة ، كذلك إلى الحماية ، فنجدها في الطلاسم التي نحملها كالخواتم والعقود والصيغة في أشكالها الدائرية . وهي أيضا تمثّل فكرة الزمن ودورة الأيام اللامتناهية . أخيرا تعدّ الدائرة صورة للسماء الواسعة الخالدة ، وكذلك تمثّل الدائرة الصّفر ، في شكله العربيّ الأساس ، فالصّفر في السحر ، رمز للكون ، للكلّ ، وللفراغ .
    تعريف مختصر للعدد واحد (1)

    يظهر أنّ الشّاميّين عموما كانوا يستخدمون لفظة (رأس) بمعنى (واحد) ، تماما كما يقول اللبنانيون اليوم : (رأس غنم) ، و(رأس بقر) ، و(رأس خيل) ، يريدون واحدا من هذه الحيوانات . كذلك استخدموا اللفظ (أوّل) بالمعنى نفسه . وقد أطلق العرب في العصر الجاهلي على اليوم الأول من الأسبوع اسم (أوّل) ، والأوّل تعني مبتدأ الشيء ، يقال : (أوّل الغيث قطر ثمّ ينهمر) . قال البحتريّ :
    وأزرق الفجر يبدو قبل أبيضه وأوّل الغيث قطر ثمّ ينهمر
    ومن الطبيعي أن يسمى اليوم الأوّل من الأسبوع (أوّل) لأنه مبتدأ الأسبوع . واللفظ (واحد) من جذر ساميّ مشترك : (حد) ، ولا اعتبار للألف ، والواو ، والياء التي تضاف في أوّله . والمعنى الأصيل لهذا الجذر هو (الفصل) ، و(التفرقة) ، ومن ثمّ معنى الوحدة ، - ويظهر هذا المعنى واضحا في قول أبي تمّام :
    السيف أصدق إنباء من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب –
    والضّم الذي هو إضافة وحدة إلى وحدة أخرى . ومن فكرة (الفصل) ، و(الحدّ) أخذوا فكرة الواحد المنفصل المستقلّ عن غيره . و(الأحد) في اللغة العربية هو (الوحيد الفرد) ، واسم من أسماء الله تعالى ، وهو الفرد الذي لم يزل وحده ، ولم يكن معه آخر . وما تزال اللغة السريانية تحتفظ بشكله الثّنائيّ الأوّل : Had . كذلك يظهر في اللغة العربية بدون ألف في أوّله بلفظ (حادي عشر) . أمّا في اللغة العبرية ، والسّبئيّة ، والفينيقيّة ، فيظهر هذا الجذر بألف في أوّله : Ehadh
    العدد واحد في اللغة العربية القديمة ولهجاتها
    في الجابلية (ط د) (ط ت) والمهرية (ط د) (طِ ت) والقتبانية (ط د) ومن المرجح أن مؤنث العدد واحد في القتبانية هو (ط ت) وهذا ما يؤكده النقش الذي اكتشف في مدينة (تمنع) كما هو الحال في لهجات العربية القديمة الجبالية ، والسبئية تختلف عن القتبانية ولهجات الأحقاف إذ أن العدد واحد يكتب في السبئية (ء ح د) (ء ح د ت) ونستطيع القول أن السبئية ومن خلال العدد (ء ح د) أكثر تطورا أو بمعنى آخر أنها أقرب إلى الفصحى ، ومن المرجح أن الهمزة قلبت إلى واو وفي مراحل لاحقة ومن بعد ذلك أضيفت الألف بين الواو والحاء ليأخذ العدد واحد شكله الذي نعرفه عليه الآن .
    الواحد عند الديانات والشعوب
    عند المسلمين
    جاء في القرآن الكريم في سورة البقرة : (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو) <163> . وفي سورة هود : (ولو شاء ربّك لجعل الناس أمّة واحدة) <118> .
    يفخر البطل بانتمائه إلى الديانة الإسلامية حيث تقول الآية (لا إله إلا الله) . فالبطل هو المدافع الأساسي عن الفكرة الدينية التي نشأ عليها ، وهو يقاتل ويستشهد في سبيل الله وسبيل عقيدته . ويمكن أن نقول إن العدد واحد مسئول إلى حدّ ما عن هذا القتال .
    ويروي التراث الإسلامي أنه إذا دخل شخص مسلم إلى بلاد أحد الملوك أو الأمراء من غير المسلمين ، فهو يقول في لهجة ملؤها التّحدّي : (سلامي ، في هذا البلاط ، على من يعرف أنه في ثمانية عشر ألف كون ، الله واحد) . وفي الإسلام يرمز إلى الله بالعدد واحد .
    قال الله عزّ وجل في كتابه العزيز : (قل هو الله احد ، الله الصّمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد) .
    عند المسيحيين
    تؤمن المسيحية بإله واحد في ثلاثة أقاليم . ويقول القدّيس أثناسيوس (إنّ إله المسيحيين هو الإله الواحد) . ويحدّد القديس أغوسطينوس الوحدة بأنها تتمثّل (بالإله العظيم الواحد ، مبدأ الأشياء كلّها) .
    عند العبرانيين
    جاء في العهد القديم : (يهوه واحد اسمه واحد) ، ويعود الواحد إلى الرّب الإله ، فجاء في تثنية الإشتراع : (اسمع يا إسرائيل إنّ الرّب إلهنا ربّ واحد) <6:4> .
    وفي الأبجدية العبرية ، يتطابق الواحد مع الحرف (N) الذي يمثل رجلا يرفع يده إلى السماء ويشير بالثانية إلى الأرض ، محقّقا الوحدة في الكون ، تلك الوحدة التي تعتبر مبدأ الحياة في خلاصة روح الكائن الآدميّ الكونيّ .
    عند المتصوّفة
    قبضت الشرطة على الحلاج في الثالث عشر من تشرين الأوّل في العام 1913م وسجنته في بغداد ، وقيّد في السجن بسلسلة لها ثلاث عشرة حلقة . وعند تنفيذ الحكم فيه ، جلده السّيّاف ألف سوط . وكان الحلاج مع كل جلدة يقول : (أحد أحد) . أكان في ذلك يتذكر بلالا الحبشيّ مؤذن رسول الله عندما امتحنته قريش في دينه فلم يقل وهو تحت وقع السّياط إلا (أحد أحد) ؟ أم كان يتهكم على جلاديه ويسخر منهم ، فلا يحسب من السّياط الألف التي تنهال عليه إلا واحدا ، على غرار ما فعله أبو يزيد البسطامي عندما جاءه رجل طالبا إليه أن يحسب له نقوده ، فلما ألقاها إليه أخذ أبو يزيد يقول : (واحد واحد) ، فسأله الرجل مستغربا فأجابه : (لا اعلم سوى الواحد ، والجمع يخرج من الواحد ، والواحد لا يخرج من الجمع ، لأن الحساب لا يتم إلا بالواحد . وإذا تمّ ألف ونقص منه واحد يسقط اسم الألف من الآلاف) . <كتاب الحلاج د. سامي مكارم> .
    عند الماسونيين
    تؤمن الماسونية بإله واحد خالق السماء والأرض وتسميه (مهندس الكون الأعظم) <من الدستور الماسونيّ العام> .
    في الماسونية الرّمزية ، تعطى وحدة المحفل وتناسقه الداخلي فكرة عن المهندس الأعظم في خطته للخلق . <من الدستور الماسونيّ العام> .
    في موضوع الموظفين العظام وواجباتهم ، يحافظ الحاجب الخارجي الأعظم على نظام المحفل ونظافة داخله ، ويوزع المراسلات على الأعضاء في أوقاتها ، ويساعد الحارس الداخلي في أعماله . وعلامته سيف واحد . <من الدستور الماسونيّ العام> .
    عند الموحدين (الدّروز)
    يقول الموحدون (الدّروز) : إن الله لا إله إلا هو ، وحده لا شريك له ، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . له الملك وله الحمد ، حيّ قيّوم ، جلّ ذكره عن وصف الواصفين ، لا يدرك ، رحيم شفوق ، واحد أحد فرد صمد منزّه عن الأزواج والعدد ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، وهو علام الغيوب والحقّ الذي صدر عنه النّور ، ديّان إليه المرجع والمصير .
    عند إخوان الصفاء
    يقول الإخوان إنّ العدد واحد يدلّ إلى وحدانية الباري وكيفية اختراعه الأشياء وإيداعه لها ، وذلك أن الواحد الذي قبل الاثنين ، وإن كان منه يتصوّر وجود العدد وتركيبه ، فهو لم يتغير عمّا كان عليه ، ولم يتجزأ . ويضيف الإخوان أنّ الواحد هو أصل الأعداد ، وهو لا جزء له ، ولا مثل له ، وهو يحوط الأعداد كلّها .
    في السحر
    يرى كورنيليوس آغريبا (أنّ العدد واحد يعود إلى الإله العظيم ، فهو واحد ولا عدد له ، يخلق الأشياء العديدة ويحتويها في شخصه) . وفي ورق اللعب تصوّر الوحدة بالورقة الأولى ، البهلوان ، فيعكس خياله التمثيل الصّوري للحرف العبريّ (ألف – Aleph) .
    في علم النّفس
    اختار عالم النفس يونغ (Jung) سلسلة من الرموز أطلق عليها تسمية (الرموز الجامعة) وهي رموز تصالح ما بين المتناقضات ، وتحقّق خلاصة للتّضادّات ، مثل مربع الدائرة ، خاتم سليمان ، الدولاب والزودياك . ويكتنز الرمز الواحد الموحّد طاقة نفسية خارقة ، ولا يتمظهر في الأحلام إلا عندما يكون مفهوم الوحدة متقدّما .
    الوحدة
    يرمز إليها العدد واحد في الحساب ، يمثّل العدد فكرة العددية ، فالوحدة في حدّ ذاتها ليست عددا بالمعنى الحسابيّ للكلمة . إنها بالأحرى فكرة مميّزة ، فتعتبر جذر كل فكرة عددية ، ومنها تنطلق الأعداد كلها ، على اعتبار أنّ العدد (مجموعة وحدات) .
    في مـصـر
    حاز الواحد قداسة خاصة في الفكر المصري ، فقد ارتبط بالألوهة ، وبالبدء ، وبالزمن الأوّل الذي لم يكن قد وجد فيه شيء على أرض مصر ، فهو تجسّد المطلق والوحدة ، وهو يولد التّعدّد من ذاته . ويؤكد (واليس بدج) في كتابه (الديانة الفرعونية) أنّ المصريين القدماء كانوا يؤمنون بإله واحد ، موجود بذاته ، خاد ن غير مرئيّ ، أبدي ، عليم ، قدير ، لا يحيط به عقل ، خالق السماوات والأرض والعالم الأسفل ، خالق السماء والبحر والرجال والنساء . الله واحد ووحده ، وليس معه أحد سواه ، الله هو الواحد ، الواحد الذي خلق كل شيء .
    وتقول برديّة (نسي آمسو) : (صنع الواحد فمه ، وبفمه نطق باسمه ، بكلمة القدرة ، فأوجد ذاته ، وبزغ من المادّة الأولى التي وجدت بغير شكل منذ الأزل ، وكان الواجد كامنا فيها ، وكان اسمه أوزيريس) . وفي كتاب الموتى ، يقول الإله : (أنا الواحد ، أنا الأوحد ، أنا رع الذي بزغ في البدء) .
    العدد واحد والأبراج
    هذا الرقم 1 يمثّل في هذه الرّمزية ، الشمس . إنه البداية – تلك التي أبدعت بقية الأرقام التسعة . إن أساس كل الأرقام هو 1 – أساس كل حياة هو 1 . إن هذا يمثّل كل ما هو مبدع ، وفرديّ ، وإيجابي . فإن الشخص المولود في ظل عدد المولد 1 ، أو أي عدد من سلسلته ، يتمتع بالمباديء الأساسية التي تجعله في عمله خلّاقا ، ومبتكرا ، وفرديّا ، ومستقلّا إلى أبعد الحدود ، محدّد النظريات والاتجاهات ، وبالتالي يكون على شيء من العناد نوعا ما ، وحازما في كل الشؤون التي يقوم بها .
    إن ذلك يختص بكل الرجال والنساء المولودين في ظل العدد 1 ، مثل المولودين في الأوّل من أيّ شهر ، أو في 10 منه ، أو في 19 منه ، أو في 28 منه (مجموع كل عدد من هذه الأعداد يساوي 1) ، ولكن على الأخص إذا اتفق أن كانوا من مواليد الفترة بين 21 تموز و28 آب ، التي هي فترة دائرة البروج المسماه (منزل الشمس) ، أو من مواليد الفترة بين 21 آذار و28 نيسان ، عندما تدخل الشمس الاعتدال الربيعي ، وتعتبر مرتفعة ، أو كلية القوة خلال هذه الفترة . لهذا السبب الذي ستلاحظون أنه ذو أساس منطقيّ ، في كون مواليد العدد 1 في هذه الفترات الخاصة يجب أن يتمتعوا بالخاصيات التي ذكرت ، فهم ذو طموح يكرهون التقيد ، وهم يبرّزون دائما في المهنة أو العمل الذي يقومون به مهما يكن . إنهم يرغبون في أن يصبحوا رؤساء في أي عمل يمتهنونه ، وإذا ما تولوا رئاسة دائرة ما فإنهم يحافظون على سلطتهم ويتطلّعون إلى احترام مرؤوسيهم لهم .
    أما خارج أعدادهم الخاصة ، فإن علاقة هؤلاء الأشخاص من ذوي العدد 1 تكون على أفضل حال مع مواليد العدد 2 ، و4 ، و7 ، (أمثال أولئك المولودين في الثاني ، والرابع ، والسابع ، والحادي عشر ، والثالث عشر ، والسادس عشر ، والعشرين ، والثاني والعشرين ، والخامس والعشرين ، والتاسع والعشرين ، والحادي والثلاثين ، وبخاصة أولئك المولودين في الفترتين القويتين المذكورتين سابقا .
    إن أفضل أيام الأسبوع وأوفرها حظا بالنسبة إلى مواليد العدد 1 هما يوما الأحد والإثنين ، ويلي ذلك أعدادهم القابلة للتبادل 2 ، و4 ، و7 .
    إن أكثر الألوان جلبا للحظ بالنسبة إلى مواليد العدد 1 ، هي جميع درجات الألوان الذهبي ، والأصفر ، والبرونز ، إلى الذهبي الضارب إلى اللون البنّي.
    أما جواهرهم المحظوظة : فهي التوباز ، والكهرمان ، والألماس الأصفر ، وجميع الحجارة الكريمة ذات الألوان هذه . وإذا أمكن يتعيّن عليهم أن يحملوا قطعة من الكهرمان ملاصقة لبشرتهم .
    العدد 1 والأمراض
    الأشخاص ذوو العدد 1 ، وال10 ، وال19 ، وال28 من أي شهر ، لديهم نزعة إلى الإصابة بمرض القلب بشكل أو بآخر ، من مثل الوجيب (خفقان القلب بسرعة) ، أو عدم انتظام الدورة الدموية ، وفي الفترة المتقدمة من الحياة ، الإصابة بضغط الدم الشرياني المرتفع . وهم ، على وجه الاحتمال ، يعانون اضطرابا في العينين أو اللاإستجمية (علّة في العين أو العدسة ، تجعل الأشعة المنبعثة من نقطة من الشيء لا تجتمع في نقطة بؤرية واحدة ، وبذلك يبدو ذلك الشيء للعين على نحو غير واضح) ، ويستحسن أن يجروا فحصا دوريا لنظرهم
    تناسبهم بعض الأعشاب والثمار مثل العنب ، البابونج ، الورت ، الزعفران (الجاوي) ، كبش القرنفل ، جوزة الطيب ، الحمّاض ، لسان الثور (عشب أوروبي أزرق الزهر) ، جذور الجنطيانا ، ورق الغار ، الليمون ، البلح ، الصعتر ، المرّ ، رعي الحمام المسكّي ، الزنجبيل ، والشعير (خبز الشعير من الشعير) ، كما ينبغي ان يأكلوا عسلا بقدر ما هو باستطاعتهم .
    الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : تشرين الأول ، كانون الأول ، وكانون الثاني .

    العدد اثنان

    في اللغة العربية القديمة ولهجاتها
    اثنان – اثنتان
    في الجبالية (ث رُ ه) (ثُ رُ ت) وفي المهرية (ث رْ ه) (ثْ ر ت) في السبئية (ث ن ي) (ث ت ي) ، وهناك احتمال أن (ث ن ي) السبئية تطورت عن (ث ر ه) وذلك بعد أن قلبت الراء التي في (ث ر ه) إلى نون فأصبحت (ث ن ه) . وفي تطورات الطور السبئي حلت الياء محل الهاء وكأن هناك اتجاها أو مسارا تندفع من خلاله العربية لتصل إلى صورتها الحالية ، ومن ثم أضيفت الألف إلى بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ثم أضيفت نون إلى العدد ليأخذ شكله النهائي (اثنان) أو (اثنين) .
    تعريف للعدد اثنين
    يظهر لنا بأنه قبل استعمال (اثنان) بمعناها المجرد كانوا يستعملون لفظا أو ألفاظا أخرى حسية ملموسة تدل على فكرة اثنين كما استعملوا (رأس) و(أوّل) للتعبير عن الواحد .
    وهي ألفاظ ذات معان حسية مأخوذة عن الجسم . وألفاظ الاثنين مأخوذة عن أعضاء الجسد أيضا . فقد قالوا (آخر) و(الآخر) بمعنى الثاني . واللفظ مأخوذ من جذر ساميّ مشترك يفيد المؤخّرة والقفا على أساس أن الوجه هو الأوّل ، والظّهر ضدّه فهو الآخر . وقالوا : (قرن) وقرين ، وقالوا (العقب) والقفية وأمثال هذه الألفاظ . وجميعها تدلّ على فكرة الثنائية . ومن هذا القبيل (كلا) و(كلان) وفي العبريّة Kelayin لفظ مثنى يدل على اثنين .
    امّا لفظ (اثنين) فهو ساميّ مشترك باستثناء الآراميّة والسريانيّة فهو Trin . ولفظ (ترين) لا يزال حيّا شائعا في لهجة لبنان العاميّة ويستعملونها بمعنى الرفيق والشريك في اللعب . فكانوا يسألون ، إذا كانت اللعبة تتطلب أن يكون اللاعبون اثنين اثنين . (مين تريني ؟) أي من هو رفيقي وشريكي أو ثانيّ . ويظنّ أن حرف الراء في Trin (ترين) حرف زائد أقحم لفك الإدغام : ثن . ودليلنا على ذلك أن العدد الوصفي في السريانية هو Tinyana لا تريانا . وأهم من هذا كون الجذر (ثن) أو (شن) كما هو في العبرية ، ساميّا مشتركا . وأصل المادة ، أي المعنى الأصليّ ، الطيّ والليّ (مصدر طوى ولوى) والتضعيف . ومن فكرة الطّيّ والليّ والتضعيف أخذوا فكرة التثنية . طيّ الورقة أو القطعة يعني جعلها اثنين . وثنى تعني طوى ولوى وضاعف . ولفظ (اثنان) مثنّى فكأنه مثنّى (إثن) أو (ثن) (الهمزة غير أصلية ولذلك تسقط) ويقابل هذا كونه في العبرية أيضا بلفظ المثنى : Shenayin . ويجب ان نذكر بهذه المناسبة أن جذر (ثنى) هو غير الجذر الذي يشتقّ منه لفظ السّنة . السّنة مشتقّ من جذر يفيد التغيّر والتحوّل فكأن السنة عندهم تعاقب للفصول . في العبرية Shana = سنة ومأخوذة عن فعل معناه تغيّر وتبدّل .
    بقي أن نشير إلى أن (الاثنين) اسمان قرينان لا يفردان ، لا يقال لأحدهما (إثن) كما أن (الثلاثة) أسماء مقترنة لا تفرق ، وهمزتها همزة وصل . أما (الإثنان) الذي هو اسم اليوم الثاني من الأسبوع ، فهمزته همزة قطع .
    العدد اثنان مع الديانات والشعوب
    العدد اثنان عند المسلمين
    الأمثلة لذلك كثيرة جدّا ، ولكن سنكتفي بذكر اليسير منها :-
    حكي عن محمد بن جعفر أنه قال : كنت مع الخليفة في زورق ، فقال الخليفة أنا واحد ، وربّي واحد ، فقلت له : اسكت يا أمير المؤمنين ، لو قلت ما قلت مرّة أخرى لنغرقنّ جميعا . قال : لم ؟ قلت : لأنك لست بواحد ، إنما أنت اثنان : الروح والجسد ، من اثنين الأب والأم ، في اثنين الليل والنهار ، باثنين الطعام والشراب ، مع اثنين الفقر والعجز . والواحد هو الله الذي لا إله إلا هو .
    ليس شيء أحبّ إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله ، وقطرة من دم يهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله) . الترمذي والضياء عن أبي أمامة (الجامع الصغير) .
    روي أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إني أصوم شهر رمضان ، وأصلي كل يوم خمس صلوات ولا أزيد على هذا ، لأني فقير ليس عليّ زكاة ولا حج ، فإذا قامت القيامة ففي أي دار أكون أنا ؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إذا حفظت عينيك عن اثنين : عن النّظر إلى المحرمات ، والنّظر إلى الخلق بعين الاحتقار ، وحفظت قلبك عن اثنتين : عن الغل والحسد ، وحفظت لسانك عن اثنتين : عن الكذب والغيبة تكون معي في الجنّة) . (روح البيان) آخر سورة آل عمران .
    شيئان شينان في الإسلام : الشّفاعة في الحدود ، والرّشوة في الأحكام .(من بلاغات الزمخشري) .
    العدد اثنان عند المسيحيين
    العدد اثنان هو رمز الصّليب بامتياز . ويتألف الصّليب من خشبتين – علامتين : خطّ عموديّ وخطّ أفقيّ ، فينطلق العموديّ من الأرض باتجاه السماء ، ومن السماء باتجاه الأرض ، والأفقيّ من الذات إلى الغير ، ومن الغير إلى الذات . وتلتقي الخشبتان – الخطّان عند موضع وقع على كتف السّيّد المسيح وهو يحمل صليبه على طريق الجلجلة . والموضع ذاته كان خلف قلبه الذي طعن بحربة ، فالّليب مجسّم لمجمل علاقات الإنسان ، وذروة ما قدّمه الإنسان الإله .
    لقد أعطى آباء الكنيسة العدد اثنين معنى سلبيا هو معنى القسمة وقلّة الكمال باعتباره يمثّل المادّيّة الأخلاقية في الوحدة الجسديّة . وفي العهد الجديد ، تحدّث الإنجيليّ متّى عن سمكتين في أعجوبة كسر الخبز (14 : 19) ، وعن صلب لصّين عن يمين السّيّد المسيح ويساره (27 : 38) ، وتكلّم الإنجيليّ لوقا عن حمامتين ويمامتين (2 : 24) ، وعن سيفي بطرس (22 : 38) . وذكر سفر أعمال الرّسل ملاكين شهدا على صعود السّيّد المسيح إلى السماء (1 : 10) . وجاء في سفر رؤيا يوحنّا كلام عن شاهدين وزيتونتين ومنارتين (11 : 3 – 4)
    وفي الرّمزية الهندسية ، كانت الشبابيك المزدوجة في الكاتدرائيات ترمز إلى الطبيعة الثّنائية للسّيّد المسيح – إله وإنسان - .
    العدد اثنان عند العبرانيّين
    عند العبرانيّين ، يعتقد الناس أن الرّب الإله جعل من العدد اثنين أساسا للعالم . وفي التراث ، يرمز الاثنان إلى الشرّ ، وهو عدد سلبيّ ونسائيّ ، فيقول سفر التكوين : إنّ الرّب الإله خلق المرأة في المرّة الثانية (2 : 23) . ويؤكّد النّصّ الأصليّ للتّوراة أنّ الرّب الإله خلق حوّاء من عضو آدم وليس من ضلعه . وفي السّفر نفسه ، قال الرّب الإله لنوح (Noah) : (من كل حيّ من ذي جسد اثنين من كلّ تدخل التابوت لتحيا معك . ذكرا وأنثى تكون) (6 : 19) ، وتفسيرها أن الكائنات غير الناطقة تشترك للعقاب والخلاص في مصير الإنسان الذي أفسد شرّه الخليقة كلّها . ويذكر سفر التكوين ، أيضا ، أنّ لوط (Loth) كان له بنتان . فسقتا أباهما خمرا وضاجعتاه وحملتا منه ، وولدت الكبرى ابنا وسمّته موآب وهو أبو الموآبيّين ، والصّغرى ولدت ابنا وسمّته بنعمّي وهو أبو بني عمّون إلى اليوم (19 : 35 –38) . ويحكي سفر التكوين ، كذلك عن وجود أمّتين في جوف رفقة (25 : 23) ، وتفسيرها أن صراع الولدين ينذر وهما في بطن أمّهما ، بعداوة الشّعبين الشّقيقين . وعند العبرانيّين ، يتألف التلموذ من قسمين : المشنة (Mishanah) والجمارة (Gemara) . وكلمة مشنة تعني التّثنية والتّرديد ، وهي توضيح للشّريعة الشّفهيّة وضعه الرّبابنة تحت إشراف الحاخام يهوذا هاناسي (Judah Hanasi) بعد التّمحيص في مختلف الأعراف . أمّا الجمارة ، فهي مجموعة توضيحات وتعليقات على المشنة ، وهنالك مجموعتان من هذه التّعليقات ، وتاليا تلمودان هما التّلموذ الأورشليميّ والتّلمود البابليّ . وقد جرى تنظيم التّلمود الأورشليميّ في فلسطين – صفوريّة وطبريّة وقيصريّة – وهو ينسب في غالبه إلى الحاخام يوحنان (199 – 279م.) ، إلا أنّ تدوينه النهائي تمّ في نهاية القرن الرابع . أمّا التلمود البابليّ فيتضمّن التعاليم الصّادرة عن رجال الدين في بابل ، وهو أحدث من تلمود أورشليم وأكثر أهمية منه ، فالمسائل بحثت فيه بصورة أكثر عمقا ، وهو يشكّل ، إلى جانب العهد العتيق ، مرجعا دينيا رسميا بالنسبة إلى الديانة العبرية .
    العدد اثنان عند المتصوّفة
    يؤمن المتصوفة بالإمامين ، وهما شخصان أحدهما عن يمين الغوث ونظره في الملكوت ، والآخر عن يساره ونظره في الملك ، وهو أعلى من صاحبه وهو الذي يخلق الغوث .
    العدد اثنان في الهند
    ينظر الهنود غلى العدد اثنين على أنه مبدأ الشّرّ . ويؤمن البوذيّون بمبدأين يتصارعان مدى الحياة : مبدا الراحة الذي يميل إلى تدمير الأشكال الحيّة ومبدأ النشاط الفاعل الذي يميل إلى خلق الأشكال المادية . وفي الهند ، يملك آغني (Agni) وجهين : وجه مسالم ووجه رهيب .
    العدد اثنان في اليونان
    في اليونان أطلق إمبيدوكليس (Empedocle) نظرية تقول إنّ العالم خلق من قوّتين متضادّتين : الحب والكره . وتحتفل اليونان بالألعاب الاستميّة (Isthmiangames) وهي مباريات تقام في إستميا قرب كورنثة (Corinth) مرّة كل سنتين في الربيع على شرف بوسيدون (Poseidon) . وتأتي هذه الألعاب في المرتبة الثانية بعد الألعاب الأولمبية في شعبيتها . وتبدأ الأعداد الفيثاغورية بالعدد اثنين وليس بالواحد . وهذا النظام الثنائي للأعداد يشكل ركن الرياضيات الحديثة .
    وفي اليونان ، كان الإسكندر يستعمل الحكمة في مقاصده ويستظهر برأي معلمه أرسطوطاليس (Aristotle) في مطالبه . قيل لذلك إنه ذو القرنين ، وأوّل هذا اللقب ببلوغه قرني الشمس أي مطلعها ومغربها ، وأوّله آخرون أنّ ذلك لنجاته من بين قرنين مختلفين عنوا بذلك الروم والفرس .
    العدد اثنان والفلك
    ترمز ثنائية الشمس – القمر إلى التّحديد واللاتحديد أو إلى الروح والمادّة ، وبحسب أرسطو (Aristofle) إلى المادّة والشكل . وجاء في الفيدا (Vedas) : الشمس هي الحياة ن والقمر هو المادّة .
    العدد اثنان والأبراج
    يمثل العدد 2 في المجموعة الرمزية ، القمر . وله الصفات النسائية المميزة للشمس ، والأشخاص ذوي العدد 2 هم بطبيعتهم رومنطيقيون ، وعلى جانب من اللطف ، والخيال ، والميل إلى الفن . وإن الأشخاص ذوي العدد 1 هم خلاقون كذلك ، ولكنهم ليسوا فعالين مثلهم في تنفيذ أفكارهم . خصالهم ومزاياهم هي على الصعيد الفكري والعقلي أكثر منها على الصعيد الجسدي . وهم نادرا ما يكونون أقوياء جسديا مثل مواليد العدد 1 .
    إن الأشخاص ذوي العدد 2 هم كل المولودين في الثاني ، أو الحادي عشر ، أو العشرين ، أو التاسع والعشرين من أي شهر ، إلا أن خصائصهم تكون أبرز إذا كانوا مولودين بين 20 حزيران و27 تموز ، وينبغي لهم العمل على تنفيذ مخطّطاتهم وآرائهم الرئيسية في هذه الفترة المذكورة ومع أرقام ولادتهم في 2 ، أو11 ، أو20 ، أو 29 من أي شهر .
    إن أيام الأسبوع الأكثر حظا بالنسبة إليهم هي أيام الأحد والاثنين والجمعة ، وبخاصة إذا صادف أحد أعدادهم المذكورة آنفا ، وبعد ذلك أرقامهم القابلة للتبادل وهي : 1 ، 4 ، 7 مثل الأول ، أو الرابع ، أو السابع ، أو العاشر ، أو الثالث عشر ، أو السادس عشر ، أو التاسع عشر ، أو الثاني والعشرين ، أو الخامس والعشرين ، أو الثامن والعشرين ، أو الحادي والثلاثين من الشهر .
    إن الأخطاء الرئيسية التي ينبغي لهم تجنبها هي كونهم مترددين ، لا يقرّ لهم قرار ، تعوزهم الاستمرارية في خططهم وأفكارهم وانعدام الثقة بالنفس . وهم كذلك ميالون إلى الحساسية المفرطة ، وتراهم بسهولة تامة يقنطون ويكتئبون إذا لم يوجدوا في محيط مرح سعيد .
    بالنسبة إلى الألوان التي تجلب لهم الحظ ، ينبغي أن يرتدوا كل درجات اللون الأخضر ، من أغمق لون إلى أفتح لون فيه ، وكذلك اللون (الكريم) والأبيض ، ولكن ينبغي لهم ، ما أمكن ، تجنّب كل الألوان القاتمة ، وبخاصة اللون الأسود ، والأرجواني ، والأحمر الغامق .
    إن حجارتهم الكريمة ومجوهراتهم الخاصة التي تجلب الحظ ، هي حجارة القمر ، والحجارة ذات اللون الأخضر الشاحب ، وينبغي لهم أن يحملوا قطعة من الحجر الكريم المعروف باليشب دائما ، وإذا أمكن ، أن يكون ملاصقا لبشرتهم .
    العدد 2 والأمراض
    الأشخاص ذوو العدد 2 ، أو جميع الذين عدد مولدهم هو ال2 ، أو ال11 ، أو ال20 ، أو29 ، لديهم نزوع إلى الإصابة بألم في المعدة وأعضاء الهضم . وهم معرضون لمثل هذه الأمور كالتسمّم التوميني (وبخاصة بتناول الأطعمة المعلبة الفاسدة) ، والاضطرابات المعوية ، والالتهابات في الأحشاء ، والأورام الداخلية ، والأورام الخبيثة ، الخ .....
    إنّ الأعشاب الطبية أو العطرية التي تناسبهم من أي شهر هي مثل : الخسّ ، الكرنب (الملفوف) ، اللفت (السلجم) ، الخيار ، البطيخ ، الهندباء البريّة ، بزر اللفت ، بزر الكتّان ، ماء لسان الحمل (أو آذان الجدي) ، موز الجنّة ، ورماد الصفصاف .
    الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : كانون الثاني ، شباط ، وتموز .
    العدد ثلاثة (3)
    كان العدد 3 عددا مقدسا عند الساميين ، عموما ، والعبرانيين خصوصا ، فالكون مؤلف من ثلاثة : السماء ، والأرض ، والبحار . وكانت آلهة البابليين العظيمة ثلاثة : (آنو) للسماء ، و(بعل) للأرض ، و(أيا) للمياه والغمر . وهذا العدد يرمز ، أيضا ، إلى الثالوث القدّوس . وكثيرا ما كان العبرانيون يشدّدون على أمر ما بالتوكيد عليه ثلاث مرات ، كقولهم : (هيكل الرب ، هيكل الرب ، هيكل الرب هو) (أرميا 7 : 4) ، و(يا أرض ، يا أرض يا أرض ....) (أرميا 22 : 29) ، و(منقلبا ، منقلبا ، منقلبا اجعله) (حزقيال 21 : 27) ، و(قدّوس ، قدّوس ، قدّوس) (أشعياء 6 :2) . وهو يرمز إلى الخير والفأل والحظّ الحسن . يمثّل الثلاثة الخلق ، لذلك تعرف معظم الديانات ثلاثة وجوه للإله الذي خلق العالم من العدم . وهنا يقول بالزاك (إنّ العدد ثلاثة علامة الخلق ، وهو عدد يعجب الله) .
    وردت اللفظة (ثلاثة) بلفظ واحد في جميع اللغات الساميّة .
    في اللغة العربية : ثلاثة .
    في اللغة العبريّة : (شالوشا) (Shalocha) .
    في اللغة الآراميّة : (تالاشا) (Telatha) .
    في اللغة السريانيّة : (تالاشا) (Telacha) .
    ونظنّ أنّ هذه اللفظة مشتقّة من جذر ساميّ مشترك يفيد الكثرة ، والعرمة ، والكومة . فالفكر العددي تطور عند الأمم السامية مبتدئا بالواحد الذي كان يرمز إليه بخط عمودي (1) (كما في الأرقام الرومانيّة) ، وهذا الخط يرمز إلى فكرة الفصل والحد بين وحدة وأخرى ، كما أسلفنا القول في العدد (واحد) . ونشأت فكرة (الاثنين) من فكرة الطّي والكيّ والمضاعفة ، هكذا (1 1) (كما هو في الأرقام الرومانية) ، وقد أسلفنا القول فيه أيضا . أمّا (الثلاثة) ، فيجب أن تكون عند الساميين هكذا : (¹ 1 1) ، وليس كما هي عند الرومان : ( 1 1 1) ، بل رسما يمثّل العرمة ، والكومة ، والتّلّة . ومن فكرة العرمة ، والكومة ، والتّلّة ، أخذ الشّاميّون فكرة (الثلاثة) .
    ونكاد نجزم أنّ جذر (الثلاثة) ثنائيّ ساميّ مشترك وهو (ثل) ، أو (شل) ، وفي الآرامية (تل) . وأصل المادّة : العرمة ، والكومة ، والتّلّة ، والكثرة . ومعنى الكثرة ورد في القرآن الكريم : (ثلّة من الأوّلين ، وقليل من الآخرين) (الواقعة : 13 - 14) . و(ثلّة من الأوّلين وثلّة من الآخرين) (الواقعة 39 – 40) . ولفظة (ثؤلول) العربية ، التي هي من الجذر الثنائي (ثل) ، تعني الارتفاع والنّتوء .
    وربّ سائل يسأل : كيف ارتقى الجذر الثنائيّ (ثل) حتى يصبح (ثلث) ؟ والجواب أنّ الثّاء الثّانية في (ثلث) للمبالغة والتكثير . ومن المعروف أنّ تكرار الحرف ، في اللغات السامية ، يفيد الشّدّة ، والتكثير ، ويقال في العامية اللبنانية – مثلا – (فرفح قلبي) بزيادة فاء في فرح للدلالة على شدّة الفرح . وربّما يكون الطور الأوّل من تطوّر الجذر (ثل) هو تكراره : (ثل ثل) ، ثمّ أصبح ، مع الزمن ، (ثلث) بحذف اللام الثانية ، على مبدأ السهولة والاقتصاد اللغويّ .
    العدد ثلاثة في العربية القديمة ولهجاتها
    ثلاث – ثلاثة
    في الجبالية (شُ2 ل×ثْ ِ ت) ، (شْ2 ه ل ِْ ث) ، واللام في شُ2 ل×ث ت) مدغمة بحيث لا يكاد السامع أن يتبين أنها تنطق بجلاء في (ش2 ه لْ ث) وقد تدغم اللام في حالة المذكر إلى درجة اقترابها من الغين في المهرية ، وتظهر بوضوح في حالة التأنيث (ش2 ل ث ِْ ت) (ش2 ه لِ ث) ، وفي السبئية ترد في النقوش (ش2 ل ث ت) (ش ل ث) .
    وهكذا كانت تكتب في المساند السبئية القديمة وكذلك المساند الحضرمية والمساند القتبانية ، أما في المساند السبئية الحديثة فنرى أن الثاء حلت محل الشين2 الجانبية فأصبحت (ث ل ث ت) (ث ل ث) . ومن هنا نرى اقتراب نطق العدد ثلاثة في المساند الحديثة العهد من طور الفصحى ومن النطق الذي نعرفه الآن للعدد ثلاثة وهذا دليل آخر على حركة التطور في العربية ، كما يعطينا استعمال الحرف (ش2) الذي في (ش2 ل ث ت) دليلا آخر على تطابق نطق الحرف المسندي مع الشين الجانبية التي نراها في المهرية والجبالية في نطق العدد ثلاثة (شُ2 ل×ث ت) ، وسبق وأشرنا إلى ذلك والدليل أيضا على أن هذه اللهجات لا زالت تحتفظ بأقدم صورة للعربية بين طياتها .
    العدد ثلاثة عند المسلمين
    ملاحظة : العدد ثلاثة عند المسلمين به الكثير من الأمثلة ، إليكم الآن البعض اليسير ، وسوف نقوم إن شاء الله بتكملة الباقي قريبا .
    في (روح البيان) تحت قوله تعالى : (وبالآخرة هم يوقنون) <البقرة – 4> قال أبو الليث رحمه الله تعالى في تفسير اليقين على ثلاثة أوجه : يقين عيان ، ويقين خبر ، ويقين دلالة . فأما يقين العيان : فهو أنه إذا رأى شيئا زال الشّكّ عنه في ذلك الشيء . وأما يقين الدلالة فهو أن يرى الرجل دخانا ارتفع من موضع يعلم باليقين أنّ هناك نارا وإن لم يرها . وأما يقين الخبر : فهو أنّ الرجل يعلم باليقين أنّ في الدنيا مدينة يقال لها بغداد وإن لم ينته إليها . فهاهنا يقين خبر ويقين دلالة ، لأنّ الآخرة حقّ ، ولأنّ الخبر يصير معاينة عند الرؤية .
    أما الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى قال في ذلك : اليقين ثلاثة مراتب :
    علم اليقين .
    عين اليقين .
    حقّ اليقين .
    وضرب مثلا لذلك فقال : هب أنّ فلانا سمع مثلا عن مدينة القاهرة كافة التفاصيل من أحد أصحابه ، هنا يكون قد حصل علم اليقين ، ولكن عندما سنحت الفرصة لهذا الشخص وهو في طريقه إلى أوربا بالطائرة وعندما كانت الطائرة تحلق فوق أجواء القاهرة رآها جلية و تحدث الطيار عن القاهرة وذكر تلك الأوصاف التي سمعها هذا الشخص سابقا ، عندها يكون ذلك عين اليقين . ودارت الأيام وسافر هذا الشخص إلى القاهرة وتجول فيها وعايش كل ما سمعة في السابق عن القاهرة فوجده مطابقا ، عندها يكون ذلك حقّ اليقين .
    قيل عهد الله إلى خلقه ثلاثة عهود :
    العهد الأول : الذي أخذه على جميع ذريّة آدم عليه السلام بأن يقرّوا بربوبيّته ، وهو قوله تعالى : (وإذ أخذ ربّك من بني آدم) <الأعراف – 172> .
    العهد الثاني : وقد خصّ به النّبيّين أن يبلّغوا الرسالة ويقيموا الدين وهو قوله تعالى : (وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم) <الأحزاب – 7> .
    العهد الثالث : وقد خصّ به العلماء وهو قوله تعالى : (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للناس ولا تكتمونه) <آل عمران – 187> .
    وقال الصّوي : العهود ثلاثة :
    عهد الله في الأزل لجميع الخلق على التوحيد وإتباع الرسل ، وعهد خاص بالأنبياء ، وهو تبليغ الشرائع والأحكام ، وعهد خاص بالعلماء وهو : تبليغ ما تلقّوه عن الأنبياء ، والكفار نقضوها .
    وفي الحديث : (ثلاثة في ظلّ عرش الله يوم القيامة ، امرأة مات عنها زوجها وترك عليها يتامى صغارا فخطبت فلم تتزوّج وقالت : أقيم على اليتامى حتى يغنيهم الله أو يموت . يعني : اليتيم . ورجل له مال صنع طعاما فأطاب صنيعه وأحسن نفقته ، فدعا اليتيم والمسكين . وواصل الرحم يوسّع له في رزقه ويمّ له في أجله ويكون تحت ظلّ عرشه .
    ثلاثة مواضع لا رابع لها يأمر نبيّه أن يقسم على ما أقسم عليه هو سبحانه .
    الأول : قوله تعالى : (ويستنبئونك أحقّ هو قل إي وربّي إنّه لحق) <يونس – 53> .
    الثاني : قال تعالى : (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربّي لتأتينّكم) <سبأ – 3> .
    الثالث : قال تعالى : (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربّي لتبعثنّ ثم لتنبّؤنّ بما عملتم وذلك على الله يسير) <التغابن – 7> .
    للتوحيد ثلاث مراتب :
    توحيد المبتدئين : لا إله إلا الله ؛ وتوحيد المتوسطين لا إله إلا أنت ، لأنهم في مقام الشهود فمقتضاه الخطاب ؛ وتوحيد الكمّل فإنهم يسمعون التوحيد من الموحّد لا إله إلا أنا ، لأنهم في مقام الفناء الكلّي . فلا يصدر منهم شيء أصلا .
    ولفظ (هو) إشارة إلى مقام المقرّبين ، لأنهم لا يرون وجودا لغير الله ، وهو وإن كان ضمير غائب يحتاج إلى مرجع ، ولكن يشتبه المرجع عند التّعدّد ، وحيث لم يكن سواه فهو المرجع . <انظر (روح البيان) تحت قوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم)>
    (ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه من سواهما ، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار) .
    (ثلاثة ما كفروا بالله قط : مؤمن آل يس ، وعليّ بن أبي طالب ، وآسية امرأة فرعون) . وفي حديث آخر : (سباق الإسلام ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب يس ، وعلي بن أبي طالب) رضي الله عنهم .
    (ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل يقوم من الليل ، والقوم إذا صفّوا للصلاة ، والقوم إذا صفوا للقتال) .
    (ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصّائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرّب : وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين) .< زواجر في الكبيرة> . أحمد والترمذي وحسنه . وابن ماجه وأبنا خزيمة وحبان في صحيحيهما .
    وروى البزار (ثلاث متعلقات بالعرش : الرّحم تقول : اللهم إني بك فلا أقطع ؛ والأمانة تقول : اللهم إني بك فلا أخان ، والنعمة تقول : اللهم إني بك فلا أكفر) (ثلاث أقسم عليهنّ : (ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزّا ، ومن تواضع لله رفعه الله) .
    (ثلاثة أصوات يباهي الله بهنّ الملائكة : الأذان ، والتكبير في سبيل الله ، ورفع الصوت بالتلبية) .
    (من حافظ على ثلاث فهو وليّ الله حقّا ، ومن ضيّعهنّ فهو عدوّ الله حقّا : الصوم ، والصلاة ، والغسل من الجنابة) . <روح البيان> .
    عند المسلمين يمثّل المثلّث اتحاد السماء والأرض والإنسان في الكائن الأعظم . والمصادر الدينية الإسلامية ثلاثة : القرآن الكريم ، السّنّة النّبويّة الشّريفة ، والفقه في الدين . ويقول الإسلام بوجود ثلاثة أنساك في الحجّ : الأول هو الإحرام بالعمرة وحدها وذلك بأن يقول القاصد للعمرة : اللهم لبّيك عمرة ، ويقول في النسك الثاني : اللهم لبّيك حجّا ، ويقول في النسك الثالث : اللهم لبّيك عمرة وحجّا . ويعتبر الإسلام أن الروح التي تنفصل عن جسد الميت تظل سابحة فوقه على مدى ثلاثة أيام . وتستمر التعزية بالميت ثلاثة أيام بعد الدّفن . ويعتقد أن العرب يملكون ثلاثة أحجار من الجنّة : الحجر الأسود ، المقام ، وحجر بني إسرائيل . وعند الطلاق يقول المسلم لزوجته : أنت طالق ثلاثا ، أي أنّه يقسم ثلاثا بالطلاق .
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في مسجده مستندا إلى جذع من جذوع النّخل التي يعتمد عليها سقفه إلى أن صنع له منبر من ثلاث درجات ، كان يقوم على درجته الأولى خطيبا ، وكان يجلس على درجته الثانية .
    وفي الحديث طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المرأة أن تمتنع عن تزيين نفسها ثلاثة أيام إذا مات أبوها أو أخوها أو أي قريب لها . ونقل عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ محمدّا صلى الله عليه وسلم قال : (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له) .
    ويقول الفقهاء في الدين الإسلامي إنّ مفهوم الحجاب ثلاثيّ الأبعاد، وهذه الأبعاد الثلاثة غالبا ما تتقاطع . فالبعد الأول رؤيويّ : الحجب عن النظر . فجذر الفعل حجب يعني أخفى ، خبّأ . والبعد الثاني فراغيّ ، فضائيْ بمعنى فصل ، عيّن حدّا ، أقام عتبة . والبعد الثالث والأخير أخلاقيّ يعود لميدان المحرّم . ويرد ذكر الحجاب في القرآن الكريم سبع مرّات .
    وروي عن عمر بن الخطاب قوله : ( ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم : الأولى أنها لم تكن في ديني ، الثانية أنها لم تكن أعظم ممّا كانت ، والثالثة أنّ الله يجازي عليها الجزاء الكبير) .
    وقال معاوية : (يطلب الرجل من المرأة ثلاثا : الفضيلة في قلبها ، الوداعة على وجهها ، والابتسامة على ثغرها) .
    (ثلاثة لا ينساها العبد ولو وضعت قدماه في وسط الجنّة : نزع الرّوح من الجسد ، وسؤال منكر ونكير ، وضمّة القبر) .
    (علامة مسخ القلب ثلاثة أشياء : لا يجد حلاوة الطاعة ، ولا يخاف من المعصية ، ولا يعتبر بموت أحد ، بل يصير أرغب في الدنيا كلّ يوم) . <زهر الرياض> .
    اعلم أنّ الصفات المقتضية للّعن ثلاثة : الكفر والبدعة والفسق ، وله في كلّ واحدة ثلاث مراتب : الوصف الأعم ، والوصف الأخص ، ثم الشخص :
    أوّلا : الكفر :
    لعنة الله على الكافرين جائز .
    لعنة الله على اليهود جائز .
    لعنة الله على أبي جهل جائز ، إذا قام دليل على موته كافرا .
    ثانيا : البدعة :
    لعنة الله على المبتدعة جائز .
    لعنة الله على الخوارج جائز .
    لعنة الله على فلان الخارجي غير جائز .
    ثالثا : الفسق :
    لعنة الله على الفسقة جائز .
    لعنة الله على الزّناة جائز .
    لعنة الله على فلان الزّاني غير جائز .
    العدد ثلاثة عند المسيحيين
    نجد لدى المسيحيين سرّ التّثليث الذي يقول بوجود ثلاثة أقانيم في الذات الإلهيّة : ويتألف الثّلوث الإلهيّ المسيحيّ من أب ، ابن ، وروح قدس . والثّالوث في المسيحية هو اتّحاد ثلاثة أقانيم إلهيّة يتميّز الواحد منها عن الآخر ، ولا تؤلف في النتيجة إلا إلها واحدا . ففي الإله ثلاثة أقانيم متميّز بعضهم عن بعض ومتساوون ومشتركون جوهريّا في طبيعة واحدة لا تتجزأ . كلّ من هؤلاء الأقانيم الثلاثة هو الله علما بأن ليس هنالك إلا إله واحد . الأب هو العلّة الأولى ، والابن مولود من الأب منذ الأزل ، والروح القدس منبثق من الأب والابن معا . وهناك ترتيب بين الأقانيم من حيث المنشأ ، إلا أنّ هذا الترتيب لا وجود له على صعيد المرؤوسيّة أو التّبعيّة أو الأولويّة الزّمنيّة والتّراتبيّة . الابن هو الصورة الحيّة للأب وهو كلمته ، والروح القدس هو الحبّ الحيّ للأب والابن . وترتكز عقيدة الثالوث الأقدس على تعاليم كتاب العهد الجديد ، لا سيّما منه على الإصحاح الأوّل لإنجيل القدّيس يوحنّا . وقد نشر هذه العقيدة آباء الكنيسة الرّسوليّون وأهمّهم القدّيس إيريناوس والقدّيس اغناطيوس الأنطاكيذ والقدّيس يوستينوس .
    وفي العهد الجديد ركع أمام الطّفل يسوع ثلاثة ملوك مجوس هم : الأشوريّ بالتازار (Baltazar) ، العبريّ ملكيور (Melchior) ، والهنديّ غاتاسيا أو غاسبار (Gaspard) ، وهم ينحدرون من ثلاثة أجناس بشرية : سام ، حام ، ويافث . وجاء في الإنجيل أنّ السيدة العذراء ويوسف وجدا يسوع في الهيكل بعد ثلاثة أيام (لوقا 2 : 46) . وكان السيد المسيح يفضّل صحبة ثلاثة رسل : بطرس ، يعقوب ويوحنّا ابني زبدى (متى 26 : 37) . وسأل السيد المسيح تلميذه بطرس (أتحبّني) ثلاث مرات (يوحنّا 21 : 17) . وأنكر بطرس معلّمه ثلاث مرات (متى 26 : 34) . وفي يوم صلب السيد المسيح ، توجّه بيلاطوس إلى اليهود ثلاث مرات بأنّه لا يرى أي ذنب اقترفه يسوع (متى 23 : 23) ، وأجابه اليهود ثلاثا : (أصلبه) . وعلى طريق الجلجلة ، سقط السيد المسيح ثلاث مرات ، وصلب بثلاثة مسامير ، ومات بعد ثلاث ساعات من النزاع ، وقام في اليوم الثالث ، ويحلو لعدد من اللاهوتيين تشبيه بقاء السيد المسيح في القبر ثلاثة أيام ببقاء يونان ثلاثة أيام في بطن الحوت (يونان 2 : 1) . وظهر السيد المسيح لتلاميذه ثلاث مرات بعد الموت ( يوحنّا 21 : 14) . وانتصرت المسيحيّة بعد مرور ثلاثة قرون على قيامة مؤسسها .
    وفي رؤيا يوحنّا يعتبر العدد ثلاثة إشارة إلى الله تعالى وسرّه . ونرى في الرؤيا أنّ إبليس له ثلاثة أدوار كبرى في تاريخ البشرية : الدور الأوّل لعبه مع آدم وحوّاء ، أصل الجنس البشري ، فكان على أساس ضلال البشرية ، لذلك تسمّيه (التّنّين العظيم ، الحيّة القديمة) (12 : 9) ، والدور الثاني : كان في محاربة المسيح والمسيحية في تأسيسها (12 : 4 - 5) ، والثالث : وهو - الدور الكبير – يأتي بعد حكم المسيح وكنيسته (20 : 4 – 6) ، في اليوم الآخر (20 : 7 – 10) .
    وجاء في التراث المسيحي أنّ رأس القديس بولس قفز ثلاث مرات بعد قطعه بالسيف ، وفي مكان كلّ قفزة ، طلعت الماء ينبوعا من الأرض ، وأنّ القديس بولس صعد إلى السماء الثالثة بعد موته . وفي المسيحية هنالك ثلاث فضائل لاهوتيّة : محبّة النفس والآخر ، الأمل بالحياة الثانية ، والإيمان بالخلاص . ويقول التراث إنّ الشمس ترقص في صباح الفصح المجيد ، وتحتفل بالقيامة في ثلاث قفزات فرحة . وينذر الراهب المسيحي ثلاثة نذور : الفقر ، العفّة ، والطّاعة . ويرسم المسيحيون الأرثودكس إشارة الصليب بثلاث أصابع .
    وفي سوريّة يردّ التّراث سبب الرعد والبرق إلى ثلاثة قدّيسين : مار الياس ، مار جرجس ، والخضر . ويسبّب القدّيسان جرجس والخضر الرعد والبرق بامتطائهما حصانا عبر السماء . ففي حالة الخضر ، يحدث البرق من حوافر الحصان وهو يخطو فوق الصخور . أمّا مار الياس فيخلّف البرق والرعد بقيادته العربة النارية عبر السماء . وتصوّر الأيقونوغرافيا السّورية القدّيس جرجس يمتطي حصانا مطهّما وهو يحمل بيده رمحا ثلاثيّا .
    وفي المسيحية أيضا ، تعتبر زهرة الزنبق رمزا ثلاثيا ، وهي مثل عن العلاقات التي تجمع الوحدة إلى الثلاثية . فالملاك ، في مشهد بشارة السيدة العذراء ، تصوّره الأيقونوغرافيا المسيحية يحمل زنبقة . وكذلك القدّيس يوسف .
    العدد ثلاثة عند العرب
    كان سكان الجزيرة العربية بعد الطوفان يعبدون ثلاثة أصنام : صدا ، صمودا ، وهرا . وعند العرب هناك ثلاثة أسماء لثلاث آلهات قمريّة هنّ : اللات ، مناة ، العزّى : (اللات هي القمر المنير ، مناة هي القمر المظلم ، والعزّي الاثنان معا . وكان العرب قد اتّخذوا من هذه الآلهات أصناما يصلّون لها تقرّبا إلى الله ، وكان أهل المدينة يكرّمون مناة ، وأهل الطائف اللات ، وأهل مكة العزّى .وكان العرب يقصدون هذه الأصنام ويعظّمونها كتعظيم الكعبة .
    وفي التّراث إذا تردّد عربي أمام قرار عليه أن يتّخذه كان يختار ثلاثة سهام ، فيكتب على الأوّل (سيّدي يأمرني) ، وعلى الثاني (سيّدي يمنعني) ، وعلى الثالث (لا شيء) . ثم يضع السهام في جعبته ويسحب سهما وينفّذ الأمر ، وإذا سحب السهم الثالث ، يعيد السحب بالقرعة من جديد .
    العدد ثلاثة عند العبرانيّين
    يدل العدد ثلاثة عند العبرانيين ، إلى التشديد والإلحاح ، وكثيرا ما كان يشدّد العبرانيّون على أمر ما بالتّوكيد عليه ثلاث مرات كقولهم : (هيكل الرب ، هيكل الرب ، هيكل الرب) <إرميا 7 : 4> ؛ و(يا أرض ، يا أرض ، يا أرض) . <إرميا 22 : 29> ؛ و(أجعل انقلابا على انقلاب على انقلاب) . <حزقيال 21 : 27> ؛ و(قدّوس ، قدّوس ، قدّوس) . <إشعيا 6 : 3>
    وجاء في الميثولوجيا العبرانيّة أنّ آدم مدّ يده إلى الثمرة المنهى عنها في الساعة السادسة ، فطرده الرب الإله من الجنّة بعد ثلاث ساعات . وتضيف الميثولوجيا أنّه ، في الفردوس الأرضي ، كانت حوّاء خليلة الملاك صموئيل ، بينما كان آدم ينام بين ذراعي ليليت (Lilith) . ومن هذه الثّلاثيّة في الحبّ ، بين آدم – حوّاء ، آدم – ليليت ، وحوّاء – صموئيل خلقت الإنسانيّة . وليليت بحسب الميثولوجيا ، امرأة خلقت من التراب ، مثل آدم ، قبل أن تخلق حوّاء من ضلع آدم . وقد نشب خلاف بين آدم وليليت ، فتركته لتعيش على هواها . ويقال إنّ قابيل وهابيل تقاتلا فيما بينهما للحصول على ليليت ، باعتبار أنها لا تمتّ إليهما بصلة القربى . وليليت عدوّة حوّاء ، تمثّل الحبّ اللاشرعيّ .
    وحول واقعة السّبي البابلي ، وتدمير هيكل أورشليم يقول التّلمود : (إنّه قبل أن يبدأ نبوخذنصّر حملته العسكرية ، سعى لمعرفة نتائج الحملة بواسطة الرّموز . فرمى من قوسه نحو الغرب ، فسارت السهم في اتّجاه أورشليم . ثم رمى مرة أخرى نحو الشرق ، لكن السهم اتّجهت نحو أورشليم . ثم مرة ثالثة ليتأكد من مكان وقوع المدينة المذنبة التي وجب تطهيرها من الأرض ، وللمرة الثالثة اتّجهت سهمه نحو أورشليم . <التّلموذ تاريخه وتعاليمه – لظفر الإسلام خان> .
    الأعمدة الثلاثة
    العدد ثلاثة حاضر أيضا في الأعمدة الثلاثة في المحفل الماسوني : العمود الأوّل يرمز إلى الحكمة ، والعمود الثاني إلى القوّة ، والثالث إلى الجمال . وهذه الرموز مأخوذة عن الكنيسة التي كانت ترتكز في البدايات ، إلى ثلاثة أعمدة مشابهة : يوحنّا ، يعقوب ، وبطرس .
    العدد ثلاثة والأبراج
    ينثل العدد ثلاثة في مجموعة الرموز ، كوكب المشتري ، وهو أكبر الكواكب السيارة وخامسها من حيث البعد عن الشمس ، فضلا عن كونه كوكبا يمثل دورا كبير الأهمية في علم الفلك وفي كل الأنظمة المتعلقة بدراسة معاني الأعداد السحرية والتنجيمية (العدادة) ، في آن معا .
    إنه بداية ما يمكن التعبير عنه بخط من خطوط القوة الرئيسية التي تمرّ عبر كل الأعداد من 3 إلى 9 .
    إن لهذا العدد صلة خاصة بكل ثالث في المجموعة ، مثل 3 ، 6 ، 9 ، وكل ما تجمعه . إن هذه الأعداد إذا جمعت معا في أي اتجاه ، فإنها تنتج 9 كرقم نهائي ؛ والأشخاص ذوو العدد 3 ، و6 ، و9 هم متعاطفون بعضهم مع بعض .
    إن الأشخاص ذوي العدد 3 هم جميع المولودين في 3 ، أو 12 أو 30 من أي شهر ، إلا أن للعدد 3 معنى أكبر إذا كانوا مولودين فيما يسمّى (فترة ال3) ، من 19 شباط إلى 20 – 27 آذار ، أو من 21 تشرين الثاني إلى 20 – 27 كانون الأول .
    إن الأشخاص ذوي العدد 3 ، مثل أولئك ذوي العدد 1 ، هم بلا ريب طموحون ،وهدفهم أن يبلغوا مراتب أسمى في الحياة ، وأن تكون لهم سلطة وإشراف على الآخرين . يحبون النظام والانضباط ويطيعون الأوامر مع الإصرار .
    إنهم يبلغون أرفع المناصب ، وغالبا ما تجدهم في مراكز السلطة في الجيش ، والبحرية ، وفي الحكومة ، وفي كل المناصب التي تقتضي الثقة والمسؤولية لأنهم ذوو ضمير حيّ إلى أبعد حد ، في قيامهم بجميع واجباتهم .
    أما أخطائهم فتتميّز بالغرور والتكبر ، يكرهون أن تكون للآخرين منّة عليهم ، فضلا عن كونهم مستقلين إلى أبعد حدّ ، ويغضبون لدى أدنى تضييق .
    أما أيام الأسبوع المحظوظة لهم فهي : الخميس ، الجمعة ، والثلاثاء خصوصا إذا كانت واقعة مع عدد المولد .
    ألوانهم المفضلة هي : الألوان الخبازية ، أو البنفسجية ، أو الأرجوانية ، أو ما يقاربها . أما حجرهم الكريم هو : الجمشت ، وينبغي أن يحملوه دائما ، وإذا أمكن أن يلامس بشرتهم .
    العدد ثلاثة والأمراض
    الأشخاص ذوو العدد 3 يميلون إلى الإصابة بالتوتر المفرط في الجهاز العصبي ، المتأتّي عموما من الإرهاق في العمل ، وعدم مراعاة أنفسهم ، كما أنهم نزاعون إلى الإصابة بألم النساء أو العصب الوركي والاضطرابات الجلدية
    أما الأعشاب الطبية أو العطرية التي تناسبهم فهي مثل : الشمندر (البنجر) ، لسان الثور ، العنبية (أو عنب الدرب أو عنب الأحراج) الهليون ، الطّرخشقون (الهندباء البرية) ، الهندباء ، الكرز ، البربابيس ، الفريز (الفراولة) ، التفاح ، ثمر التوت ، الخوخ ، الدرّاق ، الزيتون ، الراوند ، الكشمش ، الرّمان ، الأناناس العنب ، النعنع ، الزعفران ، جوز الطيب ، البندق ، والقمح .
    أما الأشهر التي يبتغي الاحتراس منها بالنسب إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل هي : كانون الأول ، شباط ، حزيران ، وأيلول .
    العدد أربعة
    هذا العدد مقدس عند الشعوب السامية أيضا ، ويشير إلى الأفق الجغرافي كله (الأمام ، والخلف ، واليمين ، والشمال) ، وإلى الجهات الأربع ، والرياح الأربعة (حزقيال 37 : 9) ، وأنهار الفردوس الأربعة (تكوين 2 : 10) ، والحيوانات الأربعة (حزقيال 1 : 5 – 10) ، والتعويض عن المسروق بأربعة (حزقيال 22 : 1) .
    واللفظ (أربعة) مشترك في جميع اللغات الساميّة : في الفينيقية (أربعا) ، وفي العبرية (أربعا) ، وفي السريانية (أربعا) . وجذر (أربعة) هو (ربع) ، وهذا الجذر يفيد في اللغة الآرامية ، واللغة العبرية معنى : ربض . ومن عائلة (ربض) : (ربص) ، و(ربذ) وهي بمعنى : (بسط) ، و(جثم) ، و(أقام) ، وأكثر ما تستعمل للحيوان ، لأن قوائمه الأربع تنبسط على الأرض عند استلقائه عليها . ونرى أن المعنى الأصيل لهذا الجذر هو (المدّ) ، و(النّشر) ، و(البسط) مأخوذة من صورة الكف المنبسط دون الإبهام . وأغلب الظنّ أنّ (أربعة) مشتقّة من كلمة ساميّة قديمة هي (ربع) التي تعني راحة الكف .
    العدد أربعة مع العربية القديمة ولهجاتها
    أربع – أربعة
    في الجبالية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) وكذلك الحال في المهرية وفي ، السبئية (ء ر ب عُ ت) (ءُ ر بَ ع) .
    العدد أربعة عند المسلمين
    الخلفاء المسلمون أربعة : أبوبكر الصديق ، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفّان ، وعلي بن أبي طالب . وأئمّة الفقه والشريعة أربعة : مالك ، ابن حنبل ، الشّافعي ، وأبو حنيفة . والأشهر الحرم أربعة : ذو القعدة ، ذو الحجّة ، المحرّم ، ورجب ، وكان الإسلام يحرّم العمرة في الثلاثة الأولى ، وكان رجب ، الشهر الرابع ، شهرا حراما ، ارتأى المسلمون أن يفدوا فيه إلى مكّة حتى يكونوا آمنين على أنفسهم وأموالهم عند الاعتمار .
    وروى ابن كثير عن عليّ كرّم الله وجهه قال : بعث رسول الله (صلعم) بأربعة أسياف : سيف للمشركين ، وسيف لأهل الكتاب ، وسيف للمنافقين ، وسيف للبغاة .
    العدد أربعة عند المسيحيين
    أعطى القديس إيرونيموس الأربعة معنى الارتكاز . وعاكسه القديس أمبروسيوس فرأى إليه عدد شؤم . وقال القديس إيريناوس ، أسقف مدينة ليون : (توجد في العالم أربع مناطق وأربع رياح رئيسة . وبما أنّ الكنيسة منتشرة في كلّ أنحاء الأرض ، وبما انّ الإنجيل أساس الكنيسة ونسمة الحياة ، فمن المنطقي أن يكون هناك أربعة أعمدة لتسند الكنيسة . من هنا ، استنتج أنّ كلمة الله أعطتنا أربعة أناجيل أوحاها الروح القدس) .
    ويرمز الأربعة في المسيحية إلى الثبات والدوام . ويبلغ عدد أطراف الصليب أربعة ، والأناجيل أربعة . واهتدت الدولة الرومانية من الوثنية إلى المسيحية في القرن الرابع . وكرسّت الكنيسة أربعة دكاترة في اللاهوت : أمبروسيوسس ، أغوسطينوس ، غريغوريوس الكبير ، وإيرونيموس .
    وفي رؤيا يوحنّا ، يظهر الأربعة عالمية الفعل في المكان والزمان ، ويرمز إلى العالم المكون من أربعة عناصر ، أو الذي له أربع جهات ، أو أربعة أقسام : السماء ، الماء ، الأرض ، الهاوية أو الجحيم .
    العدد أربعة عند العبرانيين
    إنه عدد المجموع الكوني ، يدلّ إلى الأفق الجغرافي كلّه أي إلى الجهات الأربع الأمام ، الخلف ، اليمين ، والشمال .
    وفي الطقس العبراني لعيد الفصح ، توضع أربع كؤوس من النبيذ فوق الطاولة لكل منها رمز خاص . الثالثة الطافحة بالنبيذ تسمى (كأس إيليّا) لا يتذوّقها أحد ، إذ يفترض أنها تنتظر عودة إيليّا قبل مجيء مسيحهم المنتظر .
    الثانية .
    العدد أربعة والأبراج
    يمثل العدد 4 في مجموعة الرموز ، الكوكب السيار أورانوس ، وهو يعتبر متصلا بالشمس ذات العدد 1 . وفي صدد الإيمان بالقوى الخفية وبإمكان اخضاعها للسيطرة البشرية يكتنب 1 – 4 .
    إن الأشخاص ذوي العدد 4 يتميزون بمسلك شخصي متفرد . يبدون أنهم ينظرون إلى كل شيء من زاوية معارضة ومعاكسة لكل واحد آخر . في المناقشة والجدل يتخذون دائما الجانب المعاكس ، وعلى الرغم من أنهم لا يقصدون أن يكونوا مشاكسين ومحبين للنزاع والخصام ، إلا أنهم يحدثون المعارضة ، ويوجدون عددا كبيرا من الأعداء المستترين ، الذين يعملون ضدهم باستمرار .
    إنهم يبدون طبيعيين في اتخاذ وجهة نظر مغايرة لأي شيء يعرض لتفكيرهم . إنهم بصورة غريزية يثورون على القواعد والأنظمة ، وإذا أتيح لهم المجال ، فإنهم يقلبون رأسا على عقب نظام الأشياء حتى في المجتمعات والحكومات . وهم ميّالون إلى الاشتغال في القضايا الاجتماعية ، ومنجذبون إلى الإصلاحات من مختلف الأنواع ، فضلا عن كونهم إيجابيين جدا ، وغير تقليديين في نظرياتهم وآرائهم .
    إن الأشخاص ذوي الرقم 4 هم كل الذين أبصروا النور في 4 ، و13 ، و23 ، و22 ، و31 من أي شهر ؛ وتبرز أكثر فأكثر شخصيتهم إذا كانوا من مواليد فترة برجيّ الشمس والقمر ، أي بين 21 حزيران و 20 – 27 تموز (فترة القمر) ، ومن 21 تموز إلى آخر آب (فترة الشمس) . إنهم لا ينشئون صداقات بسهولة ، وينجذبون أكثر إلى مواليد الأعداد 1 ، 2 ، 7 ، و8 .
    إنهم قلما ينجحوا في الشئون الدنيوية أو المادية ، ولا يبالون بجمع الثروة ، وإن حصلوا عليها فإنهم يفاجئون الآخرين بطريقة تصرفهم بها .
    ينبغي على هؤلاء الأشخاص بتنفيذ خططهم في كل الأيام التي تحمل رقمهم ، وبصورة خاصة إذا صادفت فترتهم القوية المذكورة أعلاه .
    إن أيام الأسبوع السعيدة والمحظوظة لهم هي : السبت والأحد والإثنين ، أما أخطائهم الرئيسية هي أنهم على درجة مرتفعة من توتر الأعصاب والإحساس ، يجرح شعورهم بسهولة ، ورغم قلة الأصحاب فهم أخلص ما يكونون وأوفى .
    بالنسبة إلى الألوان المحظوظة ، ينبغي لهم ارتداء ما يدعى (نصف الدرجات أو الألوان) ، أو (الألوان الكهربائية) . ويبدو أن اللونين الأزرق الكهربائي ، والرمادي أكثر ملاءمة لهم من سائر الألوان .
    أما جوهرهم الكريم الجالب للسعد فهو الياقوت الأزرق ، الفاتح منه والداكن ، وإذا أمكن ينبغي لهم أن يدعوا هذا الحجر الكريم يلامس بشرتهم .
    العدد أربعة والمرض
    الأشخاص ذوي الرقم 4 هم كل الذين أبصروا النور في 4 ، و13 ، و23 ، و22 ، و31 من أي شهر ، يحتمل أن يعانوا أمراضا غريبة أو غامضة ، عصية عل التشخيص العادي . وهم نزّاعون نوعا ما إلى الكآبة أو السوداء ، والاضطرابات العقلية ، وفقر الدم ، وأوجاع الرأس والظهر ، والمثانة ، والكلى أما الأعشاب الرئيسية لهم فهي : السبانخ ن والقصعين ، ونبتة الخطاطيف أو عشبة البواسير ن والغلطيرة المسطحة (شاي كندا) ، والمشملة (شجر من الفصيلة الوردية أو ثمره) ، وطحلب آيسلندا ، وخاتم سليمان . ويفيدهم كثيرا العلاج الكهربائي من جميع الأنواع ، والإيحاء الذهني ، والتنويم المغناطيسي . ويتعين عليهم الحذر من تعاطي المخدرات ، وكذلك ألوان الطعام الكثيرة والتوابل ، واللحوم الحمراء .
    أما الأشهر التي ينبغي الاحتراس منها كثيرا بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل ، فهي : كانون الثاني ، وشباط ، وتموز ، وآب ، وأيلول .
    العدد خمسة
    هذه اللفظة سامية مشتركة ، وهي في السريانية Hamsen أو Hamsha تعني : قبض على الشيء . ونعتقد أنّ الجذر (حمس) أو (خمس) يعني اليد بكاملها . ومن فكرة (اليد) أخذ الساميون فكرة القوّة . ولفظة (اليد) تعني ، في كثير من اللغات السامية ، القوّة ، والبطش ، والشدّة . واجذر (حمس) يعني ، في كثير من اللغات السامية ، القوّة ، والنشاط كما في (حماس) و(حماسة) . ومن الجذر (خمص) يشتق (أخمص القدمين) ، واللفظة Gamots تعني ، في اللغة العبرية ، قبضة اليد . وعلى هذا نعتقد أن لفظ (الخمسة) مشتقّ من لفظ ساميّ قديم يعني (اليد) ، أو (القبضة) ، أو (الأخمص) . وهذه الأشياء توحي بالفكرة العددية .
    العدد خمسة مع العربية القديمة ولهجاتها
    خمس - خمسة
    في الجبالية (خُ م" ش) (خُ م" ش) (خ ِ م ِ" ش) وفي المهرية (خ مُ ه) (خ ِ مْ ه) والسبئية (خ م ش ت) (خ م ش) .
    ونرى أن لهجات الأحقاف تخالف قاعدة التذكير والتأنيث في العدد – خمسة ، خمس – فقط ، وتبقى القاعدة ثابتة في باقي الأعداد .
    العدد خمسة عند المسلمين
    عند المسلمين خمس سور تبدأ بالحمد لله وهي : سورة الفاتحة (الحمد لله رب العالمين) ، والأنعام (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض) ، والكهف (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) ، وسبأ (الحمد لله الذي له ما في السموات والأرض) ، وسورة فاطر (الحمد لله فاطر السموات والأرض) .
    والمناسك في الإسلام خمسة : الصفا ، والمروة ، ومنى (منا) ، ومزدلفة ، وعرفة . والصّلوات الواجبة خمس . وأصحاب الأعذار عن تأخير الصّلوات الخمس في وقتها خمسة : النائم قبل دخول الوقت حتى يستيقظ ، النّاسي للصلاة حتى يتذكر ، المجنون حتى يفيق ، الصّبي أو الصّبية حتى يبلغ ، الحائض والنفساء حتى ينقطع عنها دم الحيض أو دم النفاس .
    وفي الحديث الشريف جاء في (رياض الصالحين) ، نقلا عن أبي هريرة ، أنّ النبي محمد (صلعم) قال : (حقّ المسلم على المسلم خمس : ردّ السلام ، عيادة المريض ، إتباع الجنائز ، إجابة الدّعوة ، تشميت العاطس) .
    وأوصى النبي محمد (صلعم) أصحابه بخمس : إن ظلمتم فلا تظلموا ، وإن مدحتم فلا تفرحوا ، وإن ذممتم فلا تحزنوا ، وإن كذّبتم فلا تغضبوا ، وإن خانوكم فلا تخونوا) .
    وفي (البخاري) جاء أن رسول الله (صلعم) قال : (لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا العاقب ، أي الذي لا نبيّ بعده) . وفي الإسلام أيضا يجب على الإنسان إعطاء الخمس (1/5) :
    من الغنيمة المأخوذة في حال الحرب التي تقام بإذن الإمام أو نائبه .
    من المعدن ، سواء كان سائلا كالنفط ، أو جامدا كالذهب .
    من الكنز ، وهو المال المذخور تحت الأرض .
    من الغوص ، كاللّؤلؤ والمرجان .
    من المال الحلال المختلط بالحرام .
    من الأرض التي يبيعها المسلم إلى غير المسلم .
    من الأرباح التي يجنيها المسلم من التجارة أو الزراعة أو الصناعة .
    ملاحظة : سنوافيكم بعشرات الأمثلة لاستعمالات العدد خمسة قريبا إن شاء الله . ويوجد رابط آخر بهذا الموقع به بعض استعمالات العدد خمسة ، لزيارته انقر على الرابط أدناه .
    العدد خمسة عند المسيحيين
    في العهد الجديد يتحدث متّى عن عشر عذارى خمس منهنّ جاهلات وخمس حكيمات (25 : 2) . وفي لوقا ، اختبأت إليصابات خمسة أشهر (1 : 24) . وكانت خمسة عصافير تباع بفلسين ( 12 : 6) . وفي لوقا أيضا قال السيد المسيح : (أتظنّون أنّي جئت لألقي على الأرض سلاما . أقول لكم كلّا بل شقاقا . فإنه من الآن سيكون خمسة في بيت واحد يشاق ثلاثة منهم اثنين واثنان ثلاثة) (12 : 51 – 52) . ويفسّر اللاهوتيّون هذا المثل بأن العدد خمسة ، مجموع العدد المفرد المزدوج (2 + 3) يمثّل الزواج لدى فيثاغورس ، وتاليا يعبّر عن العلاقة الكاملة . من هنا ، يفترض بسط ملكوت الله القتال الحاسم للخير ضدّ الشّرّ . إنه الرمز الأفضل اختاره السيد المسيح لتكسير الزواج الذي يمثّله العدد خمسة ، مع العدد المزدوج ، الشّرّ ، ضدّ المفرد ، الخير .
    ويقول التراث إن السيد المسيح أصيب بخمسة جروحات . ويرسم الكاثوليك إشارة الصليب بخمس أصابع .
    وتنصح الكنيسة بخمسة أفعال قبل مناولة القربان الطاهر : الأمل ، الرغبة ، التواضع ، المحبة ، والإيمان ، وهي أفعال تطابق خمسة مباديء مقدسّة : الماء المباركة ، الخبز المكرّس ، بركة الكاهن ، قبلة السلام ، وإشارة الصّليب .
    العدد خمسة عند العبرانيين
    أسفار موسى في التوراة هي الأسفار الخمسة الأولى . وفي العبرية ، يساعد العدد خمسة على انطباع الشيء في الذاكرة ، على عدد أصابع اليد ، وقد يكون ذلك أساس بعض الفرائض الطّقسيّة .
    العدد خمسة و الأبراج
    يمثل العدد خمسة في مجموعة الرموز ، عطارد ، وهو في كل خصائصه عطارديّ – أي فصيح ، أو ماكر ، أو متلصص (مثل الإله عطارد) ، ومتقلب ، وزنبقي المزاج . والأشخاص ذوو العدد 5 هم كل أولئك المولودين في : 5 ، 14 ، 23 من أي شهر ، غير أن خصائصهم تبرز أكثر فأكثر وتتحدد إذا كانوا مولودين في المرحلة المسماة (فترة العدد 5) – التي تقع من 21 أيار إلى 20 – 27 حزيران ، ومن 21 آب إلى 20 – 27 أيلول .
    هؤلاء الأشخاص يوجدون الأصدقاء بسهولة ، وتكون صلاتهم على خير ما يرام من كافة الناس . ولكنهم على درجة عالية من التوتر ، فكريّا ، ويعيشون على أعصابهم ، ويبدو أنهم يتوقون إلى الإثارة .
    يمتازون بسرعة التفكير ، والتقرير ، وعاطفيون في تصرفاتهم ، وأعمالهم . يكرهون الأعمال المتثاقلة البطيئة ، وعلى ذلك يكونون ميالين إلى اعتماد كل الأساليب التي تجمع الثروة بسرعة . وهم يتمتعون بحسّ حاد وممتاز لجمع المال بالاختراعات ، والابتكارات ، والأفكار الجديدة . إنهم مولودون مغامرين ، نزّاعون إلى تعاطي الصفقات في أسهم البورصة وما يشابهها .
    إنهم يمتازون بمطاطية السلوك ، فهم يقفزون بسرعة من بعد أكبر الصدمات ، إذ لا شيء على ما يبدو يؤثر فيهم لمدة طويلة . وإذا كانوا بطبيعتهم أخيارا وطيبين ، فإنهم يبقون كذلك ، أو إذا كانوا أشرارا فاسدين ، فلن يبدّل شيء من نفسيتهم ، فلا الوعظ ، ولا الإرشاد ، سيكون لهما أي تأثير فيهم البتّة .
    عليهم أن يحاولوا تنفيذ مخططاتهم وغاياتهم في (فترة العدد 5) المذكورة أعلاه
    إن يوميّ الأسبوع الأكثر حظا لهم هما : يوما الإثنين والجمعة .
    إن ألوانهم المحظوظة هي كل درجات الرماديّ الفاتح ، والأبيض ، والمواد المشعّة البرّاقة . أما حجرهم الكريم الذي يجلب إليهم الحظ فهو الألماس ، وكل الأشياء البرّاقة أو المضيئة ، وذات الوميض ، وكذلك أشياء الزينة والحلي ، وإذا أمكن ، ينبغي لهم أن يضعوا بملامسة بشرتهم ألماسة مركبّة في إطار من البلاتين .
    العدد خمسة والأمراض
    دائما ينزعون إلى التوتر المفرط في الجهاز العصبي ، ويميلون إلى محاولة بذل الكثير ذهنيا وعقليا ، والعيش إلى حدّ كبير على أعصابهم . وعلى وجه الاحتمال ، إنهم يتسببون لأنفسهم بأمور عدّة من مثل التهاب العصب ، والارتعاش في الوجه ، والعينين ن واليدين ، وهم أكثر نزوعا إلى الانهيار العصبي ، والأرق ، والشلل ، أكثر من أي طبقة أخرى ، ولعل أكثر الأدوية التي يمكن استعمالها هي : النوم ، والراحة ، والسكون ، والطمأنينة .
    أما الأعشاب الرئيسية التي تناسبهم فهي : الجزر، والجزر الأبيض ، والكرنب أو الملفوف البحري ، والشوفان بشكل دقيق أو طحين ، أو الخبز المصنوع منه ، والبقدونس ، والمردقوش الحلو ، والفطر ، وبذور الكرويا ، والصعتر ، والخسّ بجميع أنواعه ، ولكن خصوصا البندق والجوز .
    أما الأشهر التي يجب الاحتراس منها بالنسبة إلى الصحة السقيمة والإرهاق في العمل ، هي : حزيران ، أيلول ، وكانون الأول .
    العدد ستّة
    هذا اللفظ ساميّ مشترك :
    في اللغة العربية : ستّة .
    في العربية الجنوبية السبئية : (سدت) .
    في اللغة العبريّة : (شِش) (Shesh) .
    في السريانيّة : (Shetta) .
    وهذا اللفظ يتفق مع اسم العدد ستّة في بعض اللغات الهندوجرمانيّة ، فهو ، في الفارسيّة (شاش) ، وفي الإنجليزية (Sex) ، والفرنسية (سيس) (Six) ، واللفظة نفسها في الألمانية (سيكس) (Sechs) .
    وجذر (ستّة) ثنائي : (سد) ، ويتّفق مع الحاميّة . وتعني اللفظة (سد) ، في هذه اللغة ، (ثلاثة) . وعليه ، نعتقد أن لفظ (ستّة) الساميّ مشتق من مضاعفة اللفظ الثنائيّ (سد) ، أي : (سد سد) . ومع مرور الأيام ، تطورت (سد سد) إلى (سدس) بفعل التطور الصّوتي ، عملا بمبدأ الاقتصاد اللغوي . ومن (سدس) جاء اللفظ (ست) .
    يعتبر العدد ستّة عدداً نسائياً شكلاً وصوتاً . ففي الشكل يأخذ قالباً ناعماً ملسا، وفي الصوت ، تتطابق اللفظة مع كلمة ( سِكس) التي تعني الجنس . من هنا ، يرمز الستّة إلى الحبّ ، كما يرمز أيضا إلى النّقص ، فهو سبعة ناقص واحد ، فالعدد سبعة رمز الكمال .
    العدد ستّة مع العربية ولهجاتها القديمة
    ست – ستّة
    في الجبالية (ش ت ِ ْ تْ) (شَ تْ) وفي المهرية (هَ ت ِْ ت) (ه ت) وفي نقوش العهد القديم من السبئية (ش د ث ت) (ش د ث) . وفي النقوش السبئية الأحدث عهدا (ش ث ت) (ش ث). ومن المرجح أن العدد ستّة كان ينطق قديما (ش د ث ت) سواء في لهجات الأحقاف أو السبئية ، ولكن الذي حدث لاحقا أن الألسن استثقلت النطق القديم (ش د ث ت) فاستبعدت الدال في مراحل لاحقة فأصبحت الكلمة (ش ث ت) وما أقرب (ش ث ت) من (شُ2 ل×ث ت) التي تعني العدد ثلاثة في العهد السبئي القديم ولهجات العربية القديمة الجبالية والمهرية ، فالعدد ستّة هو ضعف العدد ثلاثة ، وفي مراحل متقدمة استبعدت (الثاء) وحلت بدلا عنها (التاء) وهذا ما نراه في لهجات الأحقاف (ش تْ ت) ، وفي الطور الأخير حلت السين محل الشين فأصبحت (س ت هَ) – ستّة
    وهناك ملاحظة لابد من الإشارة إليها وهي أن التاء في لفظ {ستّة} يبدو وكأنه دال مدغمة مذكرا بجذوره الأولى ، ويتجلى لنا ذلك واضحا إذا نظرنا إلى ما يتميز به هذا العدد من بين أعداد العربية عند تسمية كسور الأعداد فنقول مثلا (سدُس) ولا نقول (ستُس) وهو ما ميز هذا العدد عن بقية الأعداد ، ولا بد من تعليل ذلك التميز الذي يرجح أنه تأثر بماضي العدد (ستّة) في العهود القديمة حينما كان ينطق (س د ث ت) ، إذ أن الدال استبعدت في نطق العدد ولكنها ظلت مستخدمة في كسور العدد .
    العدد ستّة عند المسلمين
    في الإسلام ، شروط الصوم ستّة :
    1 – البلوغ ، فلا يجب على غير البالغ .
    2 – العقل ، فلا يجب على المجنون .
    3 – أن يكون سالماً من المرض .
    4 – ألّا تكون المرأة حائضاً ولا نفساء .
    5 – ألّا يكون مسافراً بسفر يقصّر فيه الصلاة .
    6 – أن يكون سالماً من الإغماء الغالب على الحواس .
    وفي الإسلام يشترط في وجوب الزكاة أمور ستّة .
    1 – البلوغ .
    2 – العقل .
    3 – الحريّة .
    4 – الملكيّة التّامّة .
    5 – التّمكّن من التصرّف .
    6 – النّصاب .
    العدد ستّة عند المسيحيين
    اعتبر القديس أغوسطينوس الستّة العدد الأكثر كمالا من بين كل الأعداد الكاملة . ووافقه الفيلسوف فيلون الإسكندريّ فكتب : (كان لا بدّ من عمليّة تنسيق لترتيب الخلق ، والتّنسيق يتطلّب وجود العدد ، ومن بين كل الأعداد ، ليس هناك أفضل من الستّة لتنظيم البنية . إنّه العدد الكامل الأوّل) .
    وفي المسيحية ، صلب السيد المسيح في اليوم السادس من الأسبوع ، نهار الجمعة ، وأسلم الروح في الساعة السادسة .
    العدد ستّة عند العبرانيين
    خلق الرب الإله الكون في ستّة أيام (تكوين 2 : 2) . وفي سِفْر الخروج ، قال الرب الإله لليهود : (ستّة أيام تلتقطون المنّ ، وفي اليوم السابع سبت لا تجدونه فيه) (16 : 26) . وفي سِفْر الملوك الثاني ، (كان كلما خطا حاملو تابوت الرب ستّ خطوات يذبحون ثوراً وكبشاً مسمّناً) (6 : 13) . وجاء في سِفْر الأمثال : (ستّة يبغضها الرب والسابع رجس عنده : العينان المترفّعتان ، واللسان الكاذب ، واليدان السّافكتان الدّم الذكيّ ، والقلب المنشِيء أفكار الإثم ، والرّجلان المُسَارعتان في الجري إلى المساوىء ، وشاهد الزّور الذي ينفث الأكاذيب ، ومُلقي الشّقاق بين الأخوة) (6 : 16 – 18) . ويتألف علم الدّولة الصهيونية من نجمة مسدّسة الأضلع هي نجمة داود وترمز إلى الحكمة الإنسانية .
    العدد ستّة في سومر
    في ميثولوجيا الخلق السومرية ، تشكو الآلهة من عدم قدرتها على تحصيل قوّتها
    إنكي إله الحكمة التي ترجع إليه الآلهة عموما في حالات الضرورة يغطّ في نومه لكنّ نامو المحيط البدني وأمّ الآلهة توقظه من سباته . وعملا بتوجيهات إنكي تقوم نامو ونيماه إلهة الولادة بمساعدة بعض المعبودين في جبل الطين الذي يعلو الّلجّة بإخراج الإنسان إلى الوجود . يقيم إنكي مأدبة للآلهة احتفالا بخلق الإنسان فيفرط إنكي وننما في الشراب ويثملان . تأخذ ننما بعض الطين من سطح الّلجّة وتخلق ستّة أنواع مختلفة من الكائنات البشرية ذات الطبيعة الغريبة ما خلا المرأة العاقر والخصيّ . يحكم إنكي بأن يكون قدَر الخصيّ المثول أمام الملك . وتمضي الميثولوجيا لتصف قيام إنكي بفعل الخلق الثاني فيخلق كائنا بشريّا ضعيف العقل والجسد ، ثم يسأل ننما أن تفعل شيئاً ما يحسّن حال المخلوق البائس ، لكنّها تبدو عاجزة عن القيام بأيّ شيء . فتلعن إنكي لصنعه هذا المخلوق . (منعطف المخيلة البشرية) .
    العدد ستّة في بابل
    جاء في ملحمة جلجامش أنه كان على البطل جلجامش ، حين وصل إلى الجزيرة حيث عشبة الخلود ، أن يسهر ستّة أيام وستّ ليالٍ ، لكنه لم ينجح ففقد الوصول إلى الخلود .
    العدد ستّة في اليونان
    تتغنّى الميثولوجيا اليونانية بنشيد بالعدد ستّة رمزا لمبدأ الكائنات الحيّة .
    العدد ستّة في روما
    كرّس الرومان العدد ستّة للإلهة فينوس (Venus) ، إلهة الحبّ الجسديّ ، وهي تجسّد في علم الفلك العاطفة والحبّ والتناسق والنّعومة والاتجاهات الغريزية .
    العدد ستّة في فارس
    يعتقد الفرس بوجود ستّ أرواح مقدسة تعمل للخير ، يطلقون عليها اسم (آميشا – سبنتا) (AmeshaSpenta) وهي موضوعة بإمرة آهورا مازدا وهو الذي خلقها . إنها تقمصّات للسّمات والأهداف النبيلة تجسد مزايا آهورا مازدا وتهيمن على الكون المتبدّي ، وعلى الحياة في الأرض . تقابلها ستّ أرواح شرّيرة : أكاماتو شيطان الأفكار السّيّئة ، إندرا يسوق المحكومين إلى جهنّم ، كورو شيطان العنف ، فاهونهايتيا شيطان الكبرياء ، تاورو وزايريكا سيطانا العطش والجوع " معجم الأساطير" .
    وجاء في سِِفْر أستير أنه كان يتم تطهير نساء الملك الفارسي ستّة أشهر بزيت المرّ وستّة أشهر بأطياب وأدهان تطهير النساء (2 : 12) . وتقول الميثولوجيا إن الله خلق العالم في ستّ مراحل . وتحتفل فارس بستّة أعياد رئيسة . وتذكر مبادىء المانويّة ستّة فصول في السنة ترمز إلى هذه الأعياد الستّة . وفي فارس حضّ زرادشت "مؤسّس المجوسية في القرن السادس ق. م." أتباعه على أن يقاتلوا في سبيل الإله الحكيم ، وذلك بإتباع ستّ خصال حميدة هي :
    طهارة الفكر والكلمة .
    النظافة والبعد عن كل ما هو دنَس .
    الإحسان بالفعل والقلب .
    الرّفق بالحيوانات النافعة .
    القيام بالأعمال النافعة .
    مساعدة الذين لا يتيسّر لهم تحصيل التّعليم بتعليمهم . فالذين يتّبعون هذه التعاليم يمكن أن يوصَفوا بأنهم يسلكون سبيل الإله الواحد الحكيم .
    العدد ستّة في الهند
    تصوّرالأيقونوغرافياالإلهكومارا (Komara) بستّةوجوه . ويعتبركارتيكيا (Karttikeya) ربّالحربوربّالشجاعةفيميثولوجيافيديّةقديمة . فعندماسلّطالشيطانشيفاالوباءعلىالآلهة، وُلدستّةأطفالمنلهيبعينهالثّالثةلكييحاربوه . وفييوممنالأيام، قَبَضَعليهمبارفاتي (Parvati) وعصَرَهمفاختلطتأجسادهموصارتجسداواحداً، لكن
    رؤوسهم ضلّت متعدّدة . وفي ميثولوجيا أخرى أنّ كارتيكيا هو ابن آغني وغانغا ، وقد عُرِف باسم شاندا ، ورسمته الأيقونوغرافيا يمتطي طاووساً . وفي الهند ، هناك ستّ طرق موسيقية يمثلها ستّة عباقرة .
    وفي البوذيّة ، هناك ستّ حكم : الدين ، العلم ، الواجب ، الحبّ ، الثّروة ، والحريّة .
    العدد ستّة في الصين
    إنه عدد السماء والأرض ، يرمز إلى توازن الماء والنار . ويقسّم الصّينيّون السنة إلى ستّة فصول ، كل فصل من شهرين .
    العدد ستّة في المكسيك
    إنه عدد نسائي يرمز إلى الثورات الستّ للقمر فيما العدد سبعة ذكوريّ . وينتمي النهار السادس إلى آلهة العواصف والمطر . وهو أيضا يوم الموت ، ويرمز إليه بطائر البوم .
    وتَروي قبيلة النافاهو (Navaho) أن أجدادها القدماء كانوا ستّة رجال وستّ نساء خرجوا من الأرض في وسط بحيرة موجودة في وادي مونتيزوما . وعند خروجهم من باطن الأرض كان قد سبقهم إلى سطحها الجُرادة والغُرير . والواقع أنهم عندما وصلوا إلى سطح الأرض وجدوا عليه الحيوانات نفسها التي تسكن اليوم ما عدا الأََيِّل والظّبي اللذين لم يكونا قد خُلقا بعد .
    العدد ستّة في أفريقيا
    تَعني لفظة إفا (Efa) لدى قبيلة يوروبا (Yoroubas) الأفريقية (ستّة) وتتطابق بأصواتها مع كلمة أخرى تعني (مُرْتَبط) ، فإذا ما أراد شاب أن يعبّر عن حبّه لفتاة من قبيلته ، يُرسِل إليها ستّ أصداف . وإذا هي أرادت أن تستجيب لحبّه ، ترسل إليه ثمانية أصداف ، فالثّمانية في لغتهم ، تتطابق لفظا مع كلمة (مُرْتَبط) .
    العدد ستّة عند فِرَق العرب
    يذكر العبريّ أن كبار فرق العرب الأصوليّين ستّ هي : المعتزلة ثم الصِّفاتيَّة وهما متقابلتان تقابل التَّضادّ ؛ وكذلك القدريّة تضادّ الجبْرية ، والمرجِئة الوعيدية والشيعة الخوارج . ويتشعّب من كل فرقة أصناف ، فتصل إلى ثلاث وسبعين فرقة . فالمعتزلة يعتقدون بنفي الصّفات القديمة عن الرّب الإله هربا ما أقانيم النصارى ، والصّفاتيّة يثبتون لله صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة . والقدريّة يقولون إن الإنسان مخيّر لا مسيّر ، والجبريّة يقولون إن الإنسان مسيّر لا مخيّر ، والمرجئة يقولون بإرجاء حكم صاحب الكبيرة من المؤمنين إلى يوم القيامة أي بتأخيره إليها ، والوعيديّة يقولون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار وإن كان مؤمناً ؛ والشيعة هم الذين شايعوا عليّ بن أبي طالب وقالوا بإمامته بعد النّبيّ (صلعم) .
    العدد ستّة عند المتصوّفة
    بلغت أقسام الصوفيّة عند الفخر الرازي ستّة أقسام :
    أصحاب العادات : يتّسمون بتزيين مظاهرهم ، كلبس الخرقة ، وتسوية السّجّادة .
    أصحاب العبادات : ينقطعون للعبادة تاركين الدنيا .
    أصحاب الحقيقة : لا يشتغلون بعد الفرائض إلا في التّفكير في ملكوت الله ، وتجريد النّفس عن كل ما يشغلها عن ذكر الله تعالى .
    النّوريّة : يقولون إن الحجاب حجابان : حجاب نوريّ وحجاب ناريّ ، فالنّوريّ هو الاشتغال باكتساب الصفات المحمودة ، والحجاب النّاريّ هو الاشتغال بالشهوة والغضب والحِرص والأمل .
    الحلوليّة : يزعمون حصول الحلول أو الاتّحاد لهم ، حيث يدّعون دعاوى عظيمة وليس لهم نصيب من العلوم العقلية .
    المباحيّة : يدّعون محبّة الله ثم يخالفون شريعته ، ويقولون (إن الحبيب رفع عنّا التّكليف) .
    العدد ستّة عند الإسماعيليين
    تعتقد الإسماعيلية بوجود ستّة أشخاص روحانيّين يملكون سلطة سماويّة مطلقة بالقوّة لا بالفعل هم : الروح ، الصوت ، العقل ، الفِكر ، التّفكير ، والاسم
    العدد ستّة عند إخوان الصّفاء
    يقول الإخوان إن البروج ستّة منها شمالية ، وستّة جنوبية ، وستّة مستقيمة الطلوع ، وستّة معوجّة الطلوع ، وستّة ذكور ، وستّة إناث ، وستّة نهارية ، وستّة ليلية ، وستّة فوق الأرض ، وستّة تحت الأرض ، وستّة تطلع بالنهار ، وستّة تطلع بالليل ، وستّة صاعدة ، وستّة هابطة ، وستّة يَمْنة ، وستّة يَسْرة ، وستّة من حيّز الشمس ، وستّة من حيّز القمر . وتفصيلها أن الستّة الشمالية هي الحمل ، الثّور ، الجوزاء ، السرطان ، الأسد ، والسنبلة ؛ والستّة الجنوبية هي الميزان ، العقرب ، القوس ، الجدي ، الدّلو ، والحوت ؛ والمستقيمة الطلوع هي : السرطان ، الأسد ، السنبلة ، الميزان ، العقرب ، والقوس ؛ والمعوجّة الطلوع هي : الجدي ، الدّلو ، الحوت ، الحمل ، الثّور ، والجوزاء ؛ والستة الذكور النهارية هي : الحمل ، الجوزاء ، الأسد ، الميزان ، القوس ، والدّلو ؛ والستّة الإناث الليلية هي : الثّور ، السرطان ، السنبلة ، العقرب ، الجدي ، والحوت ؛ والستّة التي تطلع بالنهار هي من البرج الذي فيه الشمس إلى البرج السابع منها ؛ والستّة التي تطلع بالليل هي من البرج السابع إلى البرج الذي فيه الشمس ؛ والستّة التي من حيّز الشمس هي من برج الأسد إلى برج الجدي ؛ والستّة التي من حيّز القمر هي من برج الدّلو إلى برج السرطان .
    العدد ستّة عند الدّراويش
    يعتقد الدّراويش بوجود ستّة أضلع في الكون ، وهي ، إضافة إلى الأضلع الأربعة المعروفة : الزينيت (Zenith) والنادير (Nadir) .
    العدد ستّة عند الموحّدين – الدّروز –
    على العكس من الميثولوجيا العبريّة التي تقول إن الله خلق العالم في ستّة أيام ، يعتقد الموحّدون (الدّروز) أن الله ليس بحاجة إلى الوقت ليخلق العالم ، كما أنه ليس بحاجة إلى الراحة .
    العدد ستّة والسّحر
    يعتقد تراث السحر أن مملكة الشيطان تتألّف من 6666 فرقة من الشياطين ، كل فرقة تضم 6666 عنصراً . ويتألف خاتم سليمان السحريّ من ستّة أضلع ، وهو يأتي في مقدّم العلامات السحرية ، وهو مصنوع من مثلّثين ؛ وكذلك نجمة داود السحرية . وفي ورق اللعب ترمز الورقة السادسة إلى العاشق
    العدد ستّة عند الماسونيين
    تبنّت الماسونية السداسي الأضلع (Hexagramme) رمزاً للعدالة .
    ومن بين الرموز الماسونية ، لا بدّ من ذكر وجود ستّ جواهر في المحفل . وفي موضوع محكمة جلسة الجنح ، تتألّف هذه المحكمة من رئيس المحفل ومن خمسة إخوان هم : المنبّه (الأوّل أو الثاني) ، الخطيب ، أمين الصندوق ، كاتم السّر ، والمرشد الأوّل (أو الخبير الأوّل ، أو مدبّر المحفل) .
    العدد ستّة والأبراج
    يمثل العدد ستة بين الرموز الزّهرة . والأشخاص من مواليد هذا العدد هم جميع الذين أبصروا النور في 6 ، أو 15 ، أو 24 من أي شهر ، ولكنهم يتأثرون بصورة خاصة بهذا العدد إذا كانوا من مواليد ما يسمى (منزل العدد 6) الواقع بين 20 نيسان و 20 – 27 أيار ، ومن 21 أيلول إلى 20 – 27 تشرين الأوّل
    إن جميع الأشخاص ذوي العدد ستة ، هم عادة ساحرون ، أو فاتنون إلى أقصى حدّ ، يجتذبون إليهم الآخرين وهم محبوبون ، وغالبا معبودون من الذين هم دونهم مرتبة .
    إنهم حازمون في تنفيذ مخططاتهم ، ويمكن في الواقع أن يعتبروا عنيدين ، وهم لا يستسلمون إلا عندما يصبحون هم أنفسهم على علاقة حميمة وعميقة : في مثل هذه الحال يصبحون عبيداً للذين يحبون ومع أنهم يعتبرون تحت تأثير كوكب الزهرة (فينوس) ، إلا أنهم يكون حبّهم (أموميّا) أكثر منه شهوانياً وحسّيّاً ، ويعجبون بالألوان الغنية ، وكذلك باللوحات الفنية ، والتماثيل ، والموسيقى . وإذا كانوا على قدر من الثّراء تراهم أسخياء على الفن والفنانين ، يسعون إلى جعل كل امرىء حولهم سعيداً . إلا أن الشيء الذي لا يستطيعون تحمله هو الشقاق والغيرة . وعندما يثيرهم الغضب ، فإنهم لا يطيقون أي معارضة ، وتراهم يكافحون حتى الموت من أجل أي إنسان ، أو أي قضية يعتنقونها ، وذلك ناتج عن عميق شعورهم بالواجب .
    إن أهم أيام الأسبوع بالنسبة إليهم هي : أيام الثلاثاء ، والخميس ، والجمعة .
    يتعين عليهم تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم في كل التواريخ التي تقع في ظل (عددهم الخاص) .
    ألوانهم المحظوظة هي : كل درجات الأزرق ، من اللون الفاتح كثيرا إلى اللون الداكن كثيرا ، وكذلك كل درجات اللونين الورديّ والقرنفلي ، إلا أنه ينبغي لهم تجنب ارتداء اللونين الأسود أو الأرجواني الداكن . ح
    جرهم الكريم الجالب للسعد هو الفيروز ، ويتوجب عليهم بقدر المستطاع أن يضعوا قطعة فيروز بملامسة بشرتهم ، والزمرد كذلك يجلب الحظ لهم .
    العدد ستّة والمرض
    الأشخاص ذوي العدد ستّة نزّاعون إلى الإصابة في الحنجرة ، والأنف ، والجزء الأعلى من الرئتين ، وعادة يتمتعون ببنية قوية خصوصا إذا توفر لهم المناخ الصحي الملائم ، أما النساء غالبا ما يصبن في أثدائهن ، كما يصبن بحمّى الإرضاع أو اللبن .
    الأعشاب المناسبة لهم هي : كل أنواع الفاصوليا ، والجزر الأبيض ، والسبانخ والكوسا ، والنعنع ، والبطيخ ، والرمان ، والتفاح ، والخوخ ، والمشمش ، والجوز ، واللوز ، وعصير كزبرة البئر أو أنواع السرخس ، والنرجس البرّي ، والصعتر البرّي ، والمسك ، والبنفسج ، ورعي الحمام ، وأوراق الورد . والأشهر التي ينبغي الاحتراس منها كثيرا جدا بالنسبة إلى الصحة السقيمة ولإرهاق في العمل هي : أيار ، تشرين الأول ، وتشرين الثاني .
    أمثلة لاستعمالات العدد ستّة
    نورد لكم أربعة أمثلة والبقية سنوردها إن شاء الله في الرابط الخاص بالعدد ستّة
    (تقبّلوا لي ستّاً أتقبل لكم الجنة) قالوا : وما هي ؟ قال : (إذا حدّث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا اؤتمن فلا يخن ، وغضوا أبصاركم ،وكفّوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم) .
    ستّة هم أصحاب الفتوى في زمن الصحابة : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأُبي وأبو موسى ، وزيد بن ثابت الذي تعلم السريانية في سبعة عشر يوما .
    قال عمر رضي الله عنه : إن الله تعالى كتم ستة في ستة : الرضا في الطاعة / الغضب في المعصية / اسمه الأعظم في القرآن / ليلة القدر في شهر رمضان / الصلاة الوسطى في الصلوات / وكتم يوم القيامة في الأيام . (المنبهات) لابن حجر .
    آيات الشفاء ستّة :
    1 - (ويشف صدور قوم مؤمنين) التوبة – 14 .
    2 - (شفاء لما في الصدور) يونس – 57 .
    3 - (فيه شفاء للناس) النحل – 69 .
    4 - (وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) الإسراء – 82 .
    5 – (وإذا مرضت فهو يشفين) الشعراء – 80 .
    6 – (قل هو للذين آمنوا هدًى وشفاء) فصلت – 44 .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
    يتبع 1-2 - إعداد: فراس رهجة
يعمل...
X