Announcement

Collapse
No announcement yet.

«حجرة الذكريات» دمشق ـ علاء الجمّال

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «حجرة الذكريات» دمشق ـ علاء الجمّال


    ◘ حجرة الذكريات ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    ◘ كيف يلبى الاحتياج لحقيقة الحنين المتأجج في حجرة ذكرياتنا ◘
    ◘ المكان في مخبوء ذاكرتك حديقة جسدك، وصحوة إنسانك الشاعري ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

    دمشق ـ علاء الجمّال
    لذاكرتنا الجميلة الملمّة بمختلف الأشياء... بوابة استعادية نعبر من خلالها إلى حجرة الذكريات... إلى مفردات الماضي التي تمثل (المكان) فنراها على الشكل الذي تحدده مشاعر الحنين، وفي أكثر الأحيان وفي خضم حياتنا المتشابكة بالأعمال لا نكترث لهذا الشعور أو نبدي له اهتماماً، والسبب؟ أننا منشغلون في كل وقت، ومتقمصين معطيات الفكر المعاصر... فإن استحوذت مشاعر الحنين على الذاكرة لدينا، وحاولت فتح بوابتها نعتبرها مشاعر عادية تحدث في أي وقت... ولا تأثير منها على أنفسنا، فلننشغل عنها بما هو أهم، هكذا يفكر البعض دوناً عن أولئك الحالمين، المتأملين، الذين يرون بأعين قلوبهم حقائق الأشياء...

    أولئك البعض لم يفكروا ولو لمرة واحدة أن هذه البوابة إذا لم تفتح وتتحرر بفتحها مشاعر الحنين تلك، قد تصبح بفعل التراكم عاصفة هوجاء تأخذ النفس في تيارها إلى تعارضات وتقاطعات نفسية تنتهي بها إلى حالة نفسية ما، مثل: الاضمحلال أو الاكتئاب أو فرط العاطفة لشيء مجهول، بمعنى (الاستنزاف) كأن تشعر بعاطفتك تتأجج بشكل كبير ودون إرادتك لشيء مبهم عليك، تحاول أن تعرف... تفكر، تحدق، تسأل نفسك: «ماذا بي؟»

    وما هي إلا لحظات حتى يجيبك تسارع نبضك، وعوضاً من أن تكون مشرقاً بملامستك لهذه المشاعر، وتسعى بعين قلبك لمعرفة حقيقتها... تضمحل وتتناسى الأمر، وتبقى أسيراً لذاك المخبوء في حجرة ذكرياتك... وأنت لا تعلم أنه هو من يستنزف عاطفتك بفعل حنينه إلى (المكان)، ويسقطك مع انقضاء الوقت وتراكم احتياجك لحقيقته في وهم التأثيرات النفسية التي ذكرت، فتطيل مجالسة ذاتك منتظراً نداء قلبك أن يتحقق، منتظراً الشخص الحقيقي بإنسانه ومشاعره (أن يلبي احتياجك لحقيقة الحنين المتأجج في حجرة ذكرياتك) ويخرجك من حالتك النفسية الماثلة لتلك التأثيرات.

    ◘ حقيقة الذاكرة واحتياجها التكاملي ◘
    المؤسف أننا اليوم ندور في حلقة مشبعة بالأوهام، بل (نخوض صراعاً بات أزلياً في دوامة معقدة من الأفكار الدخيلة والمتشعبة والمتناقضة والمفككة) التي سأتحدث عنها مفصلاً في نص آخر، متناسين أن لحجرة ذكرياتنا حق في التحرر من كل ذلك، متناسين أن لذاكرتنا أفكارها الفطرية النقية، أفكارها التي ترتبط مباشرة باحتياجها التكاملي لملامسة الحنين المنبعث من حجرة الذكريات... من ذاك المكان، من ذاك المخبوء بين مفرداتها القديمة.
    فإن اكتمل ذاك الاحتياج وتمت ملامسة حقيقته... سرعان ما ستتحرر حجرة الذكريات من احتباسها، والذاكرة ستصبح مفعمة بالحياة... وأكثر ستصبح ملامسة لإنسانك الداخلي الذي تتحسسه برفق خجول كلما أحسست بعاطفة بريئة تلامس أو تداعب قلبك، فتتنهد ثم تتأمل ثم تشعر بقشعريرة ما، ومن بعدها تقول: «يا ليت».

    أنظر إلى عملك ألا يتطلب احتياجات حتى يكتمل؟، ومظهرك ألا يتطلب احتياجات حتى يكتمل؟، وطعامك ألا يتطلب احتياجات حتى يكتمل؟، وحديقة منزلك ألا تتطلب احتياجات حتى تكتمل؟، وحنينك ألا يتطلب احتياجات حتى يكتمل؟، كذلك ذاكرتك وحنينها المخبوء بين مفرداتها القديمة الذي يحولك كلما انبعث من مخبوء حجرة ذكرياتك في لحظات من كائن مشرق ونشيط إلى ساكن يصعب عليه حتى تحريك يده، ومشاعر غريبة من ارتياب ممزوج بالشوق تسرع نبض قلبه.

    ياه... إنها (محطات مفرداتها القديمة التي شكلت جذورك... وجذور المكان الذي بات في قاموس ذاكرتك ذكرى من حياة) بمنعطفات تأثيرها الإيجابي أو النقيض، إنها حديقة جسدك التي تحوي زهور فرحك وألمك، تحوي زهور اكتمالك وصحوة إنسانك الشاعري، تحوي تأجج عاطفتك البريئة بنداءاتها المنبعثة من العمق.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
    ◘ (كياننا الإنساني) كيف يتحرر من خدر الأفكار المعقدة والأوهام الممرضة؟ ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

    (حجرة ذكرياتنا) الجزء الأكثر من هام في (كياننا الإنساني) المتجدد بتجدد حسّنا الشاعري، وتفكيرنا المرتكز على تلبية نداءات الحنين المنبعثة من مخبوءها الغامض، وتأتي مهماتنا في البحث عن حقيقتها وملامستها، بالتالي ملامسة الوجد في شخصنا الإنساني أو إنساننا الداخلي. أما الكيان الإنساني الشريد في (حلقة الأوهام أو دوامة الأفكار المعقدة) لن يكون متجدداً، بل سيغدو مخدراً مفرغاً من تلك الملامسات الشفافة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    ◘ هذا النص الرابع من مؤلف «خوارزميات نفسية» أهديه إلى عين الحكمة في قلب القارئ ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


    ◘ دع أطياف ذاك المخبوء تتحرر، وتنطلق مثل طيف اللوحة إلى عوالم (المكان) إلى الحقيقة، إلى الجذور، إلى ملامسة العمق في كيانك الإنساني المتجدد ◘
    «حجرة الذكريات» دمشق ـ علاء الجمّال
    Alaa gamall
    00963940920780

  • #2
    رد: «حجرة الذكريات» دمشق ـ علاء الجمّال

    هل تعلم أخي علاء كم أعيش مع ما تكتبه وأعيد قرائته مرات ومرات ومرات
    أحيانا" أقول سأرد عليه بسرعة كي أحفز الجمال بداخلك كي لا تنقطع عن الكتابة وأحيانا" أنتظر قليلا" كي لا أبخس المشاركة حقها في الرد
    هذه الخوارزميات النفسية أخي علاء آه لو تعلم ما تحرك فينا
    إنها تستبيح وجداننا فنصاب بشتى أنواع النشوة نحلق نحلق معها إلى فضاءات من الحرية لا توصف
    إنك تسبينا بجمالك أخي الكريم إنك تستنزف فينا كل الذكريات لمعانقت أطياف حروفك التي تنطق بالبهاء وأفكارك التي تلهب العقل وصورك التي تمتع البصر
    فندخل أماكنك ونعيش نبضها بزهو لا يعادله زهو
    في فترة هدوئنا اللعين وأبتعاد المشاركات وبعد المكان لكثرة المشاغل والمشاكل نحتاج دوما" لحظات تعيد إلينا مرفأ للذكريات
    نبحث في المنتدى هنا وهناك لمواضيعك أخي عبق الذكريات وأمان الوصول وإنعتاق الفكر من قيد الجمود
    لك تقديري الكامل
    لك ودي وإحترامي
    دمت بخير دوما" بخير
    من صميم القلب
    أيها المبدع
    قيمة المرء ما يحسنه

    Comment


    • #3
      رد: «حجرة الذكريات» دمشق ـ علاء الجمّال

      كلام جميل ورائع ويستحق المشاهدة والتعليق
      شكرا" أيها المتميز علاء الجمال
      فما تكتبه باهر
      أميرة النوارس

      Comment

      Working...
      X