تويت
الروبوتات المسلحة
ترى في الليل والنهار، بدقة متناهية: لأول مرة، الروبوتات المسلحة تدخل ساحات الصراع. ومن شأن ذلك أن يحدث تغييراً في فن الحرب.
المترجم : محمد الدنيا
الروبوت القتالي الذي تزود به الجيش الأمريكي اسمه " سووردز " Swords ، اختصار لعدة مفردات تعني " المنظومة الخاصة لأسلحة الرصد والاستطلاع والكشف ". وبالإنكليزية، تعني هذه الكلمة " السيوف " أيضاً. ولد منذ أقل من سنتين في ترسانة " بيكاتيني " الأمريكية / نيوجرسي وشركة " فوستر – ميلر ". لكن " سووردز " ليس أول روبوت يستخدم في المعركة، فروبوتات إزالة الألغام معروفة، في مكاتب مكافحة الإرهاب أم في ساحات المعارك، غير أنها منزوعة السلاح. أما " سووردز "، فإنه يرى ويسمع، ويرمي أيضاً، لكنه يوجَّه عن بعد، أي ليس روبوتاً حقيقياً. " سووردز " آلة حقيقية مزنجرة، أفضل أداء من الإنسان بكثير، بدءاً بالرؤية: يراقب بكاميراته التلفزيونية الأربع الحساسة بالأشعة تحت الحمراء المجهزة بأدوات إبعاد وتقريب قوية بزاوية 360 درجة، ليلاً كما في النهار. ومع أدنى حركة مشبوهة، يسدد رشاشه آنياً على الهدف: يستطيع الروبوت، حسب قول صانعيه، إصابة قطعة نقدية معدنية على بعد 300 م بدقة بالغة. لا تتجاوز سرعته سرعة جندي يمشي، لكنه لا يأبه بالأسلاك الشائكة ولا بالألغام والمتصيدين. ومن هنا زجه في نقاط التفتيش داخل المدن وعلى الطرقات العامة لمواجهة السيارات الانتحارية. لكنه يبقى سهل التعرض للذخائر المضادة للدبابات الجيدة التمركز. لكن هذه الثغرة مسدودة بروبوت تغطية ثان للمراقبة.
لم يكن الصانعون قد فكروا بمثل هذه الروبوتات من قبل لسببين، إذ لم تستطع التقانات تصميم روبوتات أخف وزناً وأرشق حركة، مما يبطىء تحرك العسكريين أكثر مما يساعدهم. ولكن، بفضل تطورات النمنمة، لا يزن " سووردز " سوى 50 كغ، بارتفاع 1 م وسرعة 5 أو 6 كم / سا. وتلك ميزات وأداءات قريبة من مثيلاتها البشرية. السبب الثاني هو نفسي، إذ أن من شأن ظهور مثل هذه الروبوتات القاتلة أن يهدد في نهاية الأمر بإحداث ثورة في فن الحرب. إلا أن العسكريين حذرون من القفزات التقانية. في الواقع، سيفرض اللجوء إلى الروبوتات إعادة نظر كاملة بالتنظيم ومذهب استخدام الوحدات القتالية. كيف؟ لا أحد يعرف الآن. مع ذلك، الروبوت القتالي يفرض نفسه، إذ تكمن فيه ميزة لا مثيل لها بنظر الحكومات: الحفاظ على حياة الجنود. رغم أن سعر الوحدة 230000 دولار، فلا أحد يبكي موته. وبما أنه يحل محل الجنود في أعمال المراقبة، فإنه يمكن تجنيد هؤلاء في مهمات عملياتية. تضمن هذه الميزات بمفردها مستقبلاً ناجحاً للروبوت القتالي. ليس هناك شيء يثبت أن هذا الروبوت سيبقى حكراً على الأمريكيين، غير أن نشره في الميدان أحدث سبقاً تقانياً لهم على بقية العالم.
اليوم فرنسا وحدها تهيء روبوتاً مماثلاً، باسم " ميني روك " ( أي " روبوت الصدام الصغير " )، الذي لن يظهر نموذجه الأولي قبل عام 2006. الكلفة التقانية للروبوت القتالي ليست عالية جداً: كلف تطوير " سووردز " 2 مليون دولار. ورغم تصميمه الفريد، فإن تقاناته هي في متناول كل البلدان التي لديها صناعة عسكرية. وبالتالي إذا نجحت تجربته الميدانية سيكون تقليده سهلاً.
عن Science & Vie الفرنسية ترجمة محمد الدنيا
ترى في الليل والنهار، بدقة متناهية: لأول مرة، الروبوتات المسلحة تدخل ساحات الصراع. ومن شأن ذلك أن يحدث تغييراً في فن الحرب.
المترجم : محمد الدنيا
الروبوت القتالي الذي تزود به الجيش الأمريكي اسمه " سووردز " Swords ، اختصار لعدة مفردات تعني " المنظومة الخاصة لأسلحة الرصد والاستطلاع والكشف ". وبالإنكليزية، تعني هذه الكلمة " السيوف " أيضاً. ولد منذ أقل من سنتين في ترسانة " بيكاتيني " الأمريكية / نيوجرسي وشركة " فوستر – ميلر ". لكن " سووردز " ليس أول روبوت يستخدم في المعركة، فروبوتات إزالة الألغام معروفة، في مكاتب مكافحة الإرهاب أم في ساحات المعارك، غير أنها منزوعة السلاح. أما " سووردز "، فإنه يرى ويسمع، ويرمي أيضاً، لكنه يوجَّه عن بعد، أي ليس روبوتاً حقيقياً. " سووردز " آلة حقيقية مزنجرة، أفضل أداء من الإنسان بكثير، بدءاً بالرؤية: يراقب بكاميراته التلفزيونية الأربع الحساسة بالأشعة تحت الحمراء المجهزة بأدوات إبعاد وتقريب قوية بزاوية 360 درجة، ليلاً كما في النهار. ومع أدنى حركة مشبوهة، يسدد رشاشه آنياً على الهدف: يستطيع الروبوت، حسب قول صانعيه، إصابة قطعة نقدية معدنية على بعد 300 م بدقة بالغة. لا تتجاوز سرعته سرعة جندي يمشي، لكنه لا يأبه بالأسلاك الشائكة ولا بالألغام والمتصيدين. ومن هنا زجه في نقاط التفتيش داخل المدن وعلى الطرقات العامة لمواجهة السيارات الانتحارية. لكنه يبقى سهل التعرض للذخائر المضادة للدبابات الجيدة التمركز. لكن هذه الثغرة مسدودة بروبوت تغطية ثان للمراقبة.
لم يكن الصانعون قد فكروا بمثل هذه الروبوتات من قبل لسببين، إذ لم تستطع التقانات تصميم روبوتات أخف وزناً وأرشق حركة، مما يبطىء تحرك العسكريين أكثر مما يساعدهم. ولكن، بفضل تطورات النمنمة، لا يزن " سووردز " سوى 50 كغ، بارتفاع 1 م وسرعة 5 أو 6 كم / سا. وتلك ميزات وأداءات قريبة من مثيلاتها البشرية. السبب الثاني هو نفسي، إذ أن من شأن ظهور مثل هذه الروبوتات القاتلة أن يهدد في نهاية الأمر بإحداث ثورة في فن الحرب. إلا أن العسكريين حذرون من القفزات التقانية. في الواقع، سيفرض اللجوء إلى الروبوتات إعادة نظر كاملة بالتنظيم ومذهب استخدام الوحدات القتالية. كيف؟ لا أحد يعرف الآن. مع ذلك، الروبوت القتالي يفرض نفسه، إذ تكمن فيه ميزة لا مثيل لها بنظر الحكومات: الحفاظ على حياة الجنود. رغم أن سعر الوحدة 230000 دولار، فلا أحد يبكي موته. وبما أنه يحل محل الجنود في أعمال المراقبة، فإنه يمكن تجنيد هؤلاء في مهمات عملياتية. تضمن هذه الميزات بمفردها مستقبلاً ناجحاً للروبوت القتالي. ليس هناك شيء يثبت أن هذا الروبوت سيبقى حكراً على الأمريكيين، غير أن نشره في الميدان أحدث سبقاً تقانياً لهم على بقية العالم.
اليوم فرنسا وحدها تهيء روبوتاً مماثلاً، باسم " ميني روك " ( أي " روبوت الصدام الصغير " )، الذي لن يظهر نموذجه الأولي قبل عام 2006. الكلفة التقانية للروبوت القتالي ليست عالية جداً: كلف تطوير " سووردز " 2 مليون دولار. ورغم تصميمه الفريد، فإن تقاناته هي في متناول كل البلدان التي لديها صناعة عسكرية. وبالتالي إذا نجحت تجربته الميدانية سيكون تقليده سهلاً.
عن Science & Vie الفرنسية ترجمة محمد الدنيا