إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لأدونيس : وقت بين الرماد والورد - هذا هو اسمي - مفرد بصيغة الجمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لأدونيس : وقت بين الرماد والورد - هذا هو اسمي - مفرد بصيغة الجمع



    لأدونيس :الكتاب أمس المكان الآن - تاريخ يتمزق في جسد إمرأة


    وقت بين الرماد والورد

    شعر، 1970.

    يعبر غسان كنفاني عن هذه المجموعة الشعرية في حوار أجراه مع أدونيس: «وهو يجيء اليوم في شكل قصيدته الجديد لا ليطرب أو يغني أو يفرح بل ليخلخل ويعصف ويبدأ. وبداية الشاعر هنا شبكة مسكونة بهموم الكون وفعل ثوري يتسلل من «حصار المذابح» إلى «رفض الآخرين» الذين يقومون بعملية الحصار والذبح سلباً أو إيجاباً. ويريد أن نبدأ:

    «من أنين الشوارع من ريحها الخانقه
    من بلاد يصير اسمها مقبره».

    لم ييأس الشاعر بل انتفض، صار «الحلم والعيون» ظهر في «كوخ على الأردن» اقتحم الشاعر وارتفع صوته:

    «وجه يافا طفل
    هل الشجر الذابل يزهو؟
    هل تدخل الأرض في صورة عذراء
    من هناك يرجّ الشرق؟
    جاء العصف الجميل
    ولم يأتِ الخراب الجميل
    صوت شريد».

    ترى هل أن «العصف الجميل» هنا هو هذا «الخراب الجميل» أم أنه الوجه الآخر من الشعر؟ إن أدونيس في مجموعته «وقت بين الرماد والورد» شكل شعري جديد مغاير لشكل الشعر العربي لكنه إذ يحول القصيدة الحديثة من مسارها المألوف، ويتجاوز بها كل القصائد التي كتبها أو كُتِبَت قبله، يوقعنا في حيرة شعرية مذهلة بالنسبة للوزن وبالنسبة للمضمون كذلك».


    هذا هو اسمي

    شعر، 1974.

    هذه القصيدة هي «عالمه الجواني» يرفض كلَّ مقنن ثابت في الشعر، حيث يكتب أدونيس قصيدةً كونية تعانق الإنسان والعالم وترصد حركات الآتي من ناحية المستقبل، فهو الشاعر الرائي الذي يخلخل الثبات والمحدودية ويخترق ظاهر العالم إلى باطنيته، حيث مدائن الداخل الغنية بالإشراقات والتجليات، والشاعر بدوره يعبّر عن هذه القصيدة على أنها دليل على الحب الذي هو هدير في هذا السيل من الهيام بالكون.

    ويقول غسان كنفاني: «إن أدونيس في حبه عاشق كبير، يكتب قصيدته العشقية "هذا هو اسمي" بعصب الجنون وأنين النار والثورة، يقول:
    "كنت الصحراء حين أسرت الثلج فيك
    انشطرت مثلك رملاً وضباباً
    ...
    حين أدخلتك في صرتي تناسلت في خطوي طريقاً دخلت في مائي الطفل
    استضيئي تأصلي في متاهي".
    ومتاه «أدونيس» هو «خدر مثمر يعرش حول الرأس» و«جنون يمشي على جليد ملذاته» لكنه حين يتأصل في شمس حبيبته يأتي صوته صافياً أبيض ويصرخ:
    "انصهرنا
    دم الأحباء كالأهداب يحمي
    سمعت نبضك في جلدي (هل أنت غابه؟)
    سقط الحاجز (هل كنت حاجزاً؟)
    سأل النورس خيطاً في البحر يغزله الربان على ثلج المسافر شمساً لا يراها (هل أنت شمسي؟)
    شمسي ريشة تشرب المدى
    سمع الضائع صوتاً (هل أنت صوتي؟)
    صوتي زمني نبضك الشهي ونهداك سوادي وكل ليل بياضي".
    هكذا كتب أدونيس قصيدة حبه بشكل جديد لم يألفه الشعر العربي لا في الشكل ولا في المضمون، كما كتب في الماضي قصائد أخرى كانت مستقلة بعضها عن بعض ومنفصلة عن موضوعاتها العشقية، لكن ما يهمنا من حب أدونيس الشاعر هو عشقه المسكون بأبد الحب!».


    مفرد بصيغة الجمع

    شعر، 1975.

    هي محاولة لإخراج القارئ من دائرة الأذن والسماع، من دائرة الخطابة إلى عالم التمعن والتأمل والبحث في عالم الكتابة. هكذا لا يعود العالم يتجلى للقارئ كخيط صوتي وإنما يتجلى كنسيج أو نص تتداخل فيه شبكياً الكلمات، والإشارات، والرموز، والخطوط، والأشياء، والتخيلات، والصور.

    يقول أحد الباحثين عن قصيدة «مفرد بصيغة الجمع»: «إنها تنمّ عن اتجاهين: الأول يتميز بتمزق وتشتت وتصارع وتضاد، يمكن أن يقال عن ذلك كله بأنه فعل تعبير حر يرسم للإنسان نمطاً أو منحى. والثاني يتبلور بشكل هندسي معماري جديد، وبهيكلية جديدة مرتبطة بحضارة العصر (الحركات، الفواصل، الرموز، الأشكال، المعادلات، المداخلات... الخ). والتمحور حول الذات دعامة أساسية تدور عليها هذه القصيدة لتؤكده كظاهرة فريدة أو حالة استثنائية أو جواب فرد على سؤال الجمع، فالتركيز على التواريخ 1930، و1933، و1940، و1950، و1973، و1975 يدل كما يبدو على محطات رئيسة في حياة أدونيس ومراحله المختلفة».

    ويقول أدونيس في حواره: «صحيح أن هناك تمحوراً حول الذات لكن ليس من أجل التقوقع فيها، بل من أجل تعميق الهجوم على الموضوع، أعني على العالم وعلى الأشياء ومن أجل مزيد من فهم العالم والأشياء. إنها ذاتٌ بصيغة الموضوع أي موضوعٌ بصيغة الذات، وهذا واضح جداً في الأقسام الأربعة التي تتدرج فيها القصيدة. ثم إن هذه التواريخ ليست إلا رمزاً للتمثيل لا للحصر، فهناك تواريخ في حياتي لم أذكرها، أكثر أهمية أو على الأقل لا تقل أهمية عن هذه التواريخ المذكورة».

يعمل...
X