إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امرأة لكل الاحتمالات........شعر (( ريما خضر )) - طبعة 2009م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امرأة لكل الاحتمالات........شعر (( ريما خضر )) - طبعة 2009م











    امرأة لكل الاحتمالات........
    امرأة لكل الاحتمالات
    شعر
    ريما خضر
    * الطبعة الأولى: 2009
    * التدقيق اللغوي: إيمان جانسيز ــــــ جورج ساره
    * لوحة الغلاف: للفنان بيكاسو
    حقوق الطبع محفوظة
    موافقة الاتحاد رقم 767 لعام 2009
    دار الــرواية ـ حمص
    هاتف: 8547476 ــ جوال: 74616/0933
    تنضيد وإخراج الشمعة للطباعة
    هـ: 2636614 ـــ جوال: 641593/0955
    امرأة لكل الاحتمالات
    شعر

    الإهداء
    إلى النبض الذي أكتب به ولهُ كل قصائدي..
    (إليكَ... حبي)
    ذات حنين... سألتني مرةً:
    أي حزنٍ منكسرٍ ذاك الذي يطفو على وجه
    بحيرة وجعك...
    فابتسمتُ حينها...لأنني أدركتُ أن قوس قزحي تلون بطيفك أمي...
    (إليكِ أمي)
    لأنكَ الطيبة... بك يطيب الكلام على
    لسان أصابعي...
    (إليك أبي)
    تلك الشامة المبعثرة في وجه انتظاري...
    (إليكِ سارتي)
    لأنكم.. كما أشتهي.. ضمائر مرفوعة بالحب دوماً...
    (إليكم أخوتي)

    ريما ...

    امرأة لكل الاحتمالات..
    أسميكِ الشكَّ!!
    لألمسَ حقيقةَ خيبتي الأولى...
    وأنتظرُ انتصارَك الزائفَ
    أنتِِ... اللامنطقُ في العدَمِ
    في الخطوط ِِالوهميةِ للذكرى
    للتلاشي في ذاكرتي
    والوضوحِ في افتراضي
    فهل أنتِ صحرائي؟؟
    لأتشققَ في يدي عمرِك؟؟
    أم أنتِ واحتي؟؟
    لأطفوَ كالحلمِ في نعاسِِِِِِك؟؟
    أخبريني!!
    أيتها الضبابُ في وجودي
    أيُّ موتٍ بين احتضارين لربيعي أنتِِِِ؟؟
    لأحيا!!
    * * * * * * *
    أسميكِ اللاشيءَ في ظلي
    فكوني أمامي... لأمضيََ خلفَكِِ
    أو... تسَّربي كالرائحةِ في ليمونِ ثيابي
    كوني أكمامَ احتمالي وتهدَّلي
    أو... كوني أزرارَََََ حُطامي
    لأفتحَ قمصانَ وجعي... لقدرِي
    أأسميكِ قدري؟؟!
    أنتِِ امرأةٌ تحتَ التجربةِ
    في اختبارٍ لكلِّ أشكالِ السقوطِِ
    فكوني... قربََ دمي
    ليعرفََ العشبُ لونَ ذاكرتي
    ويتنفسَ الطينُ خَزَفَ انهياري
    عساهُ يتشكلُ في حضارتي...
    * * * * * * *
    أنتِ امرأةٌ فوق َالعادة
    وخارجَََََ الأطُرِ الاعتياديةِِِ للأنثى
    أنتِ كيمياءٌ للعشقِ والخسارةِ
    بل... أوسعُ من كيمياءِ العشقِ بمفردةٍ
    بألف ذرةٍ... وعَثرة
    فكيف تستحضرينَ من نبضي
    ألفَ عددٍ ذريٍّ... للخرافة؟؟
    في مختبراتِ العرافين
    وتمضينَ في خيالي؟؟
    أأسميكِ قهوتي؟؟!
    لأرفعَ رايةَ الهزيمةِ بلونِ حدادي
    أيتها الوهم ُفي سرابي...
    كيف نسيتُ أنكِ الخريفُ لبكائي
    فكوني... بلون الشمس
    إن شئتِ
    لأغفوََََََ في برتقالكِ
    وأنضجَ بين شفتي نهارِك
    وانهياري...
    * * * * * * *
    عندَ الصباحِ...
    أرفعُ يديَّ لأبوابِ السماء
    وأرسمُ صليباً على وجهي...
    وأمضي...
    أو... أقرأُ ما تيسرَ من سُوَرِ القرآنِ...
    وأمضي...
    وأحياناً... أجردُ نفسي قليلاً
    من وشمِ الدينِ
    فأنا مدينٌ للسماءِ...
    أنها أنجبتكِ من رحمِ الغيمِ
    لتهطلي على عمري
    لأفهمَ الحوارَ الجدليَّ...
    بينَ الشفقِ والغروبِِِ...
    بينَ النورسِ والبحرِ...
    بين غريقٍ مثلي
    ومركبٍ مثلِكِ
    أحتاجُ لاحتمالاتٍٍٍٍ كثيرةٍ
    بين شظايا لغتي وأميّتي وأمنيتي
    فتتشكلينَ على رقُم خاصرتي
    عندها... يبدأُ الترتيبُ الزمنيُّ
    لفهرس ِالحبِّ
    وتتشكلُ أوردتي...
    سأسميكِ في الشيءِِ... كل َّشيءٍ
    لأنصفَ الحياةَ بكِ...
    فأنتِ... امرأةٌ لكــلِّ الاحتمالاتِ.

    ليلي وليلُك.... يا بحرُ
    (1)
    كفى أيها البحرُ
    تجادلُني
    تدّعي منطقـَكَ الكبيرَ
    وأدّعي فلسفَتي
    * * * * * * *
    كــــلَّ صباح ٍ
    تقبّلُ الشمسُ خديكَ
    أما أنا
    فقبلاتي.... بالمراسلة
    كالحمامِ الزاجلِ
    كالبعيدِ الراحل ِ
    إلى خديك.... حبيبي
    * * * * * * *
    (2)
    بدأ الصباحُ يقلقُني
    وبدأ الموتُ يقلقني
    وما بينَ الصباح ِ والموتِ
    باتَ أكثرَ ما يقلقني
    * * * * * * *
    (3)
    مع أمواجكَ يا بحرُ
    تتراقصُ أمواجُ قلبي
    كم يشبُه ليَلك يا بحرُ...... ليلي
    في سوادِكَ تختفي
    أسرارُ النجوم
    وفي سوادِ ليلي تختفي......
    حبيبي
    * * * * * * *
    (4)
    عندما أقولُ....... إنك حبيبي
    تكونُ تلكَ أولَ الركعَاتْ
    فركعاتـُــنا للهِ معدودةٌ
    وصلواتُنا لهُ مفروضةٌ
    أما...... أنا
    فصلاتي لقلبكَ... واجبٌ
    وسجودي لحبكَ... واجبٌ
    وما بينَ الركوع ِ والسجود ِ
    تضيعُ كلُّ التراتيل ِ
    وهذا لا يعني
    أننا مع اللهِ في خصام.









    جدلٌ مع بقايا حلم
    حلمٌ واحدٌ لم يعدْ يروي
    ليلَ ذاكرتي...
    وطموحَ تعاستي
    فمداراتُ الغيابِ تعتقلُني
    وترتدي جسدَ حضوري
    وتقيدُني...
    لتثبِّتَ باحتضاني...
    أنفاسَ احتضاري...
    ووجعي... واصفراري
    أيها الحاملونَ رايةَ سقوطي
    ها هنا... جثتي
    وبقايا خيبتي
    وطيرٌ يرسمُ في الفراغِ
    دائرةَ حصارِ دمي...
    كم مرةً يجبُ أن نسقطَ؟؟
    وكم صعوداً يلزمُ لنهبطَ؟؟
    لنلملمَ أصدافَ بقائنا...
    من شطآنِ اندثارِنا
    كم من بحرٍ يلتهمُ أمواجَنا؟؟
    ليكملَ دورتَه البحريةَ...
    ونكملَ دورتَنا الدموية..
    ليمارسَ طقوسَ المدِّ والجزرِ
    ونمارسَ شهواتِنا...
    ثم نعودَ بخفّي حُنَين!!
    * * * * * * *
    بعيدةٌ جداً خطوطُ مجرتي
    فأنا أنثى المسافاتِ البعيدة
    وهو ينتظـرُ خيبتي...
    هنا اللوزُ ينتظـرُ...
    وثيقةً تعلنُ نضوجَه...
    يبرعمُ الخريفُ بين أصابعي
    وأظافرُ اللوزِ المنتصِرِ...
    فيموتُ انتظارُه...
    ويبقى لي انكساري.




    أنت حماقتي
    (1)
    أضعُ ربيعي تحتَ مقصلةِ ربيعكَ
    وأقولُ...... ما أقول
    أشتهي الانتظار
    وأتمنى الانتحار
    أضع ُعينييَّ لتغفوَ بين نعاسين
    أتمنى..... النومَ
    فألقى..... اللومَ
    وأصحو بعد نعاسين
    كم كانت حماقتي كبيرةً
    ....... عندما أحببتني
    وكم كانت حماقتي أكبر
    ....... عندما أحببتُكَ.
    (2)
    أضعُ عمري في حقيبةِ عمركَ
    وأسافرُ.... في أروقة ِقلبكَ
    أشتهي البقاءَ
    وأتمنى الاختفاءَ
    خارجَ حدود جسدي..... أنتَ قلبي
    وداخلَ محيط ِالنسيانِ..... أنتَ ذاكرتي
    بين دموعي..... وعيوني
    أنت َانكساري
    (3)
    أعتصرُ من الكلمةِ..... حرفَها
    وأقرأ من الفراشةِ.... لونَها
    وأشربُ من اللهفةِ.... شوقَها
    أشتهي من ليلي..... الظلام َ
    وأبتغي من وهمي..... الكلام َ
    ثم أنسج من صوف الشكوك ِ
    ....... يقين َظنوني
    وأسألُ ما أسألُ
    أأقترب ُمن البعيدِ؟؟
    وأبتعدُ عن القريب ِ؟؟
    وبعدَ كلِّ الانكساراتِ
    ألوذُ إلى القرارَ....
    وأتمنى الفرار.


    أنثى ورجل وبعض الجدل..
    صمتُ الثلجِ يقلقني
    في صقيعِ حزني
    بالأمس ِمرت دمعتان...
    ورجلٌ... هلاميُّ الملامح ِ
    له قامةُ الانتصارِ
    ولونُ الانبهارِ
    عيناه... تبصرُ في صمتي
    وفمُهُ... يتعثرُ في نظري
    هو: رجلُ الذاكرةِ الأولى لقلبي
    والقبلةُ الأولى
    لقصيدةٍ لم تولدْ بعدُ
    ينقِّل مرآتَه على تضاريسي
    يعكسُ الطياتِ المخبأةَ...
    خلفَ ترابِِِِ غربتي
    وبعضَ الجرفِ الصخريِّ لحزني
    هو الرجلُ... والقلمُ الذي بقيَ لي
    يخطُ اسمي... دون أن يعرفَني
    على صدأِ النعاسِ
    فهل ينفعُ صدأَكَ سيدي
    على نحاسِ أحلامي؟؟
    قطعتُ تذاكرَ العبورِ...
    فالميلادُ اقترب
    ورجلُ الثلجِ ينتظرُ لمساتي
    ليحيا.. على أرضِ غروبي الأخير
    طازجاً كان البوحُ كتفاحٍ
    وشرفةٌ صباحيةٌ...
    تبحر بنا إلى الظلامِ
    لماذا..... يا سيدي؟؟
    تقتلُ من ليس ينجبُ
    سوى حبُّكَ
    لماذا...... يا سيدي؟؟
    تعلنُ الرحيلَ
    لمن امتهنََ انتظارَكَ
    بقي لديَّ بضعُ دراهمَ
    وبضعُ سلالمَ
    تكفيني لكسرةِ العيشِ الأخيرةِ
    لأتسلقَ جبالَ الصمتِ
    العميقة.
    درب التبانة..
    (1)
    قرأتُ في عينيكَ.....
    حزناً عميقاً
    انكسارَ دموعٍ منطويةٍ
    من خلفِ الوراءِ
    خلفَكَ حبيبي ورائي
    ووراءَ دموعِكَ انكساري
    ترَكَ في قلبي.....
    حيرةَ الجاهلِ
    ورسمَ في عيني.....
    حكمةَ العاقل ِ
    لمستُ في قلبكَ.....
    نزيف َ النزفِ
    أعتقده ندماً.....
    وسيلانَ ألمٍ.....
    سأعيدُ لك حبيبي..... ذاكرتَكَ
    وبعضاً من أجزاءِ أشلائي
    وربما أسترجع شيئاً من ذاتي
    ..... لذاتِكَ
    (2)
    أجملُ ما في حبنا.....
    أنهُ مصادفةٌ
    وأروعُ ما في صباحِنا
    نكهةُ الصباحِ
    فعادةً الأرواحُ .....
    تحلّقُ في فضاءاتِنا
    تغزو أمسَنا..... وتخلقُ فجرَ صباحِنا
    حبُّنا كذاكَ النهرُ الجاري
    لا ينقصُه من نبضِ الماءِ..... نبضٌ
    ولا يملُّ من جريانِ..... الجريانْ
    (3)
    يعجبني فيكَ..... تلكَ الأشياءُ
    ومن بعضِ كلِّكَ..... تلكَ الأجزاءُ
    نكهةُ كلماتِكَ.....
    وسحرُ نظراتِكَ.....
    وفاكهةُ لقائِك.....
    كلُّ ما فيك
    يذكرني بالطبيعةِ.....
    فأنتَ الشتاءُ والصيفُ
    والخريفُ بأوراقِك
    وخلفَ ربيعِك.....
    يتفتحُ ربيعي
    كيف استطعتَ حبيبي؟؟!!
    مزجَ كلِّ الفصول ِ في جسدِك
    وكيف استطعتَ؟؟!!
    جمع َكلِّ أصابعي في يدِك؟؟
    دربُ تبانةٍ طويلٌ..... ينتظرُنا
    نراهُ من ُبعْدٍ..... ينادينا
    ذاك هو حبُّنا
    ذاك هوانا.

    تعبت من نفسي
    (1)
    جريدتي اليومية
    لم تأتني بعد
    تساءلتُ كثيراً؟؟
    عن غموض ِهذا الصباحِ
    وأيـنَ أنتَ؟؟
    بين قهوتي... وتلكَ الكلماتِ
    مسافرٌ في قلبي ولا ألقاكَ
    (2)
    تعبتُ من جوازِ سفرِكَ
    الذي أحملُه في يدي
    كقنبلةٍ موقوتةٍ
    أحملُها بين وطني... ومنفاكَ
    كشريطٍٍٍٍ ممغنـطٍ
    على حدودِ قلبينا
    يجذبني إليهِ ثم يدمرني
    (3)
    تعبتُ من الكتابة...
    لم يبقَ لديَّ ورقٌ
    أكتبُ عليهِ بكائي
    لم يبقَ لديَّ زمانٌ
    أعرفُ فيه ميلادي
    اختلطَتْ كلُّ الأموِرِ
    وتداخلَتْ كلُّ التواريخِ
    فسحةُ بياضٍ واحدةٌ
    ربما تعيدُني إلى ورائي
    (4)
    تعبتُ من الكلامِ
    لم يعدْ لصوتيََ... صَوتٌ
    يتكلم
    فأنتََ أضرمتَََ في حنجرتي
    النيرانَ
    ولم يعدْ لديََّ قدرةٌ
    إلا على الاشتعالِ...
    (5)
    تعبتُ من وسطيةِ الأمورِ
    من الطعمِ الذي لا طعمَ لهُ
    واللونِ الذي لا لونََ لهُ
    أريدُكَ أبيضاً... أو أسوداً
    فأنا أعشقُ اللونََ الحاسمَ
    الذي يجتاحُ مساحاتِِِنا
    تعبتُ من تشابكِِِِِِ الخطوطِ
    كذاكَ العنكبوتِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ
    يرسمُ خريطةَ وجودِهِِ
    ولا يعرفُ أينََ مصيرُهُ
    (6)
    تعبتُ منْ أنا... وهُمْ... وأنتمْ
    ومن أولئك الضّيقين حدَّ التلاشي
    لو يتسعون... قليلاً فقط
    لأصبحوا أجمل...
    تعبتُ من ذاكرتي...
    التي لا تَنْسى
    ومن نسياني الذي لا يتعبْ
    ومن التجوالِ في دهاليزِ
    عمري المنطوية
    لو تنفردُ... قليلاً فقط
    لأعبرَ نفسي بسلام
    (7)
    تعبتُ من انتظارِ اللقاءِِ
    ومن احتراقي عندَ الفراقِ
    كلما التصقْت تلكَ الأصابعُ
    بطينِ الزمنِ المتسخِ
    بحماقاتِِِ حبِّنا...
    تعبتُ من تلكَ العيونِ
    التي تدمعُ ولا تبكي
    ومن سطورٍ تملؤها الكلماتُ
    وتتراقصُ على أوتارِها
    جملٌ بلا فواصلَ ولا نقاطٍ
    (8)
    تعبتُ من موجٍ لا يكسرُ البحرَ
    وشمسٍ لا تكفِي العمــرَ
    لو يتكاثرُ الغيمُ قليلاً
    ويتكاثفُ المطرُ
    لازدادَ البحرُ رجولةً
    وفاضتِِ الشمسُ أنوثــــةً
    وتزوجا عند المغيبِ...
    وأنجبا شفقََ الألمِ
    (9)
    مرتْ كلُّ الصباحاتِ من حولي
    ولم أزلْ..
    أكفنُ أجسادَََ أمسياتي
    تعبتُ من علاج ِأطبائي
    ومن بصارةِِ فنجاني
    التجأتُ إلى طبِّكَ...
    فربمـا... بعضُ نبضكَ
    يشفي آلامـي.
    (10)
    أحتاجُ إلى إعادةِ بنائي
    وإعادةِ ترتيبِ كلِّ شيءٍ
    تعبتُ من يوم ٍككلِّ الأيامِ
    فتارةً... أجعلُ الصباح َيسبقُ
    وتارةً... أجعلُ الليلَ يسبقُ
    وتارةً... أرسمُ نجومَ الظهرِ
    في وضََحِ النهارِ
    أتحايلُ بمكْرٍ... على الزمنِ
    فربما بشيءٍ من السحرِ
    نقتربُ أكثر...
    لنغتربَََ في وطنِنا
    ونلتقيََ في عمرِنا
    (11)
    تعبتُ من علبةِ ألوانٍ باهتةٍ
    ومن ريشةِِ رسمٍ هادئةٍ
    من الأخضـرِ المنكسرِ...
    في زرقةِِ البحرِ وشحوبِِ الشمسِ
    ولم يكنْ جنوني كهذا الأخضرِ
    لما تساقطَتْ أوراقي...
    ولا أتى خريفيَََ الأسود...
    (12)
    جاءَ تشرينُ... وجئتُ أنا
    جاءََ ربيعي بخريفِِ الفصولِ
    وانتظرتُ قدومََََََََ ربيعِِِـكَ
    انتظرتُ وردةً حمراءََ...
    وُلِِدَتْ يومَ لقائنا
    ولم ألقاها...
    أيها التائهُ في قلبي؟؟
    من أنــــــا؟؟
    فصولُ حبٍ لعمرك... أنا
    جسدٌ ممددٌ في شرودِك هنا
    أنا الذراعُ الأخرى لزوربـا
    فهل سترقص ُمعي...؟؟
    ربما تكونُ فرصتي الأخيرة
    لأبقى أنا...
    (13)
    تعبتُ من قضيةِ الانتماءِ
    أنا أنثى المداراتِ البعيدة
    فهل ستكونُ مجرتي؟؟؟
    ربما أنتمي إليكَ يوماً...
    تعبتُ من سذاجةِ خطاهم
    أولئكَ كالدمى المتحركة
    في أيدي الزمن...
    تعبتُ من وجودٍ في اللاوجودِ
    من (أكونُ أو لا أكون)...
    تعبتُ من نفسي... ومنكَ
    من أنا؟؟ ومن أنتََ؟؟؟؟
    حلقةُ حبٍّ مفقودة
    في داروين جديدة...
    (14)
    سأحرقُ أرشيفََ حماقاتي
    وأجعلُ رمادََها ذاكرتي
    تعبتُ من أوراقِ مفكرتي
    تأبى العودةَ للخلفِِ
    وترفضُ الزحفَ للأمامِ
    تبقى كحلزونٍ قابعةً هنا
    تعبت ُمن ديكتاتوريةِ القلبِِ
    يمارس سلطةَ الحبِّ
    على أعينِنا..... على أصابعِنا
    على أجسادِنا
    في غيابِنـا..... وفي حضورِنـا
    (15)
    دعني أحتجزُ حقائبََ القدرِ
    هنـا... في محطةِِ حبِّنا
    فرحلتُنا مجهولةُ المدى
    وتذكرتُنا تأشيرةُ نبضِنا
    دعنا نسترحْ قليلاً...
    هنا على وسادةِِِِِ أوجاعِنا
    دعنا نغصْ في متاهاتِنا
    وننمْ في كهفِ أسرارِنا
    فنحنُ كأهلِ الكهفِ متعبون
    هاربون....
    عسانا نصحو
    بأظافرَ أطول....
    وأحلامٍ أكبر....
    (16)
    تعبتُ من هدوءٍٍ لا يصرخُ
    ومن عاصفةٍ تقتلعُ حنيني
    من أرضِ الأشواقِ الوعرة
    تلك الرياحُ الشماليةُ
    حطتْ على جسدي
    فتاهَ الحبُّ في غبارِ دمي
    تعبتُ من اختلافِِِ... الاختلافِ
    ومن توافقِ مواعيدِ اللقاءِ
    تلك الساعةُ الواحدةُ
    لو تتجاوزِ الستينَ نبضة
    لصارَََتْ أحلامُنا أطولَ بكثير
    (17)
    أتى الشتاءُ الحالمُ بالمطرِ
    وأنا أضعتُ مظلةَ أحلامي...
    تعبتُ من قدري... الرطبِ
    الذي يبللُني ولا يبرُدُ
    يلتصقُ بجسدي كالندى
    كغيومٍ ماتََتْ في سماءِ وحدتي
    فبقيتْ غائمةً... وبقيتُ غائبةً
    وبقيَََ الشتاءُ حزيناً...
    ينتظـرُ عودةَ المطـر
    (18)
    إشراقةُ شمسٍ تنيرُ الكونَ
    وتعتمُ أغلفتي...
    تمحو من وجهي اللونَ
    وتكسرُ أجنحتي...
    يُتعبني بقايا حلمٍ
    يتسربُ من شقوقِ يدي
    ويعلنُ الصقيعََ في جسدي
    ثلاثيةُ الأبعادِ أوهامُنا
    ونحنُ نسقطُ في فراغاتِِِنا
    لو كان للأملِ بُعدٌ آخر
    لجفَّت آبارُ أوجاعي...
    ورئتايا المكبلتان بالحديد
    تنفستِِ الألمَ من جديد...









    حفرةٌ هنا...... لقبر هناك
    رغمَ الصيفِِِ أحسُ بالثلوجِ
    تغطيني...
    أتراهُ الموتُ قادمٌ من بعيدٍ
    ليُدفئني!!
    فافتحوا لي قبراً
    لأحيا بهِ
    نوافذُ وطنـي صغيرةٌ
    لعلَّ قبري... ينعشُ
    أضلعي...
    رحيلٌ يختصُر
    عبورََََ مرورِهم
    فـي عبوري
    ويعطرُ من رحيقِِهم
    عطري...
    في الدنيا... يعطونََنا حلولاً
    لنسعدَ في تعاستِنا. ..
    فنقترحَ... أن نحترقَ
    لنشتعلََ فــي لهيبِنا
    * * * * * * *
    رقدَ فرحاً... في زوايا حزني
    فطربَ قلبي...
    وقهقه...
    وكيف لدائرةٍ؟؟
    أن تُنجبَََََ زوايا للفرحِ
    * * * * * * *
    أسهرُ مع النائمين في ظلي
    لأمحوَ من أحلامهم يأسي
    نرسمُ قلباً... رمزاً للحب
    ثم نغرزُ في حبنـا
    ألفَ خنجرٍ... وسهمٍ
    ولكـن... لا عليكَ
    نبقى حبيـبين
    نُمضي بصمةً... ونمضي
    رَغماً عن انكسارِنا
    أتتذكـرُ ذاكرتََََََنا؟؟!
    عندما التصقََ جسدُك
    بجسدي
    خجـلاً من قلبكَ
    ماتََ وطنـي...
    فراشاتُ حبِِنا
    يومَها حلَّقتْ...
    وطارَتْ بنا إلى الهوى
    لا يُلامُ المرءُ في حبِّ
    وطنـــــهِ
    فكيف يكونُ قلبُك وطنـاً
    ولا أعشقُ؟؟؟
    هل أُغلقَتْ طرقاتُ التأملِ؟؟
    لنفتحَ على أنفسِِنا
    سراديبََ التألمِ....
    أم ماتتْ ألوانُ العمرِ؟؟
    لنرسمَ بالأسودِ
    حفرةً هنـــاكَ... وهنـا القبرُ
    على خشبة المسرح
    بطلٌ ونجمة...
    وجمهورٌ يصفقُ
    لروايةٍ تشبهُ حماقتَنا
    وشيئاً من ثمالتنا
    يبدأُ المشهدُ الأول...
    يبتلعُ القدرُ أحلامَ البطلِ
    وتبكي النجمة...
    تستحمُّ السماءُ بالوصايا
    وتتلونُ بدموعِ البطـلِ
    ربــــــاهُ!!
    كيف يُطهى ذاكَ الحبُّ؟؟
    ويقدَّمُ وليمةً للمستحيل؟
    ربـــــــاهُ!!
    كيف أصبحَ حبُّنا؟؟
    مطراً لسماءِ عمرِنا
    ليهطل َهنا. ..
    على خشبةِ المسرح
    * * * * * * *
    ويبدأُ فصلٌ جديدٌ
    بمشهدٍ يتيمٍ...
    يلبسُ الصمتُ وشاحَ الحزنِ
    والألمُ يعزفُ لحنَ الخطايا
    تلك الموشحاتُ الأندلسيةُ
    في قاعةِ قلبينا
    لو أمطرت عشقاً
    لصارَ المشهدُ أجملَ...
    تلك الموسيقى لبتهوفن
    لو كانت صدىً لأصواتِنا
    لصار المشهدُ أجملَ...
    وتلك الجوكندا الحزينةُ
    لو سرقت بسمةً سعيدةً
    لصـارَ المشهدُ أجملَ...
    * * * * * * *
    في فصولِ تلك الروايةِ
    كـلُّ حكايا جدتي... صَدقَتْ
    وتلكَ النبوءةُ... تحققتْ
    أتراني أنتمي إلى حضارةِ الأظافر؟؟
    أم أندثرُ في أصابعِكَ. ..وأضيعُ؟؟
    نقلِّمُ ما تبقى من مشاهدِ الروايةِ
    ونفترسُ نهايتَها...
    بلقاء عينينا... وبكاءِ جسدينا
    لنسقطَ هنـــا
    على خشبةِ المسرحِ








    وامض أيها العمر..
    (1)
    وامضِ أيها العمرُ
    امض ِ...
    وراءكَ خيباتُنا...
    وأمامكَ انتظارُنا...
    ولنا، ما لنا الآنَ
    غيرُ خاصرةِ الموتِ
    لنحيا...
    وبقايا أضلعِ الوجعِ
    (2)
    يشتاقُ والصباحُ
    لخبز صوتها
    للفطورِ العشقيِّ معها
    لزبدةِ كلامِها
    وبرتقالِ نهارِها
    لمائدةٍ أشهى لاحتساءِ الحبِِ
    في صحونِ العمرِ الفارغةِ
    يسكبُ نبضَه في وريدِها
    فيجري الحبُّ في عمرِها...
    وطحالبُ شوقٍ تبرعمُ...
    وعلى صخرةِ اللهفةِ تعربدُ...
    * * * * * * *
    فكيف نغتالُ حرماننا؟؟
    ونصرخُ بصمتِنا
    ما ذنبُنا؟؟
    إنْ رشحنا من عفونةِ أيامِنا!!
    فامضِ أيها العمر امضِ
    جسدي سريرُ عبورِ الليلِ
    وأحلامي اشتعالُ فتيلِ النعاسِ
    فلتصحُ أيها العمرُ
    من احتراقي ومن رمادي...
    (3)
    يتيمٌ يا ذاك الخريفُ...
    تقفُ على حافةِ الريحِ
    وعاشقٌ يهمسُ لها...
    لحظةَ الموتِ:
    "أنا غُدكِ... فكيف أصبحُ بلا وجهِك؟؟"
    "كنتُ ماضيكِ... فكيف أكفنُ أمسَكِ؟؟"
    فامضِ أيها العشق امض ِِِ
    لفرط حبي...
    ماتََ قلبي.








    هكـذا تكلم زاردشت..
    بعدَ كل ِّعشقي للبحـارِ
    صرتُ أكرهُ عشقي...
    وأكرهُ الأسماكَ...
    وأحبُّ تقشفي
    ربما صارَ الأزرقُ
    لونَ السرابِ
    وأنا أهربُ من سرابي...
    غيرتُ اتجاهَ قلبي
    فأصبحَ الأخضرُ لونَ عمري
    وصارَ العشبُ رائحتي
    والبرتقالُ عطري
    حتى دمـي
    لم يعدْ أحمرَ
    صارَ لـهُ لونُ الحيرة ِ
    ومن صمتي خُلِقَ النبضُ...
    أتعرفـون لغةَ اللونِ والصمتِ؟؟!
    أنشـرُ في الغاباتِ أوراقي
    وأهوى الرقصَ مع الذئابِ
    والنومَ بين فكي الغيابِ
    لا لشيءٍ
    بل لأشعرَ فقط...
    بنكهـةِِِِ حضوري...
    * * * * * * *
    من أنتَ؟؟
    أيها الغريبُ في وطني
    أين أنتَ؟؟
    أيها القريبُ إلى قلبي
    من أيـنَ سرقتَ لوني؟؟
    وكيف عرفـتَ؟؟
    أني غيرتُ اتجاهَ بحري...
    لا شيء يشبه أشيائي
    لاشيءَ..
    حتى أشلائي...
    * * * * * * *
    كلُّ الصنوبرِ... معي
    كلُّ العوسجِ... معي
    وكل الاخضرار...
    وأحسّ أني وحدي...
    وحيدةٌ في غاباتِ نفسي...
    وأحرسُ بالليلِ ظلامي.







    ويبقى لا شيء....
    (1)
    ثلاثون..... عاماً
    وثلاثون.... يوماً
    وثلاث..... وثلاثون
    أتظنها يا صديقي أرقاماً؟؟
    وأنا أعرفُ دلالاتِ الأيامِ...
    وأعرفُ الأمومةَ...
    ووجعَ الأرحامِ
    أعرفُ كـــلَّ الذي لا تعرفهُ
    وأجهلُ كلَّ الذي تعرفُــهُ
    في قلبي..... حملت ُقلبَك
    وفي فكري حملْت شِعرَكَ
    وعلى أطرافِ أصابعي...
    نثرتُ حروفَ اسمِك
    وأنتَ كتبتَ بدموعي
    أنـَّك تحبني...
    (2)
    تائهةٌ في مدنِ الظلام
    أحلامُنا
    كفراشةٍ تكسرتْ جوانحُها
    مسروقةٌ من زمن المستحيل
    أوهامُنا
    فأنا أرقصُ معك...
    كما زوربا
    بذراعٍ واحدةٍ
    ونصفِ قلـــبٍ
    ونصفِ كلِّ شيءٍ
    فأنتَ أضعتَ نصفيَ الثاني
    (3)
    أستحلفكِ بالورودِ
    أيتها الفراشاتُ
    أن تعيدي إليَّ أجنحتي
    فأنا بتُّ أتوقُ للتحليقِ
    فلم يبقَ لي من الكونِ ..
    إلا ظــلُّ لظلٍ... أتفيأُ بهِ
    (4)
    ماذا دهاكِ أيتها الأقلامُ؟؟؟
    تسقطينَ....
    على جدران ِأصابعي
    ترقصينَ....
    خارجَ حلباتِ أوراقي
    ترفضينَ كلماتي
    تدمرينَ أحلامي
    لماذا تمنعينَ القلبَ من البوحِ؟؟؟
    وتمنعينَ النعاسَ من النعاسِ؟؟؟
    وبعد ثلاثينَ انتظاراً...
    ترحلــينَ
    يؤلمُني شرودي
    ويوجعُني توجعي
    كلُ شيءٍ خارج ٌعن إرادتي
    حتى قلبي..... لم يعدْ قلبي
    وأنا لم أعدْ..... كما أنا
    لفظتني ثنايا القبورِ
    قبل أن أموتَ
    رباه....... تائهةٌ أنا
    بينَ الحياةِ.... والموتِ
    فهل مِنْ يُتْمٍ يشبهني؟؟؟
    فالحياةُ..... باتت أبي
    والمماتُ.... باتَ أمي
    ويتيمٌ قلبي بين قلبيهِما يتيم.

    غائمٌ جزئيــاً
    ربما حزنٌ واحدٌ... لا يكفي
    ربما كفنٌ واحدٌ... لا يكفي
    ولكنَّ أمي وحَدها تكفي
    يا عشقَ نفسي لعمري
    أينَ أنتِ؟؟
    فقدتُ بك ِ عمري
    فهْـل أعشقُ بعَدكِ يتمي..؟؟؟!
    * * * * * * *
    أمي في صدريَ قلقٌ أتعبني
    أين أنتِ؟؟
    لا أدري لماذا؟؟
    كلما زارَني الخريفُ أحسُّ بغربتي
    أوراقي كـلُّها أعلنتِ الرحيلَ
    في زحمة ِالريح ِ
    وأنا كالحزنِ.... وميتةٌ جزئياً
    والطقسُ حزينٌ... وغائم ٌجزئياً
    * * * * * * *
    فراشةٌ جميلةٌ... بكـَتْ لألمي
    فحملتـْني من الخريفِ إليكِ
    لألتقيَ بطيفكِ...
    ولكنْ تكسرتْ أجنحتـُها
    في غربة ِالطريقِ
    وتكسرتْ أجنحتي...
    * * * * * * *
    من بعيد... كهمسٍ أسمعُ صداكِ
    ومن قريبٍ... كخيالٍ أرى ابتعادكِ
    وأنا هنـا... وهنـاكَ
    أباعدُ اقترابي...
    وأحضِّرُ احتضاري...
    وفصوليَ تتلاشى في السرابِ
    أوهماً كان موتُــك؟؟!
    أجيبينـي!
    أحسُّ بالاقترابِ منكِ
    كلما زارني الخريفُ
    أحملُ إليكِ رياحيني
    وأحلمُ أنكِ بانتظاري
    ومعي البنفسجُ الحزينُ
    كأننا على موعدٍ مع الحنين ِ
    باتَ النوم أمنيتي
    والحلمُ صارَ أغنيتي
    فربما التقيتُ بصوتكِ... يوماً
    يناديني...
    * * * * * * *
    من الحزن ِ نخلقُ أدمعَنا
    ونطلقُها تبحرُ في أعينِنا
    تسقطُ هنا
    وتعلو هناكَ
    ويبقى حزنُنا مالحاً
    ويبقى بحرُنا حزيناً حزينْ.

    كلنا هاتفون... نحن تافهون
    صمتٌ وليلٌ وتوجعُ قلبين
    ويمارسُ الزمنُ دورَ ولادتين
    لحظــةً
    طلقـــةً
    ويصبحُ الكونُ بهما كونين
    قالت له: صلِّ لأجْلي
    عجّل أجَلي
    أنا الآن.... شيئان
    حسرةُ دمعةٍ... ومجيئان
    بعضٌ من بعضِكَ.... يقتلني
    ونبضٌ من قلبكَ... يتعبني
    كيف اقتحم سوانا... حالَنا؟؟
    وكيف خصوبتُكَ تحرثُ... نارَنا؟؟
    وتنتظرُ مواسمُك... ماءنا...
    نظرَ إليها بإصبعين
    ولامسَها بدمعتين
    ثم همسَ لقلبها
    قد بَطَـرَ المطرُ...
    ألا تدرينَ يا حبيبتي
    كم يحتاجُ الغيمُ للنظرِ؟؟
    وكم يحتاجُ سرابُنا إلى وهمْ؟؟
    ليصحوَ من الوهمِ....
    قالت له: دعني... لعُندي
    وعدْني أن تبقى عندي
    فأنا الآنَ لحظةُ تكوّني
    وأريدُكَ أن تكونَ كوني
    ألا تدري كم أتعبني سقوطي؟؟
    كنتُ أبعُد.... لأعبدَ
    ثم أدعو..... لأعودَ
    كلنا أسرى لميلادِنا
    وغدُنا قاتلُ أمسِنا
    ندّعي الانتحارَ........ ونبقى
    ندّعي الموتَ.......... ونحيا
    ثم ننكسرُ
    فأسرعْ.... عجّل وصلِّ
    لأجلي
    نجزعُ عندما نفزعُ
    ونصطدمُ بأقدارنا فنُفجعُ
    كيفَ نقتلعُ الشوقَ
    من أحلامِنا؟
    ونتشبثُ بالحنينِ تحتَ الأظافرِ
    كيفَ نحملُ ماءَ البحارِ
    بأصابعِنا
    وتحتَ الشمسِ
    نلحُّ...
    أنَّ للملح ِ.... ملحٌ
    قال لهـا: ألا تدرينَ يا امرأةً
    أنَّ ملحَ الشوقِ بينَ الأصابعِ
    لا يتبخــــــرُ
    حالمونَ نحنُ يا إمرأة
    كيف نرى تفاحةَ آدمَ...
    ولا نأكلُ
    وكيف يُلغي قبلنـا... قلبُنا
    ألا تذكرين الصراخَ الأولَ؟
    ومفاصلَ سقوطِنا الأولِ
    أصخرةً كان توجعُكِ الأولُ
    ألا تذكرين اللهُ..... كم أحبنا؟؟
    عندما التقينا يوماً به
    أتذكرين لونَ عباءةِ العبادةِ
    كم أعجبت صلاتُنا... إلهَنا
    قالت له: أحسُّ بالطلقةِ الأولى
    عجّل... وصلِّ
    لأجلي
    أهي خناجرُ أصواتِنا
    منابرُ الحناجِرِ
    والآن... أنا ما بعد الأنا
    أصبحَ الآنُ... أنا وأنتِ
    أنا صارت كلينا
    كم يتشابهُ الأحمقان
    في لحظةِ السقوطِ
    الموت... والولادة
    فكلاهما... يصرخُ عند القدومِ
    كيف تُنبتُ الرياحينُ أقداماً
    وتمشي عندَ الرحيلِ
    وكيف يعلَقُ عطرُها في الأرحامِ
    وتنتظرُ رحيلَ الرحيلِ
    فيك شيء مختلف...
    فيكَ شيءٌ مختلفٌ
    يجعل لبعدِك لذةً...
    ويروضُ القلبَ على حبكَ أكثرَ
    يجعلُ لسفرِكَ حكمةً...
    للحنين والبكاء
    وجوازاً مفتوحاً...
    لعبورِ الشتاء...
    أسافر في لوحاتي معكَ
    على ضفتي أحزاني...
    فأنزلقُ بالدمعِ حيناً
    وأتعثرُ بالذاكرةِ أحيانا...
    أيُّ ضياعٍ يسكنُ ضياعي؟؟
    في تقلباتِ مناخِ حبنـــا
    كنتَ أنتَ العاصفة...
    وكنتُ أنا الغيمةَ الماطرةَ...
    وفي بحيرةِ الوجعِ...
    كنتَ النزفَ الجميلَ لقلبي
    وكنتُ أنا لونَ دمك...
    * * * * * * *
    فيكَ شيء مختلفٌ...
    يجعلُ الانتظارَ محطةَ اختصارٍ
    ويجعلُ الموتَ فجائياً بلا احتضارٍ
    يجعلني بُعدُك... أحبكَ أكثر
    وأتمسكُ بمقلتيك
    ربما... لأحصلَ على جنسيةِ قلبِك
    أو... لأستوطنَ في عينيك...
    أراقصُ نبضَ قلبي المتمردِ
    مع حمى الحلمِ المريضِ بليلي...
    وانكسارِ الدمعِ في حزني...
    يأتي الليلُ فيبكي الحلمُ
    وتهطلُ الدمعةُ السقيمةُ...
    وتبقى أخرى كتمثالِ ألمٍ...
    ينتظـرُ أن ينكسرَ بلقياك
    فهل أعجبَك هطولي؟؟
    في خريفِ البكاءِ..
    * * * * * * *
    فيك شيءٌ مختلفٌ...
    يجعلُ الكلامَ يسقطُ سهواً...
    على دفاتِرنِا المفتوحةِ سلفاً...
    لأقدارِنِا... المجهـولةِ
    أتعثرُ بالصفحاتِ وكأنها كتابي
    وبين السطورِ أجدُ أصابعي
    وصوتاً يعبرني...
    أعرفُ أنه وترٌ مختلفٌ
    من قيثارةِ فمك...
    يعزف على قلبي...
    لحناً لنبضِهِ
    ويُطرب الأفُقَ بدعوةٍ حمراءَ
    وتوقيعٍ بحبـكَ...
    بشكلٍ مختلفٍ.
    ويشتكي نبضي لقلبك الغائب...
    على ضفةِ الليلِ النازفةِ
    بدماءِ أحلامي...
    بدأ جدلي معكَ...
    بلا موعدٍ... دعانا الكلامُ
    لنرتبَ فوضى ألمِنا
    كنتَ... وكنتُ وكان كلانا
    على اختلافِ البدايات...
    ما ذنبُ الروايةِ؟؟
    أن تنتهيَ قبلَ الكتابةِ
    ما ذنبُ الحزنِ السعيد؟؟
    أن نغتالَهُ بالكآبة...
    * * * * * * *
    أولَ الواصلينَ بوابةُ وجعي
    كيف وجدتََ هرمَ حزني؟؟
    غريبةً كانت خطاكَ...
    على أرصفةِ حدادي
    أولَ اللاجئين إلى ضياعي
    كيف وجدتَ مخيماتَ تشردي؟؟
    بلا موعدٍ... مع الليل
    كنا وبوحَ أقلامنا...
    قلتُ: كن صدىً لصوتيَ الصامتِ
    كن حفرةَ وهمٍ لظلي
    كن بعداً آخرَ لامتدادي
    أيتعبكَ الرقصُ مع المطـرِ؟؟
    بلا موعدٍ... كنا مع الشتاءِ
    جميلٌ أن نبدأَ هنا...
    والغيمُ يحزمُ أمتعةَ التعبِ
    نسافرُ إليه... ويهربُ منا
    نهوى سقوطَه... علينا
    ويكرهُ مظلةَ عبورِنا
    * * * * * * *
    لا تجادلْني كثيراً
    وكن صمتَ أغنيةِ حنيني
    فكلُّ الفصولِ معي...
    وزوربا ينتظرُني...
    هو نصفي وأنا كلُّه
    ينتظر ذراعي ليبدأَ السقوطَ...
    على أرض ِالحماقاتِ الجميلة.
    أنهار ضائعة في البحار
    قلتُ: ما الذي يشبهُكَ بالزيتونِ؟؟
    وما الذي يجمعُكَ مع العشبِ؟؟
    قالَ: هما اخضرارُ عمري...
    ففرحتُ...
    عندما تمددَ الربيعُ
    على جسدي
    وأيقنتُ عندهـا
    أن عمرَكَ... أمنيتي
    قلت: أين وجعُكْ؟؟
    في أرضـِكَ؟؟ أم في لقبـِكَ؟؟
    أصرخُ في الفراغ
    فيجيبني المدى....
    ليس هنا سوى الصدى
    طرِقي كلُّها تنامُ ورائي
    وخلفَ ورائي تصحو أحلامي
    أمشي إلى الأمامِ
    وأوسعُ خطا الأحلام ِ
    أترانا!! نعشقُ أمامَنا
    ونموتُ بأوهامِنا
    فمن أمامِ أحلامِِِنا
    يُولدُ المجهولُ...
    يسكنُ نعاسَنا الغموضُ
    ويغتالُ صحَونا الوضوحُ
    وفي حضرةِ الوضوح ِ
    تغمضُ انكساراتُنا
    على البعدِ الآخرِ من الذاكـرةِ
    خبأتُ عمري
    بعيداً عن الشمس ِ
    بظـلِّ نخلـةٍٍ... وبضع ِ وهمٍ
    وعندما مرت قافلةُ الزمنِ
    ضحكــتُ...
    وأعاصيرُ الصحراء... انتفضَتْ
    ربـــــاه!!
    كيف عرفوا أنكَ معي؟؟
    وأنتَ مخبأٌ في جسدي
    كم كانوا أذكياء
    وكم كنتُ حمقاءَ
    لم أكن أدري أن كرزَ الأرض ِ
    قد رسم ظلَّكَ بجانب ِ ظــلي.








    من جديد...
    يا عِبْرةَ من ماتوا في دمي
    أين أنتم؟؟!
    تمضغونَ حنيني...
    على فراشِ رحيلِكم
    وتسهرونَ على لجينِ أحلامي
    بعيدةٌ تلكَ المسافة ُ
    بينَ أطرافِ أصابعي...
    وأرواحِكم....
    * * * * * * *
    من جديد...
    ينتابُني حلمٌ يتكررُ
    يصطادُني كفريسةٍ لصحوهِم
    ويجعلُني ألتقي بهم...
    في منامِي... وفي نعاسي
    وكأن الليلَّ خُلقَ لأجلِهم
    وباتَ القمرُ حارسَ دربـِهم
    ليمروا على صفحةِ انتظاري
    بسطورِ بياضِ ابتعادِهم
    * * * * * * *
    من جديد...
    كأيِّ شيءٍ غيرِ عاديٍّ يعودُ
    يطرقُ نوافذَ المجهولِ فينا
    ويوقظُ أوراقَنا الصفراءَ
    قبلَ أنْ تسقطَ...
    يضعُ الاخضرارَ على أنفاسِها
    علَّها... تحيا من جديد...
    * * * * * * *
    قبلَ الربيعِ بقليلٍ...
    وقبلَ الشتاءِ بكثيرٍ...
    يُولدُ حبٌّ من رَحمٍ عقيم ٍ
    استعصى على الولادةِ الطبيعية...
    في صحراءِ المستحيلِ
    فاختارَ نزيفاً...
    في واحةِ السرابِ
    يروي نخلةً... هناك
    ونعودُ لنلتقيَ من جديدٍ
    أبصرُ في الصبرِ فنجاني
    لأرى كيف ستمرُّ أيامي
    هل سأعبرُ نفسي بصمتي؟؟!
    أم سأقف ُعلى رصيفِ كلامي؟؟!
    كم نهوى الصعودَ والهبوطَ
    على سلالمِ حماقتنا...
    من أخمصِ عشقِنا
    إلى ذروةِ هوانا
    نملكُ فراسةَ التكلمِ بالصمتِ
    وبراعةَ الرسمِ بالفراغِ
    والرقصَ أيضاً فوقَ السحابِ
    ثم نبكـــي
    ونسقي يابسَ الانتظارِ
    ننتظرُ الشوقَ...
    ولا نعرفُ طعمَ شعورِ
    ذاكَ الاشتياق...
    ونبكي ثانيةً
    لنعودَ ونسقطَ مع المطرِ
    من جديد...
    نفسُ الرغبةِ القديمةِ للبكاءِ...
    نفسُ الحاجةِ الجديدةِ للنعاسِ...
    ذاتُ الفراشةِ تكلّمُني
    أتراني أعيشُ ذاتَ الانكسارِ
    أم أعودُ لأنكسرَ
    من جديد..؟؟!





    جليـلٌ في خليل قلبي
    عندما ضاعَ قلبي
    بين جبلين...
    صرتُ بينهما رماداً
    أصنعُ وسادةَ الحرائق
    لأنامَ بين نارين
    وألتهبَ في حشائشي...
    أين الأقاحي... والسوسن؟؟
    أين المطرُ؟؟
    هل اغتالت حرائقي
    حتى أوراقَ الشجر ِ؟؟
    وماتتْ أحلامـي
    كيف أقدارُنا
    تزرع بنا ألغامَنا
    لتنفجرَ من أولِ فجرٍ
    نختصرُ كلَّ شيءٍ... بأشياءَ
    ونتزوجُ كذبَ
    أنفسِنا على أنفسِنا
    لننجبَ ذريةَ الخطايـا
    نقتلعُ حبَّنا... ثم نزرعُهُ
    نعتقلُ قلبَنا... ثم نعتقُهُ
    نمارسُ هوايـةَ
    الاعتقالِ والاقتلاع ِ
    حتى على عقولِنا...
    هـــناكَ... .في الجليل ِ
    حيث غزةُ... والخليلُ
    أحلمُ ببندقيةٍ...
    أصالحُ بها حتفي
    وألملمُ رماديَ... من دماري
    بعد أنْ ضاعَ قلبي
    بيـنَ جبلين
    وصرتُ... بعدهما رماداً.





    عيناك نجمتي
    (1)
    طازجٌ برتقالُ عمري...
    بحبكَ
    ودافئ ثلجي...
    في عينيكَ
    غضبت نجمةٌ في السماءِ
    ثم توارَت عن الصـقيع ِ
    هربت معَ المساءِ
    هدأتْ.... ولم تغفُ
    سكنت قلبي.... والآن تغفو
    (2)
    كقوسِ قزحٍ....
    لونُ حبكَ
    ينتظرُ الغيمةَ لتنموَ
    وينتظرُ الشمسَ لتصحوَ
    وينتظرُ الانتظارَ... ليبدوَ
    * * * * * * *
    تحتَ ظلالِ حبِّنـا
    تاهتِ الجدائلُ...
    جديلةٌ للقبر ِ
    وجديلةٌ للحبر ِ
    تسرقُ الأملَ... لتتألمَ
    وتسرقُ القـلمَ... لتتعلمَ
    وتطلبُ الحلمَ... لتتكلمَ
    لو تدري تلكَ الجدائلُ
    كم إصبعٍ..... لامتدادِ الوجع ِ؟؟؟
    (3)
    كبحيرةِ البجعِ....
    ماءُ أصابعي بين يديكَ
    وكذلك الصمت...
    تلهو نظراتي في عينيك
    تقرأ.... ما يُفرح حزني
    وترمم.... فراق لقائي
    يُسعدني..... قلقي
    ويقلقني...... قلبي
    ثم..... يُسعدني أكثر
    أنك حبيبي.
    من أنت؟؟؟
    من أنتَ؟؟
    أمن زمنِ الحلمِ أتيتَ؟؟
    بعد ثلاثينَ خيبةً
    وقطرتي أمل...
    بعد ذاكَ النعاسِ القديمِ
    تأتي لتوقظَ صحوتي
    الموجُ انكسرَ فوق انكساري
    فهل ستزيدُ في غرقي؟؟!
    من أنتَ؟؟
    أتلمَّسُ جسدَ غربتي في يديكَ
    فأرى خطوطي...
    أتبعها... أمشي فيها
    أقرأ معانيهـا...
    أحاول ترجمةَ رموزِ عمري
    أتوهُ في غموضِهـا
    أنظـرُ إلى عينـيكَ...
    فأجدُ فيهما نفسي...
    من أنتَ؟؟
    وكيفَ وجدتَني؟؟
    كيف عرفتَ نكهةَ طعمي؟؟
    أنا لغزُ أبجديةِ الحبِ
    وأنتَ تهضمُ دفءَ حروفي
    تلتهم ُحتى أضلعَ سطوري
    كيف أصبحتَ...
    أمسيَ الحزينَ؟؟
    وكيف أمسيتَ....
    صباحيَ الجديدَ؟؟
    كيف رسمتَ نفسَك..
    في لوحـةِ حماقاتي؟؟
    واقتحمت حتى أدمعي....
    وغيرتَ لونَ عزائي؟؟
    أنا... لن أسألَ الغيمَ عنك
    ولا المطـرَ...
    ولا حتى نبضَ قلبي...
    فأنتَ نبتَّ في طينِ حبي
    في ضياعي...
    في حناني...
    أنت لستَ أنتَ
    أنتَ الآنَ حبيبي.
    بطاقة معايدة إلى فلسطين
    أشمُّ من بعيدٍ...
    رائحةَ كعكِ العيد...
    أهو العيدُ؟؟ قد عادَ
    حزينٌ... أم سعيد؟؟!
    أرى من نافذتي الصغيرة
    صبياً صغيراً...
    بل شاباً
    يحملُ أملاً كبيراً...
    منذُ العاشرةِ...
    من عمرِه لم يزل واقفاً
    أراهُ حالماً بالربيعِ
    في صقيع الرصاصِ
    وصوتُ الشتاءِ
    ولم يزرهُ الربيع
    في زحمةِ الثلوجِ
    وعتمةِ الزهور...
    أراهُ يشتهي العيدَ
    ونكهةَ الكعكِ
    ولعبة صغيرة
    وثياباً للعيد...
    فيذهبُ ويلمُّ حجراً
    وبعضَ دموعِ الألمِ
    أناديهِ
    حنظلة.




    حنظلة..
    يدهشني فيه اختصارٌ للزمن
    كل حفيدٍ عمرهُ لحظة...
    وحنظلة عمره
    عشرَ سنين وجع
    وعشرَ سنين غضب
    وقهرٌ وألم...




    حنظلة!!
    أعرفُ جدكَ.. تماماً
    التقيتُ بناجي هناك
    في أقلامي
    وفي لوحاتهِ
    كانت أصابعي... تبكي
    تحاول إعراب فلسطين
    وكانت ألوانُه تدمي
    لترسمَ قلباً...
    كفلسطين
    وتلكَ الفراشةُ...
    حطت على كتفي
    تسألني عن الدرويش!!
    كيف يصحو صوتُ الرصاص؟
    وكيف ينام ذاك الحجر؟؟
    في أيدٍ تنبض بكِ
    يا فلسطين.





يعمل...
X