"جمال القنطار المساعد أول المتقاعد لـ "المفتاح":
الكلمة الطيبة والنقية رصيدك في الحياة
◘ "داما" ملجأ للثوار، ومنها صدر بيان الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ◘
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
«سريعاً تمر سنوات العمر... تنقضي بحلوها ومرّها، بلينها وقسوتها، تتربى معها وتأخذ من مواقفك وتجاربك فيها المعرفة والحكمة والقوة والصبر... ويبقى من ذكراها أثرك الطيب وسيرتك الجميلة»
نعم فللحديث وقعه في النفس... هكذا بدء العم أبو "خالد" ـ "جمال القنطار" المولود عام "1954" في قرية "داما" حديثه لموقع "المفتاح" يسرد به مفرداته... ويستعرض بعض محطات من ماضيه، ولاسيما فترة تطوعه في الجيش العربي السوري، والتي تقاعد منها بعد خدمة "32" عاماً برتبة "مساعد أول".
ومع تواصل الحديث، يقول: «يحملني الشوق إلى الحديث عن قرية "داما" مولدي ونشأتي... أناسها البسطاء الذين يحتكمون في تلاحمهم وتعاضدهم... إلى المبادئ الحكيمة التي تنضح من حسهم الإيماني الوجداني، ومشاعر الرضا بما يؤتى من أمر الله، ولكم أكنّ لها ولأناسها الحب والوفاء...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
تربيت بين ربوعها في كنف أسرة كريمة، متواضعة العيش... أسرة لم تدخر جهداً في تربيتنا إلا وبذلته حتى نكون مسؤولين عن صفاتنا ومبادئنا... والأهم الأثر الطيب الجميل الذي سيكون اسماً لنا فيما بعد».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ويشير العم أبو "خالد" إلى أن "داما" تتميز بنبع ماء طيب المذاق يسمى "حوض اللجاه"، وأنها قرية متوفرة الخدمات... وتتميز بمجموعة مواقع أثرية... أهمها قلعة "داما" المبينة على أرض منبسطة، والتي ترتفع عنها بحوالي "15" متراً تقريباً، وتتألف القلعة من عدة طوابق وغرف متعددة... وهناك أيضاً نفقاً أثرياً لم يتمكن أي شخص حتى الآن من كشف نهايته، هذا إلى جانب كنيسة ومجموعة أبنية من العهد الروماني، وإلى الداخل من القرية من جهة الشمال الشرقي تقع قرية أثرية أخرى اسمها "دير داما" وهي لم تزل على قدمها مأهولة بالسكان».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
◘ قضيت في الخدمة "32" عاماً تعلمت منها الحكمة والصبر واحتمال الظروف الصعبة ◘
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفيما يتعلق بمراحل دراسته وانتسابه إلى صفوف الجيش، يقول: «درست المرحلة الابتدائية حتى عام "1968" ولكن قسوة الظروف حالت بيني وبين استمراريتي في التعليم، فالإعدادية كانت في محافظة "السويداء" وتتطلب مالاً كثيراً للمتابعة، ولضيق وضعنا المعيشي... تركت التعليم وتفرغت للعمل. ثم سافرت بعد ذلك طلباً للرزق، وما أن مضت سنتان حتى عدت والتحقت بصفوف الجيش العربي السوري، وكنت في الـ 18 من عمري».
ويضيف: «قضيت في الخدمة "32" عاماً بدأتها باختصاص النقل ثم مسؤولاً عن عربات النقل العسكري، وفي العام "1973" شاركت في حرب تشرين التحريرية ونلت وساماً، بعد انتهاء الحرب أصبحت سائق ناقلة دبابات وكان اختصاصاً صعباً وفي هذه المرحلة كنت من المشاركين في الحروب والمشاريع العسكرية، وبخاصة التي وقعت على أرض لبنان الشقيق، وقد تعرضنا في حينها إلى مواقف صعبة ومخاطر عدّة على رأسها العوامل الجوية والظروف الحربية والعسكرية... تلك المرحلة من حياتي علمتني الحكمة والصبر وقهر المصاعب والظروف القاسية».
◘ ما بعد التقاعد
وعن المكانة المجتمعية التي تميز بها بين محيطيه، يقول: «في العام 1972 كنت اقطن بيتاً مستأجراً وأنتقل بين الحين والآخر، وفي العام "1977" كونت أسرتي، وبقينا على وضع التنقل حتى حصلت في العام "1980" على قرض عقاري اقتنيت به قطعة أرض في "جرمانا" بنيت عليها المنزل.
من هنا كانت من أسباب مكانتي... حرصي على الجيرة، طيلة الأعوام الفائتة... فنحن بمعايشتنا مع جيراننا، قلباً واحداً وأسرة واحدة، همنا واحد وفرحنا واحد، وأنا أدين لهم بكل حب، ولم تجمعني معهم إلا كل كلمة طيبة ونقية، وهذا رصيدنا في الحياة.
وأخيراً يشير العم أبو "خالد" إلى إن الوعي الاجتماعي ثمرة للتجربة الحياتية من حيث الاحتكاك مع الآخر والتعامل معه بشفافية وصدق، وأخذ الخبرة والمعرفة ممن هو الأكبر سناً والأرشد رأياً، فمجالسة الكبراء ومشاركتهم في العلم، والإفادة من تجارب الآخرين تصقل النفس وتزيدها وعياً ونضجاً»
◘ وفيما يلي صفات ضيفنا في سطور
أما "داما" فهي قرية قديمة وأثرية تقع إلى الشمال من مدينة "السويداء" بحوالي "36" كيلو متراً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
◘ في منزل ضيفنا
◘ هي سماحة الوجه التي تميز بها
◘ مدخل القرية من جهة الجنوب
◘ منزل المجاهد الراحل "شبيب القنطار"
◘ الجهة الغربية من منزل المجاهد
◘ البوابة الرئيسية لمنزل المجاهد الأثري
◘ مشهد الطيار "يحيى القنطار"
◘ الجانب الغربي من مضافة المرحوم "شبيب القنطار"
◘ مشهد بانورامسي لقلعة "داما"
«المساعد أول "جمال القنطار: الكلمة الطيبة والنقية رصيدك في الحياة» دمشق ـ السويداء ـ علاء الجمّال
Comment