تويت
خلاف بين العلماء حول مسؤولية الاحتباس الحراري عن حرائق روسيا 
موسكو-سانا
قال علماء الطقس والأرصاد الجوية بالكرملين إن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في تاريخ روسيا المعاصر وسلسلة الحرائق الكبيرة التي اجتاحت غاباتها مؤخراً هي من علامات وآثار الاحتباس الحراري للأرض وهو ما شكك في صحته عدد من علماء المناخ الذين يرون إن ما تعرضت له روسيا من موجات حر وجفاف وحرائق غابات ليس علامات على الاحتباس الحراري بحد ذاته.
وقال الكسندر بيدريتسكي مستشار المناخ في الكرملين ورئيس منظمة علم الطقس العالمية إن ما حصل في روسيا من زيادة في درجات الحرارة وما تشهده بقاع أخرى في العالم من كوارث طبيعية من بينها الفيضانات في باكستان ودرجات الحرارة العالية التي أودت بالمئات في فرنسا عام 2003 والانزلاقات الطينية الأخيرة في الصين وغيرها هي علامات للاحتباس الحراري للكرة الأرضية.
من جهته قال كيفين ترينبرث من المركز الوطني للبحوث الجوية في كولورادو في تعليق على تصريح الكسندر إن هذا التصريح يعوزه الكثير من الدقة والتأويل السليم للتغير المناخي الحاصل هو أن كل شيء في الوقت الراهن يلازمه تغير طبيعي بما في ذلك الاحتباس الحراري.
وأشار ترينبرث إلى أنه من الصعب ربط جميع هذه الحوادث مع بعضها البعض ومن الصعب أكثر حصرها وتعدادها بيد أن الأدلة العلمية تشير إلى أن الاحتباس الحراري ليس كل المشكلة وإنما جزء منها وأقرب تشخيصا وتوصيفا لما نعيشه من اضطرابات جوية وطبيعية هو أن الاحتباس الحراري يفاقم شدة وحجم الأحداث الأخرى التي لا يوجد مفر من وقوعها في جميع الأحوال وهو ما يجعل الجفاف أكثر حدة وأطول مدة وأقدر على التسبب في حرائق الغابات والغطاء النباتي وغيرها.
بدوره قال مايكل مان عالم المناخ من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية إنه لا يمكن الجزم بأن كل حدث تشهده الكرة الأرضية أو كل كارثة تقع بأنها نتيجة لتغير مناخي سببه الإنسان فقد يكون للإنسان دور في تسريع وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية ووقوعها بشكل متعاقب لا أكثر.
وأضاف مان إن الكوارث الطبيعية ستتسارع وتيرتها أكثر مما مضى وسيغدو حدوثها مألوفاً عند سكان الأرض في السنوات المقبلة بسبب التغير المناخي لكن حدوث ذلك لن يكون منتظماً بالضرورة أو في تصاعد مستمر فقد يشتد لفترة ويغيب لفترات أخرى متواصلة أو يخف إلى حد كبير.
وتبقى الملاحظة الأبرز حسب مان هي تصاعد وتيرة الكوارث الطبيعية مؤخراً فموجات الحر التي اجتاحت روسيا هي إحدى حالات الحر النادرة التي لم تحدث منذ ما يقرب الألف سنة لكن حدوثها قد يتكرر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي تشهدها الأرض كل عشر سنوات فقط من هنا فصاعداً ومع ذلك فإن ربط حوادث طبيعية متفرقة بالاحتباس الحراري يرسم في الأذهان صورة غير مكتملة وأكثر تعقيداً.
ومن جهتها حذرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من أن الحرائق التي اجتاحت وسط روسيا وشرقي سيبيريا وغرب كندا خلقت حلقة من تلوث الهواء تجاوزت الحدود الوطنية لتلك الدول لتشكل حلقة حول كوكب الأرض.
وأشارت ناسا إلى أن من أبرز الملوثات الناتجة عن الحرائق هو غاز أحادي أكسيد الكربون الذي يسبب الكثير من الأمراض الخطرة كما يساهم في ارتفاع كمية غاز الأوزون الأرضي الذي يسبب مشاكل في التنفس.
وفي سياق متصل قدر دعاة حماية البيئة والخبراء الاقتصاديون الروس ان حرائق الغابات الأخيرة كلفت البلاد خسائر تقدر بـ 500 مليون دولار وفقا لتقديرات على أساس القيمة السوقية للأخشاب وإعادة زراعة الغابات.
وأشار أندريه زيمينكو المدير العام لمركز حماية الطبيعة الحية فى روسيا إلى أن تقديرات الخبراء تبين أن الخسائر جراء احتراق هكتار واحد من الغابات تصل إلى 25 ألف دولار علما أن هذا المبلغ لا يتضمن سوى قيمة الأخشاب التالفة وأعمال غرس أشجار جديدة.
وأوضح زيمينكو أن هناك الكثير من العوامل الاخرى التى تزيد من هذا المبلغ مثل تنظيف المساحات التى شملتها الحرائق ورعاية الغرسات الجديدة لمدة خمسين عاماً إضافة إلى هلاك الحيوانات والطيور التى لم تتمكن من مغادرة أماكن الحرائق مشيرا إلى أن روسيا لم تكن مستعدة لمواجهة هذه الحرائق التي غطت 12 مليون هكتار تقريباً من أراضي روسيا منذ بداية العام.
وكانت الحرائق الطبيعية نشبت في المناطق الوسطى وحوض الفولغا بسبب موجة الحر غير المسبوقة التي اجتاحت روسيا منذ منتصف حزيران الماضي وأودت بحياة 53 شخصاً وشردت أكثر من 3500 آخرين وتسببت بأسوأ حالة جفاف منذ عقود وأعلنت روسيا أن موجة الحرائق الأخيرة ستكلف الدولة ربع إنتاجها من القمح وأن صادراتها من المحصول قد لا تستأنف حتى العام المقبل.
موسكو-سانا
قال علماء الطقس والأرصاد الجوية بالكرملين إن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في تاريخ روسيا المعاصر وسلسلة الحرائق الكبيرة التي اجتاحت غاباتها مؤخراً هي من علامات وآثار الاحتباس الحراري للأرض وهو ما شكك في صحته عدد من علماء المناخ الذين يرون إن ما تعرضت له روسيا من موجات حر وجفاف وحرائق غابات ليس علامات على الاحتباس الحراري بحد ذاته.
وقال الكسندر بيدريتسكي مستشار المناخ في الكرملين ورئيس منظمة علم الطقس العالمية إن ما حصل في روسيا من زيادة في درجات الحرارة وما تشهده بقاع أخرى في العالم من كوارث طبيعية من بينها الفيضانات في باكستان ودرجات الحرارة العالية التي أودت بالمئات في فرنسا عام 2003 والانزلاقات الطينية الأخيرة في الصين وغيرها هي علامات للاحتباس الحراري للكرة الأرضية.
من جهته قال كيفين ترينبرث من المركز الوطني للبحوث الجوية في كولورادو في تعليق على تصريح الكسندر إن هذا التصريح يعوزه الكثير من الدقة والتأويل السليم للتغير المناخي الحاصل هو أن كل شيء في الوقت الراهن يلازمه تغير طبيعي بما في ذلك الاحتباس الحراري.
وأشار ترينبرث إلى أنه من الصعب ربط جميع هذه الحوادث مع بعضها البعض ومن الصعب أكثر حصرها وتعدادها بيد أن الأدلة العلمية تشير إلى أن الاحتباس الحراري ليس كل المشكلة وإنما جزء منها وأقرب تشخيصا وتوصيفا لما نعيشه من اضطرابات جوية وطبيعية هو أن الاحتباس الحراري يفاقم شدة وحجم الأحداث الأخرى التي لا يوجد مفر من وقوعها في جميع الأحوال وهو ما يجعل الجفاف أكثر حدة وأطول مدة وأقدر على التسبب في حرائق الغابات والغطاء النباتي وغيرها.
بدوره قال مايكل مان عالم المناخ من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية إنه لا يمكن الجزم بأن كل حدث تشهده الكرة الأرضية أو كل كارثة تقع بأنها نتيجة لتغير مناخي سببه الإنسان فقد يكون للإنسان دور في تسريع وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية ووقوعها بشكل متعاقب لا أكثر.
وأضاف مان إن الكوارث الطبيعية ستتسارع وتيرتها أكثر مما مضى وسيغدو حدوثها مألوفاً عند سكان الأرض في السنوات المقبلة بسبب التغير المناخي لكن حدوث ذلك لن يكون منتظماً بالضرورة أو في تصاعد مستمر فقد يشتد لفترة ويغيب لفترات أخرى متواصلة أو يخف إلى حد كبير.
وتبقى الملاحظة الأبرز حسب مان هي تصاعد وتيرة الكوارث الطبيعية مؤخراً فموجات الحر التي اجتاحت روسيا هي إحدى حالات الحر النادرة التي لم تحدث منذ ما يقرب الألف سنة لكن حدوثها قد يتكرر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي تشهدها الأرض كل عشر سنوات فقط من هنا فصاعداً ومع ذلك فإن ربط حوادث طبيعية متفرقة بالاحتباس الحراري يرسم في الأذهان صورة غير مكتملة وأكثر تعقيداً.
ومن جهتها حذرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من أن الحرائق التي اجتاحت وسط روسيا وشرقي سيبيريا وغرب كندا خلقت حلقة من تلوث الهواء تجاوزت الحدود الوطنية لتلك الدول لتشكل حلقة حول كوكب الأرض.
وأشارت ناسا إلى أن من أبرز الملوثات الناتجة عن الحرائق هو غاز أحادي أكسيد الكربون الذي يسبب الكثير من الأمراض الخطرة كما يساهم في ارتفاع كمية غاز الأوزون الأرضي الذي يسبب مشاكل في التنفس.
وفي سياق متصل قدر دعاة حماية البيئة والخبراء الاقتصاديون الروس ان حرائق الغابات الأخيرة كلفت البلاد خسائر تقدر بـ 500 مليون دولار وفقا لتقديرات على أساس القيمة السوقية للأخشاب وإعادة زراعة الغابات.
وأشار أندريه زيمينكو المدير العام لمركز حماية الطبيعة الحية فى روسيا إلى أن تقديرات الخبراء تبين أن الخسائر جراء احتراق هكتار واحد من الغابات تصل إلى 25 ألف دولار علما أن هذا المبلغ لا يتضمن سوى قيمة الأخشاب التالفة وأعمال غرس أشجار جديدة.
وأوضح زيمينكو أن هناك الكثير من العوامل الاخرى التى تزيد من هذا المبلغ مثل تنظيف المساحات التى شملتها الحرائق ورعاية الغرسات الجديدة لمدة خمسين عاماً إضافة إلى هلاك الحيوانات والطيور التى لم تتمكن من مغادرة أماكن الحرائق مشيرا إلى أن روسيا لم تكن مستعدة لمواجهة هذه الحرائق التي غطت 12 مليون هكتار تقريباً من أراضي روسيا منذ بداية العام.
وكانت الحرائق الطبيعية نشبت في المناطق الوسطى وحوض الفولغا بسبب موجة الحر غير المسبوقة التي اجتاحت روسيا منذ منتصف حزيران الماضي وأودت بحياة 53 شخصاً وشردت أكثر من 3500 آخرين وتسببت بأسوأ حالة جفاف منذ عقود وأعلنت روسيا أن موجة الحرائق الأخيرة ستكلف الدولة ربع إنتاجها من القمح وأن صادراتها من المحصول قد لا تستأنف حتى العام المقبل.