كم أخاف على أشجارك
إلى بلغاريا (خيلاً) - التي أكاتبكم منها - وصلت رائحة الأشجار المحترقة في روسيا حيث يحاول الروس إطفاء حريق هائل يحاصر موسكو بعد أن امتد إلى مئات الكيلومترات المربعة و ربما أكثر و هاهو مدفيديف يقيل مسؤولين بسبب الإهمال و التقصير و بوتين ينزل إلى الأرض كما هي العادة ..
منذ فترة أفكر بضرورة إيجاد هيئة كوارث في سورية تابعة لرئيس مجلس الوزراء مباشرة و يكون لها قوة القرار وعلى باقي المؤسسات الخضوع لأوامرها عند وقوع حريق أو زلزال أو طوافان ... الخ
كل شجرة في سورية تشبه طفلا شب عن الطوق بعذاب إلام و الأب و على الأجيال الجديدة أن تعلم أن نسبة مهمة من المساحات الشجرية زرعها جيلنا نحن و الجيل الذي سبقنا و أنها تمت برعاية قيادية مباشرة من الحزب و الدولة و أن قرارات على درجة من الأهمية و هيئات تم اتخاذها و تأسيسها و أن شبانا و شابات من المنظمات الشعبية الطلابية (الاتحاد الوطني و الشبيبة و الطلائع و غيرهم) – كنت معهم و هذا فخر و اعتداد - قاموا بزراعة مساحات خضراء هي ألان تشاهد في حرمات الطرقات و الاوتوسترادات و هناك مؤسسات تشجير حكومية و مشاريع تشجير نجحت في إثبات اللون الأخضر على حساب التصحر – الغير قدري – في سورية . هذا الأمر يجعلنا نخاف و نخاف أيضاً على الهبة الطبيعية الربانية التي نملكها قرب الساحل السوري و التي تتعرض من وقت لآخر لحرائق مؤلمة . الحذر رأس الفطنة و علينا أن نكون فطينيين و جاهزين لمواجهة حالات مشابهة تحصل في كل بلاد العالم ، بالإضافة إلى ذلك من المهم ملاحظة أن الشتاء الماضي قد ذهب بعدد كبير من الأشجار التي قطعها الناس بسبب غلاء الوقود و تدفئوا بحرقها .
تنشر في المفتاح و نيوسيريا
تعليق