تويت
حُلمٌ قبيح
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب
بدعي محمد عبد الوهابشاعر مصري
يوماً رأيت الدنيا بعيْني
مرايا مرايا كثيراً تـُباع..
مرايا أمامي مرايا بخلفي
ومن فوقي كانت مرايا تُغنـَّي
بصوتٍ جميلٍ يهزُّ البقاع..
علوْتُ لأشدو بسمعي قليلا
وأطربُ نفسي بلحنٍ جميلٍ
بلحنٍ بديعٍ سريع الإيقاع..
وجدت الغناء صياحاً حزيناً
لطفلٍ ضريرٍ قليل السماع..
يبكي لأمٍ ماتت تردِّد
إلهي إلهي ابني ببابك
علي مقلتيْها دموع الوداع..
رجعتُ سريعاً ألعن نفسي
وفي راحتيَّ رأيتُ الدماء
صراخاً عويلاً أُناساً جياع..
...
فقلت لنفسي أنظر أمامي
مرايا جميلة وشكلي جميل..
سمعتُ بخلفي صوتاً ينادي
انظر إليَّ ستلقى الدليل..
نظرتُ فكانت مرايا قبيحة
وشكلي قبيحاً بوصفٍ ثقيل..
وجدتُ أمامي يهودي يُغني
يربطُ عنقي بحبلٍ طويل..
قطعت الوثاق ليرحل عني
رأيت عجائب هذا الرحيل..
يشدُّ الوثاق علي عاتقيَّ
رجلٌ عليلٌ بجسدٍ هزيل..
قلت لأدنو لأعرف هذا
ويا ليت أني جهلتُ الدخيل..
تركت الوثاق ليقطع عنقي
فصارت بلادي دماءً تسيل
...
أخذت برأسي
وصرت أهرْول بين الديار..
فجاءت مرايا لتطلب عفوى
كأني أميرٌ يشقُّ الغبار..
قالتْ تعالى وحدِّق بعيني
فثـبَّتُ رأسي وجهَّزت نفسي
لأحمل تاجاً ثقيل العيار..
رأيت التاج عيناً لأمي
تبكي لأني كثير الفرار..
وكانت بقايا نساء حياري
نساء عرايا تبْغي الستار..
رميْتُ التاج فجُرحي عظيمٌ
يا ويْح نفسي بذنب الصغار..
ويا ويْح نفسي بنارٍ تفور
بغيْظٍ تنادي أنا بانتظار..
مضيْت وفي قلبي يأسٌ كبير
وحُلمٌ قبيحٌ بوضح النهار
أناجي بلادي أغنِّي بلادي
ما عدْتُ أعرف طريق الديار
ما عدْتُ أعرف طريق الديار
...
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب
بدعي محمد عبد الوهابشاعر مصري
يوماً رأيت الدنيا بعيْني
مرايا مرايا كثيراً تـُباع..
مرايا أمامي مرايا بخلفي
ومن فوقي كانت مرايا تُغنـَّي
بصوتٍ جميلٍ يهزُّ البقاع..
علوْتُ لأشدو بسمعي قليلا
وأطربُ نفسي بلحنٍ جميلٍ
بلحنٍ بديعٍ سريع الإيقاع..
وجدت الغناء صياحاً حزيناً
لطفلٍ ضريرٍ قليل السماع..
يبكي لأمٍ ماتت تردِّد
إلهي إلهي ابني ببابك
علي مقلتيْها دموع الوداع..
رجعتُ سريعاً ألعن نفسي
وفي راحتيَّ رأيتُ الدماء
صراخاً عويلاً أُناساً جياع..
...
فقلت لنفسي أنظر أمامي
مرايا جميلة وشكلي جميل..
سمعتُ بخلفي صوتاً ينادي
انظر إليَّ ستلقى الدليل..
نظرتُ فكانت مرايا قبيحة
وشكلي قبيحاً بوصفٍ ثقيل..
وجدتُ أمامي يهودي يُغني
يربطُ عنقي بحبلٍ طويل..
قطعت الوثاق ليرحل عني
رأيت عجائب هذا الرحيل..
يشدُّ الوثاق علي عاتقيَّ
رجلٌ عليلٌ بجسدٍ هزيل..
قلت لأدنو لأعرف هذا
ويا ليت أني جهلتُ الدخيل..
تركت الوثاق ليقطع عنقي
فصارت بلادي دماءً تسيل
...
أخذت برأسي
وصرت أهرْول بين الديار..
فجاءت مرايا لتطلب عفوى
كأني أميرٌ يشقُّ الغبار..
قالتْ تعالى وحدِّق بعيني
فثـبَّتُ رأسي وجهَّزت نفسي
لأحمل تاجاً ثقيل العيار..
رأيت التاج عيناً لأمي
تبكي لأني كثير الفرار..
وكانت بقايا نساء حياري
نساء عرايا تبْغي الستار..
رميْتُ التاج فجُرحي عظيمٌ
يا ويْح نفسي بذنب الصغار..
ويا ويْح نفسي بنارٍ تفور
بغيْظٍ تنادي أنا بانتظار..
مضيْت وفي قلبي يأسٌ كبير
وحُلمٌ قبيحٌ بوضح النهار
أناجي بلادي أغنِّي بلادي
ما عدْتُ أعرف طريق الديار
ما عدْتُ أعرف طريق الديار
...