إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«روبن هود» أشهر لص -من عباءة ريدلي سكوت - عبدالستار ناجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «روبن هود» أشهر لص -من عباءة ريدلي سكوت - عبدالستار ناجي

    صياغة جديدة لشخصية أشهر لص

    ريدلي سكوت في «روبن هود» لا يصنع تاريخاً بل يستعيده
    عبدالستار ناجي



    كيت بلانشيت و روسل كرو
    هنالك نوعية من الأعمال السينمائية تمثل تاريخا وفتحا جديدا للسينما وصناعة الفن السابع. وهنالك نوعية تسير مع الركب. وقد توقع الجميع عندما تم اختيار فيلم «روبن هود» للبريطاني ريدلي سكوت. اننا امام تاريخ جديد للحرفة السينمائية خصوصا ان بداية عام 2010 اقترنت بعرض فيلم «افاتار» للكندي جيمس كاميرون الذي حقق نقلة سينمائية بالغة الأهمية. بل ان السينما اليوم تحدد تاريخها فيما قبل أو بعد «افاتار».

    وحينما نتحدث عن التاريخ في السينما فاننا لا نقلل من القيمة الفنية العالية الجودة لفيلم «ربن هود» الذي سيكون حديث السينما في صيف 2010، ولكنه في الحين ذاته لا يذهب بعيدا في ترسيخ حضوره كتاريخ. لاننا أمام عمل يستدعي التاريخ ولا يصنعه.

    فيلم «روبن هود» الذي يقدمه النجم الاسترالي روسل كرو يذهب بنا الى القرن الثالث عشر مع عوده المقاتلين في الحروب المقدسة أيام الحملات الصليبية لتحرير القدس والتي انتهت بالفشل. يحاول ملوك أوروبا لاستعادة هيبتهم وتغطية الكلفة المالية المرتفعة لتلك الحروب الطاحنة. في تلك الفترة يجد روبن هود نفسه حائراً في ان يظل خادما لأسياد الحرب ومطيعا لأوامر ملوك انكلترا ومغامراتهم التي أراحت الشعب من الفقراء على وجه الخصوص وتفرض عليهم مزيداً من الضرائب.

    وخلال رحلة العودة يلتقي مع أحد الفرسان في لحظات الاحتضار والذي يطلب منه ان يذهب بسيفه الى والده وزوجته. ويقوم بالمهمة ولكن الاب الثري الاعمى يقترح عليه ان يحل مكان ابنه المغدور وان يستلم قيادة الاسرة وبالتالي الحصول على المال وأيضا الزوجة الجميلة التي تجسد دورها الممثلة الاسترالية «كيت بلانشيت».

    ولكن ملوك انكلترا والحاشية السيئة يذهبون بعيدا في فرض المزيد من الضرائب والوصايا وفي المقابل الخيانات التي تفتح جبهات جديدة بين ملك انكلترا الشاب وملك فرنسا ما يعني المزيد من الحروب والمقاتلين وأيضا الضرائب التي تفرض بالقوة فتكون المواجهات داخلية - داخلية وخارجية - داخلية، ولكن أمام الدفاع عن الوطن تهون كل الأشياء وتم تجاوز كل الخلفات.

    الفيلم لا يذهب بعيداً في صياغة ذات الاطر التاريخية التي عرفت بها شخصية روبن هود كفارس وكمناضل ضد تسلط الملك والحاشية والأثرياء على أعناق الفقراء والمعدومين ما يدفعه للسرقة وتوزيع تلك الأموال المسروقة على المحتاجين.

    بل يذهب لاعادة صياغة مضامين جديدة في تفسير شخصية روبن هود ورغم ان مثل هذا الأمر لا يذهب بعيداً في صناعة تاريخ جديد لا على صعيد المضمون ولا على صعيد الشكل رغم حفنة النجوم الكبار الذين شحن بهم العمل وفي مقدمتهم الاستراليان روسل كرو وكيت بلانشيت وأيضا الممثل السويدي القدير ماكس فون سيدو الذي جسد دور الأب الأعمى.

    ولكن ماذا بعد ان تنتهى الحروب وتنتصر انكلترا في حروبها يتوقع الجميع ان يفي الملك جون بوعده بمنح مزيد من الحريات والعدالة وفي يوم توقيع الاتفاقية مع الاثرياء الذين بايعوه وآزروه يخلف الوعد.. ففرض المزيد من الضرائب والقوانين التعسفية وعندها لابد من مواجهة جديدة لروبن هود ضد الظلم والاستبداد وتكون بداية جديدة في مسيرة ذلك الفارس الانكليزي الخالد في التاريخ والزمن.

    الفيلم كتب له السيناريو بريان هيجلاند وصوره مدير التصوير جو ماتيسون، ونشير هنا بان المخرج ريدلي سكوت يعود مجددا للتعاون مع نجمه المفضل روسل كرو الذي كان قد تعاون معه من ذي قبل في فيلم (جلايتور) «المصارع» والذي نال كل منهما عنه الأوسكار كأفضل مخرج وأفضل ممثل وأيضا أفضل فيلم. أداء رفيع المستوى لنجوم كبار وان ظل هناك مساحة من التباين في اللهجات خصوصا ان الأحداث الرئيسة تجري في نوتنغهام وأهله يمتازون بلهجتهم الخاصة وكانت لهجة روسل وكيث خارج اطار تلك اللهجة التي تخلد تلك الشخصية.

    فيلم «روبن هود» يستدعي التاريخ ولكنه لا يصنع تاريخا جديدا للسينما في اشكالها ومضامينها. ورغم ذلك يظل فيلم «روبن هود» قريباً من الجماهير في أنحاء العالم عبر مخرج يمتلك أدواته الفنية التي تحضر هذه المرة، ولكن بلا تاريخ أو بصمة ابداعية متقدة.

    فيلم «روبن هود» المتعة والفرجة السينمائية التي تستحضر التاريخ والنجوم ولكن في اطرها التقليدية.
يعمل...
X