إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مارسيل مارسو.. بيكاسو التمثيل الصامت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مارسيل مارسو.. بيكاسو التمثيل الصامت

    مارسيل مارسو.. بيكاسو التمثيل الصامت "مات بيارو الحزين".. "رحل بيب البهلوان".. "سقطت دمعة بيارو الأخيرة" بمثل هذه المانشيتات أعلنت الصحافة ووسائل الإعلام نبأ وفاة المايم الفرنسي الأشهر "مارسيل مارسو" في أيلول عام 2007 عن أربع وثمانين عاماً بعد أن أبدع طوال ستين عاماً، دون توقف في فن الإيماء مع الشخصية الساحرة التي أطلقها "بيارو الحزين" في ليل 22 آذار 1947 وكان عيد مولده الرابع والعشرين، قال يومها: "أنا هو بيارو الحزين" ولم تسقط الدمعة المتوقفة على خدِّه طوال 60 عاماً. "مارسو" حمل صوتاً مغايراً لم يحمله أحد من قبله، صوت صامت لم يسمعه سوى من التقط ذرَّاته في تعابير الوجه المتستِّر تحت قناع الحياة والابتسامة والدمعة، كانت لغته لغة الصمت المعبر والمحمَّل بزحام من المشاعر الإنسانية المتناقضة التي عمل هذا المايم على فكِّ ألغازها، فقنّع وجهه وألغى ملامحه وسكن قناعاً واحداً، ليصبح هذا القناع الذي يغذيه الصدق الفني والوعي العميق والرغبة في صياغة رؤية فنية فريدة تجسيداً لكل الخواطر الإنسانية، يرى فيها كل واحد من المتفرجين ما يريد، حيث إنَّ وجه «مارسو» الإيمائي كان أحياناً وردةً، وأحياناً غابةً مقفلة على أسرارها، أو شلالات مياه أو سحباً في السماء أو حكايةً طفلٍ أو رحيلاً غامضاً، أو صحراء أو رياحاً، أي إنَّ وجهه صار خارطة إنسانية حدودها غير مرئية وصوتها غير مسموع، وأنينها داخلي وحبها صامت، واستمرَّ (مارسو) في لعبته هذه على الخشبة، ولم يخنه صوته الحقيقي يوماً، وبقي على صمته وسكونه، وكأنَّ في تحديِّ الصوت هذا ما يشبه الانتقال الجزئي إلى عالم آخر انتقل إليه "مارسو" في لعبة لم تنته بعد. هذا ما أوضحه صاحب شخصية "بيب" ذي الفانيلا المخططة والقبعة المزينة بوردة في إحدى لقاءاته الصحفية عندما قال: "إنني أفكر كثيراً في البعد الإنساني العام خلال عملي، وليس المحلي فحسب. ليس هناك طريقة فرنسية خاصة للضحك، كما لا توجد طريقة أميركية خاصة للبكاء. مواضيعي تحاول كشف الجوهر الأساسي للإنسانية". أمضى (مارسيل مانجيل) (أو مارسيل مارسو) طفولته في ستراسبورغ، حيث ولد عام 1923 واكتشف سريعاً عالم الفن في الموسيقا والمسرح، إذ كان والده يصطحبه معه إلى المسارح وصالات السينما، وكان شغوفاً منذ صغره بالأفلام الصامتة في تلك الحقبة، ووجد السحر كله في أعمال (شارلي شابلن وباستر كينون وماركس برازرس). وفي عام 1944، التحق (مارسو) بالمقاومة الفرنسية، لكنه سرعان ما تخلى عن حياته العسكرية والسياسية مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ليلتحق بعدها "بمعهد الفنون الدرامية"، حيث أصبح تلميذ الكبار في فن الإيماء أمثال "إيتان دوكرو" و"شارل دولان" و"جان لوي بارّو". بدأ عمله الاحترافي عام 1946 بالتحاقه بفرقة "رونو ـ بارو" في دور "آرلوكان" في مسرحية "باتيست" المقتبسة عن فيلم كارنيه الشهير "أولاد الجنة"، وفي العام التالي، أسس فرقته الخاصة بالفن الإيمائي وكانت الفرقة الوحيدة في العالم المتخصصة بهذا الفن، وبدأ بعرض أعماله التي بدأت تسرق الأضواء وتستقطب الجمهور من كل أنحاء العالم: "المعطف" المقتبسة عن غوغول، "عازف الناي"، "تمارين في الأسلوب"، "الماتادور"، "السيرك الصغير"، "باريس التي تضحك"، "باريس التي تبكي"، و"بيارو مونمارتر"، حيث إنه وفي كل هذه الأعمال فرض شخصيته الفنية المتميزة بمواصفات ثابتة لا تتغير: الجسد النحيف والمشدود والعصبي، الوجه الحاضر ليتلقى كل التعابير والمشاعر والأحاسيس، من قمة السعادة إلى أقصى الحزن العميق. انتقل هذا الممثل الإيمائي الفرنسي من الخشبات الباريسية إلى كل مسارح العالم، ومنذ عام 1969 وحتى 1971 أسس وعمل في إدارة "المدرسة العالمية للإيماء"، ومع بداية العام 1978، أعلن افتتاحه "المعهد العالمي للميمودراما" في باريس. وبعد عروض متواصلة له في العالم، أصبح (مارسو) شهيراً وشعبياً في الولايات المتحدة الأميركية وفي اليابان والصين... وصار له تلامذة من كل دول العالم، ودخل أيضاً عالم السينما من خلال مساهمات له في بعض الأفلام، وكان أبرزها: عام 1968 مع روجيه فاديم "بارباريللا" وفي هذا الفيلم، سمع الجمهور صوت مارسو للمرة الأولى من خارج دوره الإيمائي، كذلك اشترك عام 1976 مع ميل بروكس في فيلم "الجنون الأخير لميل بروكس" وكان فيلماً صامتاً. حصد (مارسو) جوائز عديدة في حياته أهمها "جائزة موليير" عام 1990، وانتُخِب ليشارك في عضوية "أكاديمية الفنون الجميلة" في باريس عام 1991، وحصل على ألقاب كثيرة عبر العالم، وعُرِف عنه أنه كان شغوفاً بعمله حتى الجنون، فهو لم يتوقف يوماً، وكانت جولته الأخيرة عام 2005 وامتدت إلى ما يقارب السنة في كوبا وكولومبيا وتشيللي والبرازيل وكان قد تجاوز الثمانين، ووصف النقاد أداءه في ذاك العمر بأنه كان "أجمل وأرق وأكثر سحراً"، وأن شخصية "بيارو الحزين" الذي صار يدعى "بيب" وكان أول ظهور لها عام 1947، شكلت عبر ما يزيد عن نصف القرن "صوت الصمت" أو تلك الفلسفة الخاصة بالصمت وإيحاءاته المعبرة، وذات مرة قال (مارسو): "إن بيب شخصية حزينة ومضحكة في آن، والأشياء التي تحدث دائماً معه، يمكن أن تحدث مع أي شخص آخر. ولكن، وبسبب حديثه بحركة الجسم وردود الأفعال، فإن كلّ شخص يعرف ما يجري معه. إنه شعبيٌّ جداً في كل مكان؛ إسكندنافيا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، إيطاليا، النمسا، وفي كل مكان يسافر إليه". في جميع الأحوال، ما يُحسَب لهذا المايم الفرنسي أنه أعاد بعث فن التمثيل الإيمائي من رماده وأخرجه من إطاره الهزلي، مانحاً إياه أبعاداً شعرية وفلسفية لم تكن له في السابق، أي إنَّ "مارسو" بغليونه وقبعته المزينة بوردة حمراء استطاع أن ينعش هذا الفن، حيث أدى منذ عام 1945 ما معدله (200) عرض في السنة، ومعظمها كانت خارج فرنسا، حيث وجد الاستحسان والقبول أكثر من موطنه. وتضمنت عروضه الكثيرة العديد من الأدوار، كما في "الخلق"، حيث تسلسلت بداية العالم لديه بتصفيق من أصابعه الطويلة، متشبهاً بأفعال السمك والطيور، وانتهى بآدم وحواء وهما يخرجان من الجنة. وفي "شباب ونضج وشيخوخة وموت"، صوّر في أربع دقائق مباهج الحياة ومآسيها باختصار مفيد تجاوز فيه، وبشكل مثير، العديد من الروائيين وكتّاب المسرحيات الذين توفرت لديهم مئات الصفحات؛ لقد بدأ ملتفاً على نفسه تماماً كما الجنين، ثمّ تهادى بجرأة متمثلاً مرحلة الشباب، ثمّ تكوّم على نفسه بانتظار الموت. وفي "المحكمة" لعب دور المتهم والقاضي وهيئة المحلَّفين، وأخيراً الجلاد. وفي مشهد آخر لعبت إحدى يديه دور الشر، بينما لعبت الأخرى دور الخير، وبقيتا تتصارعان وتلفَّان في دوائر حول بعضهما بعضاً إلى أن اندرجت اثنتاهما في الصلاة. وفي غيرها من المشاهد استحضر ريحاً خفية للكفاح ضدّه، وقفصاً مخفياً كذلك، لاحتجازه، بينما هو يناضل للهروب. ظهر (مارسو) بالقرب من برودواي في نيويورك في العام 1955 خلال برنامج بعنوان "أمسية تمثيل صامتة"، وانتقل بعده مباشرة إلى مسرح برودواي، ومنها إلى العديد من بلدان العالم، فعلاقته بموطنه فرنسا كانت صعبة، فبعد الجوائز العديدة التي فاز بها في بلدان مختلفة، على مدى عقود من الزمن منحه موطنه درجة النبالة في الحقل الثقافي في عام 1970. وفي العام 1978 عندما كان الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) عمدة لمدينة باريس، خصص معونات مالية لمدرسة (مارسو)، والتي أنتجت أعداداً كبيرة من التمثيليات الصامتة. كان "مارسو" في أواخر السبعين من عمره، ومع ذلك استمر في الدفاع عن فنّه وتوضيحه، وفي ذلك الوقت بدأ يطلق على عروضه اسم "وداع بيب"، وقال ذات مرة لصحيفة نيويورك تايمز في العام 1993 "أعتقد أنني بيكاسو التمثيل الصامت، ففي سن الثمانين كان بيكاسو ما يزال شاباً، وأنا إذا نجحت في الحفاظ على لياقتي، فإن ذلك يعطيني عشر سنوات أخرى على الأقل. أنا أعتبر هذا تشجيعا لكلّ إنسان في الخمسين أو الستين أو السبعين. فأنا لا أعتقد بالعمر، بل أعتقد بالقوة والإبداع". ونحن اليوم على أعتاب الذكرى الثالثة لرحيل هذا الفنان العظيم لا نعرف ما وراء ماكياج وجه "مارسو" الأبيض؟ ولا ما الذي كانت تخفي الدمعة العالقة على وجهه؟ لكننا على يقين أن بيع مقتنيات (مارسو) بما يزيد عن 500 ألف يورو لسداد ديون آخر العروض التي كان يشتغل عليها بعد خدمة الفن ما يقارب الستين عاماً، سيبقى وصمة عار على جبين رعاة الثقافة في فرنسا الذين اكتفوا بشراء بعض عروضه؛ دون أن يفكروا بكل الغبن الذي قاساه هذا الفنان الثائر منهم؛ مع أنه دعم اسم فرنسا الثقافي وثورتها باختياره اسمه الأخير من "سيفيرين فرانسوا مارسو" أحد جنرالات الثورة الفرنسية!. بديع منير صنيج

  • #2
    رد: مارسيل مارسو.. بيكاسو التمثيل الصامت

    توفي الممثل الفرنسي مارسيل مارسو عن عمر ناهز 84 عاما. ونعى مكتب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الممثل الإيمائي الراحل في بيان
    رسمي
    عبير
    :p

    تعليق

    يعمل...
    X