إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

○ د. "محمد غنوم": الحروفية تدخلني في محراب عبادة الله ○ دمشق ـ علاء الجمّال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ○ د. "محمد غنوم": الحروفية تدخلني في محراب عبادة الله ○ دمشق ـ علاء الجمّال

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ○ (يرى أن الصورة الجمالية للخط العربي باتت مع اهتمام العرب والمسلمين أكثر تكاملاً) ○
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    د. "محمد غنوم" لـ موقع "المفتاح":
    الحروفية تدخلني في محراب عبادة الله

    دمشق ـ علاء الجمّال
    «عندما نتحدث عن حرف "النون" نحلل فلسفة تبين أن هذا الكون بدا من نقطة حددها الخالق وإليها نفسها سيعود، أي أنها تشكل البداية والمرجع، هذا الإيحاء تتلخص به الحروف في عملي التشكيلي، تعود إلى النقطة التي بدأت منها، وما يجعل الحرف عنصراً متحركاً علماً أنه ساكن موسيقى الحروف... الحركية التي أنهي بها تكوينات عملي التشكي«.

    هو الدكتور "محمد غنوم" التشكيلي والناقد والباحث في مجال تشكيل الحرف العربي، وتحقيق اللوحة الحروفية، يتحدث لموقع "المفتاح" عن أفق الخط العربي منذ قدم التاريخ الإسلامي، ويبين خصوصيته التأثيرية والجمالية كمحتوى تشكيلي وبصري في اللوحة الحروفية، وذلك عبر الحوار التالي:

    ○ حظي الخط العربي بمنزلة رفيعة منذ العهد الأول للإسلام، فهل لك أن تتحدث بوجيز حول هذا الجانب؟
    ○○ كل شعب من الشعوب له ما يميزه بين فنونه، وله جانب يهتم به أكثر من بقية الجوانب، ونحن في مجال فنونا البصرية هناك اهتمام متميز بفن الخط العربي، فالإنسان العربي منذ القدم له اهتمام بما هو مطلق، وله نظرة لا تكترث للماديات والمحسوسات بقدر ما تهتم بالأشياء التي هي أكثر تجريداً لأن البيئة التي عاش فيها بادية يمتدّ بها النظر إلى اللامحدود، وهو في نفس الوقت عاش بها متأملاً، فنمت لديه النظرة إلى المجردات أكثر من الأشياء المادية المحسوسة…

    وبعد مجيء الإسلام تعمقت تلك النظرة ولاسيما القرآن الكريم الذي شكل دستور الأمة والدين، وترافق ذلك باهتمام كبير بكتابة آيات القرآن بأبهى وأجمل صورة مما أدى إلى نهضة الخط العربي الإسلامي، فكانت المدارس الخطية وبدأت منذ مراحلها الأولى في إتباع أسلوبين: الأول يعتمد الاستقامات والزوايا الحادة فكان الأسلوب الجاف والمستقيم. ثم اندرجت كل أنواع الخط الكوفي فيما بعد، والثاني الأسلوب اللين الذي ظهرت به الحروف ملتفة ومتعانقة، حيث كتبت بأداة بسيطة بيئية المنشأ وهي "القصبة".

    باتت الصورة الجمالية للخط العربي مع اهتمام العرب والمسلمين به أكثر تكاملاً، وبعد أن عشقت هذا الفن شعوب اعتنقت الإسلام، مثل: الفرس والأكراد وشعوب "آسيا الوسطى" أحدثت له مدارس خطية نموذجية قاعدتها وأساسها الثقافة البصرية لتلك الشعوب.

    ○ ماذا عن مراحل تطور الخط العربي كطاقة إبداعية جمالية في المشهد البصري للوحة؟
    ○○ كان لا بدّ للخط العربي بعد المراحل التي مرّ بها وحددت كلاسيكيته، وأصبح له خطوطاً موزونة بعدد النقاط التي بينت عرض وامتداد والتفاف الحرف، من أن يحظى بنظرة متطورة أكثر من الخطاط نفسه تتواءم مع العصر... وتستدعيه بدورها إلى البحث في جوانب تفجير الطاقات الجمالية للحرف العربي، التي لم تكن تكتشف وتدرس عندما كان الخطاط قاعدياً كلاسيكياً همه الأول إتباع القواعد والأوزان…

    من هنا نشأ الاتجاه الحرفي، وهو في تسميته قاصراً على أن يعطي المضمون والمفهوم الدقيق لهذا التطور، ولكنني سأستخدمه حتى يكون سهلاً على القارئ أن يعلم أن جميع الفنون البصرية التي تعتمد في بنيانها وتكوينها على تشكيل الحرف العربي سواء كانت نحتاً أم رسماً أم تصويراً أم حفراً هي طاقة إبداعية مرجعيتها (الإيمان) والمبدع الذي يعتمد الحرف كمفردة تشكيلية في لوحته مؤمن بتلك الطاقة، وبما في بنية الحرف من تشكيلات جعلته يحاور هذا الفن ويوصله إلى المتلقي، لذلك تجده أحياناً يبني تكوينه على تلك الطاقة، وأحياناً يترك القراءة للكلمات وأحياناً أخرى يغيبها.

    الحروفية إذاً مجال غير مقتصر على العرب وحدهم، بل ظهر بقوة عند الشعوب المسلمة الأخرى… فإننا نشهد في "إيران" اتجاهات عديدة للفن الحروفي، وليس مستغرباً أن نرى فنانين غربيين من أوروبا وأمريكيا والشرق الأقصى وجدوا أنفسهم بهذا التشكيل.

    ○ برأيك، هل هناك فرق ما بين الشكل والمضمون في الخط العربي؟
    ○○ عندما نقف أمام فن عظيم مثل الخط العربي الذي يعد العمود الفقري لشخصيتنا العربية التشكيلية لن يكون هناك تمييز أو فصل بين الشكل والمضمون، لنأخذ مثالاً حرف النون المكون من ثلاثة أرباع الدائرة، والمرتكز في وسطه على نقطة تميزه عن الأحرف الأخرى... لا يمكننا على الإطلاق أن ننظر إلى تلك الدائرة الناقصة دون أن تكون تداعيات المضمون مترافقة مع ذاك الحرف الذي أقسم به الخالق عندما قال: «نون والقلم ما يسطرون» وهنا لا يمكننا إلا أن نحس وندرك أن الخالق لخص وأوجز الكون في هذا الحرف، ولهذا عندما أرسمه وأجمله في عملي التشكيلي أشعر أنني دخلت في محراب عباد الله، فالشكل والمضمون في الخط العربي لا فرق أو فصل بينهما.

    ○ دخلت الألوان في تكوين اللوحة الحروفية وكانت سابقاً باللونين الأبيض والأسود، فما العمقالذي أضافه اللون عليها؟
    ○○ لطالما كتبت الحروف بالحبر الأسود على السطح الأبيض، والآن عندما شكلنا أعمالنا الفنية استخدمنا كل التقنيات المبتكرة من ألوان زيتية ومائية وإكريليك… فلم يعد هناك اقتصار على اللونين الأبيض والأسود، وقد ظهرت لدينا نتائج وصور باهرة وجميلة في تشكيل الحروف والكلمات… وهي في رأيي تشكل إضافة غاية في الأهمية لهذا الفن، والألوان بدرجاتها وسحرها أظهرت عمق وجمال الحرف كمفردة بصرية في التشكيل.

    ○ متى بتصورك يمكننا القول: أن اللوحة الحروفية متكاملة الأبعاد؟
    ○○ بتصوري ليس هناك لوحة في العالم متكاملة الأبعاد... لا في السابق ولن يكون في المستقبل، هناك بحث يجتهد عليه الفنان ليصل به إلى مرحلة ما... واجتهاده يبقى بين أمرين: تقدم أو تراجع، فلكل عمل فني فئة تتذوقه قد تحبه أو لا تتفاعل معه، الحياة تتسع لكل الآراء والأذواق والثقافات لكن في النهاية ليس هناك عملاً متكاملاً، لأن التكامل محصور بالخالق فقط.

    مهما بلغنا من العلم والثقافة والدراية والإبداع لا يمكننا أن نحقق عملاً إبداعياً متكاملاً، وإنما نصبوا ونهدف إلى عمل أكثر تميزاً يحمل هويتنا، ويظهر اعتزازنا، ويوضح افتخارنا ويشهرنا بين الشعوب الأخرى.

    ○ هل تتفق مع من يقول: «أن الحروف والكلمات في اللوحة الحروفية يجب أن تظهر بتشكيل عفوي يعود إلى ذائقة الفنان على أن تكون مبهمة غير مقروءة».
    ○○ سوئلت هذا السؤال منذ 30 عاماً ولازال البعض يسألوني إياه، ولم أزل أدافع عن هذا التوجه الذي أقوم به في لوحتي الحروفية، وكل يوم أزداد اقتناعاَ أن قراءة الكلمة أو الجملة واضحة أو غير واضحة لا يقلل على الإطلاق من أهميتها التشكيلية، وليس صحيحاً ذاك التوجه الذي يخجل من قراءة تلك الكلمات والحروف... وكأن هناك عيباً في أن تكون القراءة التشكيلية والأديبة معاً؟!


    من الذي سنّ تلك القوانين، التي حرمت قراءة الجملة أو الكلمة في العمل الفني؟. من الذي جعل تلك القراءة خطيئة يرتكبها الفنان ولا يستطيع التكفير عنها إلا عندما يكون عمله الفني غير مقروء، ولا يعتمد إلا على الترميز والإيحاء بأن هناك حرفاً عربياً أو كلمة يجب أن تحطم ملامحها حتى تنال استحساناً؟. أقول بإيجاز: ليس هناك ما هو معد مسبقاً لنتذوق ونحس ونسعد... ليس هناك قوانين، بل هناك صيرورة وممارسة في الفن وكل مجالات الحياة.

    ○ العمل الفني برأيك هو ابناً للحظة كما يراه البعض؟
    ○○ اللغة البصرية لا تأتي بالمصادفة لأنها مرتكنة على أرضية ثقافية وفكر، الفن التشكيلي: فكر وليس خطوطاً وألواناً تأتي بها اليد عبثاً، وليس كما يشاع: أنه ابن للحظة غير المستندة على أي شيء.

    الفن: عمل عقلي بامتياز، العقل صنع المعجزات ولا يمكن أن ينفصل عن العاطفة والحس والشعور، والإبداع: عمل فكري وتأتي العاطفة لتجعله يعيش حياة دائمة وألقاً مستمراً.

    ○ «الخط العربي فن تجريدي بحت» هلا أوضحت ذلك؟
    ○○ الخط العربي فن تجريدي بحت لأن الحروف ليست أشكالاً تشبيهيه، ليست يد أو وجه أو عين… إنها أشكال تجريدية توحي بصعودها وهبوطها والتفافها وعناقها بما صنعته الكائنات من بشر وشجر وحيوان… عندما ندرس مراحل نشوء الكتابة... نبدأ بالمرحلة الصورية عندما عبّر الإنسان عن رغباته برسم الصور على جدران الكهوف ثم انتقل إلى مراحل اختلف حولها الباحثون من رمزية وصوتية ومقطعية… هكذا حتى الوصول إلى اكتشاف الأبجدية، التي اعتمدت في محتواها على الشكل التجريدي، لنأخذ مثالاً: الحروف المسمارية المكتشفة في حضارة "أوغاريت" يمكننا أن نرى من خلالها جهد الخطاط العربي في تشكيل الحروف بأبهى صورة ممكنة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ○ (استخدم الحروف على أساس حرف منفرد، يتكرر ويكتب ويلون حتى يخلق إيقاعات لونية مختلفة ومعبرة) ○
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الناقد التشكيلي السوري "طارق الشريف" قال في إحدى نصوصه عن وجهة د. "غنوم" من حيث التعامل مع الحرف العربي: «بدأ الفنان "محمد غنوم" رحلته مع الخط العربي من عملية التزاوج ما بين تكوين الحرف واللون، ففي البداية استخدم الحروف على أساس حرف منفرد، يتكرر ويكتب ويلون حتى يخلق إيقاعات لونية مختلفة ومعبرة، وعبر التجريب اكتشف أن الحرف قيمة فنية بحد ذاته، وأن تكراره مع الإضافات اللونية سيجعل للوحة أهمية تجريدية وتشكيلية».

    ○فيما يلي الفنان في سطور
    د. "محمد غنوم" من مواليد " دمشق " عام 1949، متخرج في كلية الفنون الجميلة ـ جامعة "دمشق" قسم "التصميم الداخلي"، دكتوراه فلسفة في علوم الفن ـ "طشقند" عام 1992، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الفنون الجميلة حتى عام 2000، الموجه الأول للتربية الفنية في سورية، ومنذ العام 1992 يشغل رئيس جمعية أصدقاء الفن في "دمشق"، مدرس محاضر في كلية الهندسة المعمارية ـ جامعة "دمشق"، أقام خلال مسيرته الفنية 17 معرضاً شخصياً في عدد من المدن السورية وأقام 37 معرضاً شخصياً في دول عربية وأجنبية… حاصل على جوائز عديدة منها: الجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي ـ "طهران"، والجائزة الأولى للخط والموسيقى في "فرنسا".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ○○ مختارات من أعماله



















    ○ د. "محمد غنوم": الحروفية تدخلني في محراب عبادة الله ○ دمشق ـ علاء الجمّال









    Alaa gamall
    00963940920
يعمل...
X