إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار مع " ألن بوكيه " - ترجمة : محمد الدنيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار مع " ألن بوكيه " - ترجمة : محمد الدنيا

    حوار مع " ألن بوكيه "
    الباحث في مختبر الفيزياء الجسيمية وعلم الكون في كوليج دو فرانس
    • مجلة " العلم والحياة ": بدا العام 2004 على أنه أقرب إلى الهدوء بالنسبة لخبراء الكونيات...
    ** يستعيد علم الكون نشاطه من جديد. تطور سريعاً جداً منذ عشر سنوات، مع اكتشاف تسارع تمدد الكون، والقياس الدقيق جداً للأشعة الكونية الخلفية، وأولى قياسات ترابط هذه الأشعة، التي أفرزت كماً هائلاً من المعلومات حول الكون البدئي. يلزم الآن وقت لتمثل هذه النتائج. دخلنا في مرحلة من إجلاء المعطيات، ننقي، وندرس على نحو أعمق الجوانب التي أدهشتنا جداً والتي يلزم بعض الوقت كي نصدقها. مع ذلك، أعطى مجال القمر الصنعي " هابل " الواسع جداً نتائج غير متوقعة حول تشكل المجرات الأولى.
    • هل تأكد وجود طاقة غامضة تسرع تمدد الكون؟
    ** أتاح المقراب الفضائي " هابل " رصد مستعرات فائقة ( المستعر الفائق هو انفجار نجمي هائل يتطاير فيه جزء من كتلة النجم في الفضاء أو يدمر النجم بكامله ) بعيدة جداً تؤكد أن إيقاع تمدد الكون قد تغير بتأثير طاقة غير معروفة. ويتساوق ذلك مع الكثير من عمليات الرصد الأخرى: عندما نحسب عدد المجرات وفقاً للمسافة، نعثر على هذا التمدد المتسارع؛ تسير الدراسة التي يقوم بها القمر الصنعي " تشاندرا "، الذي يعمل بأشعة إكس، في الاتجاه نفسه. إذن، فالجدل يدور اليوم أساساً حول طبيعة هذه الطاقة. هل هو تأثيرُ ثابتٍ كوسمولوجي؟ أم مجال أثيري؟ أم أبعاد إضافية؟.
    • رغم هذه النجاحات المؤكدة، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا، في بداية كانون الثاني يناير 2004 ، عن نهاية " هابل "، الذي لن يتم إصلاحه دون شك. هل هذا الحكم نهائي؟
    ** أعطى " هابل " حصيلة علمية مذهلة تستحق ما أنفق عليها من أموال بالقياس مع برامج أخرى. كان يمكن أن يكون الاستمرار في إصلاحه لمدة خمس أو عشر سنوات أخرى طبيعياً تماماً بالتأكيد لو لم يتوقف برنامج المكوك الفضائي الأمريكي لأسباب إنسانية وعلمية وسياسية في الوقت نفسه. ولكن لا بد من التسليم بالأمر: إذا توقفت التحليقات المكوكية، لا توجد في الوقت الراهن أية وسيلة أخرى لتغيير أي شيء على متن " هابل "؛ إذ لا يمكن إصلاحه إلا بالذهاب بشرياً إلى الفضاء. سيستمر إذن بالعمل كما هو الآن ولكن دون أن يقدم أشياء جديدة ذات شأن كبير؛ ذلك مع وجود فكرة لزوم إطلاق خَلَفه نحو 2010 – 2015، إذا استمر التمويل. سيزود هذا الخلف بمرآة أكبر قليلاً، وسيستطيع بالتالي أن يرى أبعد، وأعمق، مع كاشفات أحدث وأكثر حساسية بكثير، يمكنها أن تغطي مجموعة أكبر من الأطوال الموجية. وسيفيد من كل التطورات التي تم إنجازها في ميدان الإلكترونيات المحمولة منذ وقت تصميم " هابل " في سبعينيات القرن العشرين وحتى اليوم. هناك ثلاثون سنة فارقاً بين التاريخين.! سيكون بالفعل " هابل " فائقاً.
    • من جانبه، منافسه المنصوب على الأرض، مقراب VLT (Very Large Telescope )، يزداد كبراً مع أول عنصر متحرك من مقياس التداخل المستقبلي. ماذا سيقدم ذلك لعلم الفلك على نحو ملموس؟
    ** إمكان القدرة على تشغيل المقراب VLT مع مقياس التداخل ( يستخدم مقياس التداخل النجمي من أجل قياس القطر الظاهري للنجوم ) سيأتي بمكسب ضخم للميْز الزاوي. في ميدان الموجات الراديوية، حيث يستخدم قياس التداخل منذ 30 أو 40 سنة، يمكن رؤية تفاصيل دقيقة جداً لبعض الأشياء، بينما في ميدان البصريات، أفضل ما لدينا فعلاً هو بضعة أجزاء من الثانية القوسية. سيتيح قياس التداخل البصري تمييز تفاصيل أدق بكثير. وتوجد طبعاً ميادين في علم الفلك ستفيد للغاية من هذا القياس. باستثناء الشمس، هنالك مثلاً القليل جداً من النجوم التي لدينا عن سطحها صورة يمكن الاعتماد عليها. سيمكن أيضاً الحصول على تفاصيل حول بنية مجرات لا نراها اليوم بسبب صورتها الزائدة الحُبيْبات. لا يمكننا الآن قول ما يمكن أن نعرفه بشكل أفضل أو على نحو مختلف. لكن التجربة بينت أنه في كل مرة حصلنا على أداة رصد جديدة وجدنا شيئاً غير متوقع بالكامل. كشف الرصد في ميدان الموجات الراديوية عن أشياء لم تكن متصورة أبداً. تم بموجة غاما اكتشاف ظواهر عنيفة جداً لم تكن تخطر ببال. لا نعرف أية مفاجأة يخبئها لنا قياس التداخل البصري، ولكن يمكنك أن تثق بأنه ستكون هنالك مفاجأة.
    • أية تطورات أخرى ننتظر في ميدان الأدوات؟
    ** تقوم اليوم ثورة كبيرة، بصمت. منذ بضع سنوات، ينتج الراصدون، على الأرض أو عبر الفضاء، كميات من المعطيات المذهلة التي لا يجيد إدارتها سوى من أنتجوها. إلا أن الهدف ليس ملء خزائن كاملة بملاحظات لا يمكن لأحد استثمارها. تتطور إذن برامج كبيرة لإدارة البيانات، على شكل " مراصد افتراضية ". الفكرة هي أنه يمكن لأي كان – بما في ذلك الهواة -، مع حاسوب صغير في البيت، أن يتصل ويحصل، بالوصل المباشر، على كل الملاحظات المنجزة حول جميع الأشياء المرصودة منذ قرن تقريباً. يعني ذلك جعل كل المعطيات مشترَكة. ومن شأن ذلك أن يتيح مثلاً البحث عن كل عمليات رصد ذات النجم منذ ثلاثين سنة، بكل الأطوال الموجية الممكنة؛ أو أيضاً تعميم كل عمليات الرصد الحاصلة بأشعة إكس عبر الأقمار الصنعية منذ ثلاث سنوات أو من خلال الأجهزة الأرضية منذ عشر سنوات.. سيكون ذلك ثورة حقيقية في ممارسات الفلكي اليومية تشبه تلك التي نشأت عن الإنترنت وشبكة web فيما يتعلق بالبحث عن وثائق.
    • أطلق جورج دبليو بوش في بداية 2004 إعلاناً مدوياً: سيعود الأمريكيون مرة أخرى إلى القمر ثم إلى المريخ. كيف تنظر إلى هذا المشروع؟
    ** الفكرة هي أن كل ما هو وراء المنظومة الشمسية لا يعني سوى الفلكيين وليست له أية أهمية عملية، بينما الناخب المتوسط مشغوف بأن يرى الروبوتات تسير على سطح المريخ ومن باب أولى أن يرى إنساناً يمشي على القمر حتى ولو لم يكن لذلك أية أهمية من وجهة نظر علمية: يؤدي الروبوت المهمة بشكل أفضل بكثير بميزانيات أصغر بكثير. لا أعرف عالِماً يحلم بإرسال إنسان إلى المريخ. ليس لذلك سوى أهمية سياسية. إنها الرغبة في أن يكون في التاريخ ذلك الرئيس الذي أرسل إنساناً إلى الكوكب الأحمر. أما بالنسبة للغالبية العظمى من علماء الفلك فإن ذلك يعني تبديداً للمال. يمكن بواسطة عُشْر هذا المبلغ وضع برامج رصد للكون، لعلم الكون حتى الفيزياء النجمية القريبة، إن لم نقل حتى لعلم الكواكب أيضاً: إرسال مسابير إلى أحد الكواكب هو على الأقل بنفس أهمية جعل شخص يمشي على سطحه من وجهة نظر علمية.
    عن Science & Vie الفرنسية
    ترجمة محمد الدنيا

    [email protected]
يعمل...
X