إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تصنع الأحلام -2-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تصنع الأحلام -2-

    و أصحاب النفوس الكبيرة يتمنَّون بعقولهم و بإيمانهم و ليسبشهواتهم:

    يقول الدكتور يوسف القرضاوي معلقاً على الرواية السابقة: رحمالله عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالاتالكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة. إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة،والثروات المنشورة، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرؤوس المفكرة التي تستغلها، والقلوبالكبيرة التي ترعاها، والعزائم القوية التي تنفذها، إنها تحتاج إلى الرجال. الرجلأعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين، ولذلك كان وجوده عزيزاً في دنياالناس، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجدفيها راحلة".

    الرجل الكفء الصالح هو أكسير الحياة، وروح النهضات، وعماد الرسالات،ومحور الإصلاح:

    وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي يوماً: أوصنييا أبه، فقال: يا بني، انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير.

    وكانت أم سفيان الثوري تقول لسفيان: " يا بني، لا تتعلم العلم إلا إذا نويتالعمل به، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة".

    وانظر كذلك إلى أمنية الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهوالد جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث يقول جابر رضي الله عنه: لما قُتل عبدالله بن عمرو بن حَرام يوم أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جابر! ألاأخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟" قلت: بلى، قال: "ما كلّم الله أحداً إلا من وراءحجاب، وكلّم أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي تمنّ علي أعطك، قال: يا رب! تحييني فأُقتلفيك ثانية، قال: إنه سبق مني: أنهم إليها لا يُرجعون، قال: يا ربَ! فأبلغ مَنورائي" فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِيسَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً ) ( آل عمران: من الآية 169).

    لماذا أتمنى؟... لأن الأمنيات مصابيح الطريق المظلم و زادُ الرحلةالطويلة:

    يقول أردشير: الأيام صحائف آمالكم، فخلدوا فيها أحسنأعمالكم.

    ويقول لانفستون هيوز: تمسك جيداً بأحلامك، فإذا ماتت الأحلام باتت الحياةطائراً بلا جناحين مقيداً على الأرض.

    ويقول أرسطو: إذا ضاع الأمل فإننا نكون فقدنا كل شيء.

    ويقول المثل الإنجليزي: لولا الأمل لانفطر الفؤاد.

    والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو: لماذا أتمنى؟ وجواب ذلكيكمن في مسائل عدة أهمها:

    1)
    الإنسان في تطلع دائم إلى ما هو أفضلوأحسن، ولذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يهرم ابن آدم ويشب معه اثنان، الحرصعلى المال والحرص على العمر".

    ويقول إسحاق بن خليل:

    لولا مواعيد آمال أعيش بها لمِتُّيا أهل هذا الحي من زمن.

    2) التمني يظهر ما في النفس من علو أو هبوط، ومن صلاح أو فساد، فقل لي ماذاتتمنى أقل لك من أنت، فالقلوب الطاهرة والنفوس العالية تتمنى الخير للناس جميعاً،فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول: "إن فيّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآيةمن كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم، و إني لأسمع بالحاكم من حكامالمسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، و إني لأسمع الغيث قد أصابالبلد من بلاد المسلمين، فأفرح وما لي به سائمة".
    قيمة المرء ما يحسنه
يعمل...
X