إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفن التشكيلي والشباب - عصام درويش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفن التشكيلي والشباب - عصام درويش

    الفن التشكيلي والشباب

    عصام درويش
    كلما اطلعت على تجربة جديدة لفنان شاب، أعرف وبشكل يقيني أن مسيرة الفن التشكيلي السوري التي انطلقت بشكلها الحديث قبل أكثر من قرن ما زالت بخير، وأن الأسس التي قامت عليها، والتي تستند إلى جمعٍ حسَّاس بين عناصر ورؤى محلية وداخلية، وانتباه قوي إلى التجارب الخارجية، ما زالت قائمة وتتطور باستمرار.
    ظهر ذلك جلياً في المعرض ـ المسابقة ـ الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة، وبتمويل من شركة «بترو كندا» في سورية، في دار الأسد للثقافة والفنون مؤخراً، حيث شاهدنا أعمالاً لـ36 فناناً وفنانة من جيل الشباب دخلوا مغامرة التعبير الفني بأشكال وأساليب متنوعة تعكس الغنى الكبير، والأفق المفتوح بلا نهاية لخزَّان الصور والأشكال والإشارات والخطوط والألوان والمعاني والتعبيرات الفنية.
    تراوحت أعمار المشاركين في المعرض بين الـ22 والـ 33 عاماً، أي إنهم جميعهم ولدوا بعد العام 1977، في ذلك الزمن الذي تبلور فيه ظهور وتوطد أهم الاتجاهات والأساليب في الفن التشكيلي السوري، وأفضل التجارب وأبرز الأسماء. زمن «أدهم ونعيم إسماعيل ومحمود حماد ونصير شورى وفاتح المدرس ولؤي كيالي ونذير نبعه والياس زيات ومروان قصاب باشي.. »، أي الزمن الذي سيُعيِّن اللبنات الأساسية لعمارة التشكيل السوري التي مازالت تتصاعد وتتألق باضطراد.
    ورغم أننا لا نلاحظ عند العارضين الشباب تأثراً مباشراً بالتجارب الأساسية للفن السوري الحديث، ولا نرى نقلاً لهذه التجارب على وجه التحديد إلا أن وجودها مثّلَ بلا شك خلفية مهمة للاطلاع والمراجعة والاستفادة والوقوف على أرضية محلية صلبة. وإذا كان الفن يمثل في أحد مظاهره الأهم وجهيْ المتابعة والتمرد للكائن الإنساني، فإن هذين الوجهين انعكسا بشكل متعادل داخل التجارب الشابة، وستحظى التجارب المتمردة دائماً بالنصيب الأفضل من الاهتمام، حيث اعتمد تطور الفنون دائماً على شطحاتها المتألقة والتي تبدو للكثيرين نوعاً من القفز في المجهول فيما تبدو للأعين والعقول المتطلعة للأمام دخولاً في تجديد عوالم الشكل وابتكاراتها البصرية التي لا تحصى ولا تعد.
    وبالإضافة إلى تقديمه فرصة لتشجيع التجارب التشكيلية الشابة واطلاع الجمهور عليها، شكّل معرض ومسابقة الفنانين الشباب إمكانية جيدة للتعرف على المنهجية التي تحكم تطور التجارب الشابة بغضِّ النظر عن وضع سوق الفن ومشاريعه الخاصة، والذي تقوده غالباً حاجات أصحابه الذين يستغرب بعضهم أن يكون الفن جزءاً من العملية الثقافية العامة، والذين يحاولون إعادة تعريف المثقف بما يتناسب مع متطلبات «البزنس»، أو أولئك الذين يُقررِّون دون أ ن يرفَّ لهم جفن بأن علينا «التوقف عن ترديد الأوهام مثل قصة فان كوخ أو غيرها»، أو أن «الفنان الغليظ لوحته غليظة، والفنان الحلو لوحته حلوة» فالفن، رغم حاجته إلى الرعاية والتشجيع، يسلك باستمرار، وكما كان طوال تاريخه طرقه السرية الخاصة كأحد أبرز النشاطات الثقافية لبني البشر.
يعمل...
X