إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصحافة السورية بعهد الحكومة العربية الفيصلية 1918-1920 -الدكتورة : منى إلياس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصحافة السورية بعهد الحكومة العربية الفيصلية 1918-1920 -الدكتورة : منى إلياس


    تاريخ الصحافة في سورية...الصحافة في عهد الحكومة العربية الفيصلية 1918-1920


    بعد انسحاب القوات التركية من سورية دخلتها القوات العربية بقيادة الأمير فيصل، وكان ذلك مساء الإثنين 30 أيلول 1918.

    د. منى إلياس

    أصدرت الحكومة العربية- الفيصلية في دمشق صحيفة باسم (العاصمة)، وكان العدد الأول يوم 17 شباط 1919م أصدرها (شكري باشا الأيوبي) الحاكم العسكري لولاية حلب، كما أصدر جريدة باسم (حلب) وصدر العدد الأول منها يوم 9 كانون الأول عام 1918.
    كانت جريدة (العاصمة) في الواقع الجريدة الرسمية للحكومة الفيصلية تنشر قوانينها وأخبارها وتتكلم باسمها، وكانت تصدر مرتين في الأسبوع يومي الإثنين والأربعاء. وقد جاء في افتتاحية العدد الأول: (... أما بعد فلما كان لا بد لكل حكومة من جريدة رسمية تتكلم بلسانها وتنشر قوانينها وتذيع بلاغاتها وتنبئ عن أخبارها، رأت حكومتنا- أيّدها الله بروح من عنده، وسدّد خطواتها إلى الخير- أن تصدر هذه الجريدة باسم (العاصمة) معتصمة بحبل الله المتين.. إلخ) شكل العهد العربي- الفيصلي فسحة كبيرة من الحرية بعد كبت كبير للصحافة في العهد العثماني، فكان هذا عاملاً لإصدار عدد كبير من (الصحف والمجلات) الجديدة في سورية على الرغم من العمر القصير لهذه الحكومة الذي لم يتجاوز السنوات الثلاث، فصدر في سورية عام 1918 مثلاً عشر صحف، وفي عام 1919 اثنتان وعشرون صحيفة وعشر مجلات، وفي عام 1920 سبع صحف وست مجلات.
    وهذه أسماء الصحف وعددها، وأسماء المدن السورية التي صدرت فيها:
    الصحافة في سورية في عهد الحكومة العربية الفيصلية 1918-1920
    1918: في دمشق: الحياة- الحسام- الاستقلال العربي- لسان العرب.
    في حلب: العرب- حلب- الصاعقة.
    في حمص: الشبيبة.
    في دير الزور: جول، كانت تطبع باللغتين العربية والتركية، وكانت المطبعة حجرية.
    في حماة: نهر العاصي، كانت تصدر قبل الحرب العالمية الأولى، ثم توقفت لتصدر بعد الحرب، وهي جريدة اجتماعية اقتصادية أدبية.
    ملاحظة: لم تصدر في عام 1918 أي مجلة.
    1919: الصحف: دمشق: العقاب- الاستقلال بالفرنسية- الكنانة- الإعلانات- الفجر- الدفاع- الطبل- الصحة العمومية- سورية الجديدة- العاصمة.
    المجلات: المدرسة- القلم- الشرائع- الفلاح- العالم العربي- الانقلاب- المجلة- الإصلاح.
    حلب: الصحف البريد السوري- المصباح- حقوق البشر- النهضة- الراية- الفرات- بايراد (بالأرمنية) صدر عدد واحد فقط ثم توقفت.
    المجلات: الشركة الزراعية.
    حماة: الصحف: الإخاء- الشعب- التوفيق- الهدف.
    المجلات: أبحاث زراعية.
    اللاذقية: الصحف: النهضة الجديدة.
    1920: دمشق: الصحف: الحق- المحيط- العفريتة- فتى العرب- الشرق (كانت لسان حال الطائفة الموسوية وكانت تصدر باللغة العبرية).
    المجلات: التربية والتعليم- نور الفيحاء- الطرائق الروائية- الحياة العلوم.
    حلب: الصحف: العدل- الوطن.
    المجلات: الشعلة.
    كانت موضوعات الصحافة خلال فترة الحكم العربي- الفيصلي القصير تدور بشكل عام حول الموضوعات الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في بناء الدولة الوليدة لأنه لم تكن هناك سياسة بعد. وقد تجسّد هذا في شعارات وأهداف الصحف التي كانت تكتبها تحت اسم الجريدة فمثلاً:
    1- نهر العاصي (جريدة أدبية أخلاقية اجتماعية اقتصادية).
    2- المدرسة (مجلة مدرسية علمية أدبية أخلاقية).
    3- أبحاث زراعية (مجلة زراعية دورية شهرية).
    4- العلوم (مجلة تاريخية علمية لغوية نصف شهرية).
    5- الوطن (جريدة عربية حرة غرضها النهضة العربية وشعارها القول المأثور: العدل أساس الملك).
    6- الشعلة (مجلة أدبية فنية اقتصادية شهرية).
    7- نور الفيحاء (مجلة نسائية أخلاقية أدبية).
    8- النهضة الجديدة (صحيفة علم وأدب وسياسة وأخبار).
    9- أصدر الشاعر إلياس طربيه مع يوسف الفاخوري، وهما مواطنان سوريان من اللاذقية مجلة «الرقيب» في طرابلس لبنان بتاريخ 23 حزيران عام 1920.
    اهتمت الحكومة العربية الفيصلية بالصحافة وشكلت أول إدارة للمطبوعات التي كانت مهمتها تنظيم الصحافة، وأُلزمت كل جريدة أن تبعث يومياً إلى هذه الإدارة بنسختين موقع عليهما من المدير المسؤول، وأُتبع ذلك بقرار صدر في 18 أيلول 1919 ينصّ على إلغاء المراقبة على الصحف والمجلات وهذا نصه:
    (قرر القائد العام إلغاء المراقبة على الجرائد التي تصدر في البلاد المحتلة، لكن يجب تنبيه المحررين بأنهم مسؤولون عن كل ما يكتب في جرائدهم وتجري عليهم المحاكمة إذا نشروا مقالات غير موافقة أو مرضية. وإذا لزم الأمر تلغى أو توقف الجريدة التي تتجرأ على ذلك.
    صدر هذا البلاغ عن رئاسة حزب الحملة المصرية، وهو اسم الحملة العسكرية التي أجلت العثمانيين من سورية، وأصدره الحاكم العسكري العام والمدير العام في المناطق الشمالية والجنوبية والغربية.
    ويبدو بوضوح أن مضمون هذا القرار الذي عمد كاتبه إلى مبدأ التلاعب بالألفاظ هو تشديد الرقابة على الصحافة؛ لذلك فإن قرار (إلغاء الرقابة على الصحافة) لم ينفذ وبقي- كالعادة- حبراً على ورق. وقد تمَّ تعطيل الكثير من الصحف دون ذكر أي سبب أو لأسباب غامضّة أو مبهمة مثل مخالفة قانون الرقابة وهو قانون مطاطي يمكن أن ينال أي صحيفة لا ترضى عنها السلطة (بالقانون).
    أما الصحف التي عُطلت فهي: (المفيد- الأردن- الهدف- سورية الجنونية- الدفاع- حرمون- سورية الجديدة- الاستقلال العربي- الوطن- النهضة- الصاعقة- فتى العرب... إلخ). أما صحيفة (لسان العرب) فقد أغلقت لسبب مضحك وهو كما جاء في أمر الإغلاق: (تغلق صحيفة لسان العرب إلى أجل غير مسمَّى لما دُسَّ فيها من الجمل المؤلمة لعواطف الرأي العام السوري 27/10/1919). وطبعاً دون أن يعطوا أي أمثلة، والمقصود عواطف الطبقة الحاكمة التي تختصر دائماً عواطف الشعب في عواطفها، كذلك أُغلقت جريدة (فتى العرب) لأنه كما ورد في أمر إغلاقها (تكرر فيها نشر الأخبار المختلفة 23/9/1920) وهي عبارة ساخرة تسمح للحاكم أن يغلق أي صحيفة لا تتناسب مع مزاجه بسبب أو من دون سبب، وهذا يدل على أن تلك القوانين التي يصدرها الحكام حول حرية الصحافة والفكر والكلمة، أو حتى الحريات العامة ما هي إلا (ديكورات للتصدير) تجمِّل سنين حكمهم وقرارات قصورهم، كما تجمِّل منحوتات الملائكة قباب القبور في مدافن أوروبا ظاهرها رخام أبيض وداخلها كما قال المثل الشعبي...!

يعمل...
X