إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطاقة الحيوية في الجسد -الشاكرات -المحامي بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطاقة الحيوية في الجسد -الشاكرات -المحامي بسام المعراوي

    الطاقة الحيوية في الجسد
    بيكيبورد : المحامي بسام المعراوي
    - الشّاكْرات -
    العِلاجُ بالوَعي
    نظام مرآة الجسم للعلاج
    (الحدود المشتركة بين العقل والجسم)
    جسدك هو مرآة حياتك
    كل شيء يبدأ في وعيك. كل شيء يحدث في حياتك، وكل شيء يحدث في جسمك يبدأ بشيء ما يحدث في وعيك!وعيك هو أنت، تجربتك في الحياة.
    أنت تقرر أي الأفكار تقبل وأي منها ترفض. أنت تقرر أن تفكر، وأنت تقرر بماذا تشعر.
    وعندما تتركك هذه القرارات متأثراً بضغوط نفسية متراكمة، عندها تُحس بالضغط كأنه موجود في جسدك المادي. نحن نعلم أن الضغط يسبب أعراضاً مرضية، لكن السؤال المثير هو:
    " أي من الضغوط يسبب أياً من الأعراض؟ " عندما نقدر على تحديد هذه العملية نصبح عندها قادرين على رؤية الجسم كخريطة لوعي الفرد، وربط أعراض خاصة بضغوط خاصة للحياة.
    كل شيء يبدأ في وعيك
    لفهم هذه الخريطة، يجب أولاً أن نوجه أنفسنا إلى فكرة أن سبب العوارض المرضية يوجد داخلنا.
    كحقيقة أن الجراثيم تسبب الأمراض والحوادث تسبب الأذيات، كذلك حقيقة أن هذا يحدث بالتوازي مع الذي يجري في وعي الفرد المحيط به.الجراثيم في كل مكان، لماذا يصاب بعض الناس فقط وآخرون لا ؟ شيء مختلف يحدث في وعيهم. لماذا يستجيب بعض المرضى في المشافي للعلاج أفضل من غيرهم؟ لهم خصائص مختلفة، و شيء مختلف يحدث في وعيهم.
    عندما يصاب شخص في حادث لماذا تكون الإصابة في جزء محدد جداً من الجسم وهو نفس الجزء الذي يصاب بعدة مشاكل ؟
    هل كان هذا (حادثاً) أو هل هناك نموذج وترتيب لطريقة حصول الأحداث في أجسامنا؟
    أنت كائن من الطاقة
    وعيك، تجربتك في الحياة، من هو أنت في الحقيقة، هو الطاقة.
    نستطيع تسميتها طاقة الحياة حالياً. هذه الطاقة لا تعيش في دماغك فحسب بل تملأ كامل جسمك.
    وعيك موصول بكل خلية من جسمك، ومن خلاله تستطيع أن تتصل بأي عضو وأي نسيج، وهناك عدة طرق علاجية تعتمد على هذا الاتصال مع الأعضاء التي قد تأثرت بنوع ما من الأعراض أو الاضطرابات.
    هذه الطاقة التي هي وعيك، والتي تعكس حالتك من الوعي، ممكن قياسها من خلال عملية ( تصوير كيرليان الفوتوغرافي). عندما تأخذ صورة كيرليان ليدك يظهر نموذج محدد من الطاقة. وإذا أخذت صورة أخرى بينما تتخيل أنك ترسل الحب والطاقة إلى شخص تعرفه، سيكون هناك نموذج آخر من الطاقة يظهر في الصورة الكيرليانية.
    هكذا نستطيع رؤية أن التغير في وعيك يخلق تبدلاً في حقل الطاقة الذي تم تصويره، والذي نسميه "الأورا".
    حقل الطاقة هذا المشاهد في تصوير كيرليان قد تم تحديده وقياسه، بحيث عندما توجد (ثغرات) في أجزاء محددة من حقل الطاقة، نستطيع القول أنها مترابطة مع ضعف محدد في أجزاء خاصة من الجسم المادي، والشيء المثير حول هذا أن الضعف يظهر في حقل الطاقة قبل أن يكون هناك أي شاهد على الضعف على المستوى المادي للجسم.
    هكذا يصبح لدينا اتجاه هام للتمثل والظهور يتوضح من خلال ما تم وصفه:
    1- تغير في الوعي يخلق تغيراً في حقل الطاقة.
    2- تغير في حقل الطاقة يحدث قبل التغير في الجسم المادي.
    اتجاه الظهور أو التمثل هو من الوعي ، خلال حقل الطاقة ، إلى جسم الإنسان الفيزيائي.
    الوعي <----- حقل الطاقة <----- الجسم المادي
    عندما ننظر للأشياء بهذه الطريقة، نستطيع رؤية أن الجسم المادي ليس هو الذي يصنع حقل الطاقة (الأورا)، لكن أكثر من ذلك، الأورا هي التي تخلق الجسم المادي. وما نشاهده كجسم مادي هو النتيجة النهائية لعملية تبدأ في الوعي
    نحن نصنع واقعنا بكامله
    عندما يأخذ شخص ما قراراً خاطئاً ويصبح في ضغط نفسي، ويصنع هذا القرار سداً في حقل الطاقة لدرجة كافية من الكثافة: هذا يخلق عارضاً على المستوى الفيزيائي.
    العارض يتكلم لغة خاصة تعكس الفكرة القائلة أننا نخلق واقعنا.
    عندما يوصف العارض من وجهة النظر تلك، يصبح المعنى المجازي للعارض واضحاً.
    هكذا بدلاً من القول: "لا أستطيع أن أرى" ينبغي على الشخص أن يقول: " لقد كنت أمنع نفسي من رؤية شيء ما". و إن كان لا يستطيع المشي ينبغي عليه قول:"لقد كنت أمنع نفسي من المشي مبتعداً عن شيء ما". وهكذا يجب أن نفهم أنه ليس هناك حوادث ولا مصادفات.
    الأشياء تحدث فعلاً طبقاً لنموذج أو ترتيب ما.
    نظام التوجيه الإنساني
    نستطيع القول أن لدينا نظاماً داخلياً موجِّهاً، وهو صلة مع نفسنا العليا، أو حياتنا الداخلية، أو أي اسم نختاره لهذا الذكاء الفائق. هذا النظام الداخلي المرشد يعمل من خلال ما نسميه الحدس أو الغريزة، وهو يتكلم لغة بسيطة جداً، سواء كنا نشعر بالارتياح أم لا.
    لقد قيل لنا: يجب أن نتحرك بما نشعر به أنه جيد لنا ويشعرنا بالراحة، ولا نقوم بما لا يشعرنا بالراحة أو نراه أمراً غير مناسب. لقد قيل لنا أن نثق بهذا الصوت الداخلي. وعندما لا نتبع هذا الصوت، نشعر بالتوتر وعدم الارتياح. لذا يجب أن يكون الصوت الداخلي أعلى. المستوى التالي من الاتصال هو من خلال العواطف.
    كما نتحرك أكثر فأكثر بالاتجاه الذي يسبب شعوراً سيئاُ، سنختبر عواطف أكثر فأكثر لا تشعرنا بالراحة، وغي نقطة ما يمكننا القول: " كان ينبغي عليّ أن أسمع لنفسي عندما فكرت بالمسير في الاتجاه الآخر" - هذا يعني أننا سمعنا الصوت الداخلي. بطريقة أخرى لم يكن بامكاننا القول " كان ينبغي عليّ إن أسمع"
    إذا أخذنا القرار الذي نعلم أنه صحيح لنا، وبناء عليه غيرنا اتجاهنا، نحصل على تحرر من التوتر، ونشعر بحالة أفضل، ونعلم أننا مجدداً على المسار الصحيح.
    إذا تابعنا المسير بالاتجاه غير المريح، تصل عندها الاتصالات إلى المستوى الفيزيائي ونصنع عارضاً مرضياً، والعارض يتكلم لغة تعكس فكرة أننا نصنع واقعنا.
    عندما نصف العارض من وجهة النظر هذه نستطيع فهم الرسالة.
    --- إذا تسببنا بعارض عن طريق قرار، نستطيع أيضاً إزالته بقرار آخر---
    * كافتراض: نستطيع تخيل أن شخصاً ما أخذ قراراً لم يكن جيداً للتعبير عما يريد.
    منذ تلك اللحظة، ومتى ما أراد شيئاً كان يمنع نفسه من التعبير عنه، وبالتالي من الحصول على ما يريد. يشكل هذا شعوراً بعدم الارتياح، وهكذا يزداد التوتر، ويشعر أكثر فأكثر بعدم الارتياح لأنه يمنع نفسه من التعبير عما يريد ومن الحصول عليه.
    في النهاية، يحصل شيء ليخلق عارضاً على المستوى الفيزيائي، و تتأثر ذراعه اليمنى !!!
    ممكن حصول ذلك خلال سقوط من على السلم، أو في حادث سيارة، أو انضغاط عصب في الرقبة، أو النوم في تيار هوائي بارد!
    شيء ما ينبغي أن يحدث على المستوى الفيزيائي ليصنع عارضاً، لكي يُعطى الشخص رسالة على المستوى الفيزيائي المادي عن ما كان يفعل بنفسه!
    -- نحن نسبب لأنفسنا واقعياً ما كنا نقوم به لأنفسنا نظرياً --
    الأثر هو أن ذلك الشخص لا يستطيع تحريك يده. إنه يمنع نفسه من الوصول إلى شيء ما، وبما أنها الذراع اليمنى، على جانب ( الإرادة ) من الجسم، فإن الشخص يمنع نفسه من الوصول أو السعي إلى ما يريد. إنه يعطي لنفسه أعذاراً وأسباباً واهمة لكي لا يقتنع أنه قادر على الحصول على الذي يريده.
    عندما يبدأ بفعل شيء مختلف في وعيه، سيلاحظ أن شيئاً مختلفاً سيبدأ أيضاً في ذراعه، و العارض ممكن بسهولة أن ينتهي.














    الشاكرات والخريطة
    لفهم خريطة الوعي التي يمثلها الجسم، نستطيع العودة إلى بعض التقاليد والثقافات الهندية التي كانت تدرس الوعي لآلاف السنين، والتي تستخدم لغة الشاكرات.
    شاكرا : كلمة سنسكريتية تعني (عَجلة) أو (دوامة) لأنها تبدو هكذا عندما ننظر إليها.
    كل شاكرا أو شاكرا تشبه كرة مصمتة من الطاقة تخترق الجسم المادي، بنفس الطريقة التي يخترق بها الحقل المغناطيسي الأجسام المادية.
    الشاكرات ليست مادية، إنها مظاهر من الوعي بنفس الطريقة التي فيها تمثل الطاقة الأورا مظاهر الوعي.
    الشاكرات أكثر كثافة من الأورا، و ليست بكثافة الجسم المادي لكنها تتفاعل معه من خلال آليتين رئيسيتين: الغدد الصم والجهاز العصبي.
    كل من الشاكرات السبع مرتبط بواحدة من الغدد الصم السبع، ومع مجموعة محددة من الأعصاب تسمى ضفيرة أو شبكة عصبية. هكذا كل شاكرا يمكن ربطه بأجزاء محددة من الجسم ووظائف محددة فيه يتم التحكم بها عن طريق تلك الشبكة أو تلك الغدة الصماء المرتبطة بالشاكرا.
    وعيك، تجربتك في الحياة، يمثل كل شيء ممكن أن تختبره.
    جميع حواسك، كامل فهمك، جميع حالاتك الممكنة من الإدراك يمكن تقسيمها إلى سبعة أصناف، وكل صنف ممكن ربطه مع شاكرا محدد.
    وبهذا لا تمثل الشاكرات أجزاء محددة من جسمك فحسب، بل أيضاً أجزاء محددة من وعيك.
    عندما تشعر بالتوتر في وعيك، تشعر به في الشاكرا المرتبط بجزء الوعي الذي فيه يتركز الضغط النفسي، و تشعر به في أجزاء الجسم المرتبطة بذلك الشاكرا.
    إذاً يعتمد مكان إحساسك بالضغط على لماذا شعرت بالضغط...
    عندما يُجرح شخص في علاقة ما، يشعر كأن قلبه قد جُرح!
    عندما يكون شخص ما عصبياً، ترتجف رجلاه وتصبح مثانته ضعيفة!
    عندما يوجد ضغط في جزء محدد من وعيك، وبالتالي في الشاكرا المرتبط بذلك الجزء، يتم كشف الضغط بواسطة الشبكة العصبية المرتبطة بذلك الشاكرا، وتتصل الأعصاب بأجزاء الجسم الموافقة.
    عندما يستمر التوتر لفترة من الزمن، أو يصل إلى درجة كافية من الكثافة، يصنع المرء عارضاً على المستوى الفيزيائي. مرة أخرى، يفيدنا العارض بإرسال معلومة إلى الشخص من خلال جسمه عن ما كان يفعل لنفسه في وعيه.
    عندما يغير الشخص شيئاً ما في طريقته في الحياة، يكون قادراً على التحرر من الضغط النفسي الذي يخلق العارض، والعودة إلى حالته الطبيعية من التوازن والصحة.
    قراءة الخريطة
    عندما نقرأ الجسم كخريطة للوعي الداخلي، نطبق فكرة أن التوتر في الجسم يمثل التوتر في وعي الفرد باعتبار ما كان يحدث في حياته وقت تطوُّر العارض. أي أن الشخص كان يعاني من ضغط أو كبت حول شيء ما كان يحدث في حياته في ذلك الوقت.
    سنختبر خريطة الوعي التي تزودنا بها الشاكرات لكي نفهم لغة الأعراض المترابطة مع كل شاكرا. من أجل تكملة هذه الخريطة، نحتاج أيضاً أن ننظر لأنفسنا كأن كل شخص يمثل قطبية ثنائية من الين واليانغ، أي صفات أنثوية و ذكرية معاً.
    عند معظم الناس، يكون نصفهم الأيمن هو النصف اليانغ (المذكر)، وهو نصفهم الإرادي، نصفهم الفاعل أو النشيط. والنصف الأيسر هو النصف الين المؤنث، وهو نصفهم الشعوري الحسي و التكيفي.
    أما الناس الذين خُلقوا يساريي اليد، تنقلب عندهم هذه القطبية.
    من أجل شخص يميني: رجله اليمنى تمثل رِجل الإرادة أو الرجل المذكرة، أو أساس الإرادة عنده.
    وهكذا نستطيع الكلام عن ذراع الإرادة، عين الإرادة، فوهة الأنف الإرادية ...الخ
    كل شاكرا من الشاكرات عبارة عن طاقة مهتزة بتردد محدد، بتتالي منطقي ومرتب من سبع اهتزازات أو أمواج. بصعودنا عبر الشاكرات بالتتالي تصبح العناصر أكثر رهافة، مارّين أولاً بالعناصر الخمسة المادية وهي الأرض- الماء- النار- الهواء- الأثير، ثم إلى العناصر الروحية: الصوت الداخلي والنور الداخلي.
    العنصر الأثقل في الأسفل و الأخف في الأعلى. إنها سلسلة مرتبة منطقية.
    ألوان الطيف أيضاً تمثل سلسلة من سبع اهتزازات بترتيب منطقي متسلسل، كذلك النوتات ضمن السلم الموسيقي.
    هكذا يمكن وضع الاهتزازات الأثقل أي أطوال الموجة الأطول في الأسفل والأخف في الأعلى، ويمكن استخدام لون محدد ليمثل الشاكرا بحالته النقية، واستخدام النغمات الموسيقية.
    الموسيقا المعزوفة بمفتاح محدد تهتز وفق شاكرا معيّن، ونشعر بحالة خاصة عند سماع هذه الموسيقا.
    علاقتنا بلون معيّن تخبرنا بشيء ما عن علاقتنا بجزء وعينا الذي يمثله ذلك اللون!
    شاكرا الجذر
    شاكرا الجذر مرتبطة باللون الأحمر.
    هذه الشاكرا مرتبطة بجزء وعينا المعني بالأمان، البقائية والثقة. وهذا عند معظم الناس يتعلق بأجزاء وعيهم المهتمة بالمال ، المنزل و العمل.
    عندما تكون هذه الشاكرا بحالة نقية يكون الشخص قادراً على الشعور بالأمان، ويكون حاضر الذهن ومستقراً.
    عندما يوجد توتر في هذه الشاكرا، يظهر ذلك على شكل قلة الشعور بالأمان أو الخوف.
    وعندما يكون التوتر أكبر من ذلك: يظهر على شكل تهديد بالبقاء.أجزاء الجسم المحكومة من قِبل الحزمة العصبية العجزية و هذه الشاكرا تتضمن: الجهاز الهيكلي، الرّجلين، الغدد الكظرية و جهاز الاطراح.
    الأعراض في أجزاء الجسم هذه تمثّل بالتالي توترات على مستوى (شاكرا الجذر) وبناء على ذلك نعلم أن الشخص يرى العالم من خلال فلتر (مرشح أو مصفاة) إدراكي هو عدم الأمان أو الخوف.
    إذا أُصيبت إحدى الرجلين، نستطيع رؤية أنها إما الرّجل المذكرة أو المؤنثة، وهكذا نعرف ما ينبغي فعله بالنسبة للثقة برَجل أم بامرأة. ونستطيع أيضاً رؤيتها كشيء يجب عمله في الثقة بالإرادة أم في مظاهر الثقة بقواعد الحياة العاطفية، هذا كله مترابط مع ما كان يحدث في حياة الفرد وقت تطور العارض المرضي.
    حاسة الشم مع عضو الشم الأنف مرتبطان بشاكرا الجذر.
    إن الأعراض على مستوى الأنف أو حاسة الشم تعكس توترات في شاكرا الجذر.
    كل شاكرا مرتبطة مع عنصر:
    شاكرا الجذر مرتبة مع عنصر الأرض،: وتعكس شيئاً ما عن علاقة المرء بالأرض، أو كيفية شعوره بالحياة على الأرض، التي ندعوها الأرض الأم.
    هذه الشاكرا مرتبطة أيضاً بعلاقة المرء بأمه: عندما يشعر المرء بالانفصال عن أمه أو بإحساس أن أمه لا تحبه، فإنه بهذا يقطع جذوره ويعاني من أعراض التوترات على مستوى شاكرا الجذر، حتى يستطيع العودة مجدداً إلى قبول حب أمه له!عندما يُخلق طفل ضمن عائلة تقليدية، تقدّم الأم التغذية ويؤمّن الأب التوجيه.
    وهكذا فإن علاقة الطفل بوالدته تصنع قرارات خاصة عن ماهية الأشياء وسير أمور الحياة. وبذلك تصبح العلاقة بالأم نموذجاً لعلاقة الفرد بكل شيء ممثِّل للأمان، المال، المنزل والعمل.شاكرا الجذر مرتبطة باللون الأحمر.
    شاكرا البطن:
    شاكرا البطن مرتبطة باللون البرتقالي.
    هذه الشاكرا مرتبطة بأجزاء وعينا المعنية بالطعام والجنس _ الاتصال بين الجسم و الشخص الذي داخله، وحول ما يرغب الجسم أو يحتاج، وما الذي يجده ممتعاً.
    وهي مرتبطة أيضاً بما يحدث في وعي الشخص حول إنجاب الأطفال، والاستماع والاستجابة بشكل ملائم لرغبات وحاجات الجسم.
    أجزاء الجسم المضبوطة من قِبَل الحزمة العصبية القطنية تتضمن: الجهاز التناسلي ومنطقة البطن والمنطقة القطنية من الظهر.
    حاسة التذوّق مترافقة مع هذه الشاكرا، أيضاً عنصر الماء.
    عندما لا يكون للشخص علاقة جيدة صافية مع الماء (مثل السباحة أو ركوب القارب) هذا يعكس حالة أجزاء وعيه التي تمثلها هذه الشاكرا.
    التوترات على الجانبين الإرادي والعاطفي من هذه الشاكرا تشير إلى توترات في وعي الشخص: كخلافات بين أي من الإرادة أو العواطف مع ما يطلبه جسد هذا الشخص!
    يرتبط بهذه الشاكرا حاسة التذوق، والشهوة و استعداد الشخص للشعور بأحاسيسه وعواطفه الداخلية.
    شاكرا البطن مرتبطة باللون البرتقالي.
    شاكرا الضفيرة الشمسية :
    لون شاكرا الضفيرة الشمسية هو الأصفر
    و العنصر المرتبط بهذه الشاكرا هو النار ، و علاقة الشخص بالشمس تقول شيئا حول علاقته بأجزاء من وعيه المرتبطة بشاكرا الضفيرة الشمسية .
    مرتبطة بأجزاء وعينا التي يجب أن تتعامل مع إدراك القدرة ، السّيطرة ، أو الحريّة .
    في حالتها الصافية ، تمثّل الاطمئنان، سهولة العيش ، و الارتياح في كل ما هو حقيقة مريح لحياة الشخص بالنسبة لمن يكون.
    أجزاء الجسم المرتبطة بهذه الشاكرا تتضمن الأعضاء الأقرب إلى شبكة الضفيرة الشمسية، المعدة ، المرارة الطحال الكبد .الخ . بالإضافة إلى الجلد كجهاز و النظام العضلي كجهاز و الوجه عموماً .الحاسة المادية المرتبطة بهذه الشاكرا هي حاسة الرؤيا .
    أي شخص لديه حاسة رؤيا معطلة يختبر التوتر في مستوى الشاكرا الشمسية حول مسألة القدرة ، السيطرة أو الحرية .
    و الناس الذين لديهم ضعف في حاسة البصر أيضا يختبرون التوتر في مستوى شاكرا الجذر ، و يختبرون العالم من خلال مصفاة ( فلتر ) إدراكي حسي من الخوف و عدم الأمان.
    أولئك الذين عندهم بعد نظر يختبرون التوتر أيضاً في مستوى شاكرا الحنجرة و يرون العالم من خلال فلتر إدراكي من الغضب أو الذنب.
    الناس الذين لديهم اللا بؤرية ( علة في العين ) يرون خلال فلتر إدراكي عاطفي من الارتباك .
    والغدة الصماء المشاركة مع شاكرا الضفيرة الشمسية هي البنكرياس .
    نستطيع القول أن المصابين بالسكري يتجنبون الحلاوة ويُبعدونها عنهم.عندما يقترب شخص ما من الحلاوة ، يشعر بتهديد في قدرته أن يكون ذاته، و تأتي العاطفة لتخلق مسافة آمنة مرة أخرى.هذه العاطفة هي الغضب .السكّري مرتبط مع الغضب المكبوت . لون شاكرا الضفيرة الشمسية هو الأصفر .
    شاكرا القلب :
    اللون المرتبط بشاكرا القلب هو الأخضر الزمردي.
    شاكرا القلب مرتبطة بأجزاء الوعي التي تهتم بالعلاقات و إدراكنا للحب .
    العلاقات التي نتكلم عنها هي مع الأشخاص الأقرب لقلبنا ((الشركاء، الأهل، الأخوة، و الأطفال))
    أجزاء الجسم المرتبطة بهذه الشاكرا تتضمن القلب و الرئتين، و الدورة الدموية كجهاز.
    هذه الشاكرا مرتبطة أيضا بالغدة الصعترية ((غدة صماء)) التي تتحكم بنظام المناعة.
    و عندما يصاب جهاز المناعة، بمرض مثل الإيدز، يؤدي ذلك إلى فصل حياة الشخص عن الأشخاص الذين يحبهم.
    الإحساس المادي المرتبط مع هذه الشاكرا هو حاسة اللمس، في مظهرها المتمثل بالصلة بالنفْس داخل الجسم.
    على سبيل المثال ، إعطاء مسّاج إلى شخص لا يشعر بالإحساس الداخلي هو مثال على الإحساس الذي نربطه بشاكرا البطن . و لكن عندما يبدو المدلّك أنه يحس ( يشعر ) بما يختبر الشخص داخل جسمه ، عندها يتضمن الأمر مظهر الاتصال المرتبط بشاكرا القلب.
    هذا الشاكرا ترتبط بعنصر الهواء. عندما يكون لدى الشخص صعوبة مع الهواء بالتنفس (الربو ، الانتفاخ ، السل ..) ، نقول أن علاقته بالهواء تعكس علاقةً فيها صعوبة محبة إدخال الهواء ، أو إخراجه - على سبيل المثال. اللون المرتبط بشاكرا القلب هو الأخضر الزمردي.
    شاكرا الحنجرة :
    اللون المرتبط بهذه الشاكرا هو الأزرق السماوي.
    ترتبط شاكرا الحنجرة بأجزاء الوعي المعنية بالتعبير و التلقّي .
    التعبير يمكن أن يكون على شكل إيصال ماذا يريد الإنسان و ماذا يشعر ، أو يمكن أن يكون تعبيراً فنياً، كرسم الفنان، و رقص الراقص ، و عزف الموسيقي ، باستعمال أسلوب لأجل الإفصاح وإيصال ما هو بداخلنا إلى الخارج . التعبير مرتبط بالتلقّي، مثل "اطلب وسوف تنال".
    شاكرا الحنجرة مرتبطة بالوفرة ، و بحالة من الوعي تُسمى ( النّعمة ) ، حيث يبدو أن ما تريد لنفسك هو أيضا ما يريده الله لك .
    إن قبول ما يمنحه الكون الشاسع لك يتطلب إحساساً بالتلقّي اللا مشروط.
    و هذه الشاكرا مرتبطة بالإصغاء لحدس الشخص ، و السير بطريقة معينة يبدو فيها أن الكون يدعمك في كل ما تفعل .
    إنها أول مرحلة من الوعي يلاحظ فيها الشخص مستوىً آخر من عمل العقل (الذكاء) ،
    و تفاعله مع هذا المستوى الآخر من الذكاء .
    أجزاء الجسم المرتبطة مع هذه الشاكرا هي الحنجرة ، الكتفين، الذراعين و اليدين ، و الغدة الدرقية .
    حاسة السمع ترتبط بهذه الشاكرا ، و عنصر الأثير ( الهواء ) العنصر الطبيعي الأكثر رقة ، الموازي لما نجده في الفضاء العميق .الهواء هو الجسر أو المعبر بين البعد الجسدي و الروحي .
    إن الشخص الذي ينظر للعالم من خلال هذه الشاكرا ، يرى تجسّدات أهدافه .
    ذراع الإرادة تمثل تجسيد ما تريد، و ذراع الإحساس تمثل تجسيد ما يجعلك سعيداً.
    وما يشجّع أن النقطتان تشيران إلى نفس الشيء .
    اللون المرتبط بهذه الشاكرا هو الأزرق السماوي.

    شاكرا الجبهة : (الناصية)
    اللون المرتبط بهذه الشاكرا هو الأزرق النيلي ، الأزرق الغامق ، لون اللازورد
    ترتبط شاكرا الجبهة بأجزاء الوعي المعنيّة بالنظرة الروحية ، و منزل الروح :العودة إلى داخل الإنسان. هذا المستوى من الوعي يرتبط مع ما تسميه بعض التقاليد الغربية اللاوعي أو ما دون الوعي ، الجزء من وعينا الذي يوجّه أعمالنا ، أفعالنا و حياتنا .
    من هذا المستوى نُدرك الدوافع الكامنة خلف أعمالنا . نستطيع أن نراقب مسرحنا الخارجي من وجهة نظر داخلية .
    ترتبط هذه الشاكرا بضفيرة الشريان السباتي ، و بالأعصاب على كل جانب من الوجه ، و الغدة النخامية .
    الصداع في الصدغين أو وسط الجبين مرتبط بتوترات في هذا المستوى .
    هذه الشاكرا تتحكم بالنظام الهرموني الكامل كجهاز ، و عملية النمو .
    شاكرا الجبين ، المعروفة أيضاً بالعين الثالثة (البصيرة)، مرتبطة بالإدراك الحسي الفائق، أي إطلاق جميع الأحاسيس الداخلية التي توازي أحاسيسنا الخارجية ، و التي تضم معاً اتصالاً من الروح إلى الروح .
    العنصر المرتبط بهذه الشاكرا هو ذبذبة معروفة بالصوت الداخلي ، الصوت الذي يسمعه الأشخاص في آذانهم لكنه لا يعتمد على شيء في العالم المادي.
    البعض اعتبره حالة مرضية .أما في بعض التقاليد الشرقية ، تُعتبر القدرة على سماع هذا الصوت شرطاً ضرورياً لتعزيز النمو الروحي .
    اللون المرتبط بهذه الشاكرا هو الأزرق النيلي ، الأزرق الغامق ، لون اللازورد ، أو لون سماء الليل خلال البدر
    شاكرا التاج :
    اللون المرتبط بهذا الشاكرا هو البنفسجي ، اللون الأرجواني.
    وترتبط بأجزاء الوعي المعنية بالوحدة أو الانفصال . و تماماً مثلما تُظهِر شاكرا الجذر ارتباطنا مع أمنا الأرض، تظهر هذه الشاكرا ارتباطنا بأبينا ، الموجود في السماء .
    أولاً ، هو مرتبط بصلتنا مع أبينا البيولوجي . هذا يصبح نموذجاً لعلاقتنا مع الثقة ، ويصبح نموذجاً لعلاقتنا مع الله .
    عندما يكون هناك إحساس بالانفصال عن أبينا البيولوجي ، يُغلق الشخص هذه الشاكرا ،
    و تأثير هذا على الوعي هو إحساس العزلة والوحدة ، التقوقع على الذات ضمن صدفة، ومن الصعب عندها أن تعمل اتصالاً مع الذين خارج الصدفة .
    يشعر الشخص كأنه يختبئ من الله ، أو يختبئ من نفسه ، و لا يرى الحقيقة التي في أعمق جزء من وعيه ، الجزء الذي نقول عليه الروح .
    هذه الشاكرا مرتبطة أيضا بحس الاتجاه (التوجّه).
    أجزاء الجسم التي تحكم بها هذه الشاكرا هي: الغدة الصنوبرية، الدماغ، و الجهاز العصبي كله كنظام كامل.
    اللون المرتبط بهذا الشاكرا هو البنفسجي ، اللون الأرجواني.
    استعمال الخريطة
    عندما يوجد توتر في جزء محدد من الجسم ، هذا يمثّل توتراً في جزء معيّن من الوعي ، حول جزء معين في حياة الشخص .
    إنّ إدراكنا لهذا الترافق يساعدنا على رؤية أهمية حلّ مسألة التوتر في حياتنا .
    لو كان هناك فقط سؤالٌ عن ما يجب فِعله للإنسان ليكون سعيداً، ذلك سيكون سبباً كافياً لتشجيع الشخص لكي يرغب أن يغير شيئاً لا يعمل لصالحه، لكن هنا ، نرى أنها أيضاً مسألة تتعلّق بالصحة . هذه القضايا غير المحلولة في حياة الشخص هي ، في الحقيقة ، أمر خطير على صحته .
    عندما نشاهد التطابق بين الوعي و الجسم، نرى لأي درجة نحن نخلق واقعنا.
    و في الحقيقة، تبدأ تلك الكلمات بأخذ معنى جديد.
    نحن نرى كيف أن كل شيء يبدأ في وعينا، ونستطيع أن ننظر حولنا إلى المظاهر الأخرى في حياتنا بنفس الطريقة.
    عندما نرى كيف ينفّذ الجسم الرسائلَ و الرغباتِ العميقةَ للكائن داخل الجسم، يمكن أن ندرك أن العملية يمكن أن يكون لها أكثر من اتجاه.
    إنْ كان وعينا يقود إلى تطوير الأعراض المرضية، يمكنه أيضاً أن يقود إلى عملية إزالة هذه الأعراض.
    و إذا كان وعينا يستطيع أن يجعل جسمنا مريضاً، يمكنه أيضا أن يجعله صحيحاً.
    والنتيجة المنطقية لهذه العملية : أنّ أيّ شيء يمكن أنْ يُشفى.



    ما العلاقة بين الطب والتأمل؟

    إن كلمة "الطب" وكلمةالتأمل" تأتي من تصل واحد، فالطب يعني معالجة الجزء المادي أو الفيزيائي، والتأمل يعني معالجة الجزء الروحي من الإنسان، وكلاهما طاقة شفائية .
    وشيء آخر يجب أن نتذكره وهو أن كلمة " الشفاء" و كلمة " الكمال" أيضا تأتي من اصل واحد، وببساطة معنى أن تشفى هو أن تكون كامل، لا تفتقد أي شيء، ويجب أن نتذكر أيضا أن كلمة " قدس" تأتي من نفس الجذر، فكل هذه الكلمات: الشفاء، كامل، مقدّس، ليست مختلفة في جذورها .
    إن التأمل يشفيك، يجعلك كاملا، وعندما تكون كاملا تصبح مقدّس، والقدسية ليست مرتبطة بأي دين، ولا مرتبطة بأي كنيسة، لكنها تعني أن تكون في داخلك مترابط و متكامل، لا تفتقد أي شيء، يعني أن تكون الشيء الذي أراده الوجود لك، ويعني أن تفهم وتدرك قدراتك وإمكانياتك جيدا .
    إن الدين رحلة داخلية، والتأمل هو الطريق إليها، فما يفعله التأمل هو انه يأخذك، يأخذ وعيك إلى اعمق أعماقك، وحتى جسدك يصبح شيء خارجي، حتى عقلك يصبح شيء خارجي، وحتى قلبك الذي يعتبر اقرب شيء إلى مركز ذاتك يكون شيئا خارجي، فعندما ترى جسدك وعقلك وقلبك على انه شيء خارجي، عندها تكون قد وصلت إلى مركز وجودك ونفسك .
    إن وصولك إلى وجودك يعني انفجار هائل سيغير كل شيء، لن تكون كما كنت من قبل على الإطلاق، لأنك ستعرف أن الجسد ليس سوى صدفة خارجية، وستعرف أن العقل داخلي قليلا إلا انه ليس في صميم وجودك، وستعرف أن قلبك اكثر عمقا لكنه ومع ذلك ليس وجودك الحقيقي، فأنت لست معرّف بهذه الأشياء الثلاثة .
    عند وصولك إلى ذاتك ستشعر لأول مرة انك متبلور وكامل ولست ذلك الشخص الواهن الضعيف، لأول مرة ستشعر بطاقة رهيبة تسري فيك، طاقة دفينة لم تكن واعيا أو مدركا لوجودها من قبل، وستعرف لأول مرة أن الموت يصيب الجسد والعقل والقلب، لكنه لا يصيبك أنت .
    أنت خالد أبدا، فقد كنت دائما هنا، وستكون دائما هنا، لكن في شكل مختلف، ستكون موجودا بحالة من اللاشكل، لكن لا شيء يستطيع تدميرك لأنك أصبحت اكثر رسوخاً وقوة من قبل، وهذا سيقضي على كل الخوف في داخلك، واختفاء الخوف يعني ظهور الحرية، اختفاء الخوف يعني ظهور الحب، وعندها فقط يمكنك أن تعطي منه قدر ما تشاء لأنك أصبحت تعيش في مركزه ومصدره.
    إن التأمل يجعلك كامل، يجعلك مقدس، يجعلك مصدرا أساسيا لكل هؤلاء الجائعين والعطشانين والباحثين في الظلام، ستكون أنت النور لهم، فالتأمل هو الطريق لسيادة نفسك، وبعدها لن تحتاج إلى أي تعليم، لن تحتاج إلى أي كتاب مقدس، لن تحتاج إلى أن تكون مسيحيا أو يهوديا أو هندوسيا وكل تلك السخافات، كل ما تحتاجه هو أن تجد نفسك، والتأمل اسهل طريقة لبلوغ ذلك.
    إن التأمل سيجعلك كامل، نقي الروح، وسيجعلك غنيا حتى انك ستتمكن من تدمير كل حواجز فقر الروح في العالم بأسره، ذلك الفقر الحقيقي .
    إن افتقار الجسد للطعام والملبس والمنزل مشكلة يمكن حلها ببساطة عن طريق العلم والتكنولوجيا، لكن العلم و التكنولوجيا لن تقدر على منحك السعادة والنعمة، لأن هذا خارج عن نطاقها، فيمكنك أن تملك كل شيء في العالم، لكن إن كنت لا تملك السلام والصفاء والصمت والفرح، ستبقى فقيرا إلى الأبد.

    في الحقيقة، في هذه الحالة ستشعر بفقرك اكثر من أي وقت آخر، لأنك ستبدأ بالمقارنة، فأنت تعيش في قصر ذهبي و تعرف انك متسول، سترى أن لا شيء يوجد في داخلك، ستعلم انك مجرد فراغ . إن هذا هو السبب في أن الإنسانية كلما زادت ذكاء و نضجا، ازداد عدد الأشخاص الذين لا يشعرون بطعم أو معنى الحياة، ويزداد عدد الأشخاص الذين يشعرون أن الحياة شيء عرضي، وانه لأمر عقيم الاستمرار فيها .
    إن احدث تطورات الفلسفة الغربية تشير إلى شيء واحد وهو أن الانتحار ربما يكون الحل الوحيد، وبالطبع إذا لم تكن تعرف ذاتك عالمك الداخلي، وتملك كل شيء يقدمه لك العالم الخارجي، سيبدو لك أن الانتحار هو الحل الوحيد .
    التأمل يجعلك غنيا من الداخل، وسيصبح الانتحار آخر شيء تفكر فيه، وحتى إن أردت أن تدمر نفسك، فلا يوجد طريقة لأن ذاتك ونفسك راسخة، ومعرفتك لهذا الخلود هو بحد ذاته اعظم حرية، حرية من الموت والمرض والكبر، كل هذه الأشياء ستأتي وتذهب في حين تبقى أنت كما أنت لا شيء يخدشك أو حتى يلمسك، لان صحتك الداخلية ابعد من حدود أي مرض .

    إن علوم الطب والفسيولوجيا غير ناضجة على الإطلاق، فهي تعالج سطح الإنسان فقط دون أن تجد الطريق إلى ذاته وروحه، ولأنهم يرفضون وجود بعض الوعي الذي يصل ابعد من حدود العقل والموت، فهم منغلقون تماما على أنفسهم، متحيزين ضد كل الجهود العظيمة التي قام بها الصوفيون في سبيل أن يجدوا مركز الوعي عند الإنسان .
    في كثير من الأحيان يكون تشخيص الأطباء خاطئ تماما، وهذا لسبب بسيط هو أن الصورة ليست كاملة وشاملة بشكل كافي، فهو يهتم بالإنسان على انه مادة، مجرد خيال دون أي شيء ابعد منه، دون أي شيء خالد أو أي شيء يمكن أن يبقى إلى الأبد، فهم كوّنوا صورة للإنسان تخلق اليأس في للأشخاص الأذكياء، وبسبب رفضهم السافر، يكون منهجهم غير علمي، بل هو محض خرافات تماما كما يفعل رجال الدين المتعصبين أو الرجال السياسيين .
    لا يحق للعلم أن ينكر الوعي ما لم يكتشف في السماء الداخلية للوعي الإنساني، ويؤكد انه مجرد حلم، ليس حقيقة بل مجرد خيال، لكنهم بكل بساطة لم يستكشفوا الحقيقة، بل افترضوا الكذب.
    العلم ليس نقيا ولا يمكن أن يكون، لأن العلماء أنفسهم لا يتمتعون بالبراءة، لأنهم ليسوا جاهزين ليتبعوا الحقيقة رغما عن أنفسهم وظروفهم ..
    الصباح هو وقت مقدّس للتأمل.
    في هذه السطور يشرح أوشوا تقنية تأمل النور الذهبي وفوائدها.
    مرتين يومياً على الأقل-- وأفضل الأوقات هي ساعات الصباح الباكر، تماماً قبل أن تنهض من سريرك. في اللحظة التي تشعر بها أنك يقظ متنبّه، قم به لمدة عشرين دقيقة. دَعْ تأملك يكون أول شيء تعمله في الصباح!--لا تنهض من السرير.قم به في اللحظة ذاتها، تماماً! -- لأنك عندما تكون خارجاً من النوم تكون مُرهف الإحساس جداً، وتقبّلي (قابل للاستقبال)، ومتنشطاً جداً، عندها يصل التأثير إلى العمق. لأن دماغك يكون عندها في أقل نشاط له. ولأنه يوجد بعض الفجوات التي يمكن للتقنية أن تخترق من خلالها إلى جوهرك الأكثر عمقاً.
    في الصباح الباكر، عندما تكون مستيقظاً، وعندما تكون الأرض بكاملها مستيقظة، يوجد موجة عظيمة من طاقة اليقظة عبر العالم أجمع. استخدم تلك الموجة؛ لا تفوّت هذه الفرصة.
    جميع الأديان القديمة تدعو إلى الصلاة في الصباح الباكر عندما تشرق الشمس، لأن شروق الشمس هو شروق لجميع الطاقات في الوجود. في تلك اللحظة تستطيع ببساطة أن تَركَب على موجة الطاقة الصاعدة، وهو أمر سهل.
    لكن بحلول المساء سيكون صعباً، فالطاقات ستكون هابطة إلى الأسفل؛ وستكون عندها تقاتل عكس التيار.
    في الصباح ستكون سائراً مع التيار.
    لذلك أفضل وقت للبدء هو أول الصباح، تماماً عندما تكون نصف نائم، ونصف صاحٍ.
    والعملية سهلة جداً. لا تحتاج إلى وقفة أو تنفس خاص، ولا تحتاج إلى أخذ حمّام قبلها.
    ببساطة استلقِ في السرير على ظهرك. أبقِ عينيك مغلقتين.
    عندما تأخذ شهيقاً، تخيّل أن ضوءاً ساطعاً يدخل من رأسك إلى جسمك، كما لو أن الشمس قد أشرقت قريبة جداً من رأسك-- نور ذهبي ينصبّ في رأسك. أنت فارغ تماماً و النور الذهبي ينصبّ في رأسك، ويستمر، يستمر، بعمق، بعمق، ويخرج من أصابع قدميك. عندما تأخذ شهيقاً، خذه مع هذا التخيّل.

    وعندما تُخرج الزفير، تخيل شيئاً آخر: الظلمة تدخل من أصابع قدميك، نهر أسود هائل يدخل من أصابع قدميك، يصعد للأعلى، ويخرج من رأسك. قُم بتنفس عميق بحيث يمكنك التخيّل. تنفس ببطء. وفي لحظة يقظتك تستطيع أن تُبطئَ تنفسك وتجعله عميقاً جداً لأن الجسم مرتاح ومسترخي.
    دعني أكرر: خذ شهيقاً، دع النور الذهبي يدخلك من خلال رأسك، لأن الوردة الذهبية تنتظر هناك.
    ذلك النور الذهبي سوف يساعدك. سوف يطهّر كامل جسمك ويملؤه بالإبداع. هذه طاقة ذكرية.
    ثم عندما تزفر، اجعل الظلمة، أظلم شيء تستطيع تخيله، مثل ليلة مظلمة، على شكل نهر، تأتي من أصابع قدميك إلى الأعلى -- هذه طاقة أنثوية: سوف تهدّئك، سوف تجعلك متقبّلاً، سوف تسكّن أحاسيسك، وتعطيك الراحة -- واجعل تلك الظلمة تخرج عبر رأسك.
    بعدها استنشق الهواء مجدداً، و النور الذهبي يدخل.قم بذلك لعشرين دقيقة في الصباح الباكر.
    وبعدها، ثاني أفضل وقت هو عندما تعود إلى النوم، في الليل.
    استلقِ على سريرك، استرخِ لبضعة دقائق. عندما تبدأ بالإحساس أنك الآن تتأرجح بين النوم و اليقظة، تماماً في المنتصف، ابدأ بالعملية مجدداً، واستمر لعشرين دقيقة. إن غَفيتَ خلال القيام بها، فذلك أفضل شيء يحصل، لأنّ التأثير عندها سوف يبقى في اللاوعي (الوعي الفائق) ويستمر في عمله.
    وبعد فترة ثلاثة أشهر سوف تُفاجأ: الطاقة التي كانت تتجمّع باستمرار عند أسفل مركز، مركز الجنس، لم تعد تتجمع هناك. إنها الآن تتجه إلى الأعلى.
    في اليوم التالي من حديثي سأل أحدهم سؤالاً: قال أنه قد رأى أجمل النساء في المنطقة والتي لم يكن قد رأى مثلها من قبل، لكنهن غير مثيرات للشهوة الجنسية.
    لماذا حدث هذا؟ إنه كذلك نعم، كانت مراقبته صحيحة. إنْ تأمّلت بعمق سوف تصبح غير شهوانيّ ، دون شهوة.
    سوف تشعر بنوع مختلف من الجمال، لكنه لن يكون مثيراً للشهوة الجنسية. سوف تبدأ بالحصول على نكهة من الروحانية. سوف تبدأ بفهم رقّة الجمال، وليس بدانة الجنسانية.(الشهوة)
    الجنس بدين ثقيل لأنه أسفل حلقة من سلم صعودك. عندما تتحرك الطاقات للأعلى، سوف ينشأ فيك نوعٌ مختلف من الحُسن والجمال، يكون مقدّساً.
    وتصبح أقل فأقل كجسم وأكثر فأكثر كروح.
    إذا قُمت بهذه العملية البسيطة لثلاثة أشهر، سوف تتفاجأ:
    لا داعي للكبت أو الكبح. فعملية التحويل قد بدأت
    كن شاهدا على أفكارك

    التأمُّل يحتاج عملاً عظيماً شاقاً.... إنه مهمة عسيرة. من الأسهل نوعاً ما أن نبقى غير متأمّلين. و لا يمكن أن تفعل شيئاً حيال ذلك، أنت غير متأمّل، كل شخص يُولَد و هو غير متأمل.
    نحتاج إلى شجاعة عظيمة كي نصبح متأملين، نحتاج إلى عزيمة و صبر كبير، لأنّ التجاوز والذهاب إلى ما وراء عقولنا هو أكثر الظواهر تشابكاً.
    نحن لا نعرف أي شيء عدا العقل. حتى عندما نفكر بالذهاب إلى ما وراء عقلنا، إنه عقلنا الذي يفكر بذلك. حتى عندما نحاول تجاوزه، عقلنا هو الذي يحاول تجاوز نفسه!
    لكن كيف يستطيع العقل أن يتجاوزَ نفسه؟ هنا يَكمُن التعقيد... إنه مثل محاولتك أنْ تجرَّ نفسك بواسطة ربطة حذائك ! لا يمكنك ذلك. لكن هناك طرق ووسائل تستطيع أن تساعدنا بشكل هائل.وهي كلّها غير مباشرة ...
    التأمل لا يكون بالإجبار، كل شيء مُجبِر يكون من صُنع العقل.
    العقل قسريّ جداً، إنه نازي.. فاشي و عنيف. و التأمل يأتي عندما نخرج من إطار العقل بدون أي قَسر، و بشكل طبيعي و تلقائي.
    و الوسيلة الأعظم المُستخدمة هي أن تكون شاهداً.
    فقط راقب أفكارك.... عندما يكون لديك الوقت أغلق عينيك و انظر الى أفكارك، رغباتك، و ذكرياتك على شاشة عقلك. لا تكن مهتماً أبداً.
    لا تَحكم على أي شيء بالصحة أو الخطأ. إذا حَكَمْتَ تكون قد تسرَّعت.
    إذا قلت "هذا صحيح" فقد اخترت شيئاً ما، و في اللحظة التي اخترت فيها أصبحت مُحدداً بهذا الشيء، أصبحت متعلقاً به.. ولن ترغب أنْ يذهب، ستحبّ أنْ تحتفظ به لنفسك.
    و عندما تقول أن هذا الشيء سيّء، فأنت تزيحه بعيداً، تتجنّبه، و لا تريده بعد الآن.
    لن تريده حتى على الشاشة. و بهذا، ستبدأ بالقتال و النضال، و ستنسى أن تكون شاهداً على ذلك.
    لكي يكون الشخص شاهداً فقط: ينبغي عليه أن يجلس على ضفة النهر و يشاهد تدفقه بجانبه.
    لا يوجد شيء لتَحكُم عليه، و لا شيء لتقوله، فقط لتشاهده...
    و إذا كان الشخص صبوراً بمقدار كافي، سيتناقص الازدحام ببطء. ستتناقص الأفكار على الشاشة، و في بعض اللحظات لن ترى أي شيء على الشاشة، سترى الشاشة فارغة......
    هذه هي أكثر اللحظات قيمة في الحياة.
    في تلك الفترات عندما لا تكون الأفكار موجودة، ستكون أنت ببساطة موجوداً. فالمُشاهد موجود لكن لا شيء للمشاهدة....
    هذه هي لحظات النّقاء، البراءة، و يمكن أن تُسمّى باللحظات الإلهية المقدّسة.
    لا يوجد هنا أي إنسان، فقد تَجاوزْتَ الإنسانية في هذه اللحظات.
    و ببطء ستصبح هذه اللحظات أكبر فأكبر، و ذات يوم ستصبح عملية بسيطة، ستتمكن من الدخول لمرحلة (عدم التفكير) متى ما شئت. و أنت واعٍ تماماً، و مع ذلك لا تفكر بأي شيء.
    هذا هو التأمل، و هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يخلّصك من كل أشكال العبودية، و يأتيك بالسلام، و النعمة و الله و الحقيقة.
    من كتاب أوشو: Unpublished talks
    الصمت في الأصوات
    أغلق عينيك و اشعر بالعالم بأكمله مليء بالصوت..
    اشعر كأنما كل صوت يتحرك نحوك و أنت المركز
    هذا الشعور أنك أنت المركز سيعطيك سلاما عميقا
    العالم كله يصبح محيط الدائرة و أنت المركز كل شيء يتحرك نحوك كل شيء يتهاوى نحوك ..
    المركز لا يحوي أصواتا .. لذا فأنت تستطيع سماع الأصوات
    الصوت لا يستطيع سماع صوت أخر .. المركز صمت مطلق .. لذا تسمع الأصوات الداخلة فيك .. القادمة إليك .. النافذة فيك .. المحيطة بك
    اذا استطعت أن تجد المركز .. المجال في داخلك الذي تصله الأصوات ، فجأة ستختفي الأصوات و ستدخل حال الصمت ..
    اذا استطعت أن تشعر المركز الذي فيه تسمع الأصوات سيصير تحولا فجائيا في الوعي
    لدقيقة ستسمع العالم مليئا بالأصوات .. و لدقيقة أخرى وعيك سيتراجع و ستسمع الصمت .. مركز الحياة

    لا تبدأ بالتفكير بالأصوات .. هذا جيد أو رديء هذا مزعج ذاك جميل و الأخر منتاغم
    ببساطة فكر بالمركز .. فكر بأنك أنت المركز و كل الأصوات تتجه نحوك كل الأصوات على أنواعها
    الأصوات لا تسمع بالأذن .. الأذن لا تستطيع أن تسمع ..
    الأذن عملها ناقل فقط , و في النقل تصطفي الأذن الكثير من الأصوات التي لا تنفعك ..
    إنها تختار و تنتقي عندئذ تدخلك هذي الأصوات المنتقاة
    ألان .. ابحث أنت في العمق .. من الداخل .. عن مركزك
    الأذن ليست المركز أنت تسمع من مكان عميق الأذن ببساطة ترسل لك الأصوات المصطفاة
    أين ال(أنت) أين المركز .
    الصوت والبيئة
    علم البيئة الصوتي :
    ولد الإنسان وما يزال يعيش منذ نشأته ككائن حي في وسط صوتي بيئي طبيعي متنوع واكبه منذ خطواته الأولى ولغاية الوقت الراهن، حيث تحيط به جملة من الأصوات الطبيعية كصفير الرياح،قصف الرعد،خرير المياه، تغريد لطيور وكافة أصوات الحيوانات والنباتات والبشر.
    تكمن أهمية الأصوات الطبيعية في أنها تعبر عن وقائع بيئية هامة ومحددة مرتبطة بوجوده ، لذا كان سمعه منسجماً معها( ومدوزناً ) على نغماتها وأضحت جزأً هاماً من الوسط البشري ، وعندما بدأت تختفي أو تنحسر حاجة البشر لتلك الأصوات بقيت ولا تزال تترك أثراً إيجابياً على الإنسان ونفسيه ومشاعره ولهذا السبب بالذات تعجبنا الأصوات الطبيعية ولا تتعبنا أو تزعجنا أو تضرنا.
    أمّا واقع الحال بالنسبة للأصوات التقنية الاصطناعية والمصطنعة يختلف تماماً حيث هي قصيرة الأجل ولا يتجاوز عمر مواكبتها للتاريخ الإنساني المئتي عام (200) ولغاية الآن لم نتعود على سماعها ولا ولن تستسيغها آذاننا وتبقى كما عليه منذ بروزها غير مريحة لمسامعنا بل حتى مضرة بصحتنا ، ومسيئة للنباتات والحيوانات على السواء.

    لا يلحظ سكان المدن الكبيرة التلوث الضجيجي وهم تعوّدوا عليه كأمرٍ طبيعي حتى أنهم غير قادرين على التصور كم هو مناف للطبيعة، مزعج وضار? ولا بد أن تتحققوا في أول زيارة لكم لمدينة كبيرة كم هو هائل مستوى الضجيج الناتج عن صخب حركة المواصلات، هدير محركات الطائرات صخب السيارات والقطارات،السفن، التراموايهات، المصانع والمستودعات ويبدو أنه لا مفر لكم أو ملجأً من تلك الأصوات، ولا تكاد تدخل المنزل متأملاً بالإفلات أخيراً من قبضتهم وحصارهم حتى تجدون أنفسكم ملاحقون من جديد في بداية بالمصعد من ثم ما يكاد ينسدل باب البيت حتى تبدؤوا سماع أنغام البرادات والغسالات والرائي، المذياع والموسيقى الصاخبة ببيت الجيران وهكذا دواليك من الأصوات.
    ربما سائل يسأل:إذا كان الضجيج يحيط بالإنسان ومرتبط بحياته بهذه الدرجة والعمق قد يكون ليس ضاراً كثيراً بنا لكما نتخيّل، فالجواب - نعم ضار وضار جداً ويعتبر تأثيره على الجسم الحي أكثر سوء أو خطراً من الأثر الناتج عن التلوث الكيميائي ، بالرغم من أنهما أمران أحلاهما مر لكن هذه حقيقة لا مفر منها.

    حذّرت منظمة اليونسكو و منذ أواخر الستينيات (1967) من أن الضجيج هو مصيبة العالم المعاصر و نتاج حضارته غير المرغوب به، لكن وبعد مرور أكثر من 33عاماً من الزمن أصبح الصخب أكثر خطرا وارتفعت قيمته في معظم المدن الكبرى في العالم بمعدل12- 15د. ب، أمّا قيمة الضجيج الذاتية فارتفعت وبمعدل( 3 - 4 ) مرات وانخفضت إنتاجية العمل بنسبة15-20%وأزداد بشكل ملفت للانتباه عددا لأمراض المهنية وبشكل خاص خطر السكتات القلبية و الدماغية المبكّرة عند كبار السن وتسارع شيخوخة الجسم وكل هذا أدى لتراجع نوعي في جودة الوسط الطبيعي المجاور- أي ظروف حياة الناس ويعتقد الخبراء أن الصخب المرتفع في المدن العملاقة يقصّر عمر البشر نحو 8 -12 سنة
    يميزا لعلماء شكلين للتأثير الضجيجي على الجسم الحي:مباشر و غير مباشر وينعكس التأثير المباشر للضجيج على صحة الإنسان بكونه يلعب دوراً هاماً في ارتفاع نسبة أمراض القرحة المعدية، والجملة العصبية - النفسية وأمراض القلب الأوعية الدموية ففي المجتمعات الأوربية يعاني وسطياً كل( 4 ) رابع رجل كل(3) ثالث امرأة من العصبية( النرفزة) الناتجة عن الضجيج والصخب المرتفعين ووفقاً للإحصائيات كل (5) خامس مراجع لمستشفيات الأمراض النفسية يقصدها من جراء تعرضه للضجيج ،أمّا حاسة السمع فهو الأكثر تضرراً من الضجيج و يُعتقد أنه من بين كل مائة قروي يعاني من20-30شخصاً من سوء السمع أمّا هذا المعدل في المدن فيصل إلى (5) خمسة أضعافه في الريف ويؤدي إلى انخفاض نسبة الاستيعاب الدراسي-التعليمي ومردود الراحة أثناء النوم وإلى الضجر والقلق خصوصاً عند الأطفال فتزداد عصبيتهم وبكائهم ولم يكن من قبيل الصدفة أن يُعاقب المجرمين في العصور الوسطى بواسطة رنين(طنين) الأجراس الذي كان يعتبر عقاباً مؤلماً ومميتاً.

    أخترع الأطباء مصطلح " المرض الضجيجي" لوصف ودراسة التأثير الإجمالي للضجيج على الإنسان والذي تعتبر من أهم أعراضه :
    الصداع، القيء ،العصبية والقلق و في حالات ليست نادرة نقص مؤقت لدرجة السمع، أمّا الأسباب المؤديّة لهذا المرض فهي عديدة ندرج فيما يلي أهمها :

    العمل في أماكن وفي شروط مشبعة بالضجيج ( كمعامل الحديد، حقول اختبار محركات الطائرات الموانئ.ألخ )
    ويشكو غالبية سكان المدن من المرض الصخبي نتيجة تعرضهم لضغوطات صخبية عالية ونبين فيما يلي المعدلات الطبيعية أو ( النظامية ) للصوت بوحدة قياس الضجيج( د.ب)*والتي ينبغي أن لا تزيد في غالبية حجر المشافي الصحية عن35 د.ب نهاراً،25 د.ب ليلاً أمّا بالنسبة للبيوت والمنازل بحدود 55 و45 د.ب بالتماثل.ونحن نعلم حق العلم كل مصادر انبعاث الأصوات التقنية الاصطناعية، الملوثة صوتياً للوسط البيئي، والتي من أهمها : الطائرات النفاثة المحلقة على ارتفاعات منخفضة-100 د.ب، التراموايهات -90د.ب الباصات -85 د.ب، السيارات -71 د.ب، مركبات نقل القمامة-75 د.ب المجاري الصحية -83 د.ب والغسالات - 74 -76 د.ب. أثبت العلماء أن الضجيج يؤثر على صحة الإنسان ليس فقط بشكل مباشر، بل بشكل غير مباشر بواسطة تأثيره على الطبيعة فهو يقلص من أعمار الأشجار في المدينة ،التي هي أقصر عمراً مماً هي، عليه في الريف، نظراً لارتفاع كثافته ولو عرضّنا النباتات إلى صخب كثافته تساوي -100 د.ب لما استطاع البقاء حياً أكثر من عشرة أيام حيث تبدأ الأزهار والأوراق بالذبول تحت وطأته و يلتجم نموها، أمّا الطيور فتجبر على هجرة أعشاشها وترك لقاحها -( بيوضها) وتمتنع عن رعاية فراخها وقد يؤدي الصخب المرتفع إلى تشقق البيوض وتخثرها أمّا عند فصيلة الثدييات فتسبب الضجة بتغييرات في ضغط الدم والضرر بالعضلات القلبية وقد تؤدي إلى الموت في نهاية المطاف نتيجة للشلل القلبي،وتنكفئ بغض الفئران عن التكاثر وقد يلتهم بعضها لصغاره وتحت تأثير الضجيج تتعرض الحوامل من الثعالب في مرحلة ما قبل الولادة إلى الإجهاض أو الطريحة أو الولادة المبكّرة وهذا ما قد يؤدي في حالة مزارع تربية الحيوانات وإكثارها لخسائر إقتصادية. يبدو واضحاً مما سبق أن الضجيج يخلق ظروفاً مقيتة وغير مريحة في أماكن تواجد الحيوانات والطيور مما يضطرها لمغادرة المكان وبالإضافة لذلك هو يقضي على يرقات بعض الحشرات و(أمبريونات) بعض الطيور ويشقّق قشور بيوضها، وتفقد بعض الحيوانات تحت تأثير الضجيج قدرتها على التوجة في الأفق والتقدير الصحيح لأماكن تواجدها- كل ذلك يؤكد أن الضجيج ضارُ وضارٌ جداً بصحة كافة الكائنات الحية والنباتات، لكن من الممكن التقليل والحد من آثاره السلبية المختلفة بمراعاة و إتباع وسائط وطر ق وتوجد عدة حلول ووسائط لمكافحة الضجيج والحد من مساوئه:
    من الضروري بمكان- التقيّد الشديد والمراعاة الدقيقة للمعدلات والنسب الطبيعية الآمنة للضجيج،والقيم النظامية المسموحة المعتمدة علمياً وعملياً.
    فمقدرتنا اليوم تخفيف مستوى الضجيج العالي في شوارع المدن الكبرى والمساوي في الوقت الراهن قرابة(80 د.ب) بواسطة تبني جهود حثيثة لتحديث التقانة والتقنيات المعتمدة المعمول بها حالياً بتوجيه المصممون لكي يصمموا محركات قليلة الضجيج وإبعاد التجمعات السكانية الآهلة عن الطرق السريعة والشوارع وعزل الطرق عن البيوت بأحزمة إسمنتية،أكوام ترابية وتسميك وتحسين الغطاء الإسفلتي ، ويمكن أيضاً محاربة ظاهرة ضجيج المدن،المهمة الملحة،بإجراءات أخرى هامة نورد فيما يلي بعضها:التشجير والتحضير على نطاق واسع:تسميك جدران الأبنية،تركيب الزجاج المزدوج على النوافذ، واستخدام مواد عازلة وكاتمة للأصوات، ومن المعروف أيضاً أن الأشجار المزروعة بجوار بعضها البعض والنباتات المحاطة بحائط حجري (كما كان يفعل أجدادنا) تلعب دورا هاماً في تخفيض الضجيج التقني وتجميل وتحسين الوسط بشكل عام، لكن لسوء الحظ لا تزال معدلاته مرتفعة وتفوق كثيرا قيمه الآمنة أمّا الإجراءات والإحتياطات المتخذة لمكافحته فهي غير كافية وليست متكافئة مع معدلاته المستمرة بإلقاء آثارها السلبية على صحة الإنسان والحيوان والنباتات تعتبر مسألة حماية الوسط المدني من الضجيج - مشكلة متعددة الجوانب وليست قابلة للحل بمجرد تبني وإتباع عدد من الإجراءات التكنولوجية محضة، لأن الضجيج - مرض الحضارة البيئي الخطير والمزمن والقابل للانتكاسة دائماً.

    لكن بدورنا لا ننسى ونأخذ بالحسبان أن الإنسان وجد ويعيش في وسط صوتي بيئي طبيعي كان ولا يزال ملازماً له على الدوام في مسار تطوره فلقد أعتاد على سماع تغريد الطيور، خرير الجداول،صهيل الخيول،هديل الحمام ،نباح الكلاب، قصف الرعد، قرقعة الصخور المنهارة من أعالي الجبال. الخ نحن وآذاننا مهيئون جينياً و وراثياً وتاريخياً لتلقي مثل هذه الأصوات ، التي كان يسمعها أسلافنا وأجدادنا وكانوا يطربون لها أو يحزنون أو يخافونها لكنها تبقى أصواتاً طبيعية صرفة ونحن مستعدون لتقبلها بنفس مرتاحة كونها ظاهرة حيوية طبيعية وضرورية لحياتنا اليومية وهي لا تترك على صحتنا أي أثرٍ سلبي وفي بعض الأحيان تتمتّع بأثر وقائي - علاجي تستخدمه بعض طواقم الأطباء في عدة مصحات ومشافي،كعامل إيجابي لترويض النزلاء يساعد في تحسيين مزاج و خاطر المرضى والحالة الصحية العامة لبعض المراجعين . ربما كان السبب وراء إقتناء أسلافنا منذ القدم للبلابل المغردة الببغاء الناطقة وبعض الطيور الأخرى في دورهم لأن أصواتها كانت تمنحهم السكينة والهدوء وتزيل عنهم متاعبهم وقلقهم بل وتغرقهم في بحر من الإلهام والإبداع الروحيين،كونهم جزءاً من روعة الطبيعية،التي يودون محاكاتها في ما بين جدران منازلهم، فهي التي تذكرهم بسعة السهول الشاسعة وعلو السماء الزرقاء الجميلة ونور ودفئ أشعة الشمس الساطعة وامتداد البحار ألخ وأصوات الطيور مفرحة ومنشطة للعقل تحسن المزاج وترفع من القدرة على العمل والنشاط وليس مصادفة اصطحاب رواد الفضاء لتسجيلات أصوات الطيور معهم إلى الفضاء الخارجي في رحلاتهم لكن ليست أصوات الطيور وحدها فقط تمتلك خصائص علاجية بل يمارس الأطباء اليابانيون منذ زمن بعيد محاكاة أصوات الطبيعة( تتساقط حبات المطر) عن طريق أجهزة تقلدهُ، وتخاط في وسائد النوم لمساعدة أصحابها على النوم الهادئ والتغلب على قلقهم تقليل معاناتهم إذ أن الاستماع لأي صوت طبيعي يهدئ روع وأرق الإنسان المتعب القلق ويردَه للحالة العادية ويؤدي نفس الدور الاستماع للموسيقى الكلاسيكية على عكس الموسيقى الصاخبة ذات الأنغام الحادّة التي تبعث حالة من الثمل( السكَر) الصوتي المشابهة لحالة التخدير الشامل عند المدمنين على المخدرات.وتكثر حالات نقص السمع عند معظم عشاق ومدمنو الاستماع الدائم لمثل هذا اللون من الموسيقى.
    وعلى العكس مما سبق تترك الأصوات التقنية الاصطناعية أثراً سيئاً على حالة وصحة كافة الكائنات الحية ( وبشكل خاص الإنسان) فتزيد من إعياء هو وتحط من قدراته وطاقاته، تدمّر صحته وتهمك الحيوان، تعيق نمو النبات، تهلك الطبيعة وتعد مشكلة التخفيف من نسب الضجة إلى أدنى حد ممكن- مهمة ملحة حيوية ومصيرية تتطلب بذل كل الجهود والمساعي لإبقائها عند الحدود الآمنة سامحةً لنا محاكاة الطبيعة والاستمتاع بأصواتها البكر، ومن الضروري جداً أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار عند تقديم كافة أنواع الدراسات الهندسية- التقنية الاقتصادية والبيئية - المعلوماتية على كل الصعد: الرسمية والعامة والخاصة.





    المغناطيسية

    - أحد عناصر المغناطيسية الشخصية هو المغناطيسية المادية ((الجسدية))، و التي تحتوي على ثلاثة أنواع من الجاذبية.
    النوع الأول يأتي لأن مغناطيسية الجسم تعمل بشكل صحيح، منتظم، عندما تكون الدورة الدموية صحيحة و عندما يتلقى الجسم الرعاية المناسبة.
    النوع الثاني يعتمد على جاذبية الشكل و المعالم و التي يحملها الشخص منذ ولادته.
    أما النوع الثالث فنتج بسبب الحركة المتوافقة(المتناسقة)
    و الشخص الذي تنقصه إحدى هذه الأنواع سوف تنقصه المغناطيسية طبعاً.و كما يوجد براعم للأشجار، يوجد وقت في حياة الإنسان حيث يتبرعم فيه، هذا الوقت يسمى الشباب، و فيه تعبر المغناطيسية عن نفسها بشكل كامل. إنها تأتي مثل الفصل(الموسم) و تذهب مثله.
    - أما العنصر الثاني من المغناطيسية هو مغناطيسية العقل ((الذهن)).
    فالشخص ذو التفكير و الذكاء، الذي يفهم بسرعة و الملائم لشرح أفكاره للناس، لديه بشكل طبيعي طاقة مغناطيسية.
    و مغناطيسية التفكير هذه ممكن أن تقسم أيضا إلى ثلاثة أنواع.
    النوع الأول : هو التفكير العميق. فالشخص العميق التفكير ممكن ألا يتكلم كلمة واحدة، و لا يفعل أي شيء، لكن حقيقة أنه متفكر سوف تجذب الآخرين له.
    و النوع الثاني: التي تظهر فيها مغناطيسية العقل هي في شكل خطاب، ذكاء و تعبير.
    أولئك الذين يكونون في حضور رجل لديه عقل حي يُجذبون فوراً بواسطة مغناطيسيته.
    و النوع الثالث: لمغناطيسية العقل هي قوة الإدراك و التخيل((التصور)).
    فهناك أناس نشعر حالا بالانجذاب لهم، نشعر أنهم قريبون منا، يفهموننا و يفهمون ما نقول و ما نعني.
    شخص كهذا لا يحتاج لأن يتكلم أو يشرح أي شيء ليظهر طاقته المغناطيسية.
    ممكن أن يجلس أمامنا و يسمعنا، و عندما نتحدث إليه نشعر بأننا منسجمين معه.
    - العنصر الثالث من المغناطيسية هو مغناطيسية القلب.
    إنها أقوى من مغناطيسية العقل، فمغناطيسية العقل تؤثر سطحياً بينما مغناطيسية القلب تؤثر في أعماق الإنسان.
    القلب ممكن وصفه بالنار المتوهجة إذا كان حيا، أما إذا كان ميتا فهو كالثلج المتجمد.
    لا تحتاج مغناطيسية القلب إلى تعبير، فالشخص الذي لديه قلب محب هو مغناطيسي بلا شك. لذلك يجب أن لا يعترف أحد بالحب، فالحب يتكلم عن نفسه، لا يحتاج إلى كلمات.
    فالنار لا تصرخ ((أنا أحترق))، حرارة التوهج يمكن أن تُحس بدون كلمات.
    و ممكن أن تقسم مغناطيسية القلب إلى ثلاثة أنواع.
    الأول هو القلب الذي يتلقى الحب، لديه مغناطيسية القمر، فالتأثير المهدئ للقمر يُرى في روح المحبوب.
    الثاني القلب الذي يحب، و هذا لديه مغناطيسية أقوى، و التي ممكن أن تكون مشابهة للشمس القوية المشعة. الثالث من الحب هو أعظم، أروع، و أكثر رقة من النوعين المذكورين سابقا. إنه يتطور عندما يصبح الحب ينبوعاً مستمراً، يرتفع كالسيل و يهبط كقطرات عديدة.انه حب الأرواح ((الأنفس)) الذي لا يستطيع أن يساعد و لكن يحب، حب الأرواح الذي لا يعرف الا الحب، و ليس الكره، حب الأرواح الذي لا يمتلك الحب لكن هو أصبح الحب ذاته.
    هذه المغناطيسية تنتشر في أفق أوسع و تدوم أطول من أن يستطيع أحد أن يتخيل.
    - أما العنصر الرابع و الأعلى للمغناطيسية فهو مغناطيسية الروح.
    الروح التي ولدت مرة أخرى، الروح التي قد بدأت بالحياة، الروح التي فتحت عينيها إلى العالم، هذه الروح لا تجذب فقط الحكيم و الفاضل، و إنما تجذب أولئك الذين هم خاليين من الحكمة و الذين تنقصهم الفضيلة.
    وجود الأرواح المتيقظة هو مغناطيسية. إنها تجذب الناس الذين يمشون على الأرض و تجذب الأرواح التي لا ترى على الأرض.
    إنها لا تجذب فقط الكائنات الحية- المخلوقات الأدنى، لكن أيضا الأشجار و النباتات مجذوبة لها.
    الجو الذي تنتجه الأرواح المتيقظة يعيش لقرون في هذا العالم، متواصل و غير ملوث.
    السماء ترعاه و تحفظه لأجيال، و ذلك لاختباره و الاستمتاع بهذا الجو المنتج من قبل الأرواح النيرة. و الطريق الثالث الذي تُظهر فيه الأرواح النيرة مغناطيسيتها هو في الكلمات و الأفعال، لذلك كل كلمة تكون فعالة، و في تعبير إنجيلي لسان اللهب.و كل شيء تعطيه هذه الروح لهذا العالم يبقى، يعيش و لا يموت أبدا.
    مغناطيسية الجسد:
    لا يوجد فرق بين المغناطيسية و الذبذبات. لكننا نستعمل كلمة ذبذبات عندما نستطيع أن نحس أو نلاحظ، لذلك فالذبذبات واضحة أكثر.و نحن غير مدركين للمغناطيسية لأنها غير واضحة لكن لها تأثير علينا.
    في بعض الأحيان، يدوم تأثير المغناطيسية علينا كثيرا، أي وقتا طويلا قبل أن نحس بها.
    و بالرغم من ذلك هناك شيء آخر، العنصر الواضح نسميه ذبذبة لأننا نحس بالحركة، لكن في حال المغناطيسية فنحن لا نحسها حتى تظهر تأثيراتها أمامنا.
    ليس من الضروري أن يشعر الشخص بانجذابه أو كرهه لشخص ما عند الاجتماع به، لأنه من الممكن أن ننجذب له أم نكرهه بمجرد رؤيته له.فالجاذبية أو التنافر يحدثان في أقل من لحظة.
    كلما كان الشخص أنقى كان أكثر انتباها لحاسة الجاذبية أو النفور، و عندما يعطي نظرته للشخص الآخر، يشعر الشخص الآخر أيضا بالجاذبية أو النفور.و الفرق الوحيد هو أن العاقل يرى كل ذلك و يرفع نفسه عنه.
    أما الناس الذين يملكون إحساسا ضعيفا يتفاعلون مباشرة. و مع ذلك فكل شخص يعطي انطباعاً فورياً، إما الجاذبية أو النفور.
    و إذا نظرنا لهذا الموضوع من وجهة نظر جسدية فقط، نرى أن أول شيء يجذب الشخص الآخر هو الشكل و الملامح.
    و السبب هو أن كل شخص هو بشكل جزئي هذا إذا لم يكن كلياً مسؤول عن شكله و ملامحه.
    فالشكل و الملامح لا تمثل فقط الشبه العائلي، إنها تخبرنا كل شيء عن عقلية الشخص، وضعه الذهني، نظرته للحياة، و حالته.
    أول مبدأ يتعلق بالملامح و الشكل، بالإضافة للبنية، هو التناسب الصحيح. و بناء على ذلك تعتمد الجاذبية و النفور.
    و بلا شك كل شخص يراها بشكل مختلف، لأن حس التناسب مختلف في كل شخص، لذلك فالانطباع أيضا يختلف.
    و إذا نظرنا إلى ذلك من وجهة نظر الفنان، نرى أنه هناك إحساس مطوراً أكثر عند أشخاص و أقل عند آخرين. إحساس متيقظ و ملموس بالتناسب و اللون.
    و العنصر الثاني من مغناطيسية الجسد يُرى من خلال انتظام عمل الجسم، في إيقاع القلب و نبضاته و في الدورة الدموية، أيضا في نقاوة الدم.و هذه المغناطيسية تُعزز عن طريق الحياة النظامية، و الاهتمام بقوة و صحة الشخص، و المحافظة على نظام محدد في الحياة.
    فالشخص المستغرق بأشغاله اليومية، يهمل جسده الذي هو وسيلة للتعبير عن معنوياته المثالية. و إهماله لجسده هو نتيجة لانهماكه في العمل، وفي بعض الأحيان ناتج عن طيشه، أو لأنه لا يزعج نفسه بالتفكير به.
    عنصر آخر من المغناطيسية الجسدية ممكن أن يظهر في الحركات.
    و هذا لا يعني حركات الرقص، بل الحركات في الحياة العادية:
    كالمشي، الجلوس، الأكل و الشرب.في كل حركة يُظهر الشخص نزعة عقله،
    فممكن أن نرى خلال حركة الشخص ما هو الضعف و ما هي القوة، فحركاته تقول لنا عن متعته و بؤسه.
    فالشخص الذي لديه حركات خرقاء تكون لديه عقلية خرقاء،
    و الشخص الذي لديه حركات خشنه (فظة) سيكون بالطبع فظا.
    و هذا لا يعني أن يتصنع الفرد حركات مزيفة لكي يظهر إغراء و جمالا في حركاته، فالذي يجذب الشخص هو الحركة البريئة (البسيطة)، فهي تظهر بشكل طبيعي و لا يمكن للإنسان أن يحركها بطريقة معينة.
    لكن السيطرة على الأفعال و الحركات، يعطي الشخص مغناطيسية. و الشخص الذي يتحرك بشكل أوتوماتيكي يخسر هذه المغناطيسية.
    بينما الشخص الذي يعرف كيفية السيطرة على أفعاله يطوّر طاقة مغناطيسية تظهر على عدة أشكال.
    هل هو واضح أن الشخص الذي يمشي و يطبع على الأرض بقدمه بقوّة لديه شيء قاس في عقليته ؟
    فالشخص يظهر نزعته الحيوانية في طريقة أكله، جلوسه، كيف ينظر، كيف يتكلم، الطريقة الذي يتصرف بها في الحياة. هذا كله يعبر عن حالة ذهنه (عقله).
    العديد من الأشخاص لا يلاحظون ذلك، لكنهم متأثرون به.هم إما منجذبين أو رافضين لشخص حتى لو لم يتكلم أي كلمة.
    في عديد من الأحيان يذهب الشخص ليبحث عن عمل في مكتب، دكان أو أي مكان آخر. و الرجل الذي سيعيّنه، بدون أن يسأله أي سؤال، يكون قد كوّن انطباعا أولياً عنه دون أن يعرفه. و هذا الانطباع سيقود كل الحديث الذي يجريه مع الشخص.
    يمكن أن يسأله مائة سؤال أو سؤالين، لكن كل هذا الأمر مقرون بالانطباع الأول الذي كوّنه في لحظة.
    و بشكل طبيعي أي شخص عادي ليس منتبه للعنصر الأعلى للمغناطيسية، لكن كل شخص، سواء بشكل قليل أو كثير، يملك حاسة ليشعر بها و ليتأثر فيها من قبل المغناطيسية الجسدية.
    مغناطيسية العقل:
    إن مغناطيسية العقل تثبت في عدة حالات أنها أقوى من المغناطيسية الجسدية، و تقسم إلى خمسة عناصر.
    الشخص الذي لديه إدراك حسي للحقيقة يمكنه أن يكسب قلوب الحمقى و الحكماء، لأنه يفهم كلاهما.
    فالحكيم يبحث عن شخص يفهم حكمته، لكن الأحمق يرغب أيضا بلقاء شخص يستمع إليه و يفهمه. الشخص الأحمق منبوذ دائما، فالكل يتعب من الاستماع لرواياته و يحاول تجنبه.
    و الرجل الحكيم، مع أفكاره النادرة من الحكمة، آماله بالناس خائبة دائما.
    ولكن عندما يلتقي بشخص يفهم أفكاره، ذلك يعطيه فرحة لا توصف.
    فالمقدرة الادراكية لدى الفرد تجعله محبوبا من الجميع.
    العنصر الثاني من مغناطيسية العقل هو الإبداع. يمكن أن يظهر على شكل اختراع أو عمل فني أو على عدة أشكال أخرى.
    يمكن أن يظهر على شكل تأليف الموسيقى، كتابة الشعر.....الخ.
    هذا العنصر يظهر خاصية إلهية رائعة، و هي الخَلق.
    فالعبقري المبدع لديه دائما سيف النصر في يده، و كل ما يفعله سيجعله ناجحاً و يعطي شخصيته هذه المغناطيسية التي تجذب كل من يفهم جدارته.
    و العنصر الثالث من العقل هو التفكير، والحُكم.
    فالشخص الذي يملك قدرة التفكير و العدالة مطلوب من قبل الجميع. وهو الشخص الذي يُعتمد عليه و تُقبل النصيحة منه.
    تظهر هذه المقدرة في كل ما يقوله و يفعله، و سوف يكسب كل شخص مجذوب بها.
    العنصر الرابع للعقل هو الذاكرة.
    الشخص الذي يتذكر الأشعار، الأغاني، الكلمات، أو الأفكار يجمع المعرفة لنفسه. انه يدعى بالعالِم،
    و لديه مخزون من كل ما شاهد و تعلم و اختبر، و هذا يعطيه تأثير مغناطيسي يجذب كل من يقدر العلم.
    أحيانا الناس يريدون أن يحسنوا ذاكرتهم الضعيفة، فيحاولون أن يحفظوا أكثر.
    لكن على سبيل المثال : نسيان نصّ ليس تمرينا مزيفا للذاكرة، بل هو مقدرة مطورة من مقدرة.
    في عديد من الأحيان نتذكر أشياء تافهة. فهناك عديد من الأشياء الغير ضرورية نتذكرها، و هذا يتعب ذاكرتنا، و بالتالي تكون مشغولة و لا تتذكر الأشياء الأكثر أهمية. فتصبح محدودة و تنغلق بهذه الأشياء الموجودة فيها.
    و أفضل نصيحة للذاكرة هي أن ننسى الأشياء السيئة المزعجة في الماضي و نتذكر فقط الأشياء الرائعة.
    العنصر الخامس من العقل هو الإحساس.
    العقل الذي لديه لمسة إحساس بكون لامعا كالماس، له نوعية سائلة، فدفئ الإحساس يميّع العقل المشابه للزجاج.
    و الشخص بهذا العقل يظهر صفته عن طريق الذكاء و البراعة.
    الذكاء لعبة أحاسيس ناعمة، للدعابة أو الفرح، و يظهر عن طريق الخطاب أو الفعل.
    و هو طريقة ماكرة لكسب الناس الذين يتمتعون بالإدراك الدقيق.
    فعندما يجلس عدة أشخاص سوية، و يأتي شخص جدّي و يجلس معهم كالصخرة، قاس و ليس لديه حس فكاهة، يقتل كل جو المكان.
    أما إذا جاء شخص-ولو كان غريبا-لديه ذكاء و فطنة ، يجتذب كل الجلوس في ثوان.
    فعقلية الشخص الذكي تسمى العقل الراقص، و العقل الذكي ظاهرة عجيبة للطبيعة، إنها ميزة رائعة.
    و الشخص الذكي يمكنه أن يتلاعب بالكلمات، و عباراته ممتعة كسيمفونية.
    و إظهار هذه الصفة (الذكاء) هو لباقة. و اللباقة ضرورية مثل الذكاء، فالذكاء عندما يتطور و يركّز يصبح لباقة.
    كل شخص يمكنه أن يحس، يفكر، يتكلم و يفعل، لكل ليس كل شخص لبقاً.
    فاللباقة تأخذ تدريباً ودراسة طويلة، لكن حتى إن أصبح الشخص لبقاً في لحظاته الأخيرة، هذا مفيد أيضا.
    مغناطيسية الشخص اللبق لا توصف.
    فكل كلمة أو فعل يفعله، ستؤثر على الأشخاص الذي يراهم، إنه ليس فقط شخص مراع للآخرين، إنه المراعاة ذاتها.
    ليس كل الأشخاص المتعاطفين لبقين. هناك أناس محبين جدا لكن يفتقرون للباقة.يريدون إرضاء أصدقائهم لكنهم يزعجونهم أكثر. فكلمات المحبة لديهم هي كالأحجار عوضا عن أن تكون كالورود.
    لكن هذا لا يعني أنه ليس لديهم حب أو عطف، إنه يعني أنهم يفتقرون إلى ثروة العقل العظيمة، ألا و هي اللباقة.


    هناك ثلاث درجات من إيقاع العقل.
    هناك عقل يخلق ببطء و يلاحظ ببطء. و هناك عقل يخلق بلطف و يلاحظ بلطف.
    أما الدرجة الثالثة هي العقل الذي يلاحظ بسرعة و يخلق بسرعة.
    هناك ظاهرة محددة تظهر من هذه الإيقاعات الثلاثة، و كل إيقاع له تأثيره الخاص.
    فالصفات الثلاثة: البطء، اللطف، و السرعة، هم نتيجة ال Gunas الثلاثة كما تسمى بالسنسكريتية: satva، rajas، tama .
    هناك شخص نقول له شيئاً فيقول لنا : أعطني وقت لأفكر ، أو : هل يمكنني أن أجيبك غداً؟ و الجواب سيكون شيئاً قيما .
    و هناك شخص يسمعنا نقول شيئاً فيقول : ثم ماذا ، و بعد ؟ ثم نستمر في الكلام بينما هو يفكر في شيء قد علق في ذهنه . و حين ننهي محادثتنا يكون قد وجد جواباً مناسباً لما قلناه في البداية .
    و هناك شخص يجيبنا حتى قبل أن ننهي جملتنا ، و لا يفكر بما قلناه ، هو حتى لم يسمعه .
    لقد كون فكرته و أجاب ، و شخص كهذا يمكن أن يرتكب خطأً بسهولة .
    و في الختام يمكننا القول بأنه يوجد عقليتين رئيسيتين ، إحداهما تسمى العقل الحي و الأخرى العقل الميت.
    فالعقل الحي يظهر مبدعاً وبصيراً . و الشخص الذي يستمد (يأخذ) من عقلٍ صافٍ و عقلية حية لديه متعة لا تقارن بكل المتع على وجه الأرض .
    فالعقلية اللامعة كمتعة الطيران في الهواء، ترفع الشخص فوق الأرض .
    و المفكر هو كالطير الذي يطير مقارنة بالشخص الذي يشبه الحيوان الذي يمشي على أربع.
    ففرحة الطائر الذي يطير في الجو لا تقارن بمتعة الحيوان الذي يمشي على الأرض .

    المغناطيسية الشخصية

    كلُّنا يرى أهمّية تأثير المغناطيسية الشخصية في النجاح في الحياة اليومية.. المهنة ، العمل، العائلة و الأشغال اليومية ..

    قد تذهب للتسوق ، لشراء أشياء محددة ، ترى في تهذيب البائع و لطفه ما يرغمك على القدوم لذلك المكان مرة و مرات أخرى كلما احتجت تلك السلعة .. حتى لو كان الطريق للمكان بعيد .. فلن تفضل الذهاب لمكان أقرب ..
    نفس الشيء يحصل للشخص الذي يذهب إلى الفندق أو المطعم و يعامله شخص ما بطريقة تجعله يعزم على تكرار زيارة هذا المكان بدلا من زيارة غيره
    كذلك مع الأطباء .. المحامين .. العلماء .. الأساتذة و المعلمين بكل أنواعهم ..
    قد يكون الطبيب عالمٌ تماماً بعِلمٍه، قَد يكونُ لديه شهاداتٌ كثيرة عظيمة
    و لكنه يعوز المغناطيسية .. بدلا أن يشفي المرضى قد تزداد حالتهم سوءاً
    و طبيب أخر ، يعالج مريضا قبل أن يصف له الدواء، بكلمه لطيفة
    بأدبه ، بحنانه .. بالعاطفة يجعل المريض يشعر بتحسن .. حتى أن المرض الذي كان يشعر به فوق طاقته و احتماله ، سيشعر بتحدٍّ ليشفى منه .. نصف الألم يزول برؤية الطبيب
    هذا الفرق الذي تضفيه الشخصية .. و هو علاج فعّال..
    كذلك قد يكون المحامي الذي يعادي زبونه حالما يراه حتى أن الأخير لا يتمنى أن يزوره ثانيةً..
    شخص أخر سيمنح الأمل و التشجيع، شخصيّته .. كلامه .. كل شيء سيبدي أنه الرجل المناسب .. الذي يُسأل للمساعدة ..
    في الحياة العائلية الخلاف أو الاتفاق، غالبا ما تنشأ لنفس السبب ،الأب الأم الزوجة أو الزوج قد يكون له مغناطيسيته الشخصية التي قد تجمع العائلة مع بعضها ..
    عندما تنقص هذه المغناطيسية يجد الشخص نفسه يفضل الأصدقاء على الأقارب ... سيفضل الذهاب إلى الخارج على البقاء في البيت سيصبح البيت مكانا كئيبا غريبا .. لأنه لا توجد به المغناطيسية التي يعيش لها
    يشبه هذا الأمر كما لو في عز الشتاء يأتي الشخص إلى غرفته، و يراها باردة لأنه لا نار هناك يتمنى لو كان في مكان آخر فيه نار
    المغناطيسية الشخصية تستطيع خلق الجمال حول الإنسان .. تستطيع جذبه . تستطيع أن تجعله جذابا لأقرانه
    نافعاً لهم .. إن هذا يلطّف و يهدّئ و يشفي
    ما هي المغناطيسية الشخصية ؟؟؟
    هل هي تطور للطاقات الفيزيائية أو السحرية ؟؟؟؟ هل هي ثقافة أو تهذيب؟؟؟؟؟؟؟
    الجواب أن الثقافة تساعد المغناطيسية الشخصية لان العلم و المعرفة نور و النور جميل .. و هو دائما يساعد
    و لكن هذا ليس الجاذبية الشخصية..قد يكون الشخص على درجه عالية من الثقافة و في الوقت نفسه سيء الطبع و كريه
    يقول سعادي " إن الرجل المثقف الذي لا يطبق ما تعلمه عمليا كالحمار يحمل أسفارا .. و لكنه لا يعلم ذلك و لا يتصرف على هذا الأساس "

    لديه حمل من المعرفة التي لا تخدم شيئا،إن لم تصنع ثقافته إنسانا ... ما الغاية من الثقافة ؟ إنها فقط دراسة في سبيل نيل المال.

    قد يعتقد البعض ، إذا لم تكن المغناطيسية ثقافة فهي قوة ماديه ..ليس بالضرورة مع أن القوه الفطرية أو الخفية التي ندعوها بالمغناطيسيّة الداخليّة ليس من الضروري إحرازها بدراسة معينه أو تمرين .. على المرء أن يحوزها دائما و عندما يستخدمها في الطريق الصواب فهي المغناطيسية الشخصية
    هل المغناطيسية هي الأدب؟؟؟؟؟ هل هي التهذيب؟
    التهذيب "موضة" اليوم يتعلمه كل شخص عندما يندمج بالمجتمع ..
    لكن هذا ليس بالضرورة المغناطيسية الشخصية مع أن الناس قد يعتقدون أن له أثراً فعالاً

    إذا كان هناك فعلا تفسير للمغناطيسية الشخصية فهو أن يجعل الإنسان في شخصيّته ما يتوقعه من الآخرين
    يخطئ الإنسان دائما في توقعه أشياء من الناس وعدم فعلها بنفسه ..

    مثلا .. يُسَرّ الإنسان كثيرا إذا تم استضافته في بيت صديق .. إذا تكلم معه برفق .. و عامله بلطف ..
    إذا أرضي غروره بتصرف من الآخرين فهو مسرور جدا إذا أخذ الآخرون فكرة جيدة عنه و تجاوزا عيوبه ..
    لكنه قلما يتريث أن يفعل ذلك بنفسه

    لو أننا حاولنا أن نعطي الآخرين ما نطالبهم به ،لو تجاوزنا سيئاتهم بدلا من التوقع أن يتجاوزوا سيئاتنا
    لو فكرنا فقط .. (لم يكن من الملائم أن أتكلم بفظاظة ذلك اليوم و هكذا .. )
    لو أعطينا للآخرين ما نريد منهم أن يعطونا هذا يخلق المغناطيسية .. إذا فعلنا لهم ما نتوقع منهم ..
    كلمه ( جنتلمان) سيد أو رجل نبيل بالإنكليزية كلمه جيدة جدا في هذا المجال تتأتي لتشير فقط إلى المظهر الحسن .. و لكن المثل الأعلى خلفها جيد .. انه مثالية النبل و اللطافه .. و اللطف ..
    هو جوهر الجاذبية الشخصية
    لا يوجد درس أفضل من الذي ذكر في الإنجيل .. يقول ..
    ( مباركون المساكين ، مباركون الفقراء بالروح ) ..
    و لكن الصعوبة أن الإنسان لا يعبأ كثيرا بهذي الأشياء يعتقد أن هذه الأشياء بسيطة للغاية ..
    و في نفس الوقت إذا سألته عن معنى الفقر في الروح .. سيجد ذلك صعبا أن يجيب ..
    القليل سيجيبون و يعرفون المعنى .. إنها تفهم بمقارنة روح الإنسان بروح الحيوان:
    لو كان النمر مستلقيا في مكان معين و أردت أن تجعله ينهض .. سيزمجر
    و لو كان الرجل مستلقيا في ذلك المكان .. و طلبت منه النهوض .. سيجيب ( بالتأكيد .. تفضل ) لان روحه أفقر من روح النمر .. هذا هو الفرق بين الرجل و الجنتلمان ( السيد )
    السيد هو الذي يري الفقر في الروح لديه .. روح مجاملة الأخر .. أن يدع غيره ليجلس مكانه .. إذا أراد
    لن يشعر بأنها مشكله إذا أجلس أخر مكانه
    هذا بالفعل أفضل .. هناك شخص إذا حادثته بعنف يرد عليك بكلمات فظة أكثر بأربع مرات
    و أخر تكلمه كلاما سيئا يتحمله و قد لا يرد إطلاقا .. و من المحتمل أن يفهم و بناء عليه الجدال أو النقاش .. لبحثه عن السلام ..
    ( مباركون صانعوا السلام .. )
    ليس هذا مجرد السلام الذي يجنب العراك و إراقة الدماء .. و النزاع .. قد نصنع هذا السلام أكثر من مرة من الصباح حتى المساء .. هناك الآلاف من المشاكل التي قد نتعارك لأجلها و تزعجنا مع الآخر
    لذا خلال حياتنا اليومية .. في كل الأوقات هناك فرص لصنع السلام ..
    دائما نثني على الشخص الذي يري اللطافة في تحركاته في جلسته و وقفته .. في صوته و كلماته .. في فكره ..
    يعجبنا بالشعور أو بالا شعور .. هناك سحر في اللطف و الإنسان يبقى يتجاهله ..
    حتى يأتي الوقت لممارسته ..ما يجب أن يأتي أولا يأتي أخيرا ..
    لو أدرك الإنسان كم يعجبه اللطف على الآخرين لو كان لشخص لطف في صوته أو تعابيره و كلماته .. هذا ساحر جدا .. فائز دوما نحن نعلم هذا حق المعرفة و ننسى دائما في اللحظات الحرجة..
    الفقر في الروح يأتي من المسكنة .. و المسكنة لطف مخالف لما ندعو بالقسوة ..
    القسوة في التصرف أو القسوة في الكلام عكس المسكنة أو اللطف
    أعيننا طبيعيا تتمتع بالألوان اللطيفة أكثر من تلك اللافتة للنظر .. المبهرة، لأن العنف في تلك الأخيرة .. لا تستطيع تحمله .. نحن نختبر الشيء نفسه مع الشمس و القمر .. لم لا ننظر إلى الشمس و لكننا نتمتع بالليالي المقمرة كثيرا .. نتمنى لو أن القمر يشع كل ليله .. لماذا ؟؟
    لأنه لطيف .. يري المسكنة .. قوتنا هي قوة النور قوة الكلام ، الفكر ، الفعل كلها من نفس النوع و نفس الطبيعة مثل نور الشمس و القمر على التوالي ..
    إذا كان النور قويا جدا .. كان مغضبا .. و إذا كان لطيفا .. كان ملطفا ..
    إن إذا عاملنا الكل بلطف .. ستكون شخصيتنا مرغوبة حيثما ذهبنا
    اللطف ذاته في كلامنا سيعطينا النجاح .. و سيكون لنا دائما أصدقاء ..
    لو كان لنا فقط السيطرة على كلماتنا .. لو كانت كلماتنا دائما لها تلك الصفة الحليمة . الخنوعة ..
    بين الموسيقيين و الشعراء في الشرق اهتمام خاص للخنوع و اللطف ..
    يقول سنسكريتي ... الفن يصبح مضاعف عن اللباقة ، عندما يمشي الفن و اللطف سوية
    .. كم هذا حقيقي
    عندما يعجبنا فن فنان و نقول كم هو جميل و هو يجيب .. هذا لا شي ء .. هذا من لطفكم لذا انه يعجبكم ..
    تصبح مغناطيسيته عظيمة ..
    من الملك إلى الرجل العادي .. اللطف هو الذي يكسب الدنيا جميعها ..
    الناس من كل الطبقات في الحياة و كل الدرجات من التطور يستطيعون أن يفعلوا عملا عظيما بهذا الامتلاك الصغير ..
    يقول سعدي .. إذا كانت كلمتك لطيفه أنت تقهر العالم .. أينما ذهبت تكسب قلوب الجميع ..
    لم يكن ما عناه المسيح حين قال للصياد ( اتبعني أجعلك صيادا للبشر ) أن يقول ( سأعلمك أساليب الإنسانية التي ستجعلك تفوز بكل من تحتكّ بهم .. ) هل تعتقد أن الإنسان يصبح صائد بشرٍ بذكائه ؟.. بتهذيبه المصطنع المزيف؟؟؟؟؟؟
    المزيف مزيف و الذهب ذهب ... الذهب الأصلي يبقى .. الذهب المزيف يفقد بريقه ..
    التهذيب كالذهب المزيف .. قد يتمنى المرء أن يحظي بزوجة .. زوج .. أخت .. أخ .. أب كله بذكائه .. بتهذيبه .. و لكنه سيثبت انه على خطأ حتى في المهمات غير الضرورية ..
    التهذيب قد يسر النظر و لكنه لا يسر القلب. تهذيب القلب يأتي من الشعور .. إن لم يكن فعل القلب متناغم مع خشونة الشعور .. الشعور سيظهر سيان .. كل الحقيقي سيظهر .. التهذيب جميل لدقيقة واحدة ..
    سيظهر الإنسان جميلا للحظة واحدة .. قد يظهره نبيلا و ذكيا للحظة واحدة ..و لكنها لن تبقى ..
    رفاقه سيتركونه في وقت قصير .. أقرباؤه سيعرفون في وقت ما .. أن هذا سطحي فقط .. كله ذكاء .. و لن يدوم للأبد .. الحقيقة هي التي تدوم للأبد الصفات الجميلة يجب أن تكون حقيقية .. لا مزيف .. ..
    لأن القيمة تكذب في الحقيقة لا في التزييف ..
    في العصور القديمة أبناء السلالات الرفيعة .. الأمراء .. الناس من العوائل المثقفة أو المتدينة، كانوا يخرجون للعالم .. لم يكونوا مميزين لذلك ، لأنه لم يكن هناك تواصل عالمي في تلك الأيام .. .. لم تعرف امة جارتها
    على الرغم من ذلك فقد عُرف هؤلاء الناس من أدبهم .. تميزوا بأنهم ينتمون لمثل تلك العائلات ..
    في النهاية .. لتكن غايتك من معاملة العباد ، رضا ربهم .. لا إرضاء غرورك

    غذي جسمك قلبك و روحك


    إذا نظرنا إلى نمط حياتنا الحديثة، المتسارعة باستمرار، نجد أن اعتناء المرء بجسمه أصبح في أوقات الفراغ فقط.
    إن التغيرات التي حدثت في السنين الأخيرة على عادات العمل، الطعام، نمط الحياة وأساليب الراحة؛ قد قادت إلى تغيرات في سلوك الإنسان.
    نمط الحياة الحالي سبّب تناقضاً في النفس حيث تخرّب التوازن الفريد فينا.
    لقد اضطربت الحدود المشتركة بين الجسد والعقل والروح، التي تعمل سوية لصنع ودعم الحيوية والطاقة وإحساسنا بالسعادة والحياة الجيدة.
    يقول أوشو مشاركاً لنا في فهمه العميق:
    إن الإنسان يجب أن يبدأ حياته من منتصف سرّته ، التي تتوضع في مركز جسده ومركز نفسه.
    هناك ثلاث طرق هامة يستطيع من خلالها المرء أن يوقظ الطاقة الساكنة في السرة وحالما تستيقظ هذه الطاقة فإنها تصبح باباً يستطيع المرء من خلاله أن يختبر وعياً أبعد من حدود الجسد. هذه الطرق هي: الغذاء الصحيح، التمارين الصحيحة والنوم الصحيح. لقد فقد الإنسان الصلة بهذه الأمور الحيوية التي تساعد على إيقاظ الطاقة الكامنة في مركز السرة.
    في هذه المقالة نقدّم رؤية أوشو حول الغذاء الصحيح.
    الإنسان هو النوع الوحيد الذي غذاؤه لا يمكن التنبؤ به. غذاء جميع الحيوانات محدد،
    حاجاتها الفيزيائية الأساسية وطبيعتها تحدد ما ينبغي أن تأكل و ما لا ينبغي، وكم يجب أن تأكل و متى تتوقف عن الأكل. لكن الإنسان أبداً لا يمكن حصره، فهو غير محدد. فلا طبيعته تخبره ماذا يجب أن يأكل، ولا إدراكه يدله على كمية أكله، ولا فهمه يقرر متى يتوقف عن الأكل.
    وكما أن ولا واحدة من هذه الخصائص الإنسانية يمكن التنبؤ بها، فقد سارت حياة البشر في عدة اتجاهات غامضة مشكوك فيها.
    لكن لو وُجد قليل من الفهم--لو بدأ الإنسان بالحياة مع قليل من الذكاء ، حتى مع قليل من التفكير، أو بفتح العينين قليلاً ؛ عندها لن يكون صعباً أبداً أن ننتقل إلى الغذاء الصحيح. إنه سهل جداً ولا يوجد أمر أسهل من ذلك.
    لنفهم الغذاء الصحيح نستطيع تقسيمه إلى جزئين.
    أول شيء: ماذا يجب أن يأكل الإنسان وماذا يجب أن لا يأكل؟
    جسم الإنسان مصنوع من عناصر كيميائية. جميع عمليات الجسم هي كيميائية بحتة.
    إذا أخذ الإنسان كحولاً يتأثر جسمه بهذه المادة ويصبح متسمماً وغير واعي.
    مهما كان الإنسان بصحة جيدة ومهما كان مسالماً فإن كيمياء السموم ستؤثر في جسمه حتماً. مهما كان الإنسان
    طاهراً : إن أعطيته سماً فسوف يموت.
    سقراط مات من التسمم وغاندي مات من رصاصة. الرصاصة لا ترى إن كان المرء قديساً أم مذنباً، كذلك السمّ لا يرى إن كان المرء سقراط أم شخصاً عادياً.
    كذلك المواد الضارة والسموم والغذاء لا ترى من أنت ولا صفاتك!!
    فتأثيراتها مباشرة تذهب إلى كيميائية الجسم وتبدأ بالعمل.
    بهذه الطريقة أي طعام ضار أو سام يبدأ بالأذية وصنع الاضطرابات في وعي الإنسان. أي طعام يقود الإنسان إلى أي نوع من اللاوعي، أي نوع من الهيجان، أي نوع من الخطورة والاضطراب: يكون مؤذياً. ويصبح الأذى والضرر أعمقاً وأشد عندما تبدأ هذه الأشياء بالوصول إلى السرّة!
    ربما لا تكون مدركاً أن في العلاجات الطبيعية حول العالم بكامله، لصقات الطين، الغذاء النباتي، الغذاء الخفيف، الضمادات الرطبة وحمّام المياه المعدنية ؛كلها تستخدم لعلاج الجسم. لكن لم يفهم أي معالج حتى الآن أن تأثير الضمادات الرطبة أو الطينية أو الحمّام على الجسم لا ينتج أساساً من نوعياتها الخصوصية، بل من طريقة تأثيرها على السرّة .
    لكن المعالجة الطبيعية لا تزال غير مدركة لهذا. المعالجة الطبيعية تعتقد أن التأثيرات المفيدة ربما تأتي من وضع لصقات الطين أو حمّام المياه المعدنية أو الضمادات الرطبة على المعدة!
    نعم لها فوائد، لكن الفوائد الحقيقية آتية من إيقاظ الطاقة في المراكز الخاملة ضمن السرّة.
    إذا أسيئت معاملة مركز السرة، و إذا أخذنا غذاءً خاطئاً أو نظاماً غذائياً سيئاً، عندها يبدأ هذا المركز ببطء وببطء بالنوم. غالباً ينتهي الأمر بنومه. وعندها حتى لا نلاحظه أنه موجود كمركز هام للطاقة.
    عند ذلك نلاحظ وجود مركزين فقط: أحدهما العقل حيث تجري الأفكار باستمرار، والآخر هو إحساس خفيف تجاه القلب حيث تنبع العواطف.
    أعمق من هذا ليس لدينا أي اتصال بأي شيء. لذلك: كلما كان الأكل أخفاً، كان أقل تسبباً بالشعور بثقل الجسم، وتكون بداية رحلتنا الداخلية أهم وأكثر قيمة.
    من أجل غذاء صحيح: أول شيء ينبغي تذكره هو أن الغذاء يجب أن لا يسبب أي إثارة، ويجب أن لا يكون ساماً، ويجب أن لا يكون ثقيلاً.
    بعد الأكل بطريقة صحيحة يجب أن لا تشعر بالثقل أو بالنعاس. لكن ربما جميعنا نشعر بالثقل و النعاس بعد وجباتنا، لذلك يجب أن نعلم أننا نأكل بطريقة خاطئة.
    طبيب عظيم جداً، هو (Kenneth Walker) كتب في سيرته الذاتية :
    طبقاُ لتجربته طيلة حياته يستطيع القول أن أي شيء يأكله الناس، نصفه يملأ معدتهم ونصفه الآخر يملأ معدة الأطباء! لو أنهم يأكلون فقط نصف ما يأكلون عادة، عندها لن يمرضوا أبداً، ولن يكون هناك حاجة للأطباء.
    يمرض بعض الناس لعدم حصولهم على طعام كافٍ، وبعضهم يمرض من الأكل المفرط. بعض الناس يموت من الجوع وبعضهم يموت من زيادة الأكل.
    لقد كان عدد الناس الذين ماتوا من زيادة الأكل أكبر دائماً من عدد الذين ماتوا من الجوع. قليل من البشر مات من الجوع. حتى لو أراد المرء أن يبقى جائعاً، لا يوجد إمكانية أن يموت حتى لفترة ثلاثة شهور على الأقل.
    أي شخص يستطيع العيش دون طعام لفترة ثلاثة شهور. لكنه إذا أفرط في أكله لثلاثة شهور لن يكون هناك أي إمكانية لبقائه على قيد الحياة!!!!!!!

    إن أفكار بعض الناس تجعلنا نشعر بطريقة غريبة. كان هناك إمبراطور عظيم يُدعى (نيرو). كان عنده طبيبان مهمتهما فقط جعله يتقيأ بعد وجبات طعامه، وبذلك يستطيع الاستمتاع بالأكل على الأقل 15-20 مرة في اليوم!
    يتناول وجبة ثم يبتلع دواءً يجعله يتقيأ فيأكل مجدداً. ونحن لا نقوم بشيء مختلف كثيراً عن هذا. نيرو كان عنده أطباء في قصره لأنه كان إمبراطوراً. نحن لسنا ملوكاً أو مثله لكن لدينا أطباء مجاورين لنا دائماً. كان نيرو يتقيأ كل يوم، ونحن نتقيأ كل بضعة أشهر. إننا نأكل غذاءً خاطئاً و نجمّع كل أنواع المأكولات وبعدها يعطينا الطبيب منظفاً ! بعدها نعود مجدداً لأكل الطعام الخاطئ. نيرو كان رجلاً حكيماً! لقد كان يقوم بالتنظيف يومياً، ونحن نقوم بذلك كل شهرين أو ثلاثة. لو كنا مثل نيرو لكنا فعلنا نفس الشيء. لكن لا عون لنا، ولا نملك التسهيلات لذلك لا نستطيع القيام بذلك. نحن نضحك على نيرو مع أننا نعيش بطريقة لا تختلف كثيراً عن حياته.

    تصرفاتنا الخاطئة في الأكل قد أصبحت خطيرة علينا. لقد أصبحت مكلفة جداً، فهي تقودنا إلى الحدود الدنيا للحياة. إن غذاءنا لا يبدو أنه يجلب لنا الصحة، بل إنه يسبب المرض! وهذه حادثة مفاجئة غريبة عندما يبدأ الطعام بجعلنا نمرض.
    كأنك تقول أن شروق الشمس صباحاً يصنع الظلام.
    لكن معظم أطباء العالم متفقون على أن أغلب أمراض البشر بسبب الغذاء الخاطئ.
    لذلك أول أمر يجب على كل شخص أن يكون واعياً مدركاً له هو طعامه. و أنا أقول هذا خاصة للمتأمّل. من الضروري للمتأمل أن يبقى مدركاً لما يأكل، و كمية أكله، وتأثيراته على جسمه. إذا اختبر إنسان طعامه لبضعة أشهر وهو واعي، سوف يكتشف بالتأكيد الغذاء الصحيح المناسب له، أيٍّ من الغذاء يعطيه الهدوء والسلام والصحة. لا يوجد صعوبات حقيقية، لكن لأننا لا نعطي أي انتباه لطعامنا، نحن غير قادرين أبداً على اكتشاف الغذاء الصحيح.
    الشيء الثاني حول الغذاء هو: إنّ حالة الذهن عندما نأكل أكثر أهمية مما نأكل.
    الطعام سيؤثر فيك بطريقة مختلفة إنْ أكلت وأنت فرح مبتهج عن حالة أكلك وأنت ممتلئ بالحزن والقلق.
    إنْ كنت تأكل و أنت منزعج، عندها حتى أفضل غذاء سيكون له تأثير سام. و إنْ كنت تأكل بفرح، عندها من الممكن تحويل السم وتفادي كامل تأثيره، وهذا ممكن جداً. لذلك حالة ذهنك و أنت تأكل مهمة.

    في روسيا، كان هناك عالم نفس عظيم هو (بافلوف). لقد قام ببعض التجارب على الحيوانات وتوصل إلى استنتاج مذهل. لقد جرب على بعض الكلاب والقطط:
    قدم طعاماُ لقطة مع مراقبتها بجهاز أشعة سينية لرؤية ماذا يحصل في معدتها بعد تناولها الطعام. عندما يصل الطعام إلى المعدة تبدأ المعدة فوراً بإفراز العصارات الهاضمة. لكن بافلوف جلب كلباً في نفس التوقيت ووضعه على النافذة، عندما نبح الكلب، خافت القطة وأظهر الجهاز أن إفراز العصارات الهاضمة توقف. لقد انغلقت المعدة وانكمشت. بعدها أُبعد الكلب، لكن لمدة ست ساعات بقيت معدة القطة بنفس الحالة.
    رغم إبعاد الكلب لم تبدأ عملية الهضم وبقي الطعام غير مهضوم في المعدة طوال هذه المدة. بعد ست ساعات بدأت العصارات الهاضمة تتدفق مجدداً، لكن الطعام أصبح صلباً صعباً وغير قابل للهضم. أي أنه عندما أصبح ذهن القطة قلقاً بسبب وجود الكلب توقفت معدتها عن العمل.
    إذاً ماذا عن حالتنا نحن؟ إننا نعيش بقلق لمدة 24 ساعة في اليوم. إنها لمعجزة كيف يتم هضم الطعام الذي نأكله، كيف استطاع الوجود أن يستمر بالرغم منا نحن!
    ليس لدينا أدنى رغبة لهضم طعامنا. إنها بالتأكيد معجزة أيضاً أن نبقى أحياء!
    يجب أن نكون شاكرين دائماً وسعداء.
    لكن في بيوتنا، الجلوس إلى طاولة الطعام هي أكثر الحوادث كآبة.
    الزوجة تنتظر طوال اليوم قدوم زوجها إلى البيت ليأكل، وعندها تفرّغ أمامه جميع انفعالاتها العاطفية التي قد جمّعتها طيلة النهار. تفرغها وهو يأكل!. إنها لا تعلم أنها تقوم بدور العدو! لا تعلم أنها تدس السم في صحن زوجها.
    الزوج أيضاً، قلق ومنزعج من العمل. إنه يرمي طعامه في معدته بأي طريقة ويرحل.
    ليس لديه أدنى فكرة؛ أن العمل الذي أجراه بسرعة وهرب منه، ينبغي أن يكون عبادة. إنه عمل يجب أن لا يتم بعجلة.
    يجب أن تأكل وكأنك تدخل إلى معبد أو تركع للصلاة أو تنشد أغنية إلى حبيبك!
    حتى أن الأكل أكثر أهمية، فهو يقدم التغذية للجسم، فيجب أن نأكل بحالة سعادة قصوى، بحالة عبادة مليئة بالمحبة.

    كلما كنا أكثر استمتاعاً وسعادة وأكثر استرخاءً ودون قلق عند تناول الطعام، عندها يبدأ طعامنا بالتحول إلى الغذاء الصحيح.
    إن النظام الغذائي (العنيف) لا يعني أن الإنسان يأكل غذاء غير نباتي فحسب، بل إن الأكل يكون عنيفاً أيضاً عندما نأكل بغضب. كلا هذين الأمرين شديدي العنف.
    عندما يأكل المرء بغضب أو بقلق وانزعاج فهو أيضا يأكل بعنف. إنه لا يدرك أبداً أنه عنيف عدواني كأنه يأكل لحم أخيه!! إن لحم جسمه يحترق من الداخل بسبب الغضب والقلق، لذلك طعامه لا يمكن أن يكون غير عنيف.
    الجزء الآخر من الغذاء الصحيح أنك يجب أن تأكل بسلام ومتعة. إنْ لم تكن بمثل هذه الحالة، من الأفضل أنْ تنتظر ولا تأكل لفترة. عندما يصبح دماغك مستعداً تماماً، عندها فقط يجب أن تأكل وجبتك.
    ما هي المدة اللازمة لراحة الدماغ؟ لو كنت مدركاً كفاية، فأطول مدة تبقى فيها جائعاً تصل إلى يوم كامل. لكننا لا نضايق أنفسنا أبداً بسماع الجسد والدماغ. نحن نأكل كامل طعامنا بآلية ميكانيكية بحتة. واحدنا يبلع طعامه بسرعة ويغادر الطاولة مسرعاً. وهذا مرض خطير جداً.
    على مستوى الجسم، الغذاء الصحيح يجب أن يكون صحياً، غير منبّه، وغير عنيف؛ وعلى المستوى النفسي ينبغي أن يكون الدماغ بحالة سعادة وابتهاج؛ وعلى مستوى الروح يجب أن يكون هناك شعور بالامتنان والشكر. هذه الأشياء الثلاثة تجعل الغذاء صحيحاً.
    يجب أن نشعر مثل:" لأن الطعام متوفر لي اليوم، أنا شاكر جداً. لقد مُنحت يوماً آخر لأعيش أنا ممتن كثيراً. هذا الصباح استيقظت مجدداً، واليوم أيضاً أعطتني الشمس نورها، اليوم سأكون قادراً على رؤية القمر مرة أخرى، أنا حي مرة أخرى اليوم!!!
    لم يكن من الضروري أن أكون حياً اليوم، كنت ربما قد دُفنت اليوم في القبر--لكن الحياة قد مُنحت لي مجدداً. أنا لم أكسبها بجهدي بل قد أُهديت لي مجاناً."
    هذا الشكر يجب أن يكون في قلب كل واحد منا. فنحن نأكل ونشرب ونتنفس.
    شكر وامتنان تجاه الحياة بكاملها، العالم كله،الكون، الطبيعة، تجاه الله .
    قبل يومين من وفاة Rabindranath قال: "يا الله كم أنا شاكر لك! يا سيدي كيف أعبر عن امتناني؟ لقد منحتني هذه الحياة عندما كنت لا أستحقها أبداً. لقد أعطيتني التنفس عندما لم يكن لدي حق بالتنفس. وهبتني اختبار الجمال والهناء الذي لم أحصل عليه بنفسي أبداً. أنا شاكر لك. لقد طغت أفضالك عليَّ.
    ولو كنت قد تحملت أي ألم أو معاناة أو مشكلة في هذه الحياة التي وهبتني إياها: لا بد أنْ تكون هذه كلها أخطائي، لأن الحياة التي وهبتني إياها كلها فرح ونعيم. لا بد أنْ يكون ذلك خطئي. لذلك لا أطلب منك أن تحررني من الحياة. إنْ اعتبرتني مستحقاً، أرسلني مجدداً مرات أخرى إلى هذه الحياة. إن الحياة التي منحتني كلها سعادة و أنا شاكر جداً لك."
    هذا الشعور، هذا الشعور من الامتنان، يجب أن نُدخله إلى كافة نواحي الحياة؛ وخصوصاً جداً إلى تناول الطعام. عندها فقط نتوصل إلى الغذاء الصحيح.
    أوشو - من كتاب (الرحلة الداخلية- The Inner Journey)





    - تأملات للناس المشغولين -

    متحرر الأطراف

    الوقت:كل ليلة، قبل النوم. المدة:على الأقل عشرين دقيقة .
    الخطوة الأولى: تنفَّس من الفم
    اجلس على كرسي و أرِح رأسك ]أوشو يوضح: الرأس يتكئ للخلف على الكرسي كما يفعل المرء عند طبيب الأسنان[ . ثم حرر فكَّك السفلي ، فقط أرخِه فيُفتَح الفم قليلاً ، و ابدأ التنفس من الفم و ليس من الأنف. ولكن يجب ألاّ يتغير التنفس ، يجب أن يبقى كما هو ... طبيعي.
    أولى الأنفاس ستكون قلقة نوعاً ما. رويداً رويداً ستستقر ويصبح التنفس ضحلاً جداً. سيدخل ويخرج ببطء. هكذا يجب أن يكون، أليس كذلك؟
    أبقِ الفم مفتوحاً، العينين مغلقتين ، و استرخِ...
    الخطوة الثانية : تحرير الأرجل
    ابدأ بالشعور بأنك تفقد أرجلك ]تطلقها أو تحررها[ ، كما لو أن أحداً يأخذها منك، يكسرها من المفاصل، اشعر أنهم أُخِِذوا منك، قُطِعوا،كُسِروا، تحرَّروا، أُطلِقوا بعيداً، وعندها ابدأ بالتفكير أنّك فقط الجزء العلوي، الأطراف السفلية قد ذهبت.
    الخطوة الثالثة : اليدين
    ثم اليدين : فكر أن كلتا اليدين قد تحررت و أُخِذت منك . قد تتمكن من سماع طقطقة ! في الداخل عندما يُكسروا . أنت لم تعد يديك ، لقد ماتت ، وذهبت بعيداً . عندها يبقى الجذع فقط .
    الخطوة الرابعة : قَطع الرأس
    ثم ابدأ بالتفكير بالرأس .. بأنه قد أُخِذ بعيداً، بأنك أصبحت بلا رأس، بأن الرأس قد كُسِر، ثم دَعه يتحرر، عندما يدور يميناً أو يساراً لا تستطيع عمل أي شيء، فقط دعه يتحرر، لقد أُخِذ بعيداً..
    الخطوة الخامسة : الجذع كاملاً
    عندها لديك فقط جذعك ،أليس كذلك؟ اشعر أنك فقط بهذا القَدْر، هذا الصدر، البطن، وهذا كل شيء.
    هذا الشعور بعدم الارتياح سوف يستقر، إنه فقط شعور بأن جسدك غير مُرتَّب، الطاقة موزعة بشكل غير متناسب. إذا أخذنا هذه الأجزاء كلٌّ على حدة، سيبقى فقط الجوهر، وكل طاقتك سوف تتحرك في هذا الجزء الجوهري: هذا الجوهر سوف يرتاح وستبدأ الطاقة بالجريان في رجليك
    في يديك، في رأسك، من جديد، بطريقة أكثر انسجاماً و تناسباً.
    التوزيع الجديد للطاقات ضروري جداً، دائماً هناك مزيد من الطاقة في جزء، و قليل منها في جزء آخر، وهذا يجعلك تشعر وكأنَّك مائل أو غير متوازن، لذلك لابد أن يديك تأخذ طاقة أكثر من بقية الأعضاء، لذلك أنت تريد أن تفعل شيئاً بيديك، وإذا لم تستطع إيجاد أي شيءٍ تفعله قد تصبح غاضباً. تصبح الأيدي غاضبة إذا كان لديها الكثير من الطاقة: عندما لا تستطيع أن تفعل شيئاً، تريد أن تُحطِّم. إنَّها إمّا أن تُبدِع أو تُدمِّر، إذا استطعت أن تُبدِع، هذا جيد، إذا لم تستطِع الإبداع .. تتجه إلى الدّمار





    تراتاك.. التحديق الثابت..
    هو تقنية يوغية من العصور القديمة..
    و التي تجمع الفكر و تفتح المراكز الروحية
    و تُوقظ قوة الكونداليني (الطاقة الإلهية) الكامنة في المولادهر (شاكرا الجذر)
    المركز الروحاني الأول في أسفل العمود الفقري.. فتجعل المرء يغوص عميقاً في التأمل.
    إنها قوية جداً وتكون أكثر فعالية عندما تُمارس على شيء
    جذّاب لذهن المتأمل ذاته...
    من إحدى الطرق القوية للتراتاك: التحديق على صورة المرشد الروحي للشخص ذاته..
    لتنفيذ هذا التأمل اجلس في وضع تأملي..
    ضع صورة لأوشو مثلاً على بعد ذراع منك بحيث تكون عيناه على نفس مستوى عينيك
    صورة تكون فيها الأعين تنظر مباشرة للأمام..
    هنا يعطي أوشو تعليمات إضافية لممارسة التراتاك على صورته..
    أول شيء هو أن تُحَدّق بلا أن ترف العين أبداً..
    باستمرار لثلاثين دقيقة.. ويجب أن يتركّز كلّ الانتباه في العينين
    يجب أن تصبح أنت العينين..
    انسَ كلَّ شيء -كل الجسم؛
    كُن العينان فقط وحدّق باستمرار دون أن تطرف عيناك.
    الانتباه المُركّز في العينين سيفضي إلى التوتر.. سيجعلك في قمة التوتر..
    العين مرهفة جداً.. لذا فإنها تتوتر أكثر من أيِّ من أجزاء الجسم..
    و عندما تصبح العينان في حالة توترٍ و انشداد.. يصبح الفكر بكامله كذلك.. متوتراً.
    العينان مجرّدُ أبوابٍ للفكر.. عندما تصبح أنت العينين.. يصعد الفكر إلى أعلى فأعلى.. للقمة..
    و من تلك القمة إلى الانهيار، وهو الانهيار في هاوية الاسترخاء..
    إذاً تراتاك يخلق إحدى أكثر الذروات توتراً.. في الانتباه من خلال العينين..
    التفكير سيتوقف تلقائياً.. و مع الوقت، عندما تواصل هذا التأمل.. وعند حدٍ ما، ستستطيع التركيز أكثر على العينين..
    ستصبح مُدركاً فقط.. لن يكون هناك تفكير لأن العينان لا تستطيعان التفكير..
    التفكير غير ممكن مع العينين..
    عندما يكون الانتباه كله مركزاً في العينين لن يبقى للفكر أي
    طاقة يفكر بها.. الفكر يتوقف عن التفكير .. وفي اللحظة التي تريد العين فيها أن تومض هذه هي اللحظات التي يجب تفاديها
    لأن الفكر يحاول أن يحصل على الطاقة مجدداً للتفكير..
    لهذا السبب هذا التأمل بحاجة إلى الوتر المشدود، التحديق الثابت..
    أي حركة من العين تعطي طاقة للفكر..
    لذا.. لا تحرّك العين..
    التحديق الثابت..
    عندما تُحَدِّق بلا تحريك للعينين ،الفكر أيضاً يرسخ و يثبت..
    فالفكر يتحرك مع الأعين..
    والعينان هما الأجزاء الخارجية من وجهك.. الحد الآخر الذي يذهب للخارج..
    العينان جزء فقط من الدماغ.. الحد الآخر..
    الأعين أبواب.. الأبواب التي تنتمي للفكر الداخلي.. و أيضا للعالم الخارجي..
    إذا جمدَت الأعين تماماً وثبتَت.. الفكر سيتوقف فعلاً.. لن يستطيع التحرك..
    لذا حتى عندما تحلم.. ببساطة وبحركات عينيك يمكن أن يُعرف ما إذا كنت تحلم أم لا..
    لا يوجد طريقة أخرى..

    إذا كان فكرك يتحرك حتى في النوم، عيناك ستتحركان أيضاً.
    و بالتالي التقنية الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الشخص يحلم أم لا هي معرفة كون عينه تتحرك أولاً..
    إذا كانت الأعين تتحرك بسرعة كبيرة.. فهناك حلم سريع..
    إذا توقف فكرك...العينان ستتوقف عن العمل..
    عندما توقف عمل عينيك تماماً.. سيتوقف فكرك..

    إذاً هذا التمرين يبدأ من العينين.. لأن البداية من الفكر صعبة..
    العينان أشياء خارجية و تستطيع أن تفعل شيئاً حيالها..
    هناك طرق عديدة.. و لكن الأفضل أن تنظر فقط على العينين (على الصورة)
    فقط ارسخ و اثبت be fixed .. بلا حراك فقط بالتحديق على العينين.. شيء ما سيبدأ بالعمل
    يجب أن تحدق عيناك في عيني الصورة.. و الجسد سيستقر.. ساكناً..
    السر هو العين الثابتة التي تثبت الفكر.. و العين يمكن تثبيتها.. بسهولة أكبر من الفكر..
    ترجمة: يمن نعناع
    الحُـزن كتـأمُّـل

    يمكن أن يصبح الحُزن تجربةً غنية.. عليك أن تعمل عليها.. من السهل أن تهرب من أحزانك، وبالحالة العادية كل العلاقات هي هروب لكي نتفادى الحزن..
    و لكنّه يبقى كامناً في الداخل وتيّارهُ يجري دائماً.. حتى في علاقاتنا فهو يثور في كثير من الأحيان..
    ونميل لأن نُلقي اللّوم على الآخر.. لكن هذه ليست حقيقة.. فهذه هي عُزلتك.. هذا هو حزنك الخاص بك..
    إنك لم تتعايش معه بعد .. لذا سوف ينفجر مراراً وتكراراً..
    تستطيع الهروب بالعمل.. تستطيع الهروب ببعض الأشغال.. بالعلاقات والمجتمع.. هذا أو ذاك.. بالسفر.. ولكنه لن يدَعك.. لأنه جزءٌ منك...
    كل إنسان يُولد وحيداً في العالم.. يأتي عبر آبائه، لكن وَحده.. وكّل إنسان يموت وحيداً.. كذلك يخرج من الدنيا وحيداً
    و بين هاتين الوِحدتين.. نستمر بخداع أنفسنا..... من الأفضل أن نتشجّع ونخوض هذه الوحدة..
    مهما بَدَت المهمة صعبة وشاقة في البداية، فهي تعود بفائدة هائلة
    حالما تستقر مع الحزن وتقبَله في نفسك، تبدأ بالتمتّع به.. وحالما لا تشعر به كحزن.. لكن كهدوء وسُكون.. وعندما تُدرك أنه لا طريق للهَرب.. فسَتستَرخي وترتاح.....
    لا يوجد شيء يُفعل حِياله.. إذاً لماذا لا تستمتع به؟ لمَ لا تخوض غِماره وتستشعر طعمه وترى ماهيّته؟؟؟؟؟ لماذا تخاف بلا سبب؟ مادام موجوداً وهذه حقيقة.... ووُجوده ليس ضرباً من الوهم،
    إذاً لماذا لا تصل إلى تفاهم معه؟ لماذا لا تقتحمه وترى ما هو؟؟؟
    عندما تشعر بالحزن، اجلس بهدوء واسمح للحزن بأن يأتي.. لا تهرب منه.. بل اجعل نفسك حزيناً قَدر الإمكان.. لا تتجنّبه.. وتذكّر هذا:
    ابكِ.. واندِب، تذوَّقه كاملاً.. ابكِ إلى درجة الموت، انهارَ على الأرض، تدحرج، ودَعه يذهب بنفسه.. لا تُجبره على ذلك.. فهو سيزول.. لأن لا أحد يبقى على حالته..
    عندما يذهب، ستتحرر من عِبئك، ستتحرر تماماً من كل همومك.. كأن الجاذبية بأكملها قد تلاشت.. وأصبحتَ تستطيع الطيران.. بلا وزن..
    تلك هي اللحظة التي تدخل فيها إلى داخل نفسك.... أولاً استحضِر الحزن.
    إنك قد اعتدتَ أن تبحث عن الوسائل والطرق التي تمكّنك من مَنعه وتجاهله، فأنت تبحث عن أشياء تجعلك تنظر إلى أماكن أخرى، - تذهب للسباحة، تقابل أصدقاءك، تقرأ في كتاب، تشاهد فيلماً، أو تعزف على الغيتار- تفعل شيئاً ما بحيث تنغمس فيما تفعل، وتُركّز انتباهك فيه متجنّباً الحزن...
    تذكّر هذا: عندما تشعر بالحزن، لا تُفوِّت الفرصة! أغلق الأبواب، اجلس، واشعر بالحزن بقَدر ما تستطيع، كأن الدنيا كلها صارت جحيماً فحَسب.. انغمس في حزنك.. اغرق فيه..اسمح لجميع الأفكار الحزينة بمراوَدتك، ولكلّ المشاعر البائسة بأن تُعكّرك.. ابكِ وانحُب، وقُل بعض الكلمات.. اصرخ بها عالياً.. لا داعٍ لأن تقلق..
    إذاً في البدء اشعر الحزن لبضعة أيّام، وفي اللحظة التي تذهب فيها الأحزان ستشعر بارتياح تام.. بسلام عميق.. كما يشعر المرء بعد العاصفة...
    في تلك اللحظة، اجلس بهدوء واستمتع بالسكينة التي تأتي بنفسها.. لستَ أنت من أتى بها، بل إنك كنتَ تجلبُ الحزن فحسب، وعندما يتلاشى الحزن، تأتي السكينة على أثره وتنشأ مكانه...
    اسمعذلك الصمت، أغلق عينيك. اشعر به، اشعر بتركيبته وبعِطره......
    وإذا شعرتَ بالسعادة، غنّي وارقص
    الشجرة العاطفة

    سمعتُ مرة عن شجرة قديمة ضخمة، بأغصان منتشرة إلى السماء. عندما كانت في مرحلة الإزهار، كانت الفراشات من جميع الأشكال والألوان تأتي وترقص حولها. وعندما تنضج ثمارها تأتي الطيور من الأراضي البعيدة وتغني فيها.
    وكانت أغصانها كالأيادي الممدودة تُفرِح كل القادمين إليها ليجلسوا في ظلها.
    اعتاد صبي صغير أن يأتي ويلعب تحتها، ونَمَتْ عند الشجرة عاطفة حب لهذا الصبي الصغير.
    إن الحب بين الكبير والصغير ممكن، إن لم يكن الكبير مُدركاً أنه كبير. لم تكن الشجرة تعرف أنها كبيرة، الإنسان فقط عنده هذا النوع من المعرفة. إن الكبير عنده دائماً غرورٌ يشكّل اهتمامه الأكبر، لكن بالنسبة للحب، لا أحد كبير ولا صغير. الحب يُعانق كل من يأتي بقربه.
    هكذا نما الحب في هذه الشجرة تجاه الصبي الصغير الذي اعتاد أن يأتي ويلعب بقربها. كانت أغصان الشجرة عالية، لكنها حَنتْها وأمالتها للأسفل بحيث يستطيع أن يقطف أزهارها ويلتقط ثمارها.
    الحب مستعدٌّ دائماً لكي ينحني؛ الأنا ليست مستعدة أبداً للانحناء. إنْ نظرنا إلى الذات المغرورة، لكانت الأغصان امتدت للأعلى أكثر فأكثر؛ وتتصلّب بحيث لا تستطيع أن تصل إليها.
    أتى الصبي المرح، وأمالت الشجرة أغصانها. وكانت الشجرة مسرورة جداً عندما قطف الصبي بعض الأزهار؛ وامتلأ كيانها الداخلي بفرحة الحب. الحب دائماً يفرح عندما يستطيع أن يُقدم شيئاً؛ الأنا دائماً تفرح عندما تستطيع أن تتلقّى.
    كَبِرَ الصبي. وكان أحياناً ينام على جذع الشجرة (في حضنها)، ويأكل من ثمارها، وأحياناً يرتدي إكليلاً من أزهارها ويتظاهر بأنه ملك الغابة. إن الإنسان يصبح كالملك عندما يحمل أزهار الحب، لكنه يصبح فقيراً وبائساً عندما يحمل أشواك الغرور. إن رؤية الشجرةِ للصبي مرتدياً إكليل الزهور يرقص حولها ملأتها بالفرح. فتمايلت من الحب وغنّت مع النسمات.
    كبرَ الصبي أكثر. وبدأ بالتسلق على الشجرة ليتأرجح على أغصانها. أحسّت الشجرة بسعادة غامرة عندما استراح الصبي على أغصانها. إن الحب يَسعَد عندما يؤمّن الراحة لشخص ما؛ والأنا تسعد فقط عندما تُقدّم الإزعاج.
    مع مرور الوقت تكدّست أعباء الواجبات على الصبي. كَبِرَ طموحه؛ لديه امتحانات ليجتازها؛ لديه أصدقاء يتكلم معهم ويقلق بشأنهم، لذلك لم يعد يأتي كثيراً. لكن الشجرة انتظرته بتلهف ليأتي.
    ونادَت من روحها: "تعال. تعال. أنا أنتظرك."
    الحب ينتظر ليلاً نهاراً. وانتظرت الشجرة. وشعرت بالحزن عندما لم يأتِ الصبي.
    الحب يحزن عندما لا يستطيع المشاركة؛ الحب يحزن عندما لا يستطيع أن يعطي. الحب يشعر بالامتنان عندما يشارك الآخرين. وعندما يستسلم تماماً يكون في أفرح حالاته.
    مع ازدياد عمر الصبي أصبحت زياراته أقلّ إلى الشجرة. الرّجلُ الذي أصبح كبيراً، الذي كبرت طموحاته، يجد وقتاً أقل للحب. أصبح الصبي منشغلاً بشؤون التجارة العالمية.

    في يوم من الأيام بينما كان عابراً بالمنطقة قالت له الشجرة:"لقد انتظرتك لكنك لم تأتي. كنت أتوقع مجيئك يومياً."
    قال الصبي "وماذا لديك؟ لماذا يجب أن آتي إليك؟ هل لديك أي مال؟ أنا أبحث عن المال."
    إن الأنا تحثّ الإنسان فقط إنْ كان هناك بعض الغايات المفيدة، عندها سوف تأتي الأنا. لكن الحب ليس لديه دافع. الحب هو مكافأة لذاته.
    قال الشجرة مصدومةً "ستأتي فقط إن أعطيتك شيئاً ما!؟" . هذا ليس حباً. إن الأنا تجمع وتحسب، لكن الحب يعطي دون شروط. "نحن ليس لدينا هذا المرض، ونحن مبتهجون دائماً." قالت الشجرة.
    " تتفتح الأزهار علينا. وتنمو عدّة ثمار على فروعنا. ونقدّم ظلاً لطيفاً. نتراقص مع النسمات وننشد الأغاني.
    تحطّ الطيور البريئة على أغصاننا وتزقزق مع أننا لا نملك أي مال. وفي اليوم الذي نصبح فيه متورطين بالمال، سوف يصبح واجباً علينا أن نذهب إلى المعابد كما تفعل أيها الإنسان الضعيف، لنتعلم كيف نحصل على السلام، لنتعلم كيف نجد الحب. كلا، نحن ليس لدينا أي حاجة إلى المال."
    قال الصبي "إذاً لماذا يجب أن آتي إليك؟ أنا سأذهب حيث يوجد المال. أنا أحتاج المال." إن الأنا تسأل عن المال لأنها تحتاج إلى القوة.
    فكّرت الشجرة للحظة وقالت "لا تذهب إلى أي مكان آخر يا عزيزي. اقطف ثماري وبِعْها. سوف تحصل على المال بهذه الطريقة."
    ابتهج الصبي في الحال. تسلّق عليها وقطف جميع ثمارها حتى أنه هزّ الثمار الغير ناضجة. شعرت الشجرة بالسعادة، على الرغم من أن بعض الأغصان قد كُسرت، على الرغم من أن بعض أوراقها قد سقطت على الأرض.
    الانكسار أيضاً يجعل الحب سعيداً، لكن حتى بعد الكسب لن تكون الأنا سعيدة.
    إن الأنا دائماً ترغب بالمزيد. لم تلاحظ الشجرة أن الصبي لم يلتفت أبداً إلى الخلف ويشكرها. لقد حصلت على الشكر عندما قبل الصبي عرضها بقطف وبيع ثمارها.
    لم يأت الصبي مرة أخرى لمدة طويلة. الآن لديه مال، وهو مشغول بكسب المزيد من المال بواسطة ذلك المال. لقد نسي كل شيء عن الشجرة. و مرّت السنين و الشجرة كانت حزينة. واشتاقت إلى عودة الصبي -- مثل الأم التي صدرها ممتلئ بالحليب لكن ابنها ضائع. يتلهّف كيانها بالكامل إلى ابنها؛ وتبحث بجنون عنه ليأتي ويبهجها.
    هكذا كان بكاء الشجرة، قد كان هناك ألم مبرح داخلها.
    بعد عدة سنين، الآن أتى الصبي وقد أصبح بالغاً.
    قالت الشجرة "تعال يا ابني. تعال وعانقني."
    قال الرجل "أوقفي هذه العواطف. هذه كانت أشياء طفولية.وأنا لست طفلاً الآن." إن الأنا ترى الحب كأنه جنونٌ وخيالٌ طفولي.
    لكن الشجرة دَعَتْه "تعال، تأرجح على أغصاني، تعال وارقص والعب معي."
    قال الرجل "أوقفي كل هذا الحديث غير المفيد! أنا أحتاج إلى بناء منـزل. هل تستطيعين أن تعطيني منـزلاً؟"
    هتفت الشجرة "منـزل ! أنا بدون منـزل." الإنسان فقط يعيش في المنازل. لا أحد يعيش في منـزل إلا الإنسان. وهل لاحظت حالته بعد حبسه بين أربع جدران؟ كلما كبرَ منـزله أصبح الإنسان أصغر.
    "نحن لا نقيم في المنازل، لكنك تستطيع أن تقطع وتأخذ أغصاني -- وعندها ستكون قادراً على بناء منـزل."
    دون هدر أي وقت، جلب الرجل فأساً وقطع جميع أغصان الشجرة. الآن أصبحت الشجرة جذعاً عارياً.
    لكن الحب لا يهتم بمثل هذه الأشياء -- حتى لو تم تقديم أطراف جسمه الأربعة إلى المحبوب. الحب يعطي؛ الحب مستعد دائماً للعطاء.
    لم يُزعج الرجل نفسه بأن يشكر الشجرة. بنا منـزله، ومرّت الأيام والسنين.
    انتظر الجذع وانتظر. لقد أراد أن يناديه، لكن ليس لديه أي أغصان أو أوراق لتعطيه القوة. مرّت به الرياح، لكنه لم يستطع حتى أن يعطيها رسالة. ولا تزال روحه تقول صلاة واحدة: "تعال. تعال يا عزيزي. تعال" لكن لم يحدث شيء.
    مرّ الوقت وأصبح الرجل هرماً. ومرّة مرّ بالشجرة، ووقف بقربها. سألت الشجرة "ماذا أستطيع أن أقدم لك أيضاً؟ لقد أتيت بعد فترة طويلة جداً من الزمن."
    قال الرجل العجوز "وما الذي تستطيعين أن تقدميه لي؟ أنا أريد أن أذهب إلى أراضٍ بعيدة لكسب المزيد من المال. أنا أحتاج قارباً لكي أسافر."
    قالت الشجرة بفرح "لكن هذه ليست مشكلة يا حبيبي. اقطع جذعي واصنع قارباً منه. وأنا سأكون سعيدة للغاية؛

    إنْ استطعت أن أساعدك في الذهاب إلى الأراضي البعيدة لكسب المال. لكن أرجوك تذكّر، سأكون دائماً بانتظار عودتك."
    جلب الرجل منشاراً ونشر الجذع، وصنع قارباً وأبحر فيه.
    الآن أصبحت الشجرة قِرْمَة (بقية الشجرة بعد قطعها). وانتظرت محبوبها ليعود. لقد انتظرت وانتظرت وانتظرت. والرجل لن يعود؛ إن الأنا تذهب فقط حيث يوجد شيء ما للأخذ. والآن الشجرة ليس لديها أي شيء أبداً لتقدّمه.
    إن الأنا لا تذهب إلا حيث توجد المرابح والفوائد. الأنا هي شحّاذ أبدي. في حالة مستمرة من الطلب، والحب هو الإحسان. الحب هو ملك، إمبراطور! هل هناك أي ملك أعظم من الحب؟
    كُنت أستريح قرب تلك القِرمة ليلةً، وقد همست لي "صديقي ذلك لم يأتِ حتى الآن. أنا قلقة عليه إنْ كان قد غرق، أو ضاع. قد يكون ضاع في واحدة من تلك البلاد البعيدة. قد يكون غير حيّ الآن. كم أتمنى أن أسمع أخباراً عنه! وبما أنني اقتربت من نهاية حياتي، سأكون راضية ببعض الأخبار منه على الأقل.
    عندها أستطيع أن أموت بسعادة. لكنه لن يأتي حتى لو استطعت أن أناديه. لم يعد عندي شيء لأقدّمه، وهو فقط يفهم لغة الأخذ."
    إن الأنا تفهم فقط لغة الأخذ؛ إن لغة العطاء هي الحب.
    لا أستطيع أن أقول أي شيء أكثر من ذلك عن الحب . وفوق ذلك، لا يجب قول أكثر من التالي:
    إنْ استطاعت الحياة أن تصبح مثل تلك الشجرة، ناشرة فروعها باتساع بحيث يستطيع الجميع أن يحتمي في ظلها، عندها سوف نفهم ما هو الحب.
    لا يوجد أي كتاب مقدس، ولا خرائط، ولا قواميس للحب. لا يوجد أي مبادئ للحب.
    لقد تساءلت ماذا أستطيع أن أقول عن الحب. الحب من الصعب جداً وصفه. الحب موجود فقط.
    قد تستطيع أن تراه في عينيّ إنْ اقتربت ونظرت خلالهما. إنني أتساءل إن كنت تستطيع أن تشعر به عندما أنشر ذراعيّ لمعانقتك.
    الحب.
    ما هو الحب؟
    إنْ لم تشعر بالحب في عينيّ، في ذراعيّ، في صمتي، عندها لن يمكنك أبداً إدراكه من كلماتي.
    أنا ممتنّ لك جداً على سماعي. وفي النهاية أنحني إلى المقدّس الذي يسكن داخل كلٍّ منا.
    أرجوك تقبّل احترامي.
    أوشو- من كتاب (From Sex To Super Consciousness)
    -- تأمُّـل العَيـن الثَّالثـة --
    (البصيرة)

    العنوان: خمس تقنيات من اليقظة.لتأمل: ركّز انتباهك على العين الثالثة.

    الإيحاء: الانتباه إلى منطقة مابين الحاجبين، يجعل العقل بحالة ما قبل التفكير. إجعل الشكل يمتلئ بعطر النَّفَس حتى قمة الرأس، وهناك دعه يغدُق مثل النور.
    التقنية: هذا التأمل تستطيع فعله بذاتك. ستحتاج أن تكون منعزلاً. ولن يكون ظاهراً عليك أنك تتأمل. قم بالتقنية في أي مكان مناسب. التشديد هو على البصيرة. والتركيز هو على العين الثالثة.
    الانتباه إلى ما بين الحاجبين، يجعل العقل سابقاً للتفكير. اجعل الشكل يمتلئ بعطر النَّفَس حتى قمة الرأس، وهناك دَعْهُ يغدق مثل النور.
    هذه هي التقنية التي كانت قد أُعطيت لفيثاغورث. وذهب فيثاغورث بهذه التقنية إلى اليونان، وحقيقة، أصبح النبع، والمصدر الرئيسي للمذهب الباطني في الغرب. وهو أب الباطنية هناك.
    هذه التقنية هي واحدة من الطرق العميقة جداً. حاول أن تفهم التالي: الانتباه إلى منطقة ما بين الحاجبين... الفيزيولوجية الحديثة و البحث العلمي، تقول: أن بين الحاجبين يوجد غدة هي أكثر جزء غموضة من الجسم. هذه الغدة التي تدعى الغدة الصنوبرية، هي العين الثالثة عند أهل التيبت-شيفانيترا: عين شيفا- التانترا.
    بين العينين يوجد عين ثالثة، لكنها غير وظيفيّة. إنها هناك، ويمكن أن تعمل في أي لحظة، لكنها لا تعمل بالحالة الطبيعية. يجب عليك أن تفعل شيئاً حيالها لفتحها. إنها ليست عمياء، بل هي ببساطة مغلقة.
    هذه التقنية هدفها فتح العين الثالثة.
    الانتباه إلى منطقة ما بين الحاجبين... أغمض عينك، وبعدها ركّز كلا عينيك إلى منتصف المسافة بين الحاجبين. ركز تماماً في الوسط بعينين مغمضتين كما لو أنك تنظر بهما في الحالة العادية. أعطِ كامل انتباهك لها.
    هذه طريقة من أبسط الطرق التي تهتم بجعلك متنبّهاً. لن تستطيع أن تكون منتبهاً لأي جزء آخر من الجسد بصورة سهلة. هذه الغدة تمتص الانتباه. إن أعطيتها انتباهك، ستصبح عيناك كلاهما منومة مغناطيسياً بالعين الثالثة. ستصبحان مثبّتتين ولن تستطيعا الحركة. إن محاولة الانتباه إلى أي جزء آخر أمر صعب. العين الثالثة تجذب الانتباه، تجبر الانتباه بالتوجه إليها. إنها مغناطيس جاذب للانتباه. لذلك جميع المناهج في العالم قد استخدمتها.
    إن أسهل أمر:هو تدريب انتباهك، لأنك لست فقط تحاول أن تكون منتبهاً ، بل إن الغدة نفسها تساعدك.
    سوف ينجذب انتباهك إليها قسرياً، فهي ممتصة له.
    قِيل في صُحف التانترا القديمة: أن التركيز بالنسبة للعين الثالثة كالطعام، فهي جائعة لأزمان وأزمان، بانتباهك إليها فأنت تُحييها .. ستحيى من جديد .. فقد أُعطيت الطعام ..
    بعد معرفتك أن التركيز طعامها ، ..عندما تشعر أن انتباهك يُجذب مغناطيسيا ، تسحبه الغدة نفسها، حينها لم يعد التركيز صعباً عليك. فقط عليك معرفة النقطة الصحيحة.
    إذاً أغمِض عينيك فقط و دَع العينين تتجه إلى المنتصف .. واشعر بالنقطة.
    عندما تصبح قريباً من تلك النقطة، ستثبت عيناك فجأة. عندما يصبح من الصعب تحريك العينين، اعرف أنّك وصلتَ إلى النّقطة المطلوبة ..
    الانتباه بين الحاجبين .. دع العقل يسبق الأفكار ......
    إذا وُجد هذا الانتباه .. ستختبر للمرة الأولى ظاهرةً غريبة ...
    للمرة الأولى سترى الأفكار تجري أمامك..
    ستصبح الشاهد كأنه فيلم يمر أمامك ..الأفكار تجري و أنت تشاهدها.
    حالما يكون انتباهك مركّزاً في العين الثالثة، ستصبح فوراً الشاهد على الأفكار..
    في العادة لا تكون أنت الشاهد،بل أنت محدود بأفكارك..
    إذا وُجد الغضب تصبح غَضَباً. إذا تحركت الفكرة فأنت لست الشاهد بل تصبح أنت مع الفكرة واحداً، محدوداً ، و تنتقل معها.
    تصبح أنتَ الفكرة، وتأخذ شكل الفكرة.
    عندما توجد فكرة الجنس تصبح أنت الجنس .. عندما يوجد الغضب تصبح أنت الغضب، عندما يوجد الطمع تصبح أنت الطمع .
    كل فكرة تتحرك تُصبح محدودةً بك .. لا يوجد أي فارقٍ أو فاصل بينك وبين الفكرة.
    و لكن عندما تركّز على العين الثالثة، فجأةً تصبح أنت الشاهد ..
    عبر العين الثالثة تصبح الشاهد،وترى الأفكار من خلالها كالغيوم التي تمرُّ في السماء أو كأناس يمرّون على الطريق ..
    أنت تجلس الآن في غرفتك و عبر النافذة تراقب السماء .. أو الناس على الطريق
    لست محدوداً أو مرتبطاً بهم الآن أنت منعزل .. منفصل عنهم .. مراقب من على التل ..
    هناك فَرق ..
    الآن إذا وجد الغضب تستطيع أن تنظر إليه كأنّه شيءٌ ما .. و لن تشعر بأنك أنت الغضب.
    ستشعر أنك محاطٌ بالغضب،غمامة غضب قد مرّت بك و لكنك لم تغضب
    و إذا لم تكن أنت الغضب فالغضب ضعيفٌ عليل،
    لا يستطيع أن يؤثر عليك ..
    الغضب سيأتي ويرحل وستبقى أنت مركَّزاً في ذاتك ...
    هذه التقنية الخامسة هي تقنيه البحث عن الشاهد ..
    الانتباه بين الحاجبين .. دع الفكر يسبق الأفكار ...
    و انظر الآن إلى أفكارك ، واجه أفكارك الآن
    اجعل الشكل يمتلئ بعطر النَّفَس حتى قمة الرأس، وهناك دعه يغدق مثل النور.
    عندما يتركَّز الانتباه على مركز العين الثالثة بين الحاجبين يحدث أمران : الأول هو أن تصبح فجأة أنت الشاهد ..
    يحدث هذا بطريقتين. إنك تُصبح شاهدا و تصبح مُرَكِّزاً في العين الثالثة..
    حاول أن تكون الشاهد مهما كان يحدث حاول أن تكون الشاهد... أنت مريض، الجسد يتألم ، تُحسُّ بالتعاسة و المعاناة، مهما كان .. كن أنت الشاهد عليه
    مهما كان يحصل لا تحدّد نفسك به .. كن شاهدا . مُراقباً
    و عندما تصبح الشهادة ممكنة .. تصبح أنت متمركزاً في العين الثالثة.
    و العكسُ صحيح ... إذا كنت متمركزاً في العين الثالثة ستصبحُ شاهداً ..
    هذان الشيئان جزءٌ من الأول.. فالجُزء الأول هو :
    بتركيزك على العين الثالثة ستنشأ لديك النفس الشاهدة ..
    تستطيع الآن أن تواجه أفكارك
    هذا الشيء الأول. أما الثاني فهو أنك تستطيع أن تشعر بالذبذبات الدقيقة الرقيقة للتنفّس، تستطيع الآن أن تشعر بشكل النَّفس .. بجوهره العميق ..
    أولا - حاول أن تفهم ما معنى "الشكل" ... وما المقصود بـ "جوهر النفس"
    خلال تنفُّسك،لستَ فقط تسحبُ الهواء من الجو ..
    العلم يقول إنك تتنفس الهواء فقط .. الأوكسجين ..
    الهيدروجين و الغازات الأخرى مجتمعة في الهواء.
    يقولون إنك تتنفس الهواء .. !!!!!!!
    و لكن (التانترا) تقول إن الهواء وسيلة فقط .. و ليس الشيء الحقيقي .
    أنت تتنفس البرانا .. الحياة .. الطاقة الحيوية ..
    الهواء وساطة لا غير .. البرانا هي المضمون . أنت تتنفس البرانا وليس فقط الهواء ..
    العلم الحديث لا يزال غير قادر على أن يكتشف ما إذا كان هناك شيء مثل البْرانا .. و لكن بعض الباحثين شعروا بشيء ما غامض ..
    التنفّس ليس ببساطة (الهواء) .. لقد شعروا بهذا في العديد من الأبحاث الحديثة أيضا ..
    بالتحديد علينا ذِكر اسم واحد .. (ويليام ريخ) .. عالم نفس ألماني ..
    حيث دعاها .. قوة الأورجون .. ( قوة الحياة في الأشياء .. )
    و هذا الشيء نفسه البرانا ..
    يقول ويليام أنك بتنفسك للهواء فهو يقوم بدور الوعاء لا غير ، و هناك محتوى غامض يُدعى بالبرانا أو الاورجن ... أو الطاقة الحيوية و الحياة ..
    و هذا دقيق جداً..
    بالفعل فهو ليس مادياً..
    الهواء هو المادة ..و الوعاء .. لكن شيئا ما..دقيقٌ غير مادي يتحرك .. يضجّ بالحياة داخله ..

    آثاره يمكننا أن نشعر بها .. وجودك مع شخص نشيط يُشعِرك بحيوية ما تُشرق بداخلك.
    وجودك مع مريض سيُشعرك .. كأن شيئا ما قد أُخذ منك ..
    عندما تذهب إلى المشفى ، لِمَ تشعرُ بالتعب؟؟؟؟؟
    لأنك هناك تصبح مسحوباً من كل الجهات حولك ..
    جوّ المشفى كلّه مَرَضٌ .. و الكلُّ يحتاجُ لمزيد من طاقةَ الحياة .. مزيد من البرانا..
    إذا كُنتَ هناك.. تبدأ البرانا فجأة بالتدفق خارجة منك ..
    لذا تشعر بأنك مخنوق عندما تكون في الزّحام .. لأن البرانا عندها تُسحب مِنك ..
    عندما تكون وحيداً تحت سماء الصباح، تحت الأشجار،
    فجأة تشعر بالحيويّة في داخلك .. البرانا ..
    كل شخص يحتاج لمساحةٍ معيّنة .. إذا لم تُعطى له تلك المساحة،تبدأ البرانا بالتدفق خارجه ..
    عملَ ويليام ريخ الكثير من التجارب و لكنه اِتُّهِمَ بالجنون ..
    للعلم معتقداته الخاصة و العلم شيء أرثودوكسي للغاية..
    لا يستطيع العلم أن يَكشِف إلى الآن أن هُناك شيء ما أكثر من الهواء و لكنَّ الهند تختبر هذا الأمر لقُرون..
    لا بد أنّك سمعت أو رأيت أناساًَ يذهبون إلى داخل السامادهي - الوعي الكوني ( تحت السامادهي..) لأيام متواصلة .. بلا هواء ينفذ إليهم ..
    دُفنَ رجل تحت الأرض مثل تلك السامادهي في مِصر عام 1880....
    إن الذين دفنوه قد ماتوا كلّهم .. لأنه خرج من تلك السامادهي عام 1920 .. بعد أربعينَ سنة .
    في 1920 لم يصدّق أحد أنهم سيجدونه حياً ..
    و قد عاش بعد هذه الحادثة لعشرة سنوات ..
    أصبح شاحباً تماماً و لكنه بقي حياً ..
    مع أنه لم يكن هناك مجال للهواء ليصل له ..
    سأله الأطباء و الناس الآخرون .. ما هو السر ؟؟؟
    قال .. إننا لا نعلم .. ما نعرفه فقط هو أن البرانا تستطيع أن تدخل و تخرج إلى أي مكان ..
    الهواء لا يستطيع النفوذ لكن البرانا كانت تنفذ ...
    عندما تعرف أنك تستطيع أن تمتصَّ البرانا بشكل مباشر .. بلا الوعاء فاذهب إلى السامادهاي لقرون حتى ..
    بتركيزك على العين الثالثة تستطيع فجأة أن تراقب جوهر النَّفَس .. ليس النَّفَس و لكن جوهره .. البرانا ..
    و إذا استطعتَ أن تراقب جوهر النَّفَس- البرانا- فقد وصلتَ إلى النقطة التي منها تستطيع أن تقفز ، والاختراق سيحصل...

    تقولُ السّوترا ( تعاليم هندوسية ) .. دع الشكل يمتلئ بجوهر النَّفَس حتى قمّة الرأس .. وعندما تبدأ بالشعور بجوهر النّفَس .. البرانا، تخيّل فقط أن رأسَك مليءٌ بها .. تخيّل فقط ..
    لا تحتاج لأيّ جهد ..
    سوف أشرح لك كيف يعمل الخَيَال . .. عندما تصبح مركّزاً في العين الثالثة .. تخيَّل و الأشياء سوف تحدث ..
    في نفس الزمان و المكان ..
    الآن مخيّلتك عبارة عن وعاء فقط .. فأنت تمضي في تخيّلاتك .. و لا شيء يحصل ..
    و لكن في بعض الأحيان ، بدون معرفتك .. تحصل بعض الأشياء في الحياة العادية أيضا..
    تُفكّر في صديقٍ لك .. و إذ به يطرِق الباب ..
    تقول أن قدوم صديقك صدفة..
    أحيانا مخيّلتك تعمل كأنها مُصادفة .. و لكن مهما كان الوقت الذي حصل فيه هذا .. حاول الآن وتذكّر و حلّل الأمر بكلّيته ..
    عندما تشعر بأنّ مخيّلتك أصبحت واقعيّة .. اذهب للداخل و راقِب ..
    .. لا بد أن انتباهك في مكان ما كان قريباً من العين الثالثة ..
    بأي لحظة تحصل هذه الصدفة : فهي ليست صدفة .. تبدو لك هكذا لأنك لا تعرف علم هذا السر..
    إن فكرك يكون قد انتقل دون وعيك إلى قرب مركز العين الثالثة ..
    إذا كان انتباهك في العين الثالثة ..يكون تخيّلك كافي لتحقيق أي ظاهرة ..
    تقول هذه السوترا أنك عندما تصبح متمركزاً بين الحاجبين وتستطيع أن تشعر بجوهر النَّفَس .. و تدع الشكل يمتلئ ..
    تخيّل الآن أنّ الجوهر يملئ رأسك كلّه .. بالتحديد القسم الأعلى منه .. الساهاسرار...أعلى مركز نفسي...
    في اللحظة التي تتخيل فيها ذلك سيصبح مليئاً .. هناك(في قمة الرأس) دَعهُ يغدِقُ مثل النّور ..
    جوهرُ البرانا هذا يغدق من قمة رأسك كالنّور .. و سيبدأ يغدق ، و تحت وابل النور سوف تنتعش وتُولد مِن جَديد.. أصبحتَ جديداً تماماً .. هذا هو معنى الولادة الجديدة الداخلية ..
    إذاً أمران .. الأول تمركزك في العين الثالثة، وتصبح مخيّلتك قويّة جبّارة .. لذا نؤكّد كثيراً على النّقاء .. قبل عمل هذه التمارين كُن نقياً .
    النقاء لا يعني المفهوم الأدبي للتانترا.. النقاء مهم .. لأنك بتركيزك على العين الثالثة دون نقاء فكرك، تصبح مخيلتك خطرة .. خطرة عليك و على الآخرين ..

    إذا كنت تفكر في قتل أحد ما .. إذا كانت هذه الفكرة هي المسيطرة على بالك .. التخيّل وحده كفيل بقتل الشخص .. لذا نؤكد و نصرّ على النقاء قبل الشروع بالتأمل.
    قِيل لفيثاغورث أن يصوم عبر تنفس معين .. ( هذا التنفس ) لان الإنسان بهذه الحال يسافر إلى مكان خطر جدا .. ، و بتواجد الطاقة و القوة يتواجد الخطر .. فأفكارك غير الصافية ستستغل الطاقة مباشرة..
    لقد تخيَّلت مرارا أن تَقتُل و لكن المخيلة لم تعمل .. من حُسن حظِّك ... لأنّها إذا عملت و إذا تجسّدت بسرعة .. عندها ستصبح خطرة .. ليس فقط على الآخرين و لكن على نفسك أيضا ! .. لأنك كثيرا ما قد فكَّرت بالانتحار ..
    تركيز الفكر في العين الثالثة و مجرد التفكير بالانتحار سوف يصبح انتحاراً ، و لن يكون لديك الوقت لتفكر أو تغيّر فهذا سيحصل مباشرة ..
    لا بد أنك شاهدت شخصا يُنوَّم مغناطيسياً ، عندما يُنوّم الشخص مغناطيسيا يقول المنوم كلمة و المنوَّم سينفّذ فوراً ..
    مهما كان الطلب مضحكا ، مهما كان غير منطقي أو مستحيلا فالمُنوَّم سينفّذ .. ما الذي يحصل؟؟؟؟؟؟؟
    يرتكز التنويم المغناطيسي على هذه القاعدة الخامسة .. عندما ينوَّم الشخص مغناطيسيا ، يطلب إليه أن يركّز انتباهه على نقطة معينة ( على ضوء معين)
    بتركيز عينيك على أي نقطة محددة ، خلال ثلاث دقائق يبدأ انتباهك الداخلي بالجريان نحو العين الثالثة ،
    و في الدقيقة التي يجري فيها الانتباه نحو العين الثالثة ، يبدأ وجهك بالتغير ، و المنوِّم المغناطيسي يعرف عندما يبدأ وجهك بالتغير ،
    فجأة يفقد وجهك كل الحيوية و يبدو ميتا .. كأنّك نائمٌ بعُمق ، و المنوّم يعرف مباشرة عندما يفقد وجهك البريق و الحياة ،
    هذا يعني أنّ انتباهك قد جذبَته العين الثالثة ، أصبح وجهك ميتا .. الطاقة بكاملها تجري نحو العين الثالثة ..
    نقطة على الحائط أو شيء آخر كَعَينَي ّ المنوِّم مثلا..
    و هنا يعرف المنوِّم أن كل ما يقوله سيتحقق .. يقول ..[أنت الآن تغرق في نومٍ عميق].. و فعلا تغرق ..
    يقول[أنت الآن غيرُ واعٍ].. و تفقد وعيك مباشرة ..
    الآن كل شيء ممكن أن يحصل ، .. إذا قال ...[أصبحت الآن نابليون].. فتصبح نابليون ..
    ستبدأ بالتصرف مثل نابليون ، ستبدأ بالتحدث مثل نابليون، إشاراتك ستتغيّر ، لا وعيك هو الذي سيقود ويَخلق الحقيقة ..
    إذا كنت تعاني من مرض ما ، بالإمكان الآن الأمر بزوال المرض ، فيزول ، أو خلق أي مرض آخر!..

    إن مُجرّد وَضع حجر عادي من الشارع في يدك ، و المنوِّم يقول ..[ هذه نار في يدك ]: وستشعر بحرارة شديدة ستحرق يدك ، ليس فكريا فقط، و لكن على أرض الواقع!
    في الحقيقة بشرتك ستحترق ، ستشعر بالاحتراق ،
    ما الذي يحصل ؟ لا توجد أي نار ، هناك حجر عادي ، بارد . كيف ؟ كيف يحصل هذا الاحتراق؟
    أنت مُمَركَز في مركز العين الثالثة ، مخيّلتك تُعطى الأوامر عبر المنوم و هي تُحَوَّل ذلك إلى حقيقة .. إذا قال المنوم ..[أنت ميت].. ستموت حالا ، سيتوقف قلبك عن العمل .. نعم سيتوقف ...
    هذا يحصل بسبب العين الثالثة ، المخيلة في العين الثالثة و في الواقع هما غير منفصلين .. المخيّلة هي الحقيقة ..
    تخيل فقط و الأمر يحصل .. لا فرق بين الحلم و الواقع .. لا فرق بين الحلم و الواقع احلم و هذا يتحول واقعا...
    لذا قال شانكارا أن كل العالم ليس إلا حُلما ألهيا .. حُلم الإله .. هذا لأن الإله متمركز في العين الثالثة ، دائماً .. وأبدياً ..
    لذا كل ما يحلم به الإله يتحول واقعا ..إذا ركزت أنت في العين الثالثة مهما حلمت سيصير واقعا ..
    قَدِمَ ساريبوتا إلى بوذا .. وتأمَّل بعمق ... بعدها رأى عدة أشياء .. توافدت عليه رؤى عديدة.. كما يحصل مع كل من يغرق في التأمّل العميق ،
    بدأ يرى الجنّة ، بدأ يرى الجحيم ، و الملائكة ، الآلهة ، الأرواح الشريرة ، و قد كانوا حقيقة ، واقعا تماما حتى أنه قَدِم مُهرولاً إلى بوذا واصفاً له الرؤى ، فقال له بوذا .. هذا ليس شيئا -- أحلام فقط ... مجرد أحلام ...
    ولكن ساريبوتا قال.. لقد كانوا حقيقيين تماماً .. كيف عليَّ أن أقول أنها أحلام؟ عندما أرى الزهرة بعيوني ، فهي حقيقية أكثر من أي زهرة أخرى في العالم ، الشذى موجود ، أستطيع لمسها. عندما أراك - قال لبوذا- لا أراك على أنك حقيقة ، تلك الزهرة حقيقية أكثر من كونك أنت حقيقي ، هنا أمامي تماماً .. إذاً كيف أستطيع أن أفرّق بين الحقيقة و الحلم ؟ قال بوذا : إنك بتركيزك على العين الثالثة صار الحلم و الحقيقة واحداً ، مهما حلِمتَ سيصبح حقيقة ،
    و العكس صحيح بالنسبة للشخص المركّز في العين الثالثة ، الأحلام ستصبح حقيقة و الواقع بأكمله سيصبح مجرد حلم ... لأنه بتحويل حلمك إلى واقع لا يوجد فرق بين الواقع و الحلم ، إذن عندما قال شانكارا أن الدنيا كلها مجرد مايا - أي الحلم الإلهي!
    هذا ليس اقتراحاً نظرياً ، ليس تصريحاً فلسفياً ..
    بل هو بالأحرى ، التجربة الداخلية، لشخص ما مُتركِّز في العين الثالثة ،
    عندما تركز على العين الثالثة ، تخيل فقط جوهر البرانا يتدفق من رأسك .. و كأنّك جالسٌ تحت شجرة و الأزهار تتدفق عليك، أو أنك تحت السماء و فجأة بدأت الغيوم تُمطر ... أو أنك تجلس في الصباح وقد أشرقت الشمس وأرسلت أشعتها .. و بدأ النور بالتدفق ، تخيّل ، و مباشرة هناك تدفُّق ، تدفُّق النور يسقط للأسفل من قمة رأسك ..
    هذا التدفُّق يُعيد خَلقَك ، يُعطيك بَعثاً جديداً .. أنت مولود من جديد ..
    و الأهم من ممارستك لهذا التأمل هو نقاء فكرك قَبلَه ..
    القوى الكامنة فينا جبارة ، تستطيع أن تحوّل فكرنا وأحلامنا إلى واقع .. و بما أن غايتنا من هذه القوى سلامُ الأرض ، عمارها لا دمارها .. فلنستغلّها في ما ينفع ولنَشعُر بصفاء الفكر و سلامة النيّة .. لا قَبل هذا التأمل فقط .. و لا قَبل أي تأمل .. بل قَبل إقدامنا على أي عمل ..
    جاعلين كل أعمالنا .. عبادة.....

يعمل...
X