تويت
○ صدى الفجر والمطر○
نصّاً قصيراً من نصوص بديعة الوصف لـ الكاتبة "ابتسام العيسمي" مأخوذة عن روايتها "أطياف حلم" التي اعتبرت مهداً للإنسان الملاك ○
وهي المولودة في "السويداء" عام 1963 من أسرة عانت الفقر وشضف العيش، مؤلفة من ست شقيقات وثلاثة أشقاء، لم تجد الكاتبة أمامها إلا واقعاً صعباً ينعكس بقسوته عليهم، ما حرضها إلى قهر الظروف بعنفوان قلمها، وإبداعها التصوري للقصة والرواية.
فلتأنسوا مع هذا النص بأجراس القراءة والتأمّل...
دمشق ـ علاء الجمّال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
○ (تأمّلي قطرات المطر... تأملي وجهك في كل قطرة، أنا أنت أنا الفجر) ○
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
«إنه فجر يتسلل بهدوء إلى غرفتي، يلمس جدرانها بلطف (أم حنون)، همسات حزينة أرسلتها الطيور إلي، نهضت من فراشي إلى الشرفة، قطرات تتساقط، برودتها لامست وجهي، تأمّلت السماء، ياه إنه المطر ينهمر (لؤلؤاً من مملكة الغيوم) غسل المطر عيناي، أحيت رائحته وملمسه قلباً أرهقته السنون... «ما أجملك أيها الفجر أنت بهديتك أيقظت البهاء في نفسي المتعبة، أيقظت روحي التي غلبتها الأيام، وحالت بينها وبين الوصول إليك».
صوتاً ينادي من بُعيد الضباب: «تأمّلي قطرات المطر... تأمّلي وجهك في كل قطرة، أنت أيتها الياسمينة شمعة للروح، تعالي إلي، لا تخافي»، «من أين يأتي الصدى؟. من يتحدث؟» قلت في نفسي. عاد الصوت مجدداً ليقول: «لا تسألي يا ضوء العمر، فأنا أنت ـ أنا (الفجر)، لا ترتهني بتغيير الزمن لك، غداً ستعود الأيام، ستعودين تلك الطفلة الباسمة بين زهور الربيع، وذاك الرماد الذي غلف سعادتك طوال هذه السنون... ستقذفه رياحي إلى (الزوال الأبدي)»
○ هل ما أسمعه حقيقة؟.
○ هل أنا أحلم؟.
○ هل حقاً سأعود طفلة ليوم مشرق في سنا الربيع؟.
مرت ساعتان، زقزقة العصافير تروي الياسمين والجوري حول شرفتي، «انظري للأعلى» (همس من صدى الفجر الرقيق)، نظرت للأعلى، ماذا أرى؟ إنها طيور "اللقلق" المهاجرة، تعبر المدى إلى موطنها الحبيب، «وأنت ستعبرين إليه» قال الصدى. غمر الابتسام وجهي، تنشقت عطر الورود، ثم ضحكت: «أنا لا أحلم ما أراه وأسمعه حقيقة، إنها البدء بعد النهاية»، رددت بصوت مرتفع: «نعم أنا (الفجر والصدى) أنا (المطر وحبات اللؤلؤ) أنا (الابتسام والربيع)، علمتني طيور "اللقلق" المهاجرة كيف أعبر الزمن... كيف أتخطى الرماد... كيف أجعل من نفسي صورة للبهاء، كيف أرسم وجهي بقطرة المطر».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
○ (في هذا الزمن... كم نحن بحاجة إلى عبير يتناثر من أريج المفردات) ○
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
○ الكاتبة "ابتسام العيسمي"
○ هو لؤلؤ المطر ينسال على وريقات الجوري
○ صدى الفجر والمطر لـ الروائية "ابتسام العيسمي"○ دمشق السويداء ـ علاء الجمّال
تعليق