إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل العرب المسلمون أمة إرهابية ؟ سلمان إسماعيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل العرب المسلمون أمة إرهابية ؟ سلمان إسماعيل

    هل العرب المسلمون أمة إرهابية ؟
    لو أننا أمة إرهابية * بمفهومنا !
    سلمان إسماعيل
    أشاع الغرب في العقود الأخيرة أن العالم مهدد بداءٍ صُدر إلينا باسم ( الإرهاب ).
    بل لقد نمى هذا الداء الذي ادعى أنه يضرب العالم ، إلى جماعات بشرية محددة , لم يخجل الإعلام الغربي أن يسمي صناع هذا الإرهاب ...
    حدد دعاته وممارسيه : إنهم المسلمون ، بل العرب المسلمون في الطليعة .. لماذا ؟
    يُغار على الدول الإسلامية بكل صنوف الأسلحة التي صنعها الغرب بيديه ، لا لصد عدوانٍ ولا لرد إهانةٍ ، ومن أين لمسلمي هذه الأيام قدرة على عدوان ، أو شجاعة لتوجيه إهانات حتى لمن يستحقها ؟
    لكن ما الإرهاب الذي قصده هذا الغرب ؟
    أن يِرُدّ مُغتصَبٌ وطنُه بالحجارة على دروع المُغتضِب ( بكسر الصاد ) ، أن يكسر المُهانة كرامتُه في وجه المعتدي الوقح زجاجة مولوتوف ، أن يترصد مقهور رتل عدوان ببندقية مهجورة : هذا هو الإرهاب حقاً؟
    تدمير البشر والحجر والشجر ، إذابة أجساد الأطفال في لحظة أقل من رفة جفن ٍ ، إزالة قرى من فوق الأرض كأن لم تكن عامرة من قبل ، دعس أحياء بجرافات عملاقة ، اقتلاع أعضاء بشر وتحويلها إلى قطع غيار لمرضى أعدائهم .. هذا ، لا يقدر على فعله المسلمون اليوم ألا يمكن أن يكون المعنيَ بالإرهاب ؟
    إننا ، أقصد المسلمين عرباً وغير عرب ، مأمورون بإرهاب حقاً ، بل لقد قصد مصدر المصطلح أننا لا نقدر على إنكار هذه الإستراتيجية الموصى بها في نص قرآني مقدس لكن فات ذلك الذي ظن أنه ممسك بشهادة من داخل نصوصنا المقدسة أنه جاهل بلغة النص ، أو لعله أراد أن يعمم معناً عليه : أي نعم ، نحن مأمورون بإرهاب ، ولكن ما الإرهاب بلغتنا وماذا قصدت الآية التي استند إليها هؤلاء الذين ضلَلوا العالم ، وعبؤوا النفوس ضد الموجة إليهم هذه الإستراتيجية في يومنا ؟
    (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم .....)) من سورة الأنفال ( آية 60 ) .
    لكن ليفتش كل من له دراية بالعربية ، والآية عربية اللغة ، ليسأل أي مستعرب من الغرب عن معنى ( رهب – إرهاب ) ليقلَب معاجم العربية كلها وليخبر أبناء لغته بالمعنى المحدد لهذه المادة اللغوية .
    رهب و أرهب في العربية : أخاف ، والإرهاب الإخافة والآية القرآنية تدعو المسلمين أن يُعدَوا من وسائل القتال وآلاته ما من شأنه أن يخيف عدوهم ..... لماذا ؟
    أن يدرك العدو قوتك ، يعني أن يتردد في الإقدام على مقاتلتك ، ألا تضمرُ هذه الدعوة ضرورة إتباع إستراتيجية سلمية ، بفعل توازن القوى ، أو ما يسمى في هذه الأيام توازن الرعب ؟ ، و هي إستراتيجية هذا الغرب المتقدم تكنولوجياً وصناعياً ، التي أمنت بعد الحرب العالمية الثانية الجنوح إلى وسائل دبلوماسية وحوارية ، في حل المشكلات المختلف عليها .
    هذا الغرب على تعدد نظمه ألم يعمل بما دعت إليه الآية القرآنية العربية الإسلامية ؟
    إن الأمم الإسلامية ، وفي طليعتها الأمة العربية المسلمة على وجه التغليب ، يلقي في وجهها الغرب برأسماليته المتوحشة تهمة الإرهاب . الذي يعني في أغلب الأحيان ، المقاومة الضعيفة الفقيرة التي لا تقدر على القيام بمثل الأعمال الوحشية البربرية المرعبة المتمثلة في الإفناء الشامل و التشنيع بأجساد البسر ، وتحويلهم إلى قطيع ضائع مسلوب الكرامة وإمكانات الحياة ، هذه هي مآتي هؤلاء الذين يتحدثون عن إرهاب المسلمين و الأمم الأخرى الضعيفة التي تحتج بآليات بدائية .
    الإرهاب الإسلامي العربي إستراتيجية سلمية من شأنها أن تعيد المتنازعين إلى الحوار ، وتردع المغرورين والمغامرين من أن يرتكبوا حماقات الحروب الآثمة .
    مفارقتان:
    الإعلام العربي و الإسلامي يُحرَج بتهمة الإرهاب من غير أن يقترح على العالَم المهاجم اختيار كلمة بديلة تعكس مدلول الوحشية والبربرية و التشنيع والعدوان .
    - الغرب يستخدم الإرهاب بالمعنى العربي ، ولكن في ميادينه هو ، ويستخدم الإرهاب و الشناعات و الارتكابات الوحشية في ميادين الآخرين من دول العالم الفقير المستضعَف .
    وبالخلاصة : إننا نحن ، العرب المسلمين ، و مازلنا لا نمارس الإرهاب الموصى به في الآية القرآنية المعنية ، ولو أننا فعلنا ، وكنا بهذا المعنى أمة إرهابية ، لكانت حقوقنا مصونة ، و إسهاماتنا مقدرة في عملية إعادة التوازن و السلام لهذا العالم المضطرب المجنون .

يعمل...
X