إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليونيد بريجنيف زعيم لم يحب التغييرات ... فالركود او الاستقرار؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليونيد بريجنيف زعيم لم يحب التغييرات ... فالركود او الاستقرار؟

    ليونيد بريجنيف زعيم لم يحب التغييرات ...

    فالركود او الاستقرار؟




    ليونيد بريجنيف (1906 – 1982).. هو الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي منذ عام 1964 وحتى عام 1982 ورئيس هيئة رئاسة مجلس السوفيت الاعلى ومارشال وبطل الاتحاد السوفيتي وبطل العمل الاشتراكي والحائز على جائزتي لينين كما ألف بريجنيف ثلاثية من مذكراته .
    ولد ليونيد بريجنيف في 19 ديسمبر/كاون الاول عام 1906 في مدينة كامنسكوي (دنيبرودزيرجينسك حاليا) بأوكرانيا في عائلة لأب عامل. والتحق عام 1915 بمدرسة كلاسيكية في موطنه. وكانت مادة الرياضيات من افضل واحب المواد الدراسية بالنسبة له. بينما كان يتهرب دوما من دراسة اللغات الاجنبية.

    وتخرج بريجنيف عام 1927 من الكلية الزراعية وعمل مهندسا في محافظة كورسك وجمهورية بيلوروسيا ومنطقة أورال. وشارك بريجنيف في تأسيس التعاونيات الزراعية ومصادرة ممتلكات الاثرياء. والتحق عام 1931 بالحزب الشيوعي. ثم عاد الى موطنه مدينة كامنسكوي حيث عمل بمصنع التعدين ودرس في الوقت ذاته في الدورة المسائية لمعهد التعدين الذي تخرج منه عام 1935. ثم استدعي للخدمة في الجيش الاحمر لسنة واحدة. فعاد الى موطنه ليتولى ادارة كلية التعدين. وقد مكنته حملة الارهاب التي شنتها السلطات الستالينية على الكوادر القيادية السوفيتية والحزبية في النصف الثاني للثلاثينات مكنته من الارتقاء السريع في السلم الحزبي. وبحلول عام 1939 وجد بريجنيف نفسه سكرتيرا للجنة الحزب في شؤون الدعاية في المقاطعة . ثم ترأس قسم الصناعات الحربية في لجنة الحزب في المقاطعة.
    كان بريجنيف إبان
    الحرب الوطنية العظمى يخدم ناشطا حزبيا في الوحدات ومتخصصا في التوجيه المعنوي. وامضى فترة طويلة في جبهة القوقاز بالقرب من مدينة نوفوروسييسك حيث استولى الجنود السوفيت رأس جسر صغير. وزاره ليونيد بريجنيف 40 مرة كونه رئيسا للقسم السياسي في الجيش الثامن عشر. ووصف بريجنيف تلك الاحداث في الجزء الاول من مذكراته "الارض الصغيرة". وترقى بريجنيف في نهاية الحرب الوطنية العظمى الى منصب رئيس الادارة السياسية للجبهة ورتبة العميد . وشارك بريجنيف في الاستعراض العسكري بمناسبة انتصار الاتحاد السوفيتي على المانيا النازية الذي اقيم في الساحة الحمراء يوم 24 يونيو/حزيران عام 1945.
    وفي فترة ما بعد الحرب كان بريجنيف يتولى ادارة اللجنة الحزبية في مقاطعتي زابوروجيه ودنيبروبيتروفسك باوكرانيا. واتصف بريجنيف في تلك الفترة بمقدرته على اقامة العلاقات الطيبة مع الناس وحمل معاونيه على تنفيذ واجباته الوظائفية. وحظي بسمعة بين النشطاء الحزبيين وكافة فئات العاملين. وحاول بريجنيف كل مرة ان يحيط نفسه باناس اوفياء له شخصيا. الامر الذي ساعده في تولى منصب السكرتير الاول للجنة الحزب الشيوعي بجمهورية مولدافيا. لم يحب بريجنيف تغيرات جذرية . وتعتبر صفته هذه من اهم سمات طبعه التي تجلت بكل وضوح وقت توليه للمناصب العليا في الحزب والدولة.

    انتخب بريجنيف كونه سكرتيرا أول للجنة الحزب الشيوعيى في
    مولدافيا عام 1952 مندوبا الى المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي حيث لفت انتباه ستالين الذي بدأ حينذاك باتباع حملة جديدة خاصة بتغييرالدم في الكوادر القيادية الحزبية. وتم انتخابه عضوا في اللجنة المركزية للحزب وسكرتيرا للجنة المركزية وعضوا في الرئاسة الموسعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي. لكن ستالين لم يقدم حتى موته عام 1953 على عقد حتى اجتماع واحد لرئاسته الموسعة. وبقي بريجنيف في موسكو مكتوف اليدين الى ان تم حل الرئاسة الموسعة بعد موت ستالين وعين بريجنيف نائبا للادارة السياسية العامة في الجيش السوفيتي ثم سكرتيرا ثانيا للجنة المركزية في الحزب الشيوعي في جمهورية كازاخستان السوفيتية. وتم تكليف بريجنيف آنذاك برئاسة حملة زراعية جديدة، وهي استصلاح الاراضي البكر في كازاخستان. الذي وصفه فيما بعد بالجزء الثالث لمذكراته المشهورة تحت عنوان "الارض البكر". ومكن نجاح تلك الحملة بريجنيف من العودة عام 1956 الى النخبة السياسية والحزبية وتولي منصب سكرتير اللجنة المركزية في الحزب لكونه احد المساعدين الاوفياء لنيكيتا خروشوف الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ورئيس الوزراء للبلاد آنذاك.
    وفي عام 1960 تم تعيين بريجنيف في منصب رئيس هيئة الرئاسة لمجلس السوفيت الاعلى. لم يتصف بريجنيف بطبع قوي ولا بذكاء كبير. لذلك لم يرغب في ان يصبح يدا حديدية للحزب والدولة . لكنه كان ناشطا حزبيا ماكرا يضطلع باسرار تشغيل الجهاز الحزبي وجعله يخدم مصلحة مسؤول، الامر الذي ساعده في مشاركة اصحابه الاعضاء في اللجنة المركزية في تدبيرهم للانقلاب في الحزب واقصاء قائده الحزبي نيكيتا خروشوف عن السلطة في اكتوبر/تشرين الاول عام 1964 وتولي زمام الحكم في الحزب والدولة. وعول شركاء بريجنيف في الانقلاب من الكوادر القيادية الحزبية الاصغر منه سنا على انه سيتخلى فيما بعد عن جميع مناصبه ويمنحهم مناصب قيادية في البلاد لكونهم مدبرين اساسيين للانقلاب. لكن بريجنيف استطاع التخلص منهم تدريجيا واحالتهم الى مناصب غير مسؤولة في الجهات الحكومية والنقابية.

    وابتداءا من عام 1970 شهدت البلاد حملة دعائية جديدة وهي تمجيد قائد جديد يحب الرفعة ويتصف بطموحات لا حد لها. وتم تكريم بريجنيف باربعة نجوم ذهبية لبطل الاتحاد السوفيتي ونجمة ذهبية واحدة لبطل العمل الاشتراكي ووسام النصر- على غرار ستالين وجوكوف اللذين منحوا هذا النوط لقاء تحقيق الانتصارات البارزة في الحرب العالمية الثانية - وميدالية كارل ماركس الذهبية كأنه احد المؤسسين الكلاسيكيين للماركسية اللينينية وعدد لا يحصى من الاوسمة والميداليات السوفيتية والاجنبية. كما انه منح نفسه مناصب عديدة في الحزب والدولة، وبينها الامين العام للحزب ورئيس هيئة رئاسة مجلس السوفيت الاعلى ورئيس مجلس الدفاع والقائد الاعلى للقوات المسلحة والحائز على جائزتي لينين في المجالين السياسي والادبي لقاء نضاله الدؤوب من اجل احلال السلام في العالم وتأليف الثلاثية " الارض الصغيرة " و"الانبعاث" و"الارض البكر"، رغم انه لم يشارك عمليا في كتابتها. واتصفت سياسته الداخلية بعسكرة الاقتصاد الوطني والاستعادة الزاحفة للنزعة الستالينية وتوسيع الهوة بين ازدهار النخبة الحزبية من جهة والمستوى المتدني للفئات الكادحة من جهة اخرى وفرض المخابرات هيمنتها على حياة الناس الشخصية وفساد اجهزة السلطة من اعلاها حتى ادناها. لكنه لم يتخل عن اتباع مبدأ حياته الرئيسي الذي يفيد " لا لتغيرات او بالاحرى " اعيش واتيح فرصة بالعيش للآخرين". فظل محيطه يستمتع بامتيازات اتيحت لهم فظل النشطاء الحزبيون يكسبون المال ويستفيدون من مناصب يشغلونها تحت ستار شعارات حزبية وشيوعية .

    واتصفت سياسة بريجنيف الخارجية بالسعى الى نشر النفوذ السوفيتي في العالم اجمع عن طريق دعم ما يسمى بحركة التحرر الوطني في الدول النامية والاحزاب الشيوعية في الدول الرأسمالية المتطورة، الامر الذي ادى الى اصطدام مصالح الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في شتى مناطق العالم مثل منطقة جنوب شرق آسيا والشرق الاوسط وافغانستان امريكا اللاتينية والدول الافريقية. وعلى صعيد العلاقات السوفيتية الامريكية يعود الى بريجنيف الفضل الكبير في بلوغ التوازن الاستراتيجي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة والبدء في سياسة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية والدفاعية، وذلك بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون الى موسكو عام 1972 .
    من اولويات السياسة الخارجية في عهد بريجنيف كان تعزيز تلاحم المعسكر الاشتراكي الذي احتوى على دول اوروبا الشرقية و الهند الصينية و كوبا في امكريكا اللاتينية. وادت كل تلك الطموحات الى استنزاف موارد البلاد وعدم التركيز على مصالح غالبية فئات الشعب السوفيتي وعدم تطوير اقاليمه وخاصة في روسيا نفسها. واطلق على عهد بريجنيف فيما بعد بانه ركود على كافة الاصعدة. غير ان الشعب السوفيتي الذي عوده القادة السياسيون السابقون على تحمل الارهاب والتعرض للحروب ومصادرة الممتلكات لم يعبر عن عدم رضائه بل بالعكس كان بجملته يؤيد السياسة الداخلية والخارجية التي كان بريجنيف يتبعها، اذ ان العهد الذي يوصف بالركود يمكن وصفه بالاستقرارايضا. واذا كان هناك بعض المنشقين في البلاد فان صوتهم كان غير مسموع على خلفية خطابات الرفيق بريجنيف "العزيز على قلب كل واحد منا".
    اصيب بريجنيف في منتصف السبعينات بسكتة قلبية، مما جعله يواجه صعوبة في النطق. وادى في نهاية المطاف الى انه صار يتهرب من تسيير شؤون الحزب والدولة، وخاصة في مطلع الثمانينات حتى طلب من انصاره بان يسمحوا له بتقديم الاستقالة لسوء صحته. لكن محيطه أصر على ان يتابع تولي واجباته كيلا يخل كما وصفوا بالتوازن والاستقرار في الدولة. ولم يوافق بريجنيف لكونه رجلا حذرا على ادخال القوات السوفيتية الى افغانستان. لكن رأيه في مطلع الثمانينات لم يؤخذ بالحسبان، علما ان نخبة المخابرات والجيش في البلاد صار يتزايد دورها أكثر فأكثر.

    توفي ليونيد بريجنيف في 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1982 وتم دفنه بقرار صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي في الساحة الحمراء جنب سور الكرملين . واطلق اسمه على مدينة نابيريجنيه تشيلني في جمهورية تتارستان. لكن هذا القرار تم الغاؤه في عهد
    ميخائيل غورباتشوف.
يعمل...
X