إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«المفكر "جادالله عز الدين": المعرفة تراث من فضائل الكمال» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «المفكر "جادالله عز الدين": المعرفة تراث من فضائل الكمال» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال

    أحبه الناس فلقبوه بالبار



    مكتبته تضم 13 ألف كتاباً و1000 مطبوعة ما بين صحيفة ومجلة منذ العام 1972 و70 صندوق حولي ما زالت ملئة بالكتب وملصقة منذ أكثر من 40 عاماً



    المفكر "جادالله عز الدين" لـموقع المفتاح":



    المعرفة تراث من فضائل الكمال



    دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال

    "جاد الله عز الدين" مفكر سوري، أمضى حياته باحثاً في المعارف والديانات، حمل بصدق مسؤولية الأدب والفكر والهم الإنساني فلقب بـ "البار"، شغِف بالقراءة فجعل من بيتهمكتبة ضخمة زاخرة بكل ما تتوق إليه النفس من العلوم والآداب... وكشف التاريخ والعودة إلى مضاهر التراث العربي.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ


    موقع "المفتاح"حلّ ضيفاً على المفكر "جادالله عز الدين" في منزله بـ "السويداء" وتعرف منه إلى إرثه الأدبي واستطلع معه مراحل مميزة من حياته إضافة إلى مكتبته الرائعة، وكان الحوار التالي:


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ



    * ذاكرتك المعرفية، متى بدأت العمل على تكوينها؟

    ** اعتدت المطالعة والبحث منذ صغري بتشجيع من وسطي الثقافي، وأثناء وجودي في الجامعة الأمريكية في بيروت ولهت بجمع الكتب، وأكثرها من شارع "الحمراء" ومكاتب الشهداء والمكاتب المحيطة، فلم أكن أسمع بكتاب يزور دور البيع حديثاً إلا واشتريته وقرأته وطرحت خلاصته على زملائي في الجامعة ومن أعرفه في الوسط الحياتي.

    * فكرة إنشاء المكتبة، كيف تشكلت خطوطها الإلهامية في مخيلتك؟

    ** قبل الوحدة بين سورية ومصر أمضيت 4 سنوات في القاهرة، وأثناء دراستي في جامعة "عين شمس" هناك ازدادت رغبتي في القراءة والمعرفة، وآن ذاك لم يكن الاكتراث بالكتب كبيراً، وذلك كان يجعلني في غبطة دائمة، وفي صباح كل يوم كنت أنزل إلي ساحة "الأزبكية" فأرى جموعاً منالبائعين وأمامهم العديد من الكتب يعرضونها للناس، وأكثرها من الطبعات القديمة ذات الورق الأصفر الرقيق والثخين ومنها ذات الورق الأبيض المصقول، وقد مالت إلى الصفرةالداكنة من شدة القدم وكثرة الأيدي التي تصفحت أوراقها،وقسم كبير منها يعرض في شوارع القاهرة والحارات الضيقة والمنفتحة علي بعضها..

    كنت أجول بين البائعين أتصفح الكتب وانتقي منها ما يبهج الروح، وما يغني العقل بالمعارف، ويبعث فيه يقظة الحرية والفكر، والكتب كانت تباع بأسعار زهيدة، وظللت على هذه الحال حتى تكون لدي عالماً خاصاً، وأصبح هاجسي وشغلي الشاغل إنشاء مكتبة تحوي كل الثقافات العربية والعالمية.







    المفكر جاد الله عز الدين









    ○ إرث تجلّ في الأبناء:


    * ما الذي تستذكره من وجودك في القاهرة؟، وكيف أسست المكتبة بعد عودتك؟

    ** في القاهرة بتّ أصارع الوقت الذي يمرّ مرور السحاب، دؤوباً في قراءتي لا أنقطع ولا أنشغل عنها، وقبل مغادرتي لها وعودتي إلى سورية أقمت محاضرة في الجامع الأزهر بمصر وكانت شاملة للتاريخ العربي الإسلامي بكافة ملله وطوائفه المنشقة عنه وتعامل الغربيين معه، وأفردت جزءاً منها للحديث عن تاريخ "جبل العرب" ومذهب "الموحدين الدروز"، وقد نالت المحاضرة حظوة ومكانة رفيعة في قلوب من سمعها.

    عند عودتي بالكتب إلى "السويداء" عملت على إعادة تجليدها ودونت اسمي علي كل مجلد، وبوبت كل مجموعة منها على شكل موسوعات، ورتبتها ضمن خزن خشبية ضخمة وأخرى معدنية، وهكذا حتى اكتمل الحلم وحصلت علي مكتبتي الكاملة، وتحوي13 ألف كتاباً، وما لم أرتبه بعد 70 صندوق حولي ملئة بالكتب، وما زالت ملصقة منذ ذاك التاريخ.

    * هذا الكم من الكتب، ألم تجد صعوبة في نقله إلى سورية؟

    ** كان من المتعذر علي نقل الكتب من القاهرة إلى سورية بمفردي، وهذا دعا السفيرين السوري "وديع تلحوق" واللبناني "مصطفي الشهابي" إلى مساعدتي في نقلها من القاهرة إلى مطار بيروت ثم إلى "الشام"، ولهما فضل كبير في إنشاء مكتبتي، وما تضمنته من إصدارات الكتب المحلية. لقد أمضيت 60 عاماً في قراءة متواصلة وبحث مستمر عن الجديد، تعرفت إلى نفسي وتنعمت بفضائلها، وكل ذلك رأيته متجلّ في أبنائي: الراحل "رياض" مهندس عمارة، و"سعيد" مهندس ميكانيك، و"وليد" خريج "الأزهر" في "مصر"ـ أدب عربي، والراحل "عاصم" هندسة معماريه من "رومانية"، و"ناصر" مهندس كهرباء من جامعة "دمشق".







    مع أبنائه



    * ماذا عن الأبواب التي ضمتها المكتبة؟

    ** الأبواب المعرفية في مكتبتي تضم آداباُ من التراث العربي والديانات السماوية وبحوثاً خاصة بعلم السياسة والاقتصاد والحكمة والعقلانية، يضاف إلى ذلك الأدب العربي والأجنبي، وأبحاثاً عالمية تنمّ عما يجري في الواقع المعاصر، جعلتها في خزن منفردة عن المكتبة.. ولدي ما يقارب 10000 مطبوعة ما بين مجلة وصحيفة منذ العام 1927 وما أعقبها من السنوات، وأذكر من أسمائها "الخدر" و"الصفا" و"الياسوعيين" و"المختار" و"العربي" و"المصور"، و"الخدر" هي أول مجلة عربية تصدر في "بيروت"، من ذلك العام، وكان هدفها الحديث عن قضايا الأدب وإبداعات الأدباء، وعبر 40 عاماً مضت، ما زالت الصحف والمجلات في مكتبتي كما هي، وبعضها نقل إلى دار أخرى.

    * ما الأثر الخالد الذي رأيته في التراث العربي؟

    ** رأيت في التراث العربي جوانب النبوغ في الفكر والإبداع، عبره تعمقت بتاريخ الإنسان، المجاهد، الثوري، وأحسست بجمال التراث والصفوة والرجولة.. والأدب العربي أيضاً له حضوره ومكانته الممتدة عبر التاريخ، وأكثر جوانبه وقعاً في نفسي آداب الشعر عند "ابن خلدون" وشعراء الجاهلية.




    مكتبته الموسوعية





    ○ راحلون كانوا كلمة للحق والفضيلة:



    * إيمانك فيما تفعل، من شاركك فيه؟

    ** عندما كنت في التعليم أحاط بي عدد من الأدباء والمثقفين، وشكلوا من حولي عائلة احتضنتني واحتضنتها طوال السنين الفائتة حتى بعد رحيلهم عن مهجة الحياة. لقد أمدوني بيقين ثابت وإيمان راسخ بعظمة ما أقوم به، ومكتبتي الآن التي كانت مرجعاً لهم، هي مرجع للأدباء المعاصرين والطلبة الجامعيين، ولاسيما من يقومون برسائل التخرج، يزورونها ويأخذون أبحاثهم منها .

    * من أولئك الراحلون، مَن تذكر؟

    ** أذكر"سلامة عبيد" و"سعيد أبو الحسن" و"عيسى عصفور" و"صلاح مزهر"، إنهم من خيرة الأدباء في جبل العرب، الذين حدثوا في الرسالة الأدبية، وعملوا على نهضة العلم في "السويداء".. كذلك الشعراء الراحلون "زيد الأطرش" و"صالح عمار" و"حمد المصفي".. ساهموا في نشر التراث العربي وتأكيد القيم الإنسانية، وأعود بالقول: ياليت ما كنا نسمعه من كل أعلامنا الراحلين يعود الآن. لقد كانوا كلمة الحق الصادقة وشعلة للعلم والفضيلة.


    * الأعمال الأدبية في أيامنا هذه تنحو إلى الضعف إذ ما قورنت مع الأدب القديم، فما السبب برأيك؟

    ** بات هناك سطحية بالعمل الأدبي المعاصر، والسبب يعود إلى الاتجاه العالمي السياسي والحياة السريعة، التي قللت من البحث عن الأدب العربي الواسع والعميق، وبات أدب الحياة اليومية هو السائد أكثر من أدب التاريخ وأصول الحياة القديمة.. وذلك يعود إلى السياسية التي طغت على الفكر، وأضاعت الحياة الإنسانية وبات المنصرفون إلى الأدب قليلون جداً مقارنة مع السابق، كذلك الاغتراب خفف من وجود الأدباء والباحثين عن العلم.

    * ماذا عن أخبار "جبل العرب" أبّان الوحدة بين سورية ومصر؟ والتغيرات التي حصلت؟

    ** أول ما دخلت المجلس النيابي كنا في معركة حقيقية، والتربية في "السويداء" كانت معزولة واللغة الفرنسية قائمة، في حينها حدثت معركة استطعنا فيها إلغاء اللغة الفرنسية والاستعاضة عنها باللغة العربية والتربية الدينية، وهكذا بدأترحلة التعليم بمفهومها الجديد، وكانت مزامنة للحركات السياسية وأحداث الانقلاب على "أديب الشيشكلي" في العام 1946، التي قام بها مجموعة من الطلاب والمدرسين وقسم من الجيش منأجل ترسيم الوحدة مع "سورية" وإلغاء الاستقلال الإداري المحلي، وبعد الإنقلاب انضمالجبل كليّاً إلى سورية.

    أما الذي أسس في بناء الوحدة عصبة العمل القومي،التي تبنت القيادة الفكرية للحركة الوحدوية وكنت عضواً فيها مع الراحلين "طرودي عامر"، و"توفيق عز الدين" وكنا بالمواجهة، والدور الأكبر للعائلات والسكان.. حقاً إنها ذكريات لا تنسي.. طرد الفرنسيين وتمّ الجلاء، بكت الأرض وبكت البيوت والناس فلا شيء يعادل الحرية، وبعد الاستقلال اهتممت بجمع الأراضي وإحصائها وذلك بمساعدة المحافظ في تلك الفترة، وكنت أول من أدخل زراعة الزيتون إلي "جبل العرب"، وأول بستان أحدث كان للمجاهد الراحل "سلطان باشا الأطرش".



    ○ من حياة المفكر:


    المفكر "جاد الله عز الدين"من مواليد "السويداء" عام 1916، نزح مع أهله بعد انتهاء الثورة إلي منطقة "الصفا" في البادية السورية ثم إلى "الأزرق" في الأردن حيث كان تجمُّع المجاهدين، وعند اتفاقالانكليز مع الفرنسيين علي إخماد الثورة، نزح مع الكتلة الكبري من المجاهدين بقيادة"سلطان باشا الأطرش" والأمير "عادل أرسلان" إلى وادي "السرحان" في "السعودية" حيث استقرالثوار هناك حتى 11 مارس 1937، وإبرام المعاهدة مع "فرنسا" وعودة المجاهدين، بعدها عاد "عز الدين" مع أشقائه إلي الجبل لمتابعة دراسته الابتدائية والمتوسطة في"السويداء"، وفي العام 1936 ذهب في بعثة علمية إلي الجامعة الأمريكية في "بيروت" حيثحصل على إجازة الفلسفة، وفي العام 1941 عين مديراً للمدرسة الوحيدة في "السويداء" وانتخب عن قرى "شهبا" نائباً في مجلس الأمة بين مصر وسورية، وبعد الانفصال عن مصر أحيل على التقاعد.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ









    مقطع جزئي من مكتبته









    «المفكر "جادالله عز الدين": المعرفة تراث من فضائل الكمال» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال












    Alaa gamall




    009630940920780

  • #2
    رد: «المفكر "جادالله عز الدين": المعرفة تراث من فضائل الكمال» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال

    كم نحن بحاجة لهكذا مبدعين ولهكذا بارين
    سيرة حافلة بالمجد والأدب والعلم
    أمد الله بعمرالمفكر جاد الله عز الدين
    وشكرا" من القلب لك أخي علاء على ما تتحفنا به من مواضيع مميزة
    أميرة النوارس

    تعليق

    يعمل...
    X