إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«الأفكار الممرضة ـ الدوامة التي تجرفنا بتيارها المجنون» دمشق ـ علاء الجمّال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «الأفكار الممرضة ـ الدوامة التي تجرفنا بتيارها المجنون» دمشق ـ علاء الجمّال



    ◘ الأفكار الممرضة الدوامة التي تجرفنا بتيارها المجنون ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ◘ مؤسف حقاً أنها تمثل ثقافتنا وبنيتنا الاجتماعية والأخلاقية والعقائدية...
    وفي حقيقتها تخرق قلوبنا وتخنق أرواحنا ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    دمشق ـ علاء الجمّال
    «دوامة الأفكار المعقدة والدخيلة والمتشعبة والمتناقضة والمفككة والممرضة» لفائف من تدخلات معان وكلمات وصور... وثقنا بها وجعلناها مقياساً لحياتنا واستمراراً لعيشنا، نتعامل بها ونحرص عليها، ونؤكد وجودها في كل وقت... لأنها تمثل ثقافتنا وبنيتنا الاجتماعية والأخلاقية والعقائدية.... ولكن ألم يفكر أحدكم بأن دوامة الأفكار تلك ما هي إلا جحيماً حارقاً لأوصالنا، ما هي إلا سلاسل فولاذية تخترق قلوبنا لتخنق أرواحنا البريئة، وتقتل كل إحساس طيب فينا.

    ألم يفكر أحدكم إن دوامة الأفكار تلك ما هي إلا قيوداً منيعة من العتمة والريبة والخوف، التي اعتدنا على روتينها وبيتنا نتوهمها نعمة من الله لحياتنا وعيشنا؟، نتوهمها الطرق الوحيد والأمثل الذي يمكن به أن نحقق أنفسنا ونثبت وجودنا؟،

    ◘ لماذا لم نمعن التفكير بحقيقة تلك الأفكار؟،
    ◘ من وضعها؟،
    ◘ من أمرّ بأن نكون مقيدين بها ولا نسير إلا بوجودها؟،
    ◘ من حولها في الحقيقة الخافية إلى قيود وسلاسل ممرضة تجعلنا عبيداً للعتمة والريبة والخوف؟،
    ◘ من قال أن عصر الرق والعبيد انتهى؟، وهل صورة الرق والعبيد فقط التي تعرفنا إليها في الكتب، ومن أقوال العارفين... إنها موجودة في حقيقتك حتى وأنت تجلس مرتاحاً في بيتك، اعلم أنك أسير لتلك المشاعر والسلاسل والقيود.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    ◘ من ذاق طعم الحرية وبقي حيّاً؟، من ربط حياته بها إلا وقتل ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

    طبعاً نتحدث عن «الحرية» ونحن لا نعي حتى المعاني التي ينطوي عليها هذا المفهوم الأسمى، «ومن ذاق طعم الحرية وبقي حيّاً؟»، من ربط حياته بها إلا وقتل. نحن لا نريد الحرية بمفهومها الثوري ولا نريدها بمفهوم السيطرة وفرض القوة والوجود... نريدها إحساساً بريئاً من تلك المفاهيم... إحساساً يغمر صدروناً بمعاني الإنسانية، يحيطنا بالطمأنينة، يرفع عنا خوف الآتي، يرفع عنا خوف المعتقدات والأفكار الدخيلة، يجعل لكلمتنا، لنظراتنا، لتصرفاتنا المعنى والعمق والقداسة... يجعلنا حقيقيين يجعلنا واعين منصفين مدركين لمعنى الله في قلوبنا.
    هل تنكرون أن العشرات في حقيقتهم مجرد أشباه تلبس في كل موقف وجهاً من صنع تلك الدوامة حتى تماشيه، لقد صرنا في زمن مريض وغريب، زمن بت تشعر فيه حتى بنظرة الابتسام العفوية إن رمقتك تشعر بالخبث أو بالمعاني التي تكيد لك، أو تشعر أنها مجرد قناع يطوي خلفه أحزان كبيرة وهموماً لا تنتهي سببتها تلك الدوامة المنسوجة من خيوط الوهم.

    ◘ حقيقة الأفكار الدخيلة ◘
    هل أكشف لكم بعض تلك الأفكار التي خدرت عقولنا وجعلت صورة الرق والعبيد حيّة في أنفسنا حتى اليوم، أولها مفهوم «الولاء المبني على تواضع أحمق لنقائص الفكر»، مثل: الرضوخ التام إلى التقليد الأعمى لمن يسبق فكرنا وعصرنا بعشرات السنين، الرضوخ إلى كلمات إيمانية اعتيادية ثقيلة نسمعها كل يوم ولا نعرف هل هي في صالح وجودنا أم لا؟، هل هي منقذ لنا من غفلة الأيام أم لا؟، هل في وجدها وتناميها وتحققها السعادة التي نتمناها أم لا؟ هل من يعلموننا إياها في حقيقة أمرهم ملتزمين بما يقولون أم لا؟، أقول لك: إذا أردت أن تعرف جوهرة الإيمان فعد بمحبة العاشق إلى روحك ونفسك، وجعل جوهرك الإنساني لمسة تصرفك وحديثك ونظرتك وطموحك.

    ثانيها: مفهوم «التفرقة الذهنية المتأصلة في جذور الذاكرة العربية بفعل الشتات الثقافي»، فلا ينطق إثنين بحقيقة عقائدهما إلا ويقتتلا، وإن جالست أحداً لا تجد لديه قوة اليقين في نطق حقائق ذاته الخاص، وإن كان مثقفاً وتحدث تدهش، فهل هذه صفات المثقف؟، وإن استبينت الحقائق تجد من جعل نفسه ومستقبله رهناً لثقافة العصر، مغرقاً بوهم المفردات والمصطلحات... تجد المديح الزائف والتملق حديث قوله، وبنفس الوقت الخوف يحطم أوصاله... ويعود ويسأل نفسه: أين سينتهي بي هذا الطريق المتشعب المشتت... إلى الجنون أو الانزواء بعيداً عن الناس؟، وهذا حال الكثيرين من أدباؤنا ومفكرينا الذين أرهقهم الصبر لجني المستقبل، وأفقدهم عوز المال نشوة الحياة والتجدد. الذين لا نتعرف إليهم إلا بعد موتهم فنقول رحم من كان والكلمة ذاتها ليست إلا وجهاً من عشرات الوجوه يتماشى ويتناسب مع الموقف.

    «التفرقة الذهنية» تجعلك تكيد لشقيقك حتى تجني ماله، تجعلك كارهاً للأثرياء لأنهم أفضل منك حالاً، فأين الذي يصرف آلاف الليرات على متعه من فقير معدم يشقى طيلة النهار بأقسى أنواع الأعمال ليكسب من أولئك الأثرياء ليرات قليلة يكفي بها أسرته من العوز والحاجة؟ إن هذه التفرقة توقعك في جحيم أخطاء لا ينقذك من سوءها إلا وعيك أنت ولا شيء آخر.

    هذه التفرقة من صنع من؟، إننا نعيشها، وفي كثير من العائلات نتربى معها منذ الطفولة، ومن ثم نخرج لنزداد علماً وتذوقاً بها من المجتمع، ولكن قلائل فقط من هم متحررون من تلك الشوائب...

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ◘ مثقفوا العصر هم المسؤولون الأوائل عن دوامة الأفكار الممرضة التي صرنا نتماهى بها مثل الأموات ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

    ثالثاً: «من هم مثقفوا العصر العمالقة في ثقافة العصر؟» إنهم المحللون والمفصلون والجدليون الذين يعبرون عن رأيهم الصريح، ويضعون مفاهيم ثمينة لنصرة ووحدة الشعوب... ياه كم هذا جميل، كم هو جميل إنهم المسؤولون الأوائل عن دوامة الأفكار الممرضة التي صرنا نتماهى بها مثل الأموات.
    إن هؤلاء سوط الجلاد وليس نداء رحمة، إنهم من يحفرون قبور البسطاء بأيدي البسطاء، إنهم الجلاد الذي يتلذذ بتمزيق سجينه لكن بلغة منمقة من أدب العصر، والسلطة، وخباثة الثقافة الانتهازية. لقد أصبحت بيوتنا نفسها التي نملكها وندفع حتى أجر إقامتنا بها خناقاً لأرواحنا، فكيف المجتمع، وأسياد الثقافة الخبيثة الانتهازية فيه؟

    رابعاً: «منظومة الأخلاق التي كانت شاهد حضارة وانحدرت في تماشي العصر إلى التشوه» المنظومة التي كنا نراها ونبهر بها، واليوم تصدمنا مكاشفة مجهولها، إنها المنظومة التي تحتم نجاحك وفشلك، فإن كنت ذا وفرة مال ودعم سلطوي امتدّ نفوذك ونجحت، وإن كنت بسيطاً على إمكانيتك ومفردات أخلاقك الأسرية لا أحد يكترث لأمرك، ومهما شقيت تجد نفوذك ونجاحك محدوداً، لماذا؟
    كثير من مفردات هذا التركيب اللفظي تحتاج إلى إيضاح وشرح وتفصيل... المهم أنه ثمّة أقلاماً جريئة تكتب وتخاطب من لم تقضي عتمة الأفكار على جوهرهم الإنساني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ◘ هل السعادة والنجاح ورفاه الحياة ملك فقط لمن أحيطوا بالدعم والسلطة والنفوذ؟ ◘
    ◘ الفقراء... أليس لهم حق في ذلك؟، أليس لهم حق في أن يتنفسوا هواء الرفاه والرضا؟،
    أليس لهم الحق في التحرر من دوامة الأفكار الممرضة؟ ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ◘ تأمل هذه الصور ◘
    ◘ هكذا تنحر أعناقنا الأفكار المشوهة
    ◘ إذا أردت أن تعرف مرارة الحياة فزر فقيراً
    ◘ هذه الصورة المثلى لمثقف عصرنا الأسطوري
    ◘ بتنا بالفعل نحتاج إلى مرشد روحي يكشف لنا أغوار المستقبل
    عذراً اخي القارئ لأن موضوعي صدامي، لكنه في حقيقته جزءاً من بؤس الذاكرة العربية.
    «الأفكار الممرضة ـ الدوامة التي تجرفنا بتيارها المجنون» دمشق ـ علاء الجمّال




    alaa gamall
    [email protected]
يعمل...
X