تويت
"إسماعيل فرج" حياة ونضال
○ (تكريماً لشخصه، موقع "المفتاح" زاره في منزله في بلدة "الغارية"، وتعَرّف منه على قصة نضاله وأدبه)○
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
"إسماعيل فرج" مناضل من رجال السياسة القدماء، الذين عرفوا بولائهم للجانب النضالي الإنساني، حارب مع الفلسطينيين وفي لبنان، وحارب أيام "الشيشكلي" وأثناء حوادث "البرلمان" في "دمشق"، وحرص في حاضره المجتمعي أن يكون عَلمَاً من أعلام الأدب والشعر والمعرفة، وهو المولود عام 1942 في بلدة "الغارية" التي تقع إلى الجنوب من "السويداء" بحوالي 40 كيلو متراً، ويعدّ فيها من الشخصيات السياسية والأدبية البارزة المتمتعة بقوة الكلمة والحضور.
موقع "المفتاح" وتكريماً لهذا المناضل، زار منزله في بلدة "الغارية" تعرّف بشخصه، وكان معه الحوار التالي:
* حبذا في البداية أن تروي بعضاً من المراحل التي مررت بها منذ نشأتك الأولى وحتى الآن؟
** تربيت في بلدة "الغارية" في منزل متواضع العيش مصدر رزقه الزراعة، وأخص سمات أهله طيب النفس، في البدايات دخلت مدرسة زمنية فترة الاحتلال الفرنسي وترفعت فيها إلى الصف الثالث، وفي تلك الأثناء افتتحت مدرسة مذهبية في البلدة أكملت بها تعليمي حتى 7 أعوام درست فيها القرآن الكريم وتعاليم الخط العربي. ثم غادرتها وعمري آن ذاك 13 عاماً، وقد شعرت بخطأ كبير لمغادرتي المدرسة مما تسبب لي بردّة فعل إيجابية جعلتني أقع في هيام البحث عن المعرفة، وبالتالي مطالعة نفائس الكتب الجديدة والقديمة التي ترسّخ حريتي وتشعرني بوجودي،.
* ماذا عن مكتبتك المميزة في البيت؟
** لم تمضي أعواماً قليلة على مزاولتي القراءة حتى أصبح لدي مكتبة مميزة تزخر بأنواع البحوث والدراسات... عملت على اغنائها بالمجلات والصحف المحلية والعربية والصينية والروسية واليابانية، التي استطعت الوصول إليها آنذاك، وهي تحوي 300 مطبوعة من مجلة "العربي"، ومنذ 60 عاماً ماضية حتى الآن لم أزل مواظباً بكل جدّ وحب على المطالعة، ولكم أحب الكتب التاريخية والاجتماعية، وما تعلق منها بالثقافة العامة والقصص الإنسانية.
○مسيرته في النضال:
* تملك تاريخاً مترفاً بقصص النضال، هلا أوضحت مقتطفات من قصة نضالك؟
** عندما بدأت حياتي مع العمل... أرهقتني صعوبات التجربة والاختلاط. أول رحلتي كانت في الشرطة، بقيت حتى قرابة عامين ثم سُرّحت لأني وحيدٌ لوالدي، وحينها وقعت حوادث "البرلمان" عام 1945 وكنت موجوداً في حامية البرلمان، وأسرت من قبل الفرنسيين التابعين لحكومة "فيشي" المدعومة من الألمان، وبقيت في الأسر حتى تحررت من قبل حكومة فرنسا الحرة مع الإنكليز، فعدت إلى أهلي ولحرصهم علي أصرّوا على عدم عودتي حتى أعلن تسريحي.
تنقلت خلال حياتي بين أعمال مختلفة لم أوفّق بها بسبب محاربتي، كوني من معتنقي الفكر القومي ممثلاً بأفكار حزب البعث العربي الاشتراكي، وخلال فترة عملي أسست جمعية خيرية هدفها سياسي العمل، قائماً على مبادئ حزب البعث لتحقيق أهدافه... تعرضت لعدّة اعتقالات من قبل القوميين السوريين ومن حكومة الشيشكلي… وعندما عاد الحزب في 8 من آذار عدت إلى التنظيم، وقبل الوحدة وحوادث لبنان كنت من العناصر التي ناضلت في لبنان عام 1948، وشاركت في ثورة الراحلين: "كمال جنبلاط" و"جمال عبد الناصر"، وبعد انتهاء حوادث لبنان عدت إلى "الغارية" دون أي تعويض، ويوثق كلامي كتاب اسمه "الجيل المدان" للباحث التاريخي "منصور الأطرش".
* عودتك إلى "الغارية" أنهت مسيرتك في النضال؟
** لا ـ فعلى أثر حادثة أخرى جرت معي في "السويداء" التحقت بالمنظمة الفلسطينية في الجبل، وبقيت فيها كمقاتل 20 يوماً. ثم ترفعت رتبتي لأكون مع قيادة المكتب، وبعد فترة قصيرة صرت قائداً للشرطة العسكرية الخاصة بالمنظمة، وبقيت معهم حتى رحيلهم من سورية إلى لبنان عام 1972 ـ 1973، ومن بعد عينت كمفوض سياسي لحل المشكلات التي تحدث بين الحين والأخر بين القواعد الفلسطينية والقرى الشعبية في لبنان.
مكثت في لبنان فترة تزيد عن السنة، ثم توقفت عن العمل النضالي بشكل رسمي لأسباب خاصة، وعدت إلى منزلي وعملي في الزراعة، لكنني لم أنقطع عن متابعة المشهد السياسي... ولعدّة أعوام بعد الحركة التصحيحية بقيت متتبعاً له، ثم جمدت نفسي عن هذا النشاط، ولا أنسى أنني أول من أسس نقابة "عمل الموارد الغذائية" في "السويداء" وكم أشعر بالحزن لأنني رغم نضالي الحزبي في الحرب ذهب كفاحي سداً، فقد حاربت مع الفلسطينيين وفي لبنان وحاربت أيام "الشيشكلي" وخلال حوادث "البرلمان"، والآن ناهزت الـ 85 من عمري وما زلت أنتظر، ولكن أنتظر ماذا؟
أقول في مطلع قصيدة لي:
○ ("عليّة القوم ليس في تصورها/ بعض الثراء ولا في المآكل الدسم/
عليّة القوم مـن هـبوا بـنجدتهم/ عندّ الملمات أن تـحدث في الإزم") ○
*الظروف لم تضعف عزيمته:
ويضيف: «إن المناضل "إسماعيل فرج" يستحق أن يذكر، وأن نتواصل معه ومع أدبه في كل الأوقات، وهو من أصدقاء المركز الثقافي في "الغارية"، متابع دائم لكافة أنشطته، وقد قدم أمسيات شعرية نالت الإعجاب والتقدير».
وأشار الأستاذ "معروف" إلى أن الحياة منحت ضيف موقعنا من فضلها الكثير، والظروف التي أحاطت به لم تضعف عزيمته بل زادته إيماناً بقضيته وهدفه، وأن أمّله بالأفضل بقي يعزز من قوة وجوده وعزوة كلمته. أما آثاره الشعرية فيقوم على جمعها الباحث "مهران فرج"».
ـ○ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
○ المناضل "إسماعيل فرج" أبو "رجوان"
○ كتاب "الجيل المدان" للباحث "سلطان منصور الأطرش"
○ صورة أخرى لضيفنا
○ أمام مكتبته
○ مقطع جزئي من مكتبته
○ مع صديقه الأستاذ "عدنان معروف"
○ مشهد من داخل بلدة "الغارية"
○ مقطع بانورامي "للغارية"
تعليق